31 ديسمبر، 2011

عام لا ينسى


في نهاية كل عام .. لم أكن أرى فرقاً كبير .. عام مضى مثل سابقيه وآخر سيأتي أيضا مثل سابقيه
لكن هذا العام ليس مثل أي عام..هناك حقا فرق كبير..
يقولون ان المصريين سريعوا النسيان.. لكن هذا العام لن يمحى أبدا من ذاكرتنا.. فقد نقش في قلوبنا
إنه عام الممكن.. عام اللا مستحيل.. عام الصحوة.. عام الكرامة.. عام الحرية
عام التغيير ليس فقط على المستوى العام.. ولكن أيضا على المستوى الشخصي
اضحك كثيرا عندما افكر انه لو جاءني شخص منذ سنوات وذكر لي انني سأفعل ما قمت به هذا العام كنت بالتأكيد سأقول إنه مجنون
لكنه العام الذي تحقق فيه المستحيل .. عام التحرر من الخوف

في كل عام كنت احاول ان اجمع بعض الصور لأهم الأحداث
لكن هذا العام تتضاءل كل الاحداث أمام الحدث الأعظم
الجمال العربية التي تحملت كثيرا في صبر
انتفضت .. نزعت الخوف والاستكانة من قلبها.. وثارت كالأسود في وجه الظلم
أدعو الله أن يتم فضله علينا
أن تتحقق كل مطالب الثورة.. كل ما نحلم به
رغم الأحداث السوداء التي ختم بها العام والتي لا تنبئ بالخير
لكن ربنا قادر كما قضى على ظلم ما قبل الثورة أن يقضي على ما نحن فيه الآن


































23 ديسمبر، 2011

ولا عزاء للسيدات!

ذهبت امرأة مسلمة لتبيع بعض حليها في سوق يهود بني قينقاع
بالمدينة المنورة، وجلست عند صائغ منهم ، فجعلوا يريدونها على كشف
وجهها فأبت ، فعمد الصائغ إلى طرف ثوبها فعقده إلى ظهرها ، فلما قامت انكشفت سوأتها فضحكوا منها ، فصاحت ، فوثب رجل من المسلمين على الصائغ اليهودي فقتله ، فتبع اليهود المسلم فقتلوه ، فغضب لذلك رسول الله صلى الله عليه و سلم، فحاصرهم خمسة عشر يوماً ، حتى أجلاهم عن المدينة تاركين وراءهم السلاح و أدوات الذهب الذي كانوا يصوغونه ....
مع اهداء لكل الذين يقولون على انفسهم مسلمين وكل الذين سخروا من الفتاة التي تم سحلها بكل بشاعة وسخروا مما ترتدي:
الرجل المسلم لم يتردد لحظة في قتل اليهودي
المرأة المسلمة لم تكن ترتدي أي شيء تحت ثوبها
لكن لم يسخر منها أحد من المسلمين ونهضوا جميعا للدفاع عنها
وقامت حرب من أجلها
ولا عزاء للاسلام

و أتعجب من الذين يتساءلون ما الذي يجعل الفتيات ينزلن التحرير؟
وما الذي جعل السيدة عائشة أم المؤمنين تنزل في موقعة الجمل
وما الذي جعل النساء في عهد رسول الله صلى الله عليه وسلم ينزلن المعارك
ألا تعرفون قصة المجاهدة التي دافعت عن رسول الله في موقعة أحد
أخذت سيفا وترسا ووقفت بجانب رسول اللهأم عمارة نسيبة بنت كعب والتي عندما تفرق الناس من هول ما أصابهم في ذلك اليوم ،
صلى الله عليه وسلم تقيه بنفسها .. وأصابتها جراحا شديدة
وشهد لها الرسول صلى الله عليه وسلم شهادة عظيمة فقال: لمقام نسيبة بنت كعب اليوم خير من مقام فلان وفلان .
أأنتم مسلمون أكثر منهم!
والسادة الأفاضل الذين حاربوا بكل الوسائل المشروعة وغير المشروعة ليحصلوا على الأغلبية في البرلمان ورفضوا النزول للدفاع عن نساء مصر بدعوى انهن ينتمين لحركة أخرى
ماذا ستفعلون بنا عندما تحكموننا ستدافعون فقط عن من يقف في صفكم من الشعب والآخرون ستنكلون بهم ! أي منطق في الحكم هذا
والأفاضل (اللي مش جهلة) الذين انتخبوهم ما رأيهم في هذا
(واضح انها حتعك على دماغنا احنا بس)
ولكنّّّ الله يا نساء مصر

20 أكتوبر، 2011

كنت أظن!

منذ عدة أشهر عندما نجحت الثورة عندنا في مصر (أو هكذا كنت أظن)
كنت أظن أن الحال عندنا أفضل من تونس فلم يفر رأس الفساد
مثلهم وبإمكاننا أن نحاكمه ونسترد منه حقوقنا التي نهبها!!
وعندما تفجرت الثورة في ليبيا وفي سوريا وكنت أسمع عن المذابح
التي يقوم بها مرتزقة القذافي (الله يجحمه) وشبيحة بشار (الله يلعنه)
كنت أظن أن الوضع عندنا أفضل
انتهى الأمر دون أن يتدخل الجيش ضد الشعب..
والآن بعد أن مرت الأيام والشهور وحاكمت تونس رئيسها
رغم غيابه وحكمت عليه بأكثر من حكم دون تردد أو تأخير
دون أن يظهر أحد ليعارض حكم واحد منها..
دون أن يظهر "أبناء بن علي"!
وبعد أن نجحت في إقامة انتخابات نزيهة وحرة دون بلطجية..
والآن بعد أن نجحت الثورة في ليبيا وقضت على الطاغية وصار الحكم
في أيدي الثوار أنفسهم ليبنوا بلدا جديدا دون "فلول" في الحكم
والآن بعدى مرور عشرة أشهر على الثورة
والاحباط القديم يعود مرة أخرى وبقوة ليتسلل إلى أرواحنا بوجهه القبيح..
والطريق امامنا شديد الضبابية
وليس في جعبتنا سوى حفنة من الأقوال الأسطورية عل شاكلة
"إيد واحدة", "حمى الثورة", "خط أحمر", "عجلة الانتاج",
"انفلات الأمن","خارطة الطريق" (وهذا بالذات لا أعرف من
العبقري الذي اختاره فهو لا يملك سوى أن يذكرنا بمثيله الذي
يلخص الوضع المأسوي لعملية السلام!)
الآن فقط ادركت إنني كنت أظن
وبعض الظن إثم..

