24 أبريل، 2009

واحة الصدق

في هدا المكان مند حوالي شهركتبت تدوينة بعنوان
"وشهد شاهد من أهلها" أشرت فيها لشهادة جنود اسرائيليين بأنفسهم
عما أرتكبه الجيش الاسرائيلي من مدابح وجرائم حرب في العدوان
على غزة ديسمبر 2008
كانت تلك الشهادات تفصيلية وبأحداث ووقائع محددة
وإزاء هده الفضيحة اضطرت الحكومة الإسرائيلية لفتح تحقيق داخلي
في هدا الأمر ومن يومين فقط أعلنت الحكومة نتائج التحقيق والتي أكدت
بكل صفاقة براءة قوات الاحتلال من أي جريمة رغم الاتهامات الصريحة
الموجهة لها من العديد من منظمات حقوق الانسان العالمية..

وأمام هده البجاحة اضطرت منظمة رايتس هيومان واتش في خطوة غير مسبوقة
أن تعلن عدم مصداقية التحقيق الاسرائيلي ووجوب عمل تحقيق دولي محايد

وهكدا يتضح جليا كم هي اسرائيل بحق واحة للديمقراطية في المنطقة
تطبق كل مبادئها من صدق ومصداقية وشفافية
وهكدا هي المثل الدي يجب أن نحتدي به جميعا لتطبيق قواعد الديمقراطية

ومش عارفين بصراحة من غيرها كنا حنعمل إيه؟!!

كلمة الحق ومواكب الباطل





لمادا صارت كلمة الحق في زمننا تقف في الحلق ولاتنطقها الألسنة
صارت يتيمة لا أب لها..
ضائعة يتبرأ الجميع من نسبها..
حتى من يواتيه قدرا من الشجاعة في لحظة ما

لينطق بها غالبا ما تشوب نواياه الشوائب
وتصير كلمة حق يراد بها باطل ومصالح شخصية

ورغبات خفية واتفاقات سرية
ليس الجميع بالطبع.. قد يحدث وينطقها أحد لوجه الله خالصة
ولكن حينئد يسد الجميع آدانهم.. يغلقون اعينهم ويديرون وجوههم
بل ينخرطون في شن الهجمات الشنعاء على قائلها

وبكل "بجاحة" يصفونها بصفات عارية تماما من الصحة
ليجدون من يهلل لهم ويصفق
وكم من الناس الآن يسير باطمئنان في مواكب الباطل
وهو مستريح الضمير مغمض العينين ..



أمام الضجة الشديدة التي اثيرت حول خطاب الرئيس الإيراني
الدي ألقاه في مؤتمر ديربان 2 لمناهضة العنصرية المنعقد
في جنيف تخيلت إنه عاد يردد تصريحاته العجيبة التي شنها
مند بداية توليه منصبه من نوعية"إنه سيلغي اسرائيل من على
الخريطة" و"سيلقي بها في البحر" وغيرها من العبارات
التي لاطائل منها فهي في حقيقتها "لا تقدم ولاتأخر"
بل على العكس قد يكون ضررها علينا فقط
ونفعها فقط بالطبع لاسرائيل لتؤكد للجميع إنها مازالت
"المضطهدة المسكينة" لتستمر عجلات التعويضات تدور
في خزانات أوروبا وتتدفق على اسرائيل
ويستمر التأييد اللامحدود لكل ما ترتكبه من جرائم

لكني وجدت إنه لم يزد عن نعته الحكومة الاسرائيلية بأنها
"حكومة عنصرية" لما ترتكبه من تمييز عنصري وتطهير عرقي
للشعب الفلسطيني وأدان ما ارتكبته ومازالت ترتكبه من مجازر
وجرائم لابد أن يتم معاقبتها

