31 يوليو، 2009

ذكرى

لا أعرف لماذا لا أحب الحديث عن أعياد الميلاد ..
أو لعله الحديث عن عيد ميلادي

فأنا أحب الاحتفال بأعياد ميلاد الآخرين الذين أحبهم
أحب أن احضر لهم الهدايا وأتمنى بشدة أن تسعدهم
لكني على العكس لا أحب نهائيا ذكرى ميلادي ولا أحب الاحتفال بها
لا أرغب نهائيا في تلقي أي هدية
بل إني اتمنى كثيراً ألا يتذكره أحد
وأحمد الله بشدة ان الذين يعرفونه عددهم قليل جداً جداً
لذلك اتحمل على مضض تهنئتهم لي حتى لا أضايقهم..
لكني أظل على تصميمي في رفض الاحتفال وتلقي الهدايا..
لعلي ذهبت إلى حد من التطرف أو لعلي اكشف عن وجهي القبيح

لكني في الحقيقة لا أرى سبباً لجعل هذا اليوم مختلفاً عن الأيام الأخرى
ولا أرى داعي لتمييزه وقد يخالفني أغلب الناس الرأي
لكن أظنني أقصد بذلك نفسي
أو لعلي في كل ذلك أخدع نفسي وهذا اليوم بالفعل مختلف بالنسبة لي
فهو يذكرني بما لا أريد أن اتذكره
أو لعلي بالفعل اتذكره عندما تحدث أي مصيبة فأقول لنفسي
إنها لن تكون اشد من المصيبة الأولى والتي تتمثل في هذا اليوم نفسه
وقد يكون هذا سبب مقتي الشديد له فهو يذكرني بأسوأ يوم في حياتي

ولعل من أسباب كرهي له أيضاً إنه يضخم بشدة احساسي بضياع الوقت
سدى وإنني لم أفعل أي شيء نافع ومفيد في حياتي
فهاهو عام آخر يمضي وأنا مازلت في مكاني لم أحقق أي شيء له قيمة
ولم أمثل أي فائدة تذكر..ولم اتقدم خطوة واحدة

لكن الحقيقة التي يجب أن أعترف بها إنه لم يمر عام واحد على ذلك
بل مضت أعوام وأعوام ويبدو انه أيضا ستمضي أعوام أخرى
وأنا بنفس الحال
إلا إذا حدث ذلك الأمر الذي أتمناه ..
الأمر الذي سيقطع الطريق على تلك الأعوام
ولن تكون هناك ذكرى أخرى ليوم ميلادي اضطر لتحملها..


لا أعرف ما الذي جعلني أكتب هذه التدوينة
يبدو أنه من الأفضل أن أعود للأخبار

وياريته عاجب!!

قامت وزيرة الخارجية الامريكية مؤخراً بالتصريح بان الولايات المتحدة
ستدافع عن حلفائها في المنطقة وستقف بجانبهم في حالة ما إذا امتلكت
إيران قنبلة نووية واسهبت السيدة الفاضلة في تأكيد سرعة التحرك
الأمريكي ضد إيران ونشر مظلة دفاعية في المنطقة
لكن على الفور بعد تصريحات كلينتون قام وزير المخابرات
الاسرائيلي دان مريدور في الهجوم عليها وانتقاد ما قالته
فهو يرى إن كلامها يعني ان الولايات المتحدة بهذا قد "استسلمت"
لتلك الاحتمالية (يقصد احتمال أن تمتلك إيران قنبلة نووية)
وهو يقول: "إن هذا يعد خطأ لأننا في هذه اللحظة لايمكننا انتظار
ان تصبح إيران قادرة على امتلاك سلاح نووي
بل يجب علينا أن نمنع أصلا هذه الاحتمالية"!!
وطبعاً معروف الكيفية التي يقصدها لمنع تلك الاحتمالية

ويبدو أن السيد الوزير المحترم لم ينتبه ان كلامه هذا يعني
ببساطة ان إيران بالفعل ليس لديها أية اسلحة نووية
وان اسرائيل متأكدة من ذلك وكل الكلام عن التهديد الايراني
المتضخم هو فقط نتيجة الخوف "أحسن إيران يجي يوم من ذات
الأيام وتقدر تمتلك قنبلة نووية" قنبلة كده من نوع المئات
اللي اسرائيل تملكها بالفعل!
ويذكرني هذا الأمر طبعاً بالعراق عندما كان بوش يؤكد ويحلف بأغلظ

الايمان ان فيها اسلحة دمار شامل واتضح طبعا العكس
لكن بعد تدمير البلد تماما وسقوط آلاف الأبرياء

ورغم شدة اللهجة التي كانت تتحدث بها كلينتون وتأكيداتها
لطمأنة طفلها المدلل
يبدو انها لا تدرك إلى أي حد وصل الدلال أو "جايز بتستعبط"

غثيان

كنت دائما اتحدث عن الاخبار المفجعة التي تصيبني بالحزن والألم
ولكن هناك أيضاً نوع آخر من الأخبار
تلك الأخبار التي تصيبني بالغثيان والقرف الشديد..
تلك الأخبار التي تتحدث عن أشياء غير معلنة.. اتفاقيات تتم
في الخفاء..ذلك الخفاء الذي يشير إلى ما تتسم به من عدم شرعية
وهذا بالطبع أخف وصف يمكن أن ننعت به هذه الاتفاقيات
فالأمور التي يتم اخفاؤها عادة تكون أمور مشينة تتسم بالخسة
وهي التي غالبا عندما تنكشف يطلق عليها فضائح
وقد يستغرق الكشف عن هذه الأخبار سنوات طويلة
وقد يستغرق وقت قصير
لكني مقتنعة انها حتما ستنكشف مهما طال الأمد
خاصة في هذا الزمن زمن العولمة والانترنت
والذي يمتلك فيه الانسان العادي القدرة على نشر أي خبر
بضغطة واحدة على زر الكمبيوتر


