26 فبراير، 2010

وتستمر البجاحة!



ما يحدث الآن من استفزازات اسرائيلية يأتي على رأسها
القرار بضم الحرم الابراهيمي في الخليل ومسجد بلال بن
رباح في بيت لحم لقائمة التراث اليهودي بصراحة
لا تثير في أي دهشة


فإذا نظرنا نظرة شاملة للتفكير اليهودي ككل وللمنهج
المنظم الذي يسيرون عليه سنجد ان هذا القرار يتناغم
تماما معه بل هو مجرد خطوة واحدة في مشروع كبير
يتم تنفيذه بكل جد واجتهاد بل وتم بالفعل تنفيذ خطوات
كثيرة منه تحت سمعنا وبصرنا وفي ظل وهننا وتكاسلنا


ويذكرني ما يحدث الآن بتدوينة كتبتها منذ فترة وبالتحديد
في شهر يوليه الماضي إثر قرار مشابه اتخذته اسرائيل
بشطب الاسماء العربية للشوارع واذكر إنني قلت نفس
الكلام فما اشبه اللية بالبارحة وكان اسمها "بجاحة منظمة"


ونظرا لاني اظن ان لااحد قرأ تلك التدوينة من قبل
رأيت من المناسب نشرها مرة أخرى ففيها تعبير
عما حدث وعما يحدث وعما سيستمر في الحدوث:




بجاحة منظمة!!
قررت اسرائيل في الفترة الأخيرة شطب الاسماء العربية
للشوارع والاكتفاء بكتابة الاسم العبري والانجليزي فقط
وبالطبع قوبل القرار بالهجوم والتنديد الشديد من
الكثيرون وهذا القرار بالطبع يستحق هذا وأكثر
ولكني لاحظت ان أغلب من نددوا بالقرار كانوا
يتحدثون عنه كأنه اجراء فردي منفرد وهو أبعد
ما يكون عن ذلك فهو في الحقيقة يدخل في منظومة
كاملة ومستمرة من فترة طويلةجدا جدا بدأت
حتى قبل نكبة 48 ففي اطار هذه المنظومة
يستمر الاسرائيليون في دأب شديد جداوتنظيم عالي
وتخطيط منظم يحسدون عليه يستمرون في طمس كل
معالم العروبة عن فلسطين وخاصة مدينة القدس ,
ويحاولون بضراوة محو كل ما هو فلسطيني ونسبه
لهم وللأسف تجد محاولاتهم صداها في الغرب
ونجحت نجاحا ساحقافي قلب كل الحقائق في ذهن
المواطنين الغربيين(الذين لا أعفيهم من المسئولية)
سرقوا التاريخ الفلسطيني ..نهبوا تراث الفلسطينيين
ونسبوه بكل بجاحة لهم والعالم الغربي كله يصفق ويؤيد!!
هل يتخيل أحد انهم سرقوا حتى الطعام الشعبي للفلسطينيين :


هكذا بكل بجاحة يغرزون علمهم في الفلافل ويكتبون عليها
Falafel Israel's national snack
الفلافل الطعام الشعبي لاسرائيل!!!
شفتوا بجاحة اكتر من كده!!!
وغير هذا الكثير والكثير جدا
لقد رأيت مؤخرا فيلم من انتاج قناة النيل للأخبار

عن القدس اسمه "البحث عن الظل الآخر"
وبصراحة طول الفيلم "ودمي بيتحرق"
غلي الدم في عروقي بشدة وأنا أرى الكوفية

الفلسطينية الشهيرةوقد تم السطو عليها وبدلا من

نقشاتها العادية تم نقش نجمة داوود
آلاف النجمات الصغيرة بجوار بعضها
وقد تحول لون الكوفية إلى الأزرق اشارة لعلمهم!!!
حتى الفخار والأطباق الفخارية المنقوشة والملونة

التي يصنعها ويرسمها الفلسطينيون يبيعونها في

العالم تحت شعار "صنع في اسرائيل" !!
وهذا بالطبع إلى جانب المحاولات الدؤوبة لطرد

الفلسطينيين من ديارهم في القدس وارتكاب كل

ما هو مشين وخسيس لتطهيرها عرقيا منهم
إذا نظرنا كل يوم سنجد في الأخبار دائما ما يؤكد

تلك المنظومة ويؤكد استمرارها فمثلا منذ يومين

أعلن وزير التربية الاسرائيلي جدعون سار ان

تعبير "النكبة" الذي يدل على قيام دولة اسرائيل
العام 1948 وتهجير الفلسطينيين من مدنهم وقراهم

سيشطب من الكتب المدرسية المخصصة للعرب

الاسرائيليين.
ويرى الوزير بكل بجاحة انه "لا سبب لاعتبار

قيام دولة اسرائيل كارثة "!!!

