29 ديسمبر، 2010

العام في صور

لا أعرف ..مازلت أرى عام 2010عاما باهتا
بلا أحداث عظيمة .. أو لعله الاعتياد جعل المصائب
والكوارث تمر دون ان تبعث في النفس الدهشة
(ولعل هذا يكون في حد ذاته مصيبة)
صار الحديث عن الأخبار حديثا مكرورا
يخلو من أي جديد
ولعل هذا أحد اسباب قلة التدوينات التي كتبتها
هذا العام مقارنة بالعام الذي يسبقه
ولعله أيضا السبب الذي جعلني كثيرا ما فكرت في
إعادة النظر في تلك المدونة وفي مدى جدواها
ومدى خطأ اختياري لموضوعها منذ البداية
مر العام .. ولا جديد..
مر العام والكوارث مازالت تطأ بثقلها الفقراء

فيدير الأغنياء ظهورهم لتكون الكارثة الأعظم
مر العام والمناطق الساخنة تزداد مورا وغليانا

فيحول دخانها دون أي شعاع للأمل
لعل الحدث الأبرز من وجهة نظري هو القنبلة
التي فجرها ويكيليكس بكشفه لوثائق الحرب في العراق
ثم كشفه لوثائق سرية ومراسلات السفارات الأمريكية في الخارج
كان بحق أكبر دليل على أمر ندركه جميعا وإن تجاهله البعض

إننا نعيش تمثيلية كبيرة ..نلعب جميعا أدوارنا كما تم رسمها
لكن التمثيلية صارت تتصف بالسخف الشديد ولم تعد تحتمل
اظن لو ظللت اتحدث عن احداث هذا العام لاتصفت كلماتي أنا

بالسخف الذي لا يحتمل.. لذلك فضلت ان استعين بالصور

التي هي ابلغ من أي كلام لتحكي ما مر به العام
وهي صور نشرتها الجريدة الإيطالية كورييريه ديلا سيرا

نقلا عن وكالة الانباء الفرنسية

الغريب الذي لاحظته إنني وجدت فيها تجاهلا لمذبحة اسطول
الحرية التي ارتكبتها اسرائيل وإيراد صورة يتيمة عن جندي

اسرائيلي مجروح (إذا فكرنا مليا لن نجده غريبا طبعا)

لذلك بحثت عن الصور الحقيقية عن الحدث
كما لم ترد أي صورة لأسانج مؤسس ويكيليكس

وذلك رغم إني اظنه , كما اختاره الكثيرون بالفعل,
رجل العام

أرجو أن تحوز الصور على اعجابكم
وكل عام وأنتم بخير

بدأ العام والزلزال يجتاح هايتي فلا يبقي على أخضر أو يابس


ويأبى العام الرحيل دون أن يجرف نفس البلد بتيار الكوليرا فيقضي على مئات الضحايا





افتتاح الألعاب الأوليمبية في فانكوفر(فبراير)
أزمة في اليونان: مظاهرات ضد اجراءات التقشف التي اتخذتها الحكومة (مارس) انقلاب ضد الحكم في قيرقيزيستان (أبريل) استمرار الحال كما هو في افغانستان جندي أمريكي يحرس أحد المقبوض عليهم في نفس المكان الذي تم تفجيره منذ قليل (أبريل) أحد القراصنة الصوماليين ينظر إلى سفينة أجنبية في الأفق فوضى المطارات في جميع انحاء أوروبا بسبب السحابة الرمادية الناتجة عن ثوران بركان أيسلندا (أبريل)
الهجوم الاسرائيلي على اسطول الحرية أخطر كارثة بيئية في تاريخ أمريكا: اشتعال منصة التنقيب عن البترول بعد التسرب النفطي في مياه خليج المكسيك استمرت الكارثة 106 يوم (أبريل- أغسطس)
مونديال كرة القدم 2010 في جنوب أفريقيا (في الصورة تبدو آلة الفوفوزيلا الشهيرة)أسبانيا لأول مرة بطل العالم في كرة القدم (يوليه) السيول تضرب باكستان لأسابيع وتتسبب في مقتل 1500 شخص وهدم 248 ألف منزل (يوليه)
سيول أسوأ من التسونامي بركان جزيرة سومطره يستأنف نشاطه بعد 400 عام (أغسطس) موجة حر هائلة تشعل الغابات في روسيا (أغسطس) بعد عشرين شهرا من التوقف: تستأنف التمثيلية الهزلية التي تلاقي بطبيعة الحال فشلا ذريعا لبعدها عن الواقع (سبتمبر) الواقع الفعلي والعملي: استمرار العمل على قدم وساق في المستوطنات الاحتجاجات تعم فرنسا ضد التعديلات الخاصة برفع سن المعاش من 65 إلى 67 (سبتمبر) دافيد بيري, قائد منظمة تنتمي لليمين المتطرف الاسرائيلي يدهس بعربته صبيين فلسطينيين في القدس الشرقية . توقفت السيارة هنيهة قصيرة قبل ان تلوذ بالفرار (أكتوبر) جنود اسرائيليون يقبضون على صبي فلسطيني أثناء مظاهرة ضد بناء مستوطنة غير شرعية (لا يفوت الجريدة الإيطالية بالطبع تبرير الصورة الوحشية فتعلق موضحة أن الصبي كان يرمي حجارة!) فوز المنشق الصيني ليو اكسياوبو بجائزة نوبل للسلام والتي لا يتمكن من تسلمها لأنه يقضي عقوبة 11 عاما في السجن كابوس حقيقي عاشه 33 من عمال المناجم في تشيلي تحت انقاض أحد المناجم حتى تم انقاذهم بعد اكثر من شهرين (أكتوبر) أونج سان سو تشي أيقونة المقاومة في بورما والحاصلة على نوبل للسلام 1991, حرة أخيراً بعد أكثر من خمسة عشر عاما من الاعتقال الجبري في منزلها
اشتعال التوتر بين الكوريتين : كوريا الشمالية تضرب جزيرة تابعة لكوريا الجنوبية


