احاول تنظيم الأوراق والكتب بعد أن ضاق بها المكان..
اكتشفت في أحد الأركان المنسية كومة غريبة من الجرائد
القديمة نسيتها تماماً لسنوات تتعدى الخمس
ولا اعرف السبب..قبل أن تمتد يدي لتلقي بها, دفعني
الفضول لتصفحها أولاً..لرؤية كيف كان الحال قبل
الآن بسنوات..
الجرائد صارت قديمة جداً حتى أن اوراقها أصفر لونها
تماما..لكن الغريب إنني عندما بدأت في تصفحها ,
داخلني شعور كأنني أقرأ جريدة اليوم..جريدة تنتمي
للحاضر وليس الماضي..اندهشت وأنا اجد نفس الاخبار..
نفس المقالات..نفس الافكار والموضوعات..
ونفس الكلمات كلها تتكرر كأنه لم يمضي كل هذا الوقت!
لقد بدأت في القراءة وأنا اظن إنني سأندهش وأقول
"ياه! أهكذا كان يحدث منذ سنوات!"
لكن دهشتي كانت أكبر وقد وجدتني أقول
"ياه! أكان هذا يحدث أيضاً منذ سنوات"
و "أمازال هذا الأمر مستمر بنفس الشكل منذ سنوات!"
كانت بعض الصحف تعود إلى عام 2005 وهو نفس
العام الذي شهد الانتخابات, فكانت الصحف تمتلأ
بالمقالات الساخنة عن المطالب الملحة للناس
والرغبة الشديدة في التغيير
نفس المطالب والرغبات التي مازلنا نكررها حتى الآن
من يصدق إنه مرت خمس سنوات ونحن مازلنا نكرر ونعيد!
فكرت ونحن الآن مقبولون على الانتخابات الجديدة
أن اهدي مجموعة الجرائد تلك إلى الصحف لتعيد نشر
ما جاء بها فالكلام لن يحتاج إلى أي تعديل
ولن يشعر معه أحد بأي فرق..
اندهشت كثيرا عندما وجدت أحد الاخبار الذي
يعود إلى عام 2005 يتحدث عن وصول شحنة
من اللحوم الهندية فاسدة وغير صالحة للاستهلاك
الآدمي ! كأنه خبر عن الشحنة التي وصلت من شهور قليلة
واضح اننا عمالين ناكل في اللحمة دي من سنين
ومش واخدين بالنا
وواضح ان فيه ناس شغالين كويس قوي على
ذاكرتنا شديدة الضعف
لكني لم اندهش كثيرا عندما رأيت الاخبار تتواتر
عن موضوع الفتنة الطائفية والذي اصبح "ماسخ"جدا
وهم يصوروننا كأن كل واحد فينا يحمل خنجرا في
حقيبته ويستعد للاجهاز على الآخر
ولم اندهش أيضا عندما وجدت خبر عن مواطن لقى
مصرعه في قسم شرطة بعد اعتقاله دون سبب
وغيرها الكثير والكثير من الاخبار التي اصابني
تكرارها بالملل
كيف تمر بنا السنوات ونحن نزداد تكرارا ولا شيء
فينا يتغير
وكما يقال "اللي نبات فيه نصبح فيه"
صرنا مثل ذلك الثور المربوط في ساقية يدور ويدور
بلا نهاية
تماما كما قال شاعرنا الكبير صلاح جاهين
اقلع غماك ياتور وارفض تلف..
اكسر تروس الساقيه واشتم وتف..
قال.بس خطوه كمان .. وخطوه كمان ..
ياوصل نهايه السكه ياالبير يجف. .
وعجبي!!