11 أكتوبر، 2011

صدمة ماسبيرو!

عندما تشتد الصدمة... لا تسعفنا الكلمات
وأي كلمات يمكن أن تعبر عما اشعر به من صدمة من مشهد جثث
الأشخاص الذين دهستهم المدرعات أمام ماسبيرو
الأحداث تتداعى..الكلمات تتخبط .. الآراء تتباين
يختلف من يختلف..لكن ما لا شك فيه ان ما حدث لا يمكن وصفه
سوى بأنه جريمة لا تغتفر..يجب محاكمة من ارتكبها
جريمة وللاسف تنضم إلى مثيلاتها في ذاكرتنا
فهل تضيع هي الأخرى ويضيع ضحاياها.. ونحن مازلنا ندور
حول أنفسنا بدلا من ان نحاسب الجاني
يقولون انهم مشعلو الفتنة.. فهل اجتثثنا نحن اسباب الفتنة
هل قضينا على ما يمكن ان يثير الفتنة
هل اعطينا كل ذي حق حقه
هل محونا التمييز..هل حققنا بيننا العدل
يقولون إنه طرف ثالث..يتربص بنا وبثورتنا
وأين الطرف الموكل إليه مسؤلية الأمن ..أليس هذا دوره الحماية من المتربصين
أم اننا نحتمي بمن لا يستطيع أن يحمي نفسه
الذي افهمه أن الذي لا يقوى على تحمل مسؤلياته يدعها ويرحل
أما الذي لا أفهمه..إلى متى سنظل نردد هذا الكلام
وإلى متى ستظل هذه المشكلة تجثم علينا دون أي حل رغم أنني أرى بساطته
العدل وحده يخرس صوت الفتنة
تحمل المسؤلية يقضي على الفوضى

06 أكتوبر، 2011

روح جديدة


في كل عام عندما كانت تهل ذكرى نصر أكتوبر..
كان يعتريني شعور ما بالحسرة...
على روح كانت فينا ولم أعد أحس بها..
وجعلني اليأس عاما بعد عام أظن أننا فقدناها تماما..
روح أكتوبر العظيمة.. التي جمعتنا يوما على قلب واحد..

لكن هذا العام ليس مثل أي عام آخر
اختلف الأمر حقا..
فتلك الروح التي كنت أبحث عنها..وجدتها أخيراً..
شعرت بها تتجسد وتتجدد معها الآمال..
تلك الروح العظيمة حلت علينا شبابا من جديد
في ميدان التحرير..
أعادتها إلينا ثورتنا العظيمة..
هي نفسها الروح الجميلة التي جمعت قلوبنا
وجعلت الحياة تدب فينا من جديد
وأنارت الأمل في قلوب يائسة..

لم يعد لدي شعور بالحسرة
بل إيمانا بأننا قادرون على استعادة
تلك الروح العظيمة..وتحقيق المستحيل..

ولكني لا أنكر أنه هناك أيضا شعور ما بالخوف..
أخشى أن يأتي العام القادم وفي ذكرى الثورة المجيدة
يفاجأني شعور بالحسرة .. على روح أخرى ضاعت..
وينتابني يأس من عودتها..عام بعد عام..
فهل ننتبه..
أم إننا نسير مرة أخرى بلا وعي نحو هذا المصير!

29 سبتمبر، 2011

سلام على سوريا


صباح يشتعل بالهتافات
نهار مدجج بالدبابات
مساء مخضب بالدماء
يوميات ومشاهد ليست من الأرض المحتلة كما اعتدنا
بل من الأرض الحرة..سوريا الحبيبة
مشاهد بشر عزل من السلاح يقتلون فقط لأنهم يهتفون
بمطلب مشروع... يطلبون حريتهم!
صور لأطفال في عمر الزهور يذبحون بلا ذنب
كل تلك الترسانة الوحشية التي كان الأمل فيها أن تواجه الأعداء
لتحرر أرض فلسطين المحتلة وجهت أسلحتها ضد شعبها نفسه
وصارت أكثر توحشا ودموية من العدو ذاته ..أي عار!

أشد ما يؤلمني ويخجلني إنني أقف عاجزة أمام كل هذا الظلم..
عاجزة تماما عن فعل أي شيء..

أشد ما يزعجني كل هذا الحشد الذي يقف وراء الباطل..
يدافع عنه بضراوة ويحاول بقسوة تشويه الحق
ما أشبههم بسحرة فرعون الذين أرادوا سحر أعين الناس وتضليلهم
لكني كلي إيمان في أن الله في النهاية سينتصر للحق وسيزهق الباطل

ولكن هل يكون سؤالي ساذجا إذا سألت أين العالم من كل هذا؟!
أين الذي يسمى نفسه العالم المتحضر؟!
أين العرب وأخوتهم العرب يذبحون!
أين المسلمون واخوتهم المسلمون يسحقون؟!
بل أين نحن التوانسة والمصريون
الذين حققوا الأمل المنشود بثوراتهم العظيمة ونصروا الحق
وكان الأمل معقودا عليهم في نصر أخواتهم
أم إنهم دخلوا في دائرة مغلقة كاد فيها كل شيء يضيع
إن لم يكن قد ضاع بالفعل

