27 ديسمبر، 2015

عام سعيد

لا أعرف لماذا يفرح الناس بالعام الجديد.. لماذا دوما يتوقعون انه سيكون مختلفاً .. رغم أنه لا يوجد أي شيء مختلف حولهم, لا يوجد شيء ما ينبئ بحدوث ذلك الاختلاف, فالظروف من حولهم تظل كما هي, وهم أنفسهم لا يتغيرون في شيء, لن يتغير شيء بإغماض العيون عند سماع دقات الساعة الثانية عشر, مادام كل شيء يظل على حاله, خاصة الناس, لكنهم مازالوا يصرون بشدة أن العام الجديد يحمل الاختلاف, هكذا يمنون أنفسهم, بمبدأ المتفاؤل, أو يخدعون أنفسهم بمبدأ المتشاؤم, أو إنه السبيل الوحيد, بمبدأ الواقعي,  ليتمكنوا من إحكام الحبل جيداً حول أجسادهم ليستكملوا صعود الجبل دون أن تخور قواهم وقبل أن يدركوا أنه بوصولهم للقمة التي يتوقعونها ستبدأ حينئذ مسيرة انحدارهم التي لن يوقفها أحد ولا حتى تهنئة بالعام الجديد.
لا يخبرني أحد أن في العام القادم ستتحقق الأمنيات التي طال انتظارها, على أي أساس؟ لو كانت الأمنيات ستتحقق لتحققت من قبل, أم كانت في محطة ما تنتظر وصول العام القادم, والعام الماضي كان يكبل قدميها, حتى أتى العام الجديد بسيفه فحررها وحملها على فرسه الأبيض, تاركاً العام المنصرم غارقاً في دمائه.
الأيام لا تحبس الأمنيات, بل تعتقلها أحوال الناس وشخصياتهم التي لا تتغير. العام الجديد لا يحقق الأمنيات ولا يعيقها, فكل ما يستطيعه هو إنهاء وعاء الفيشار الضخم الذي يحمله وهو يجلس ليتفرج على مسلسل أفعالنا على شاشة عرض الحياة, قبل أن تنتهي مدته ويأخذ لقب القديم, لينهض حتى يجلس مكانه ما يأخذ لقب العام الجديد.
إذا أردت ان تحقق الأمنيات ستحققها في العام الجديد او قبل أن يأتي أو عندما يحل العام الذي يليه, لا يهم متى, ستحقق الامنيات عندما تريد, عندما حقاً تريد. 
دعت لي بحسن نية صديقة لا تعرفني جيداً بان يحقق لي الله ما أحلم به في العام الجديد, لتتسع رقعة دهشتي الشديدة من الناس, وكيف يصرون إصرارا غريبا على قولبة الجميع تبعا لظنونهم ومقاييسهم. مادام العام الجديد قادماً فسيكون جميلاً وستحقق فيه أحلامك. من قال لهذه أن تغير رقم 31 إلى 1 يعني لي شيء, ما الفرق الكبير؟ قد يكون المعنى الوحيد ان استمرار الماء المهدور في التدفق من الصنبور المفتوح بلا فائدة قد يجعل الحل الوحيد هو غلق الصنبور للأبد. ما أحلم به؟ من قال لها إنني أحلم, الحقيقة أنا والأحلام لم نتفق منذ زمن بعيد, فتحت باب القفص وطارت وتركتني مع وليفي الجديد, يأسي الحبيب الذي يتحملني ويصبر علي, ويعرف أنني سأدرك تماماً عما قريب إنه ليس لي سواه.

05 أكتوبر، 2015

صباح الخير يا مدونتي العزيزة

ها أنا قد عدت إليك.. فهل تتذكريني؟! الحقيقة أنا لن أغضب حقاً لو لم تفعلي.. فأنا نفسي أحاول..
لقد عدت بعد فترة طويلة اتصفح تلك المشاركات .. فوجدتني أشعر كأنني أقرأ شخص آخر..
هل هو الغياب.. أم ان الانسان يتغير حقا بتغير مراحل حياته..
يقال أن المسن هو شخص مختلف عما كان عليه وهو شاب والذي هو يختلف بدوره عما كان عليه وهو طفل..
إنك لا تصدق ما يقال حتى تمر به شخصياً, ولكن يكون الوقت قد فات لتدركه..
لا انكر ان العودة كانت تلح عليّ من حين لآخر.. لكنها كانت مثل أشياء كثيرة في حياتي تظهر دون سبب وتتبخر سريعاً دون سبب..
منذ فترة كنت أبحث عن معنى كلمة على النت فوجدتها فجأة تحيلني إلى مدونة قديمة فتحت علي أبواب الحنين..
كانت مدونة لكاتبة شابة لم أكن أعرفها من قبل, لكن كتاباتها كانت جميلة حقاً..لكن كان من الواضح أنها قد هجرت تلك المدونة منذ سنوات وتوقفت للأسف عن الكتابة فيها.. لا أعرف ان كانت قد استمرت في الكتابة في مكان آخر أم لا.. لكن شعور غريب بالحزن اجتاحني وأنا أمر بين أطلال تلك المدونة واستشعر روح صاحبتها وأرواح اصدقائها المعلقين على المشاركات..
حينئذ تذكرتك بعد أن تهت مني في أيام بلا لون مرت في صمت قاتم... تذكرت أن لي انا أيضاً أطلال تركتها نهباً لخيوط العنكبوت..
لكني حقا لا اتذكر لماذا بدأت في الأصل في الكتابة فيك ولا اتذكر لماذا توقفت..
واضح من آخر مدونة كتبتها إنها كانت في تلك الفترة التي تكاثرت فيها التناقضات واحاط فيها الغموض بأمور كثيرة..
لقد كتبت مدونات أخرى بعدها لكنني لم أنشرها.. لعلي كنت أرغب في الانتظار حتى تتضح الأمور
لكن يبدو أن الأمور لم تتضح حتى الآن..
وفي وسط هذا التخبط كتبت يوماً ما هذه الكلمات:
(عارف لما تقف على المحطة مستني الاتوبيس, وتفضل وقت طويل مستني وهو ما بيجيش. ساعات وساعات من الانتظار, يجي تلاتين ساعة كده. وفجأة تلاقيه جي من بعيد فتفرح وتستعد, خلاص يا جماعة هنركب الاتوبيس ونوصل لبر الأمان. لكن فوجئت ان الاتوبيس بدل ما يقف في المحطة مشي بعيد جدا وما وقفش, مشي بسرعة كأنه بيطلعلك لسانه ويبعد ويختفي وتفضل انت مستني ومستني الاتوبيس اللي عمره ما حيجي لانه جه خلاص وعدا وفات 
وعارف كمان لو حصل في يوم وركبت الاتوبيس لكن فوجئت بعدما ركبت انه مش هو الاتوبيس اللي انت كنت فاكره وفوجئت بان السواق غريب قوي ومش عارف يسوق وعمال يخبط في العربيات يمين وشمال ولو حصل واعترضت لقيت بقية الركاب مبسوطين قوي بالسواق وبيبصولك نظرات اتهام ويقولولك أقوى تعبير يفحمك ويخليك تحط لسانك جوا بقك: "اللي مش عاجبه ينزل ياخد تاكسي"!! ) المشكلة انك لا عارف تركب ولا عارف تاخد تاكسي..
مدونتي العزيزة اعتقد انك الآن أدركت لماذا توقفت عن الكتابة..