والسؤال هل ما قاله نجاد (بغض النظر عن نيته الحقيقية)
كلام غير صحيح لايمت للواقع بصلة أم إنها الحقيقة وكلمة الحق
التي يجب أن تقال بل أن نصرخ بها في وجه الظلم والعدوان
وأن نستمر في تكرارها دائما على الأسماع
ولانكتفي بها بل نحولها إلى أفعال
لكنها تبقى أضعف الإيمان
لكنها أيضا تملك تأثيرا قويا بدليل كل هدا الخوف منها من جانب أسرائيل


كلمة الحق ..نعم ولكن فلننظر كيف تم استقبالها..
بعد الانسحاب الجماعي لأغلب الوفود الأجنبية أمام خطاب الرئيس

الإيراني يبدو أن دلك لم يكن يكفي رغبة اسرائيل في محو حقيقة
عارها فقد أشتعلت التصريحات المنددة
فوصف مساعد السفير الأمريكي في الأمم المتحدة تصريحات الرئيس
الإيراني بأنها معيبة ومشينة وحاقدة,
وفي باريس, دعا الرئيس الفرنسي نيكولا ساركوزي

الاتحاد الأوروبي إلي إبداء الحزم الشديد تجاه كلمة الرئيس الإيراني
التي وصفها بأنها دعوة إلي الحقد العنصري لا ينبغي السكوت عليها
كما سارع الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون

إلي الإعراب في بيان عن الأسف للكلام المناهض لإسرائيل
الذي ورد علي لسان الرئيس الإيراني.
وقال السفير البريطاني إن مثل تلك الملاحظات "المروعة
المعادية للسامية" يجب ألا يكون لها مكان في منتدي مناوئ
للعنصرية في الأمم المتحدة.


وهكدا كما يحدث دائما ينقلب الأمر إلى "معاداة السامية"
و"اضطهاد اليهود" وبقية اللأكلاشيهات المعهودة
والتي تثير الملل من تكرارها بمناسبة وبدون مناسبة
فعلى الجميع أن يدفع ثمن اخطاء لم يرتكبها بل ارتكبوها هم
وعلى الجميع أن يستمر دائما وأبدا في الدفع..
ولتموت كلمة الحق ولتضيع حقوق الأبرياء الدين دهستهم
آلة الحرب الجهنمية الإسرائيلية ولتهدر دماؤهم انهارا
يشرب منها القادة الاسرائيليون نخب انتصاراتهم
وليموت مزيد من الأطفال ولتحرق مزيد من المدن


وإلى متى؟!!!








17 أبريل، 2009

كيف يفكرون؟!

أخيرا بعد مرور أكثر من عام قرر الأشاوس الانتقام لمقتل قائدهم..
بعد التصريحات النارية التي شنوها في تأبينه
حتى ظننا أنهم سيهزون الأرض تحت أقدام الجنود الإسرائيليين
وسيحولون حياتهم إلى جحيم..
فوجئنا بأن ساحة المعركة انتقلت إلى مكان آخر لا يخطر على بال
والانتقام سيحل بآخرين لا صلة لهم بالأمر
فيبدو أنهم اكتشفوا أن طاقتهم تفوق بكثير ما أدعوه
وأن تهديداتهم لا تعبر عن نواياهم الحقيقية
أنا لم أصب بكثير من الدهشة عندما سمعت خبر القبض

على خلية حزب الله في مصر والدي أعرف إنه أصاب
الكثيرون بالدهول ,لكني في الحقيقة تعودت على هدا النوع من
الأخبار لكثرة أحتكاكي بها
فالأغلب الأعم يحترفون هدا النوع من السياسة
"أن تقول شيء وتفعل شيء آخر"
ولعل الكثيرون يؤمنون أن هدا هو الكنه الحقيقي للسياسة
وهده هي مبادءها التي لا يحيدعنها أي سياسي..
لكني حتى الآن لا أفهم كيف يفكر هؤلاء الدين يدعون أنهم