وهل سيكون سؤالي شديد السذاجة إذا قلت للسفاح بشار
"كيف تنام في الليل؟"
ألا تسمع صرخات ضحاياك الأبرياء
أسألك هذا السؤال في دهشة حقا
لأنني أنا يجافيني النوم.. بسبب عجزي عن فعل شيء
حقيقي لنصرة اخواننا في سوريا
لا أملك سوى الدعاء أن ينصرهم الله ويثبت أقدامهم
والله قادر على كل شيء

23 سبتمبر، 2011

للحق رجال

عندما يتوه الحق وتتداعى عليه الأكلة ويسود الباطل وتقوى شوكته
يصبح من يقف بجانب الحق كأنه فعلا يمسك بيده جمرة من نار
وأظن أن من يختار أن يساند الحق رغم ضعفه وأن يقف أمام
الباطل رغم قوته دون أن يكون له أي مصلحة فإن هذا الشخص
حقاً يستحق كل تقدير وعرفان
وهذا تماما ما شعرت به عندما قرأت خبر عن عمدة نابولي
لويجي دي ماجيستريس الذي سارع بالتوقيع مشاركا في
الحملة القومية الفلسطينية "فلسطين : الدولة رقم 194"
ولم يكتفي بذلك بل نشر بيانا قال فيه "إنني لا أملك سوى
أن أساند الطلب الذي تقدمت به السلطة الفلسطينية للأمم
المتحدة حتى يتم الاعتراف بفلسطين كالدولة العضو رقم 194.
وأكد عمدة نابولي في بيانه إن هذا المطلب مشروعا
وان إيطاليا ينبغي عليها أن تسانده بقوة لأنه يستجيب
لمطلب أساسي للشعوب وهو الاستقلال والاعتراف بكرامتهم
في الحقيقة لقد تأثرت كثيرا بموقف هذا الرجل الذي ينم
عن شجاعة حقيقية
فرغم أن الحق أحق أن يتبع ولكن في عصر كعصرنا هذا
صار فيه الباطل هو السيد وصار الحق كشحاذ يفر منه الجميع
وأقوى أقوياء أوروبا يقف مرتعشا كفأر مسكين أمام رغبات
سيدته اسرائيل المشينة
لذلك ادهشني كثيرا ما الذي يجعل رجل كهذا لا مصلحة له
بل قد يصيبه الضرر بوقوفه أمام اللوبي اليهودي المنتشر
والمتحكم في كل دول الغرب أن يقف رغم ذلك في شجاعة
ليقول كلمة الحق
ولكن زال بعض تعجبي عندما عرفت إنه قبل أن يتولى منصب
عمدة نابولي كان قاضيا تولى العديد من قضايا مكافحة الفساد في إيطاليا

ليت الذين يخاصمون الحق خوفاً وطمعاً يتعلمون شيئا من هذا الرجل!

08 سبتمبر، 2011

better late than never

أن يحدث متأخرا أفضل من ألا يحدث أبدا
وأخيرا .. اسعدني خبر الاجراءات التي اتخذتها
تركيا ضد اسرائيل من طرد السفير وتجميد الاتفاقيات العسكرية


اتمنى ان نحذوحذوها .. ولكن ليس بالطبع ان ننتظر عاما كاملا مثلها
إذا كان هناك أمرا مجحفا في الاتفاقيات لماذا لا نسعى لتغييره
الجميل في الأمر ان تركيا تتصرف تصرف القوي
وأظنها قوة حقيقية وليس مجرد جعجعات وحنجوريات
فهل نحن كذلك .. نستند على قوة حقيقية

ما يخيفني واتمنى ألا يحدث أن أفاجأ في يوم بخبر

عقد اجتماع سري بين مسؤلين اسرائيليين ومسؤلين

أتراك خاصة العسكريين منهم

ولكنها السياسة التي يجب أن أتوقع منها أي شيء

26 أغسطس، 2011

غزة تحت القصف


الصور لا تحتاج لتعليق

وحسبي الله ونعم الوكيل













































22 أغسطس، 2011

مبروك لليبيا


مبروك لليبيا الشقيقة.. مبروك لشعب ليبيا الحر
الشعب الذي انتزع الحرية بقوة وصبر
القتال كان ضاريا حقا وطويلا
لكن الحرية تستحق هذا واكثر
والحق في النهاية سينتصر
قلبي ودعائي كان دائما ومازال معكم
ادعو الله ان يتم عليكم النصر ويثبت اقدامكم
ويهديكم الى الصواب
(ويكفيكم شر الفلول)

وعقبال سوريا واليمن وكل المظلومين في الأرض

(ملحوظة: وجدت هذه الكلمات على الفيسبوك
وأعجبتني كثيرا:
الى الاخوة ثوار ليبيا بعد نجاح ثورتهم :
1- احذروا البلطجية او الشبيحة او شوفوا هتسموهم ايه .
2- احذروا الفلول من كتائب القذافي
3- اتفقوا من دلوقتي الدستور اولا ولا الانتخابات اولا
4- لو هتحاكموا القذافي وعياله يبقى انجزوا بسرعة
يا إما تعدموهم من دلوقتي وتشتروا دماغكم)

21 أغسطس، 2011

اعتذار للفلسطينيين

أغضبني بالطبع ما اغضب بقية المصريين من قتل العدو الصهيوني
لجنودنا على الحدود... جريمة اخرى تنضم لجرائمه العديدة
ولكن ما احزنني بشدة وجعلني اشعر بالخجل..انه في زحمة الغضب المصري
لم اسمع كلمة واحدة عن المدنيين الفلسطينيين الذين ذبحوا في غزة
والذين - لمن لا يعلم ولا اعرف كيف- يذبحون منذ وقت طويل جدا
وتتردد اخبارهم كل يوم في كل وسائل الاعلام..
يخجلني ان كل هذا الغضب ظهر فقط من اجل "الجنود"
وكل التجاهل كان من نصيب "المدنيين"
ام ان هذه الاخبار صارت اعتيادية جدا فلا تثير اي شيء في نفوسنا
ام انه قدر الفلسطينيين كما قال عنه الشاعر العظيم محمود درويش
الآن نعرف:
أن تكون فلسطينيا معناه أن تعتاد الموت

