11 يوليو، 2012

الحلزونة.. يا امه الحلزونة!

"ما انا قولتلكم!" بصراحة من أكتر العبارات اللي بكرهها لا احب اسمعها ولا احب أقولها
بس مش عارفه ليه غصب عني بقيت الاقيها كتير قوي اليومين دول على طرف لساني
مبحبش اقولها بس حاعمل إيه مش قادرة 
مش قولنا سيبنا من العك ده كله ..ونعمل الدستور ونضع القواعد السليمة وبعدين ننتخب على نضافة
قولتوا لأ قصدي يعني قولتوا نعم في الاستفتاء..والانتخابات  ودلوقتي زعلانين 
نعمل إيه.. هو ده بقى اللي حصل..عارفة ان دي طبعا الاجابة الفورية المحفوظة
بس حد فاهم حاجة.. اللي فاهم يفهمنا معاه ينوبه ثواب
نحن فعلا نعيش عصر البزرميط ..كل واحد عمال يفتي ولا اجدع قانوني
نحاول نفهم.. بيقولوا قانون الانتخابات غير دستوري وبالتالي مجلس الشعب غير دستوري
طيب المحكمة الدستورية العظيمة اللي مموتة نفسها دفاعا عن الدستورية كانت فين لما اتعمل القانون.. كانت فين لما اتعملت الانتخابات ..كانت مسافرة اعارة مثلا.. ناس كتير كانت بتتكلم عن عدم دستورية القانون يعني الموضوع ماكانش سر مثلا.. الناس دي على الاقل لازم تتحاكم على اهدار المال العام واهدار الوقت .. 
الاغرب ان اللي عمل القانون هو اللي كان عارف انه غير دستوري ..عارفة ان فيه واحد لئيم دلوقتي بيضحك على هبلي وبيقول انهم كانوا فعلا قاصدين يعملوه غير دستوري بحيث لو ما عجبهمش المجلس يحلوه.. ماهو ازاي نفسر حكاية التأخير في صدور القرار (ده قرار الغاء قرار الرئيس طلع في يوم!) يعني ده كان قانون ابتزازي "لو عملتوا حاجة وحشة قرار حلكوا اهوه في جيبي اطلعه وقت ما انا عايز"
طب وهو ده برضه دستوري.. الواحد برضه بيستغرب على كل الحاجات غير الدستورية وساكتين عليها
الناس اللي مش هيعجبها الكلام ده هي الناس اللي ضد المجلس وضد الاخوان وطبعا هو ماكانش فخر المجالس وهي معاها حق تقرف منه ومن مواقف الاخوان المخزية بس المشكلة دلوقتي اننا بقينا كده الناس اللي بتحب المجلس العسكري وبتكره الاخوان بتوافق على كل حاجة يقولها او يعملها المجلس مهما كانت صح او غلط والعكس يعني احنا مش بنقف مع الحق الا اذا كان اللي بنسانده واقف معاه
مين دلوقت عنده الشجاعة انه يقول الطرف ده صح في كذا وغلط في كذا ... لأ الناس دلوقتي عندنا يا غلط تماما يا صح تماما 
وده لا مؤاخذة كانوا بيقولوا عليه ايامي العمى الحيسي 
زمان يجي من 15 سنة كده كنت بدرس في كورس لغات وفجأة في حصة الديالوج لقيت المدرس بيسألني سؤال عجيب "انت بتحبي مبارك؟" ولقيت نفسي برد على الفور بتلقائية شديدة "لأ" طبعا اياميها ماكنش لسه الفساد استفحل او مكناش عارفين حاجة قوي.. فاجابتي ماكنش ليها علاقة بالحاجات دي ولا بمبارك نفسه اجابتي دي كان معناها ببساطة "وأحبه ليه!" ليه مفترض اني احب رئيس الدولة اللي هو مجرد موظف يقدم خدمات للشعب احبه زي بابا وماما وانور وجدي.. يعني المفروض احب برضه ناظر المدرسة وعميد الكلية ووزير التعليم ورئيس الحي بالمره .وايه اللغوصة دي.. الهبل ده مش موجود غير عندنا بس .. خلط العاطفة بالسياسة ..خلط العاطفة بالعمل.. فرضية حب المسئولين هي الطريق الطبيعي والمحتم لتأليههم وتقديسهم ووضعهم في مكانة اعلى بكتير مما يستحقونه لازم نخضع كل شيء للمنطق وللعقل بدون ما يتتدخل في حكمنا على عمل او تصرف حد انا بحبه والا بكرهه
جايز انا بعدت عن الموضوع وجايز ان كل اللي احنا فيه ده سببه اننا من الاول لم نخضع كل شيء للمنطق وكنا قبل ما نوافق على اي كلام بيتقال لازم نعرف الاول مين اللي قاله بنحبه والا بنكرهه.. مع ان المفروض قبل ما نوافق على اي كلام نعرف الاول اذا كان بيتفق مع المبادئ السليمة والا لأ مع الحق والا الباطل