10 مايو، 2011

ماذا يحدث!




"لقد فاجأني الخنزير!" كما قال الكاتب الرائع يحيى الطاهر عبد الله رحمه الله
كان يقصد الحزن, لكن لعلي هنا أقصد الحزن والاحباط ومشاعر كثيرة متضاربة..
الأحداث الأخيرة كانت متلاحقة بشدة اصابتني بحالة من الخرس التدويني
ما يحدث من أمور مؤسفة أصابني بالاحباط



ماذا يحدث الآن , هل كانت الأحلام أكبر من أن تتحقق
"هل هذه هي الثورة التي اردتموها؟"
سؤال عجيب صار يطاردني بقسوة في كل مكان
كأن الوقوف بجانب الثورة والدفاع عن الحق
صار تهمة ندان بها
والوقوف بجانب الباطل والدفاع عنه صار مدعاة للفخر
"ألم نقل لكم صارت الدنيا فوضى"
وكأن الدنيا كانت جميلة وكأن "البلد ماكنتش بايظة تماما"
وكأن لم يكن هناك جيش قوامه 450 ألف بلطجي تسرحهم علينا الشرطة والحزب الوطني قبل الثورة
450 ألف بلطجي فقدوا عملهم ومرتباتهم فما المتوقع منهم
"أهيه أمريكا حتدخل"
على أساس ان امريكا مكنتش داخلة وقاعدة ومتربعة في الوطن العربي كله
وعلى أساس ان كان فيه حد من الأنظمة القديمة كان بيقول لامريكا لا على أي حاجة بتعملها فينا
والجماعة اللي قاعدين يقولوا عايزين نرجع للاستقرار
كأن كان فيه استقرار
استقرار مع الظلم والفساد ونصف الشعب تحت خط الفقر
بصراحة كلمة الاستقرار دي بالذات بتضحكني جدا وبتفكرني بثابت بيه
في فيلم حرب الفراولة لما حمامة قاله "عايز احس بالاستقرار" رد عليه وقال له
"استقرار إيه يا حمامة وانت أصلا بياع سريح!!"
فاستقرار إيه والبلد مستلمنها خرابة..أرض أرض زي ما بيقولوا
أمامنا وقت طويل
لكن إذا استمر الوضع الحالي اعتقد الوقت سيطول
اعتقد ان ما يؤخرنا ان هناك كثيرين لا يريدون لهذه البلد



أن تقوم بها أي نهضة ولا يريدون أن نتخلص من الفساد لأنهم كانوا مستفيدين منه



وهم ايضا المستفيد الوحيد مما يحدث الآن



كنت قبل الثورة اضحك وأقول نحن لا نريد تغيير الحكومة فقط بل نريد أيضا تغيير الشعب وكنت اقصد شلل الحرامية والفاسدين



أسوأ شيء في الرئيس المخلوع ليس إنه كان يفسد ويسرق بل إنه كان يفسد ويشجع الآخرين على الفساد, يسرق ويفتح الباب أمام الحرامية لينهبوا الأموال بلا رادع أو حساب



لا أظن ان للأمل طريق إلى النفوس مادام هناك من يستمر في التآمر واثارة الفتن من أجل هدف واحد فقط وهو عودة الفساد والسرقة والظلم