12 أغسطس، 2011

الشعب يريد .. إعدام الرئيس

- بيقولك كفاية عليكم قوي كده انتوا مش شوفتوه في القفص وارتحتوا..خلاص
- آه.. لأ ده أنا سمعت كان بيقولوا ان اصلا اللي عمره فوق

السبعين مش ممكن ياخد اعدام..
خلصت كده يا معلم...
جزء من حديث دار بين كمسري ميني باص وراكب بسيط الهيئة
سمعته رغما عني مقد كان حديثهما الغاضب ذا نبرة مرتفعة

تسمع القاصي والداني..شعرت بألفة شديدة مع اليأس الذي ينضح به حديثهما
ويطل من عينيهما
ذكرني بوجه قبيح أعرفه جيدا
غاب قليلا عني لكن سرعان ما عاد شامتا
وجه يأسي الذي يبدو أنه لا مفر منه..



- يا خبر أسود ..ده صعب عليا قوي ودموعي نزلت
وأنا شايفاه داخل على السرير..يا عيني

- لا يا جماعة حرام بقى ..العفو عند المقدرة!
- ده كفاية عليهم قوي الموقف الصعب ده..بعد العز..

آه ده ربنا أكيد بيخلص من ذنوبهم
- وليه ميكونش ده بركة دعا الناس عليهم!
- إيه وانتوا إيش عارفكوا مش جايز قوي ربنا يغفر لهم..يغفر لمن يشاء
احتمال كبير..محدش يقدر يقول..

لا تجزعي , عليك فقط أن تحاولي بكل قوتك أن تمسكي بتلابيب
عقلك قبل أن ينفجر..عليكي أن تحاولي الصمود أكثر حتى لا يصيبك الشلل أمام ما تسمعين
لا تصرخي محاولة أن توضحي التمثيلية الحقيرة المثيرة للاشمئزاز
لا تذكريهم بأنه كم من مرة انتشرت الاشاعات بأنه ميت لا محالة
ثم سرعان ما ينهض واقفا كالأسد على قدميه أمامنا نافيا تماما
أي وعكة ولو بسيطة مؤكدا ان صحته زي البمب وإنه قادر
على أن يظل يحكمنا لمئة عام أخرى
والآن الآن فقط يظهر المرض
وتصبح للوعكة فائدة

لن يفيدك كثيرا أن تذكري المواقف الأصعب التي وضع الناس فيها
أن تذكري إنه إن كان قد اصابه شيء من الذل فكم من أناس أذلهم قبل ذلك
ضحايا التعذيب وما تعرضوا له من ذل ومهانة ..وعجز واعاقة..
ومن حملوا جثث أولادهم وأبائهم
ومن تملأ الحسرة قلوبهم على ذويهم الذين ضاعوا في غياهب
المعتقلات ولا يعرفون لهم مصيرا حتى الآن

ولن يخرسهم قولك إن الله يغفر لمن يشاء حقا
ولكن من المعروف تماما إنه لا يغفر لمن يصر على ذنبه
ولا يتوب على من "ينكر تماما جميعا"
ما اقترفه من جرائم شنعاء!

تنعقد الجلسات وتقام المحاكمات ويصطف طابور المحامين
ويقف الناس على اظافرهم يترقبون وتستمر المرافعات
لساعات وأيام وشهور ونستمع لآلاف الشهود شهود الحق والزور
وتختلف الأقوال
فهل الأمر يستحق كل هذا
يريدون أن يتأكدوا!
لديكم ألف شهيد..لا تعترفون بهم ؟..ألف شهيد
حسنا كلهم بلطجية, ويستحقون الموت
ولكن هناك على الأقل واحد فقط منهم
واحد فقط على الأقل شهيد فعلا ..بريء فعلا..لم يكن يستحق تلك الميتة الشنيعة
هذا الواحد فقط ألا يكفي لاثبات القضية
إذا كان هناك عدل حقا
هذا الواحد فقط بالألف شهيد
ألم يقل الله عز وجل "من قتل نفسا بغير نفس أو فساد
في الأرض فكأنما قتل الناس جميعا"
من قتل هذا الشهيد الوحيد ليس فقط قتل الألف شهيد بل قتلنا جميعا
قتل الناس جميعا
ألا يكفي شهيد واحد..ليوفر علينا كل هذه الألاعيب


18 يوليو، 2011

إلى أين نسير؟

الأيام الماضية..... حرقة دم آخر حاجة!


كل ما آجي اكتب يملاني غضب شديد



واعجز عن كتابة شيء بدون ان افقد اعصابي



فيزداد شعوري بالاحباط واليأس



والحيرة الشديدة يتوجها السؤال الذي يدور بلا اجابة واضحة



"إلى أين نسير؟"



نسير في طريق لا تبدو له نهاية ويملأه الضباب الكثيف



لا نرى حتى اعداءنا بوضوح



لا نعرف حتى من نحارب ..كل يوم يظهر عدو جديد



من يقول اليوم إنه صديق ..غدا تتضح نواياه ويبدو الد الأعداء..