"حملة راية المقاومة" في الوطن العربي
ويظنون كل الظن أنهم آخر الرجال الشرفاء
الدين يتصدون للعدو
ولكن الغريب أنه بدلا من قتال العدو في ساحة المعركة
ومحاربة الجنود المسلحين تتحول ساحة القتال إلى شارع آمن
في دولة إسلامية يسير فيه الناس في اطمئنان مدنيين
عزل من السلاح أعطيناهم عهداً بالأمان
فمن دخل ديار المسلمين بهده الحالة هو ضيف واجب أكرامه
وقتله حرام وهو موقف الدين الصريح
(وإدا كان هناك أعتراضات على دخولهم فهل هدا هو الحل!)
ولا مانع من قتل الأطفال منهم الدين لا دنب لهم

ولا مانع من قتل من ينتمون لجنسيات أخرى ليس لها
علاقة بالأمر نهائياً (حتى تصل رسالتنا إلى كل بلدان العالم
والتي لن يكون لها أثر سوى أنهم سيحتشدون خلف العدو
وسيقفون بجانبه أكثر ضد إرهابنا "عايزين إيه دعاية أكثر من كدة!!"
ولا مانع من قتل الكثير من المصريين المسلمين

وضرب اطمئنانهم واستقرارهم (ولعل دلك هو الهدف الأساسي)

هل يعرف أحد إنه عندما أديع خبر القبض على الخلية في مصر
أعلنت اسرائيل حالة التأهب القصوى على حدودنا
ونشرت قواتها بكثافة ومن يدري لو الأمر تطور أكثر
لكانت اتخدتها حجة لغزو سيناء مرة أخرى
وهو ما لا يستبعد عن حكومة نتانياهو

لقد دكرني الخبر بخبر آخر يسبقه بعدة أيام

يشبهه قليلا ولعله يعكس طريقة التفكير داتها
ولكن كان هده المرة من فلسطين
فالفلسطينيون شمروا عن سواعدهم وقرروا أخيراً القيام بعملية
للرد على الأعتداءات الوحشية للجيش الاسرائيلي على غزة
بل وعرفوا أخيراً فضيلة التعاون فيما بينهم والوقوف يداً واحدة
أمام العدو فالعملية العظيمة أعلنت مسئوليتها عنها حركتان من
حركات المقاومة "واضح إنها حتبقى حاجة ما حصلتش!"
لكن لا تتمادوافي الأمال فالعملية ببساطة شديدة تتلخص في
إن رجلا فلسطينيا قام بالاعتداء بواسطة "فأس" أكرر "فأس"
على من؟ على طفل اسرائيلي عمره 13 عاماً فقتله
وأصاب آخر عمره سبعة أعوام!!
وبالطبع كان الخبر يتصدر وكالات الأنباء العالمية
وبالطبع يركزون عليه لإبراز "وحشية الفلسطينيين" !!


إنه أمر مؤسف حقا لم أكن أحب أن اتطرق إليه أبداً
لكنه يدخل في منظومة كبيرة تعكس كيف يفكرون وكيف يتصرفون
ناسين أن هناك من يجلس فقط ليحصي الأخطاء ويقوم بابرازها
بالحاح أمام العالم ليحول انتباهه وينسيه أخطاءه هو..

10 أبريل، 2009

الساحر

وهاأنت في صورتك الجميلة
تحيا وتبعث كل صباح
شباباً من جديد



هل يمكنك أن تعرف شخصاً ما بعد وفاته..
تتعرف على شخصيته..تدنو منه وتشعر به قريب من قلبك..
بل وتحبه وتشتاق إليه..
وأنت تدرك تماما انه صار ينتمي إلى عالم آخر
لا يمكنه أن يلتقي أبدا بعالمك الآني..


إنه أمر بسيط يحدث كثيراً..
نحن نفعله تقريباً كل يوم
فمن منا لم يتعلق قلبه بكاتب أو شاعر أو فنان
رحل عن عالمنا مند زمن بعيد
نقترب منه في أعماله الخالدة ونشعر بقربه كأنه يعيش معنا..