(صحيح البجاحة ليها ناسها!)
وطبعا تناسى هذا الوزير أو لعلها محاولة منه

لينسي العالم ما سببه انشاء اسرائيل الذي أدى إلى

تدمير أكثر من 531 قرية ومدينة فلسطينية بالكامل

وقتل أكثر من 150 ألف فلسطيني في 50 مذبحة

قادها اليهود وتهجير 85% من السكان الفلسطينيين
ومآسي النكبة لا تحصى ولا تعد
وهل يمكن أحد أن يتخيل إن وزير الخارجية

اليميني المتطرف افديغور ليبرمان كان قد اقترح

مشروع قانون يهدف الى منع اي ذكر للنكبة

مع فرض عقوبة بالسجن تصل حتى ثلاثة اعوام
بحق كل من يخالف هذا القرار.
فهذه القرارات ليست الأولى ولن تكون الأخيرة
مادمنا نغط جميعا في نعاسنا

ولا ندرك يقظتهم وتنظيمهم ودأبهم

مولد الهادي


19 فبراير، 2010

استهبال



مقتل أكثر من 50 مدني افغاني في الأيام الأولى


للعملية التي شنتها أمريكا في جنوب أفغانستان
ظن الجنود الأمريكيون أنهم من طالبان


مقتل أكثر من سبعة ضباط أفغان أثناء نفس العملية
ادعى الأمريكيون انهم أيضا ظنوا انهم من طالبان

ومازال ذبح المدنيين مستمراً..

والله أنا عندي اقتراح .. يوزعوا على الأمريكان نظارات
طبية..لان واضح ان عندهم قصر نظر مستفحل
يعني حتى الضباط اللي لابسين لبس ضباط

يفتكروهم طالبان!
والأطفال اللي بيقتلوهم ..طالبان هم كمان!




لكن عندي اقتراح أحسن
يحطوا الأمريكان على "كرسي كشف الاستهبال"
(مع الاعتذار لدياسطي)
لأن واضح قوي
"إن أمريكا بتستهبل يا فوزية"!!

16 فبراير، 2010

الأمل الوحيد



يشتد الزحام أمام واجهات المحال التجارية
عشرات المئات من الناس يذهبون ويجيئون
يتزاحمون فتتخبط أكتافهم وتتلاقى أنفاسهم
منهم من يتمهل في السير ومنهم من يسرع
يسيرون عادة في جماعات أقلها من اثنين
يشاهدون البضائع المعروضة في المتاجر ..
يتناقشون ويتبادلون الآراء عنها ..
هذا يعجبهم..هذا لا يليق بهم..ذاك غالي الثمن ..
وإذا وجدوا ما يناسبهم يدلفون إلى المحل ليشاهدوه
ويجربوه ويتشاوروا فيما بينهم ويتجادلون في
السعر وفي النهاية يصلون إلى قرار..إما بالشراء
أو باستكمال المسير للبحث عن شيء آخر أفضل
وقد يتناولون شيئاً من الطعام والشراب..
وقد يتهامسون ببعض الأسرار..
وقد يروون بعض حكاياتهم وأخبارهم
أو يناقشون بعض مشاكلهم ويستمرون في السير..
وكلما مضى منهم فريق أتى فريق آخر
ليظل الزحام شديداً حتى لا تجد على الرصيف
موضعاً لقدم
إذا كنت تسير في طريقك بجانبهم ..لكنك لا ترى
ما يرون ولا تفعل مثلما يفعلون..تسير وحيدا ليس
بصحبتك أحد..فقط تسير ..قد تنظر إلى السماء
أو تدفن عينيك في الأرض أو تثبت عينيك نحو الأمام
دون أن تكون بالفعل ترى شيئاً..فقط تسير دون
أن يكون لديك هدف مثلهم تضعه نصب عينيك..
دون أن تأتي بأفعال مثلهم..فإنك حينئذ تبدو في
غير مكانك..تسير وأنت تشعر بغرابة السير وسطهم..
ستنظر إليهم وستجد انهم هم أيضاً يشعرون بغرابة
سيرك وسطهم..ستشاهد تلك الدهشة في أعينهم
والسؤال يطل منها..نفس السؤال الذي يتردد في
عقلك..من أنت وما تكون ..وماذا تفعل هنا ..
تسير وسطهم وتجد السير قد صار صعباً وثقيلاً ..
تشعر بأنك ستبدأ في التوقف ولن تستطيع الاستمرار
ستجد إنه لا سبيل أمامك سوى أن تتوقف وتتنحى
جانباً ..لتهبط من على الرصيف..وتبدأ في السير..
السير هناك أسفل الرصيف المظلم ..السير وحدك
بعيداً عن صخب المحال التجارية وواجهاتها المضيئة..
بعيداً عن الزحام..بعيداً عن الناس..تسير وتشاهدهم
من بعيد..تشاهدهم وهم يتبادلون الحديث في ود
واهتمام..وهم يتشاورون ..وهم يشترون
ما يريدون..وهم يسيرون وقد ظللهم الرضا
والسعادة بنجاحهم فيما يفعلون ..باتخاذهم
القرارات الصائبة..حتى ولو لم تكن كذلك..
وبجوارهم من يحبون ..
وعليك أنت أن تظل تشاهدهم من بعيد..
مهما سبب ذلك لك من ألم..
وعليك أنت أن تظل هناك في مكانك المناسب
أسفل الرصيف..تسير نحو ذلك النفق المظلم
الذي ينتظرك في النهاية..
ولا يجب أن تفكر أبداً في العودة إلى أعلى..
لا يجب عليك مجرد التفكير في ذلك..
فلن يجلب عليك سوى مزيد من التعاسة والألم..