الذئب يعود ليضحك على البنت الصغيرة



فهل صرنا بهذه السذاجة العمياء



ام انه الاستسهال داءنا الذي لا شفاء منه



تاهت الأحلام وكأننا نعود للوراء بخطوات سريعة



بل نتجه لمصير أكثر سوادا



تاهت الأحلام وتهنا بين عدالة بطيئة لا تبدو انها ستتحقق أبدا



مادام مرتكبوا الجرائم مازال لهم كل هذا النفوذ ومازالوا يعيثون في الأرض فسادا



القاتل يهدد المقتول.. القاتل هو الذي ينتقم من المقتول وتتم مكافأته

وترقيته ويقولوا بالقانون



فأي أمل يكون لدينا بعد ذلك



تهنا بين مسؤلين يكذبون علينا بمنتهى البجاحة ويستمرون في مناصبهم



بين من يدعون انهم يتحدثون باسم الدين وهم لا يفقهون شيئا

عن حدود الله التي لا تمس



من يضفون على انفسهم قداسة كأنهم فوق مرتبة البشر

وجميع من غيرهم كافرون



بين من يدعون حماية الثورة وكان اول مطلب لهم تكميمها

"خللي الشعب بقى يتكن!!"



من يكررون اخطاء النظام السابق ويصمون الآذان الا عن صوتهم فقط



بين من يحيكون المؤامرات ليفرضوا علينا الامر الواقع دون ان نقبله



بين من يجدون فرصتهم ليعودوا بكل قوة ليهاجموا الثوار

ويتهموهم انهم مجرد بلطجية



وهم لا يشعرون انهم يرددوا نفس الاتهامات التي كانوا

يقولونها قبل الثورة وثبت بطلانها



واننا بفضل هؤلاء الذين ضحوا بدمائهم وصمدوا بشرف

لما حققنا شيئا من كل ما حققناه



نعم رغم كل هذا الاحباط وكل هؤلاء الذين يدفعوننا دفعا لليأس



سنظل نتذكر اننا حققنا اشياء عظيمة لم يكن احد يتصورها وسنستمر



ستظل الثورة هي الأمل الذي يجب ان نتمسك به



كتب احد المدونين التونسيين "إن تونس لا تعرف إلى أين تسير

لكنها تعرف من أين جاءت وهي بالتأكيد لا يمكن ان تعود إلى

هناك أبدا"



وأظن أن مصر أيضا كذلك

14 يونيو، 2011

عصر الحقيقة!



إنترنت..فيسبوك..تويتر..بلوجز..


هواتف محمولة..جرائد الكترونية


قنوات فضائية .. ستالايت


أن تعرف الآن


أن تعرف أولا


أن ترى ما حدث كأنك كنت هناك


أن تعرف كل شيء


هل نحن حقا نعرف؟


هل نحن حقا في عصر الحقيقة , حيث تنتشر وسائل المعرفة الأحدث في تاريخ الإنسانية

وسائل لم نكن نحلم بها , وأنت هناك تجلس أمام شاشتك الصغيرة (كمبيوتر,تليفزيون, موبايل ..)

تجلس وبمجرد الضغط على ازرار صغيرة تكتشف العالم, تعرف "الحقيقة" (أو ما تظنه كذلك!)

لاشك اننا نعيش ثورة علمية عظيمة حولت العالم لقرية صغيرة جعلتنا نرى بأعيننا ما يحدث في اقصى انحاء العالم ونحن نجلس في بيوتنا

ولكن رغم ذلك هل ما نراه هو فعلا الحقيقة


هل كل هذه التكنولوجيا العالية تنقل لنا الحقيقة , هل نحن فعلا نعيش "عصر الحقيقة"


أم اننا مازلنا نسقط بسهولة في شرك الباطل وهذه الوسائل على عكس ما نظن تساعد على حدوث ذلك


لا اخفي دهشتي بل صدمتي عندما عرفت قصة البلوجر السورية التي انتشر خبر القبض عليها وانتشرت الحملات المدافعة عنها ليتضح في النهاية ان هذه الفتاة السورية ليس لها أي وجود وما هي إلا رجل أمريكي اخترع تلك الشخصية من خياله وكان يكتب باسمها وخرج ببساطة شديدة ليقدم اعتذارا لكل من خدعهم وكانوا يظنون انهم يقرأون الحقيقة


ومع القصة تثور من جديد اسئلة كانت تدور في رأسي كثيرا

هل نحن في عصر يسهل فيه معرفة الحقائق أم نحن في عصر يسهل فيه تزييف الحقائق ببراعة

عصر يسهل فيه كشف الأدلة أم طمس الأدلة ,

هل الوسائل الحديثة تساعدنا على تسجيل الأحداث وعرض صورها الحقيقية

أم تساعدنا على تزييف الأحداث وتزييف صورها

هل سهلت الأمور علينا , أم صعبتها أكثر!


كيف نفرق بين الحقيقة والزيف والوسائل الحديثة تستطيع أن تزيل كل الفروق ببراعة


أظننا على عكس ما يعتقد الكثيرون نحتاج لمجهود كبير الآن لنعرف الحقيقة لنمحص ونفحص كل ما نسمعه ونراه قبل أن نصدقه


ولا أجد أمامي سبيل سوى أن أعود للحكمة القديمة:


"لا تصدق كل ماتسمع , صدق فقط نصف ما ترى"



10 مايو، 2011

ماذا يحدث!