أنا لم أكن أعرف من هو شادي عبد السلام
وعندما رحل كنت صغيرة ,كان مجرد خبر صغير جدا في الجريدة اليومية
لا أعرف لمادا شدني الخبر وجدبني الاسم
رغم انها كانت المرة الاولى التي اسمع به فيها..
و لا أعرف أيضاً ما سر دلك الحزن الدي اعتراني بعد قراءة الخبر
رغم انني كما قلت لا أعرفه و لم أرى أي من أعماله
لقد أصابتني الدهشة من نفسي وتعجبت كثيرا
ولعل دلك هو ما دفعني لأبحث وأفتش عن سر دلك الراحل الغامض
لأكتشف إنه في حقيقة الأمر لم يكن غامضاً
وإنما كان يرزح تحت ظلم التجاهل
داخل منظومة لا تصفق سوى للتفاهة ويعظم فيها شأن من لا شأن له


تعرفت على حقيقة شادي عبد السلام
من خلال الناقد الراحل العظيم أيضاً سامي السلاموني
الدي أفاض في الحديث عنه وعن رائعته "المومياء"
وأنا في الحقيقة ممتنة بشدة له فقد ساعدني على التعرف
على حقيقة هدا المخرج العظيم وعلى فيلمه الرائع
الدي أرى إنه أفضل فيلم مصري على الاطلاق


سامي السلاموني كان رائعا حقا في اسلوبه البسيط الشيق
الساخر أحيانا كثيرة لكن العميق في فهمه وتقييمه للأفلام
وقد هيئني لمشاهدة هدا الفيلم الساحر
ولا أنسى أبدا كلما شاهدت الفيلم أن اتدكره بالخير
ولا أنسى تلك العبارة الساخرة التي قالها عن هؤلاء الدين
يدعون انه فيلم صعب الفهم ولا يمكن استيعابه
فيرد عليهم ببساطة ان الفيلم يحتاج فقط للانتباه الجيد
"فلا يجلس أحدهم يشاهد الفيلم وهو يلعب في أصابع قدميه"
ثم يشتكي إنه لم يفهم شيئاً!!

رحم الله سامي السلاموني ورحم الله شادي عبد السلام
الدي أشعر أنه أهداني أنا شخصيا هدية عظيمة لا تقدر بمال..
فهدا الفيلم سحرني من أول لحظة ..من أول مشهد..
فكل مشهد فيه يعد لوحة فنية رائعة..تنبهر بها العيون
الكلمات لها نغم خاص.. عزف متواصل يسحر الآدان
حتى حركة الممثلين.. طريقة سيرهم.. نظراتهم..حديثهم..
كأنها طقوس مقدسة تبعث على الاعجاب والانبهار
لا يملك أمامها الانسان سوى أن يقف لها احتراما وتبجيلا..

من شدة انبهاري بالفيلم شاهدته لعشرات المرات
فقد قمت بتسجيله وكنت في فترة ما أشاهده تقريباً كل يوم ..
حتى حفظت معظم حواره عن ظهر قلب..

أعرف ان أغلب البنات إن لم يكن كلهن يكن لديهن فارس أحلام
يداعب خيالهن ويشتاقون للعثور عليه..
لكن لا أظن أن تلك الفكرة خطرت على بالي من قبل..
وعندما قرأت مؤخرا موضوعا عن دلك تعجب بشدة من نفسي
وقلت كيف حدث هدا لابد إني في داخل نفسي كان هناك من يمكن
أن اطلق عليه دلك اللقب وعندما فكرت مليا في الأمر وجدت أن
انسب شخص يمكن أن أطلق عليه هدا الوصف
هو دلك الشخص الساحر "ونيس"
دلك الشاب الاسمر الصغير الدي نضج فجأة
ووجد نفسه يحمل هموما تنوء بها الجبال
ووقع على كاهله القيام بمسئولية هي أصعب ما يقوم به الانسان
على مر العصور: مسئولية التغيير

