24 أغسطس، 2010

قرحٌ مثله

صباح رمضاني عادي..أسير في الممر المؤدي
للسكرتارية لأوقع في دفتر الامضاء..أكاد افتح عيني,
فلم انم جيداً. جافاني النوم تماما بعد السحور
وخشيت أن نمت أن يفتني موعد العمل.
لكن في الممر شعرت بحركة غريبة, اضطرتني أن
افتح عيني على اتساعها, فتلاشى النعاس منها تماما ..
البعض يجري مسرعا إلى حجرة المدير, والبعض الآخر
يخرج منها مسرعاً أيضاً. عندما وصلت لحجرة
السكرتارية, إزدادت حيرتي, فالوجوم يغطي الوجوه,
والبعض انتحى جانباً ليبكي. تسائلت عن السبب,
فجاءتني الاجابة الحزينة..لقد مات أحد موظفي
السكرتارية. كنت اعرفه, كان الخبر محزناً لكنه
لم يكن مفاجأً, فقد اشتد به المرض كثيراً في الفترة
الأخيرة, حتى إنه كان يسير بصعوبة شديدة.
أول ما تبادر إلى ذهني أطفاله الصغار الذين تركهم
في الحياة بلا عائل. تذكرت أن له أبنة صغيرة
مازالت في المرحلة الابتدائية, اعرفها لانها من نفس
عمر ابن اختي, كنا قد تبادلنا الحديث يوما عنهما
وعما يعانيه هؤلاء الصغار من تغير مستمر للمناهج
وصعوبتها الشديدة بالمقارنة بأعمارهم.
لكنني عندما فكرت قليلا, تذكرت أيضاً إنها تماما في
مثل عمري أنا عندما رحل أبي, وياللمصادفة العجيبة,
لقد مات أبي أيضا مثله في شهر رمضان.
لا أعرف مالذي جعل تلك الكلمات تفلت من فمي,
ذكرتها في تلقائية دون أن اتنبأ بوقعها. فجأة شعرت
بتوقف الكلام تماما في الحجرة, ساد صمت ثقيل
ورأيت العيون كلها تتجه نحوي..تحدق في بشدة.
تعثرت الكلمات في فمي, وفوجئت بالدموع تقفز إلى
عيني, وشعرت كأن قواي ستنهار, فحاولت التماسك
واسرعت بالخروج ..فرارا من نظرات شفقة لا اطيقها.
سرت في الممروالذكريات تتلاحق على ذهني بتفاصيلها
المؤلمة, التي لم تستطع كل هذه السنوات أن تمحو منها
أي شيء. مازال كل شيء حيا , حاضرا في ذهني
كأنه كان بالأمس, والاصعب ان الألم مازال هو نفسه,
لم يتضاءل أمام مرور السنوات كما يمنوننا دائما بأن
الألم يبدأ كبيرا ويقل مع الأيام, فلماذا لم يقل ألمي.
بدأت دموعي تتساقط رغما عني, فمسحتها سريعا,
قبل أن ادخل المكتب, وهذه الطفلة الصغيرة التي
اصابها جرح مثلي لا تغيب عن بالي. تمنيت أن تكون
أوفر حظاً مني, أن تكون أشد تماسكاً وأكثر صلابة
في مواجهة الصعوبات التي ستلاقيها.
اعترف انني ضعفت أمام بعض المشكلات وعرف
الوهن طريقه إلي في لحظات كثيرة .. ورفعت كثيراً
من الرايات البيضاء ..لكنها قد تكون اشد قوة مني..
حقا ليس المهم كم تواجه من صعوبات
المهم كيف نواجه هذه الصعوبات..
دخلت المكتب..وجدت الجريدة ملقاه على أحد المقاعد,

تناولتها لعلي اطالع فيها ما يخفف قليلا مما أنا فيه..
الجريدة مليئة عن آخرها بأخبار الفيضانات والكوارث
الطبيعية والحروب..آلاف الضحايا في كل مكان..
في باكستان..في الهند..في الصين..في ..
مليون أرملة في العراق.. أربعة ملايين يتيم عراقي..
عندئذ تضاءلت صورتي .. وصورة تلك الطفلة,

وأنا انخرط في مطالعة صور اليتامى والأرامل
وقراءة تفاصيل مآسيهم
في كل مكان في العالم..

20 أغسطس، 2010

بأي حال؟!