"لقد فاجأني الخنزير!" كما قال الكاتب الرائع يحيى الطاهر عبد الله رحمه الله
كان يقصد الحزن, لكن لعلي هنا أقصد الحزن والاحباط ومشاعر كثيرة متضاربة..
الأحداث الأخيرة كانت متلاحقة بشدة اصابتني بحالة من الخرس التدويني
ما يحدث من أمور مؤسفة أصابني بالاحباط



ماذا يحدث الآن , هل كانت الأحلام أكبر من أن تتحقق
"هل هذه هي الثورة التي اردتموها؟"
سؤال عجيب صار يطاردني بقسوة في كل مكان
كأن الوقوف بجانب الثورة والدفاع عن الحق
صار تهمة ندان بها
والوقوف بجانب الباطل والدفاع عنه صار مدعاة للفخر
"ألم نقل لكم صارت الدنيا فوضى"
وكأن الدنيا كانت جميلة وكأن "البلد ماكنتش بايظة تماما"
وكأن لم يكن هناك جيش قوامه 450 ألف بلطجي تسرحهم علينا الشرطة والحزب الوطني قبل الثورة
450 ألف بلطجي فقدوا عملهم ومرتباتهم فما المتوقع منهم
"أهيه أمريكا حتدخل"
على أساس ان امريكا مكنتش داخلة وقاعدة ومتربعة في الوطن العربي كله
وعلى أساس ان كان فيه حد من الأنظمة القديمة كان بيقول لامريكا لا على أي حاجة بتعملها فينا
والجماعة اللي قاعدين يقولوا عايزين نرجع للاستقرار
كأن كان فيه استقرار
استقرار مع الظلم والفساد ونصف الشعب تحت خط الفقر
بصراحة كلمة الاستقرار دي بالذات بتضحكني جدا وبتفكرني بثابت بيه
في فيلم حرب الفراولة لما حمامة قاله "عايز احس بالاستقرار" رد عليه وقال له
"استقرار إيه يا حمامة وانت أصلا بياع سريح!!"
فاستقرار إيه والبلد مستلمنها خرابة..أرض أرض زي ما بيقولوا
أمامنا وقت طويل
لكن إذا استمر الوضع الحالي اعتقد الوقت سيطول
اعتقد ان ما يؤخرنا ان هناك كثيرين لا يريدون لهذه البلد



أن تقوم بها أي نهضة ولا يريدون أن نتخلص من الفساد لأنهم كانوا مستفيدين منه



وهم ايضا المستفيد الوحيد مما يحدث الآن



كنت قبل الثورة اضحك وأقول نحن لا نريد تغيير الحكومة فقط بل نريد أيضا تغيير الشعب وكنت اقصد شلل الحرامية والفاسدين



أسوأ شيء في الرئيس المخلوع ليس إنه كان يفسد ويسرق بل إنه كان يفسد ويشجع الآخرين على الفساد, يسرق ويفتح الباب أمام الحرامية لينهبوا الأموال بلا رادع أو حساب



لا أظن ان للأمل طريق إلى النفوس مادام هناك من يستمر في التآمر واثارة الفتن من أجل هدف واحد فقط وهو عودة الفساد والسرقة والظلم

12 فبراير، 2011

مصر عادت شمسك الذهب


الحمد لله حمداً كثيراً
أخيراً.. مصر انتصرت
الثورة انتصرت
وسقط الظلم
ولم تضع دماء الشهداء هدراً..
ولا توجد أي كلمات يمكن أن توفيهم حقهم
وحق الذين صمدوا من أجل الحرية
ولا توجد كلمات كافية لتعبر عما نشعر به
الآن من فرحة ..
مبروك لمصر ومبروك لكل المصريين..


المفارقة الغريبة ساقتني قبل الثورة بأيام قليلة إلى معرض الفنان
عز الدين نجيب الذي هالني ما حدث له, فقد احترق مرسم هذا
الفنان بالكامل قبل المعرض.. وقف وهو يرى تاريخه بأكمله
وكل ما يملك وكل ما أنجز من لوحات وهو يحترق أمام عينيه..
لكنه رغم هذه المأساة لم يستسلم ولم ييأس وإنما انخرط بكل همة
وسرعة في رسم لوحات جديدة حتى يقيم المعرض في موعده المحدد
وخرج المعرض كما أراد في أبهى صورة..
وكم أثار احترامي وتقديري وإعجابي بصموده وقوته..
لقد شبه هذا الفنان نفسه بعصفور النار.. طائر الأساطير الفرعونية
القديمة الذي كان يحترق ليولد من جديد
وأظن التجربة تعيد نفسها على نطاق أوسع..
وأظن الآن أن مصر هي عصفور النار
وإنها احترقت لتولد من جديد..
تحتاج منا فقط ألا نيأس وأن نصمد
أن نتسلح بالأمل والعمل
لتولد مصر وليولد الشعب
لتولد الحياة من جديد..

03 فبراير، 2011

يارب

أخيراً رجع النت بعد كل هذه الأيام الصعبة
التي كنت أريد أن أقول فيها كلام كتير
لكن الآن ضاع الكلام في متاهة الحقائق والأكاذيب
قنوات الأخبار وقنوات نفي الأخبار
في مشاعر الغضب والصدمة والخوف والذل والقهر والعجز
التي احاطت بي ولم تبقي لي سوى الدعاء
أن ينجي الله المظلومين وينصرهم
وربنا على الظالم
وهناك أيضا بالتأكيد مشاعر امتنان عظيم وشكر جزيل
لكل من ضحى بحياته ونفسه من أجلنا ومن أجل حريتنا
لمن قدموا لنا بدمائهم ما لم نكن نحلم بنصفه
ومن لن نستطيع أبداً أن نوفيهم حقهم
ويؤسفني ويستفزني بشدة أن أرى من يعيب عليهم ما فعلوه
أو من يتهمهم بوقف حالنا
يعني أحنا استحملنا كل السنين دي مش قادرين نستحمل شوية
ده حتى خلع الضرس بيوجع والانسان بيستحمل
إيش حال بقى خلع الفساد
ومعروف من كان وراء كل الكوارث التي تعاقبت علينامؤخرا
فلا نلوم من كان يطالب بحقه ويدافع عنه
بل نلوم من قابل ذلك برد فعل مصدم
من قابل ذلك بقطع الاتصالات.. والعنف والقتل الأعمى
وسحب الأمن ونشر البلطجية
ومن لا يرى ذلك فإنه لا تعمى الأبصار بل تعمى البصائر
وربنا ينير بصيرة الجميع