لا أعرف بالضبط متى نزلت من على الرصيف..
وبدأت في السير هناك وحدي مر وقت طويل حتى
إنني لم أعد أتسائل متى؟ ولماذا؟ وكيف؟
ولكن السؤال الذي صار يتردد في عقلي دائماً الآن
لماذا..لماذا لم أصل حتى الآن إلى ذلك النفق
الذي صار الأمل الوحيد

12 فبراير، 2010

الكذاب








يطلق الشخص كذبة ويظل يرددها ويرددها

حتى يصدق نفسه ويصدق كذبته


رئيس الوزراء البريطاني السابق توني بلير يدلي

بشهادته أمام لجنة التحقيق عن الحرب في العراق


ولكن السيد بلير يبدو كأنه غائب عن الدنيا وكأن الزمن

توقف لديه..فهو لا يدلي بشهادة وانما هو مستمر في

ترديد اكاذيبه..وكأنه لا يدرك انها انكشفت منذ

زمن بعيد أمام العالم كله والشعب البريطاني نفسه

وهو ما تؤكده المظاهرات التي انطلقت في نفس الوقت

في لندن والتي كانت تعلن كذبه المكشوف

فقد كان المتظاهرون يرفعون لافتات حولت اسمه

من بلير إلى "بلاير" BLIAR







لا انكر ان بلير لون كلامه قليلا ليتماشى مع انكشاف كذبه
فبدلا من استمرار الادعاء بان العراق كان يملك اسلحة

دمار شامل وهي معلومات خاطئة؛ تم دحضها على لسان
وزير الخارجية الأمريكي السابق كولن باول نفسه؛ قبل
أن يتم إثباتها بشكل أكثر وضوحا فيما بعد
برر بلير العدوان بان صدام كانت لديه النية في الحصول
على هذه الاسلحة
وهذا ما يذكرني بالنكتة القديمة التي تحكي عن الرجل
الذي يضرب خادمته ليس لانها كسرت الاطباق ولكن
لانها قد تكسرهم
كما برر بلير العدوان انه كان لاسقاط حكم ديكتاتوري

وهذه طبعا مصيبة لأنه ببساطة يعطي الحق لأية دولة

التدخل العسكري لتغيير نظام دولة أخرى لا تتفق معها

ومعناه ان جميع النظم السياسية في العالم مهددة بالغزو

من قبل الولايات المتحدة وبريطانيا مادامت لا تعجبهم!