وأتى رمضان آخر .. ويأتي من بعده عيد آخر..
فبأي حال جاء علينا نحن المسلمين؟
أظنه سؤال صار في منتهى السذاجة..أليس كذلك؟
لن نكرر الكلمات المعهودة
لن نقول فلسطين..أو العراق..أو لبنان ..أو الصومال..أو..
فلنأتي بمثل يبدو أبسط من ذلك
خبر تناقلته وكالات الانباء العالمية واستنكرته منظمات
حقوق الانسان, لكني اظن انه لم ينتبه إليه أحد لدينا
رغم اننا الأولى بالاستنكار بل واتخاذ موقف حياله
الخبر يقول ان السلطات في الصين اصدرت قرارا
بمنع المسلمين الصينيين هذا العام من صوم رمضان
ومعاقبة أي شخص يحث المسلمين على أداء هذه الفريضة
ومنعهم أيضاً من إقامة صلوات الجماعة في المساجد
(التراويح والقيام)والمشاركة في أي شعائر دينية خلال
الشهرالمعظم!
وطبقا للبيان الذي اصدرته السلطات في اقليم تركستان
الشرقية (سينكيانج) حيث يتركز المسلمون: إنه من أجل
التأكد من احترام المواطنين لهذه القرارات سيتم تنظيم
حملات تفتيش للمنازل
(مش عارفه ده يعني إيه .. حيدخلوا على الناس
ويأكلوهم بالعافية!)
كما طالبت السلطات الرجال الملتحين بأن يحلقوا لحاهم
والنساء اللواتي يرتدين الحجاب بنزعه،
وإلا فإن الحكومة ستتخذ التدابير لإجبارهم على ذلك
وللعلم هذا ليس العام الأول الذي يتقرر فيه ذلك بل
سبقته أعوام كثيرة

لاحول ولا قوة إلا بالله
ألهذا الحد هُنا على الناس ..أعدنا إلى عصور الجاهلية
كنا قديما نتباهى أن الاسلام وصل حتى الصين دون
حروب أو فتوحات
دخله الناس هناك تأثراً بما وجدوه من أخلاق كريمة
لدى التجار العرب المسلمين
فهل لو كان هؤلاء الناس رأونا نحن- المسلمون في
وقتنا الحالي- بدلا من هؤلاء التجار فهل كانوا
سيفكرون مجرد التفكير في دخول الاسلام
ماذا يقولون الآن وهم يروننا لا نعيرهم أي اهتماما
رغم ما نعلمه جيدا عما تتعرض له الأقلية المسلمة
في الصين من فظائع وظلم بين
آه نعم نحن مشغولون بموضوعات أكثر أهمية
نحن مشغولون ببالوعة المسلسلات التي انفجرت في
وجوهنا واغرقتنا جميعا


وحسبي الله ونعم الوكيل

17 أغسطس، 2010

الاجابة


اسئلة عديدة وعسيرة..تشغل بال الانسانية من قديم الزمان
اسئلة فلسفية تقلق راحة الانسان وتثير حيرته

فتضطرب حياته ويظل هائما باحثا عن إجابة
من أكون؟ كيف جئت؟ ما الهدف من وجودي؟

ما معنى الحياه؟ ما هذا العالم وما الهدف من وجوده؟
كيف تسير الأمور وإلى أين؟ ما هذا الشر وما هذا
الخير وإلى أين وكيف ينتهي؟
وغيرها من اسئلة تشغل بال الانسان من أكبر
الفلاسفة إلى أصغر الأطفال الذي يسأل والديه
متحيرا من أين جئت؟
ورغم صعوبة الاسئلة وعمقها..

إلا أن الإجابة موجودة
إجابة بسيطة وسهلة وعميقة أيضاً
الإجابة ببساطة توجد في الاسلام
من يبحث ويتعمق حقاً يجد في الاسلام كل الاجابات

لكل الاسئلة العسيرة
إجابات شافية تبعث في النفوس الطمأنينة

وتجعل الأقدام تقف راسخة على أرض ثابتة
وقد يظن أحدهم إنه لم يجد الاجابة
لكن الحقيقة إنه لم يبحث جيدا
لم يترك السطح ويغوص في الاعماق
ليلتقط اللآليء الحقيقية..
الإجابات موجودة ومازالت تنتظر
تنتظر من يهتم ويبحث بالتزام واهتمام حقيقي
من يتعمق أكثر
الاجابات تنتظر ككنوز دفينة لم تكتشف بعد
وطوبى لمن يبحث..
وطوبى لمن يجد الاجابة..

11 أغسطس، 2010

رمضان كريم