24 يناير، 2011

في ذكرى رحيلك


اليوم مرت ست سنوات..
ست سنوات كاملة.. مُرة..كئيبة..
لم ينقص فيها الألم.. بل لعله يزداد..
ست سنوات..لن أعود أبداً كما كنت قبلها...
اليوم ذكرى رحيلك..
ولكن هل احتاج فعلاً يوماً لأتذكرك..
الحقيقة إن ذكراك العطرة تعبق أيامي كلها..
إنني أذكرك في كل يوم..في كل ساعة..
في كل لحظة..
في كل موقف يمر بيّ..في كل حديث أخوضه..
في كل مشكلة تواجهني..
أذكر كيف كنت تتصرفين في مواقف مشابهة..
ماذا كنت تقولين في أحاديث مماثلة..
كيف كنت تحلين مشاكل من هذا النوع..
لم أكن انتبه كثيراً لذلك عندما كنت معي..
لكنني أدركت بعد رحيلك..إنني أسير في طريقي
فقط على هدى النور الذي أضئت به عتمة حياتي..
أعيش متسلحة بالحكمة التي كانت تشع منك دون تصنع
وإنما عن إيمان حقيقي ساهم في أن تسقيني تلك الحكمة
دون أن أدري حينها ..لكني الآن فقط أدركت إنها حفرت
في ذاكرتي..لم تكن مجرد أقوال.. كنت المثل الحي
الذي أضعه الآن نصب عيني..
أحاول أن استمد من حكمتك تلك الآن نوراً يرشدني
في طريق الحياة الوعر..يمدني بالصبر الذي أنا في أشد
الحاجة إليه لأتحمل فراقك..
ومازلت أذكر تلك الروح المفعمة بالطيبة والحنان اللذان كانت
تغمر بهما كل من تقابله.. حتى بكاها الجميع وأسف على رحيلها
حتى البائعين الذين كانت تتعامل معهم..
مازلت أذكر ولن أنسى أبداً ما حييت فضلك الكبير عليّ يا أمي..
فضلك الذي سيظل دائماً يطوق عنقي..
ولا تكفي كل كلمات الدنيا لأعبر عن شكري وعرفاني لك..
وألمي وحزني لفراقك..
والأمل الوحيد الذي أعيش عليه ويتجدد كل يوم
أن ألقاك قريباً إنشاء الله

18 يناير، 2011

وفي مصر!

في تونس ....... مظاهرات
في الجزائر...... مظاهرات
في الأردن....... مظاهرات

وفي مصر.............الدنيا برد قوي!!

وأسباب المظاهرات
الفساد..غلاء الاسعار..البطالة..تدني مستوى المعيشة ..

ياترى سمعت الكلام ده فين قبل كده
فين..فين؟!

12 يناير، 2011

إيميلي

يبدو أن الحزن الذي يسكن القلوب
يأبى الرحيل عنا
ويبدو فعلا إنك عندما تتحدث عن خبر
حادثة طالت أناس أغراب عنك ,مهما كان
مفجعا إلا أنه يختلف تماما عندما تتحدث عن حادثة
كان ضحاياها أناس تعرفهم
المشاعر تختلف..الصدمة تكون أشد
وعدم القدرة على التصديق
مجرد الأسف والألم يتحولان إلى حزن شديد القتامة
لايدع لك مجال للتنفس
برغم صدمتي وحزني على حادثة كنيسة القديسين في
الاسكندرية لكن حزني وصدمتي أشد في حادث قطار
المنيا رغم أن الأول يبدو أشد وأكثر في الضحايا
إلا أنه كما قلت معرفتك لأحد الضحايا لها تأثير أشد
في نفسك
لقد ذهبت اليوم إلى العمل فجفلت بشدة من المشهد
الوجوه جميعا يعلوها الوجوم والصدمة الشديدة
وهناك من لم يستطع أن يمسك جأشه فانخرط في بكاء مر
وسرعان ما انتقلت إلي صدمتهم وحزنهم عندما عرفت
أن الضحية المقتول في الحادث هو زوج إيميلي زميلتنا
والتي هي نفسها اصيبت بشدة في الحادث
وأخذ الجميع يتذكرون إيميلي تلك السيدة الطيبة
التي لا يذكر لها أي أحد أي اساءة أبدا طوال مدة عملها
كانت صديقة حميمة للكثيرين وأغلبهم من المسلمين
وأخذ بعض زملائي من الرجال ممن كانوا يعرفون أيضا زوجها
يذكرون كم كان طيبا لا يتخير عن زوجه
وأنا الآن اتذكر وجه إيملي يعذبني السؤال
ماذا اقترفت هي وزوجها لتنال هذا المصير
أي جنون هذ1!
والحقيقة التي تنشب اظافرها فينا الآن
إنه لم يعد هناك أمان لأي منا

07 يناير، 2011

خنجر في القلب

عندما يجتاحني الحنين وأغرق في دوامته في
لحظة ما لبيت كنت أسكنه منذ سنوات بعيدة
عندما كنت طفلة صغيرة لم تدرك بعد الأمور
على حقيقتها ..لا يمكن أن أستعيد ذلك المكان
وتتوالى في عيني أدق تفاصيله المحفورة في
ذاكرتي دون أن أجد صورتهم مازالت هناك كما هي
رغم مرور الزمن ..يجلسون في هدوء شديد
بوجوههم شديدة السمار وأجسادهم النحيلة
على المصطبة الممتدة في مدخل البيت
لم أكن اتعجب من جلوسهم شبه الدائم في المساء

فقد كانوا أصدقاء حارس العمارة (عم محمد)
لكن كان أشد ما يدهشني إنه رغم ثيابهم الرثة
ومظهرهم شديد التواضع كان كل منهم يحمل بين
يديه كتاباً من الحجم الكبير ذو مئات الصفحات
وكان من الواضح إنه باللغة الانجليزية
وكان يبدو كتابا دينيا..كنت كطفلة صغيرة مازالت
تتعثر في تعلم اللغة الاجنبية وفي بلد يتحدث فيه
الجميع العربية أو هكذا كانت تظن..اتعجب كثيراً
كيف يتأتى لهؤلاء قراءة تلك الكتب بادية الصعوبة
بحروفها متناهية الصغر وصفحاتها الغزيرة..
وظلت صورتهم علامة استفهام لم تبرح ذهني
سؤال لم أجد له اجابة حتى بعد عودتي إلى مصر
ومرور كل تلك السنوات..
لعلي الآن فقط وبعد كل هذا الوقت بدأت أفهم..