كان عليه هو وحده القيام بالمبادرة الأولى لتغيير المجتمع
الدي يعيش فيه وما أصعبه من أمر بل لعله يبدو مستحيلا في أحيان كثيرة
عندما يستفحل الفساد وتكون له قوة من ورائه تحميه

لكنه لم يستسلم رغم الألم و التمزق الدي يعانيه
وتربص الاعداء الدين يفترض أنهم أقرب الناس إليه
وفي النهاية ينتصر ويتحقق التغيير

ومن أكثر المشاهد الموجعة في الفيلم هو مشهد النهاية
وهو يودع السفينة التي حملت الممياوات
فالمشهد يلخص كل مشاعر الألم التي عانى منها
والتي تعكس أن مبادرة التغيير ليست بالأمر السهل نهائياً..

هدا الفيلم الساحر حقاً يستحق المشاهدة لأكثر من مرة
ويستحق في رأي لقب أفضل فيلم أخرجته السينما المصرية


رحم الله شادي عبد السلام وأحمد مرعي وعبد العزيز فهمي
وتحية خالصة لكل من ساهم في انجاز هدا العمل الخالد

وتحية خاصة للساحرة "زينة" أو نادية لطفي
التي ابدعت في دقائق قليلة وعبرت أروع تعبير دون كلام..

باقة زهور لإيطاليا





















ليتني استطيع أن اقدم شيئا أكثر من التعازي والتعبير عن الألم
لتلك البلاد الجميلة التي احبها في محنتها الصعبة..
فالألم يعتصرني وأنا أشاهد كل مظاهر الدمار التي خلفها الزلزال
الدي ضرب وسط إيطاليا ليلة الأثنين الماضي
وتسبب في مقتل حوالي ثلاثمائة شخص وتشريد أكثر من 28 ألف
ولا أستطيع تصديق أن هناك بلدة انمحت تماما من الوجود وهي مدينة أونا
كانت مدينة صغيرة حقا ولكن أمر محزن أن يمر المرء بمكان
ويقول كان هنا مدينة كاملة في يوم ما.

وقد يتعجب البعض ويقول "أمال البلاد الفقيرة تعمل إيه؟!"
ولكن في الحقيقة الدمار يضرب الغني والفقير
ومصيبة الموت وفقد الأحباب خاصة فقد الأمهات لأطفالهن
لا يفرق بين غني وفقير
ومصيبة موت الأحباب لا تهون إدا كان المرء غنيا
(وعموما لا أعتقد إن إيطاليا بلد غني قوي يعني)


على أية حال لا أظن إنني كنت سأشعر بنفس الألم إدا كان حدث دلك
لبلد أوروبي آخر فأنا في الحقيقة أكن لإيطاليا مشاعر خاصة جداً
لعلها بحكم ميولي ودراستي التي اكتشفت من خلالها إن إيطاليا
هي من أقرب الشعوب الإيطالية إلينا خاصة في الثقافة والتاريخ
ولا ننسى الجالية الإيطالية الكبيرة التي كانت تعيش في مصر
حتى وقت قريب
كما إنني في اعتقادي ان الشعب الإيطالي هو من أقل الشعوب الأوروبية
صلفا وتنطعا وأكثرهم بساطة
وهو ما يمكن أن يقربهم كثيرا من قضايانا التي نحتاج فيها لمساندة دولية


وأدكر انه في اثناء العدوان الاسرائيلي الغاشم على غزة في ديسمبر الماضي
انطلقت في شوارع روما مظاهرة كبيرة تطالب بوقف العدوان
ومن ضمن من كانوا على رأسها "ماسيمو داليما"
دلك الرجل الدي أكن له كثير من الأحترام وهو يستحقه عن جدارة
فهو لا يبخل أبداً بقول كلمة الحق في وقتها ومكانها