ولكن قبل ان يتفائل المتفائلون ويرون في لجنة التحقيق

تلك انفراجة وبداية لمحاكمة مجرمي الحرب الذين
دمروا العراق
للاسف الشديد هذه اللجنة انما هي تابعة للبرلمان
فهي ليست لجنة تابعة للقضاء
الشيء الذي يصبغها بالطابع المدني ويجعلها لجنة رمزية,
لا تمتلك الشرعية القانونية لتعميق التحقيق؛
ومن ثم الوصول الى الإدانة
فالأمر لا يزيد عن استجواب صحافي أو برلماني في
مجلس العموم
بل يرى المحللون ان هذه اللجنة هي مجرد ورقة انتخابية
رابحة في يد حزب العمال بعدما أكدت استطلاعات الرأي
تراجعه أمام حزب المحافظين فرئيس الوزراء الحالي
غوردون براون يعرف جيدا أن تشكيل اللجنة سيرسم
صـــورة جيدة لحزبه باعتباره يعكس صدى الشارع
البريطاني ويوافق على التحقيق مع مسؤولين قادوا
الحكومة السابقة وينتمون إلى الحزب وهذه أكبر
ورقة رابحة يستعد براون للعبها ضد حزب المحافظين
فلا يظن احد ان هؤلاء قد استيقظ ضميرهم فجأة
وارادوا التكفير عما ارتكبوه من جرائم


ولك الله يا عراق

08 فبراير، 2010

فوتوغرافيا




الصور العائلية تصور وجوها مبتسمة: ولادة ، حفلات
الزفاف ،أيام الأجازات,الأطفال في حفلات أعياد الميلاد
يلتقط الناس صوراً للحظات السعيدة في حياتهم..
وإذا نظر احدهم إلى ألبوم صورنا سيخرج بنتيجة
واحدة إننا عشنا حياة مفعمة بالفرحة والسعادة..
خالية من المآسي..

لا أحد على الاطلاق يلتقط صورة
فوتوغرافية لشيء يرغب في نسيانه

عندما يندلع حريق في بيت أحدهم..
ما هو أول شيء سيرغب في انقاذه بعد أن يطمئن أن
احبابه وحيواناته الأليفة في أمان؟
الصور العائلية

أنا متأكد أن زبائني لم يفكروا في ذلك قط ولكن هذه
اللقطات إنما تمثل وقفتهم أمام الزمن المستمر
يطقطق باب العدسة
وينبعث الوميض
ويوقفون الزمن حتى ولو كان لمجرد لمحة بصر

وإذا كانت هذه الصور تحمل أي شيء مهم لتقوله
للأجيال القادمة فهو هذا:-

أنا كنت هنا
كنت موجوداً

كنت صغيرا ،
كنت سعيدا
وكان هناك شخص يهتم بأمري بشكل كاف في هذا العالم
حتى انه توقف ليلتقط لي صورة..

معظم الناس لا تأخذ لقطات للأشياء الصغيرة
ضمادة مستعملة..الرجل في محطة الغاز...
دبور على الهلام...
ولكن هذه هي الامورالتي تشكل الصورة الحقيقية لحياتنا
هذه الكلمات الرائعة هي من الفيلم الأمريكي
One Hour Photo

الذي قام ببطولته العبقري الرائع روبين ويليامز

فيلم رائع لا أمل من مشاهدته أبداً
من ذلك النوع الهادئ المتأمل
الذي يغوص في نفوس البشر
ويعطي تحليلا عميقا لدخائلهم
ولسبب آخر أيضاً

رغم عشقي الشديد للوحات الفنية المرسومة
إلا ان الصور الفوتوغرافية أيضاً لها سحر خاص
وتأثير شديد في نفسي..
لذلك تأثرت كثيرا بتلك الكلمات ..
خاصة تلك التي تتحدث عما تمثله الصور وما تقوله

والصور الرائعة التي استعنت بها مع الكلمات
هي من أعمال الفنان المتميز شريف عبد المجيد
الذي هومتعدد المواهب فهو أيضا قاص وكاتب
والذي زرت له مؤخرا معرضا متميزا
وفيه ركز على تصوير لقطات لقصر شامبيليون
ليبرز الاهمال الشديد الذي يعاني منه هذا المعمار
الجميل الذي يمثل تراثا حضاريا كان لابد أن نحافظ
عليه ..لكن للأسف كم من القصور القديمة تم اهمالها
بل كم منهم تم هدمه بكل قسوة ليتم بدلا منه بناء برج
سكني عالي قبيح

أنا أيضا امر في طريقي للعمل على قصر شديد الروعة
واحب دائما أن أتأمله وأتأمل زخارفه الجميلة
التي يعلوها تراب الاهمال المخجل
واخاف بشدة أن أمر عليه يوما فلا أجد له أثرا
سوى كوم من الحجارة
ومن صور المعرض الجميلة