اسانج مؤسس موقع ويكيليكس

22 ديسمبر، 2010

ومضى العام


العام - ككل عام ..ككل شيء- يمضي نحو نهايته المحتومة
حبة أخرى تنفرط من العقد .. تنسل من بين يدي..
تدحرج في لمح البصر وتضيع إلى الأبد..
والعقد يتبقى به حبات قليلة - هكذا اتمنى - لم تعد روحي
المنهكة تتحمل مزيد من الحبات الضائعة..
العام ينتهي.. فتهاجمني هواجسي السنوية..
يتجسد فشلي وضياع الوقت أمامي شبحاً مرعباً يطاردني
في قسوة في صحوي ومنامي..فتخرسني الكآبة
ولا اجد كلمات تعبر عما أنا فيه..
لست حزينة لمرور العام..ولكن لضياعه بلا فائدة تذكر
لا اعرف لماذا اشعر بأن هذا العام كان عاماً باهتاً لا طعم له
كانت الأيام الحزينة فيه لها الغلبة..
الاحلام التي تكسرت على شواطئ الواقع..
قلبي رغم الانكسارات القديمة ..لا يتعلم..
مازل يغمي عيني وأنا انزلق في بئر الفشل العميقة
مازال يمنيني بآمال ليست ليّ ولا حق ليّ فيها..
سرعان ما أعود أدراجي لمكاني الطبيعي..
مازلت اقبع وحدي في قبوي المظلم
تتناهى إليّ أخبار العالم البعيد من طاقة ضيقة صغيرة
ارسل اشارات ضعيفة..تكفي فقط لتثبت إنني مازلت
على قيد الحياة..
يغضب بعض الذين تصلهم اشاراتي لضعفها وقلتها..
وقد يتجاهلونها ثأراً لكبريائهم الذي يظنونه قد أهين
والحقيقة إنهم لا يدركون المجهود المضني الذي
أقوم به لازيح عن روحي ركام الظلام الكثيف الذي
يربط أوصالها ويعيق حركتها تماماً..لارسل تلك الاشارات
أحياناً رغم هزيمتها المؤكدة تتلبس نفسي روح المقاومة
فتبعث تلك الاشارات..لكن الهزال الشديد يكون نصيبها
بعد معركة قاسية لا تخلف سوى روح مثخنة بمزيد من الجراح
أحياناً كثيرة أفكر في أن اغلق الطاقة تماما
وانتهي عن ارسال تلك الاشارات التي لا تسبب سوى
مزيد من المعاناة فأريح واستريح..
الذين يتعجبون أو يغضبون من ضعف اشاراتي لن يبالوا
كثيراً لانقطاعها..قد يتذكرونها فقط عندما تسلل إلى أنوفهم
تلك الرائحة الكريهة المنبعثة من القبو المظلم..
لكن العام مضى ومازلت اخفق في تحقيق تلك الأمنية العزيزة..
لعلها تجد ملاذا في العام الجديد
ولعله الأمل الوحيد الذي استقبل به هذا العام..



عذرا لهذه الكلمات التي انهي بها العام
فيبدو إنها صارت عادة ليّ
أرجو ألا تلقوا لها بالا وأتمنى أن تستقبلوا العام الجديد
باشراق وأمل..


وعذرا وشكرا لكل من تحملني في العام الماضي
اعرف انهم يقومون بمجهود مضني
أنا نفسي لا استطيع أن أتحمله

16 ديسمبر، 2010

حامية الديمقراطية



في دولة من دول العالم الثالث..يكشف رجل فضائح كثيرة
حقائق خفية عن الحكومة وألاعيبها السياسية القذرة
وسياستها التي تظهر غير ما تبطن
فتغضب الحكومة بشدة.. وبعد فترة قصيرة يتم القبض على
هذا الرجل ولكن بتهمة بعيدة تماما عن السياسة..
فماذا سيحدث والدولة تنتمي للعالم الثالث؟
بالطبع ستقوم الدول المتقدمة (أو التي تدعي التقدم)
مستنكرة ومنددة وستتهم هذه الحكومة بالديكتاتورية والشمولية
وإنها تخرس صوت المعارضين..صوت الديمقراطية
وبالطبع سيكون على رأس هذه الدول أمريكا
حامية الديمقراطية في العالم والمدافع الأول عنها
وكلنا نذكر حكاية أيمن نور وكيف كانت الحديث الأساسي
في أي لقاء يجمع مسئول أمريكي بآخر مصري
وورقة ضغط حتى تم الافراج عنه!
فماذا يحدث إذا انعكس الأمر ..وكان هذا الرجل ينتمي
لدولة متقدمة؟
لقد انعكس الأمر فعلا..فماذا حدث؟!
حدث تماما ما تستنكر منه الدول المتقدمة
ما تندد به أمريكا دائما
أم ان القبض على اسانج صاحب موقع ويكيليكس

هو الديمقراطية؟!
الديمقراطية اللي قلبوا دماغنا بها يبدو إنها عجينة

طرية تتشكل في أيديهم كما يحلو لهم هم فقط!