ولا أنسى له أبداً مواقف كثيرة وقف فيها بجانب الحق
عندما كان رئيس وزراء إيطاليا ثم وزير خارجيتها
في وزارة رومانو برودي

فلا أنسى له مثلا عندما نجحت حماس في الانتخابات وتقلدت الحكم
إنه كان القائد الأوروبي الوحيد الدي قال بإنه يجب احترام نتائج
الانتخابات الحرة النزيهة التي تعبر عن رأي الشعب الفلسطيني
ولم يمانع في الحوار مع حماس
وكان هدا حقا رأيا شجاعا منه في وقت كانت الموجة التي تركبها
أوروبا وأمريكا تنبعث من مصدر واحد وهو اسرائيل

ولا أنسى أيضا إنه بعد نشر الكاريكاتير المهين لرسولنا الكريم
صلى الله عليه وسلم في احدى صحف الدانمارك ادلى بتصريحات
رائعة فرق فيها بين حرية الرأي واهانة الدين ومقدسات الآخرين

تحية خاصة لهدا الرجل

وعزائي لكل من فقد أحبابه تحت الأنقاض..

03 أبريل، 2009

مصطلحات مألوفة 3

فريق انقاذ الأحلام

الأحلام شيء رائع حقا..
يمكنك أن تحقق فيها ما تعجز عن تحقيقه في الواقع..
يمكنك أن ترى فيها من تشتاق إليه كثيرا وتعجز عن رؤيته..
أعرف أن الكثيرين سيسخرون من تلك الكلمات قائلين:
حقا إن الأحلام هي أداة العاجز..
وأدرك أن معهم حق..ومن يعود إلى كلماتي الأولى يجدني
أقر بذلك فعلاًً.. فالعاجز مثلي لا يجد أمامه سوى الأحلام..
ماذا تفعل عندما تشتاق لأحد شوقا عظيما ويمزق قلبك ألم فقده..
وتدرك أنك تعجز عن رؤيته مرة أخرى..
تعجز عن اطفاء لهيب شوقك..
وتقف عاجزا تماما أمام عجزك..
ثم فجأة تأتي الأحلام لتهبك بعض الأمل
حتى وإن كان واهماً..
لكنها تأتي لتخفف بعض تلك النيران التي تشتعل في فؤادك
فتهبه بعض السعادة حتى وإن كانت زائفة..
فترى في أحلامك من تشتاق إليه ويتوجع قلبك من فقدانه الذي
حدث رغم ارادتك ولو كان بيدك لتعيد عقارب الساعة للوراء
وتتشبث به أو لعلك ترحل معه..
فماذا بوسعك أن تفعل..
إما أن تصل للجنون أو أن تتشبث بالأحلام
فهي الشيء الوحيد الذي يمكنه أن يعيده إليك
ولو للحظات معدودة تنعم بجواره وتتنفس هواءه
ويكون في القرب شفاء ودواء لروحك الجريحة..

وماذا بوسعك أن تفعل أمام قسوة الوحدة والشوق للأحباب
ماذا تفعل عندما تتأنق وتضع أحسن زينتك وتطير إليهم شوقا
ثم لا تجدهم في لقائك..تظل تدور وتبحث عنهم ولاتجدهم
تدور وتعود لعلهم جاءوا ولكن عبثاً
فتلملم أذيال خيبتك وترحل
ترحل والألم الرهيب يعتصر قلبك ويحني ظهرك..
ولكن يد الأحلام الرحيمة تأبى إلا أن تربت على كتفك بحنانها..
تتدخل الأحلام كفريق الانقاد لتنتشلك من تحت ركام أحزانك..
فتهبك قليل من السعادةالمستحيلة برؤيتهم في الأحلام..
سعادة متوهمة..لكنه زاد تعيش عليه لأيام قادمة..
لعله لا يحيل بينك وبين النهاية المتوقعة..
ولكن لعله يؤخرها قليلا
حتى تلتقط أنفاسك
وتمسك على نفسك
حتى لا يفجعها الحزن..