والأحداث التي تتلاحق هذه الأيام صارت مفتاحاً
لفك طلاسم ذلك المشهد الذي أثار حيرتي..
فهمت والأخبار تتلاحق عن الاستفتاء المرتقب
والانفصال الوشيك بين شمال وجنوب السودان
وتصريحات الجميع التي تؤكد رغبة أهل الجنوب
الأكيدة وتصميمهم على الانفصال ..
الرغبة التي قد تبدو للبعض مبهمة ولكن بالنسبة لي
فسرها ذلك المشهد القديم لرجال من الجنوب:
المظهر الرث الذي يعكس فقرا شديدا والعقل الذي
يتوهج بنور التعليم الأجنبي والعيون التي تلمع
بوهج الثورة والحماس
الأمور كلها الآن تتجه نحو التسليم بالأمر الواقع

ومن العبث أن نسأل لماذا حدث ذلك وكيف حدث
قد يقول قائل إنها المصالح ..البترول..التدخل الأجنبي
..
المؤامرة
لكن لانستطيع أن ننكر أن الظلم والتجاهل والاهمال

الذي تعرض له الجنوبيون له شق كبيرفي المأساة
وإذا كان هناك تدخل فأين كان الشمال وماذا فعل ؟
ومن العبث أن نسأل وأين كنا نحن وأين كان العرب

وماذا فعلنا لنمنع انشقاق جزء عزيز من الوطن العربي
رغم أن الأمر صار واقعاً مازالت لا استطيع تصديقه
والسكين التي ستقسم ذلك البلد الحبيب ستنغرس في قلبي
كان يجب أن اتحدث عن الأمر بشكل موضوعي
إنها مسألة سياسية لا مكان فيها للمشاعر
لكني حقا لا أستطيع أن أمنع شعوري بأنها

بالنسبة لي مسألة شخصية
وكنت فقط اتمنى لو تحدث معجزة ما تمنع تلك الكارثة
رغم إني أعرف جيداً إستحالة ذلك..

ومازال يرن في أذني من الماضي صوت المطرب
السوداني سيد خليفة وهو ينشد
3 مارس عيد..عيد وحدة السودان
مافيش شمالي مافيش جنوبي
كلنا اخوان!

04 يناير، 2011

حزن ولكن


لا شك أن حادثة الاعتداء على كنيسة القديسين في
الاسكندرية اصابتني بجزع وحزن شديد,كانت بالفعل صدمة..
لا نملك أمامها سوى الادانة الشديدة والألم والحزن على الضحايا
ولكن لا استطيع ان انكر انني أيضاً أصبت بدهشة كبيرة
من بعض ما حدث كرد فعل:
** ادهشني كثيرا أن يتم ادراج هذه الحادثة ضمن
أحداث الفتنة الطائفية .. وكأن ما حدث أن جموع
الشعب من المسلمين هاجمت الأقلية المسيحية
التي تصلي آمنة في كنيستها وصبت عليها جام
حقدها وكراهيتها.. وانخرط المسلمون يدافعون
عن أنفسهم وينفون التهمة..
والحقيقة إنه حادث ارهابي نظمته جماعة ارهابية
اصاب من قبل دور عبادة أخرى مسلمة ويهودية
وأماكن سياحية وغيرها دون تفرقة فالارهاب أعمى
لا يرى سوى مصلحته وأهدافه الخفية
** التفجيرات الأرهابية نقرأ عنها كل يوم في الأخبار
ونراها في كل مكان في العالم ..لكن ما لم أقرأ عنه
أو آراه مظاهرات مماثلة لما حدث لدينا ..
مظاهرات عنيفة تقتل وتصيب وتدمر ..
ما كل هذا الاحتقان.. بدلا من أن نوجه جهدنا للنيل
من المتربصين بنا حقاً.. من الجاني الحقيقي..
** غضب الكثير من المسيحيين من تخاذل الأمن
في حمايتهم واتهموه بالتعمد في عدم توفير الحماية لهم
ولكن هل تقصير الأمن موجه فقط ضد المسيحيين؟
أين كان الأمن عندما حدثت التفجيرات الارهابية الأخرى
أين كان الأمن عندما تم الاعتداء على أماكن سياحية
ودور عبادة مسلمة ويهودية!
بل أين الأمن في شوارعنا الآن
** أكثر ما ادهشني كان ردود الفعل الأوروبية
وخاصة الإيطالية التي انهالت علينا تقريظا
وهددت بالتدخل لحماية المسيحيين المضطهدين
في بلدنا وربط المساعدات المقدمة لنا بحمايتهم ..
ومن العبث بالطبع أن نسأل ماذا لو انقلب الحال
وتم الاعتداء على مسلمين في دولة أوروبية
وهو كثيرا ما يحدث فهل سيكون لنا حق التدخل لحمايتهم
الغريب فعلا ان في الليلة السابقة لحادث الاسكندرية
وقع أربعة عشر تفجيرا ضد المسيحيين في العراق
نعم 14 ولم اسمع ولم أقرأ ادانة واحدة لذلك ..
فياترى ما السر ؟