ومن الأخبار التي تنتمي لتلك النوعية الخبر الذي نشرته مؤخراً
جريدة التايمز البريطانية التي كشفت عن ان اسرائيل والحكومات
الغربية يعملون الآن على عقد اتفاق ينص على ان تمنح تلك
الحكومات مساندتها وتأييدها المطلق لاسرائيل في شن هجوم على
المنشآت النووية الايرانية في مقابل تنازلات تقدمها الحكومة
الاسرائيلية في مفاوضاتها مع السلطة الفلسطينية وهذا الاتفاق
كما يؤكد مصدر عسكري بريطاني رفض ذكر اسمه يسمح لاسرائيل
بالهجوم على إيران خلال عام!!
ولا أعرف حقاً ما هو نوع التنازلات التي يمكن ان تقدمها حكومة
اسرائيل اليمينية للفلسطينيين وهل يمكن فعلا أن تقدم اسرائيل تنازلات
وهل كلمة "تنازلات" هذه واردة أصلا في قاموس مفردات حكومة
نتنياهو التي رفضت أساساً منذ تشكيلها فكرة الدولتين
وهل إذا حدثت المعجزة وكانت هناك تنازلات فهل تساوي هذه التنازلات
هذا الثمن الغريب ضرب دولة أخرى والهجوم عليها وما سيسفر عنه
بالتأكيد من ضحايا يبدو انه لا ثمن لهم..
وهي في النهاية دولة لم تقم حتى الآن بأي تهديد حقيقي يذكر
بل هي حتى بشهادة الغرب لم تمتلك بعد أي قنبلة نووية
بعكس اسرائيل التي تمتلك بالفعل منها المئات!


على أية حال أهدي هذا الخبر للذين يقفون ضد "نظرية المؤامرة"
ويسخرون منها على انها نظرية بالية يتخذها العرب كحجة واهية
لتبرير هزيمتهم وتأخرهم
من هذه النوعية من الأخبار يقابلني الكثير
لكنها لم تعد تثير دهشتي كثيراً
بقدر ما تثير اشمئزازي..

27 يوليو، 2009

بطل في هذا الزمن


بعد صراعات النهار ومشكلاته التي لا تنتهي أضع جنبي على الفراش
واغمض عيني في واحدة من تلك المحاولات اليومية المستميتة لجلب
النوم المتعالي الذي لا يأتي بسهولة أحاول أن أزيح عن رأسي
المشاكل التي تقف عائقاً دونه..
لكن تلك الليلة تبقى صورة عنيدة..
صورة ذلك الشاب صغير السن الذي رأيته في برنامج تليفزيوني
كان يرتدي ذلك النوع من الرقبة الطبية ولكن كان من نوع
أكثر تعقيدا من الذي أعرفه
ظننت في البداية إنه مجرد حالة انسانية لشاب اصيب في حادث
لكني فوجئت بأنه بطل!!
بطل رياضي حقيقي حقق العديد من البطولات الدولية في الجمباز
ورفع اسم مصر عالياً في المحافل العالمية
لكن في آخر بطولة له جاءته تلك الاصابة القاتلة
وهو يقوم بأحد الحركات الصعبة
أقول قاتلة رغم انها لم تقضي على حياته ولكنها قاتلة فعلا لانها قضت
على مستقبله وقضت على أي أمل له في استكمال مشواره في
هذه الرياضة فقد كانت الاصابة في فقرات الرقبة والعمود الفقري
وأخبره الاطباء انها معجزة حقا إنه عاش بعدها لكن عليه أن ينسى
تماما ممارسة الرياضة بعد ذلك وهنا تبدأ المأساة الحقيقية
فهذا البطل الذي شرف اسم مصر ولم يكمل دراسته بسبب تركيزه
على الرياضة واحراز البطولات عندما وقع ادارت له مصر ظهرها
فلم يتحرك أحد لمساعدته ولم يعرض عليه أحد من المسئولين أي نوع
من التعويض أو الحاقه بوظيفة ليتمكن أن يعول اسرته التي يتكفل بها

لقد ابكاني بشدة وهو يحاول باستماتة أن يمنع دموعه من النزول
كآخر محاولة له ليحفظ ماء وجهه
حقا اتصل البرنامج بوزير البترول سامح فهمي ورجوه أن يمنحه
وظيفة وقام هو بذلك..لا أنكر ولكن ألم يكن ذلك أولى من البداية
أليس بديهيا أن يتم ذلك بدلا من أن يضطر ذلك الشاب أن يعرض
نفسه لهذا الموقف ..أبدل من أن نقوم بتكريمه على ما قدمه
نقابله بهذه المعاملة!! كان معه حق فعلا عندما قال ببساطة
"أنا لو كنت لاعب كرة قدم لماتمت معاملتي بهذه الطريقة"!!
كما ان هذا الشاب اسعده الحظ بوصول صوته لهذا البرنامج
فماذا عن غيره الذي لا يتمكن من ذلك؟!
ويظل سؤال يتردد في رأسي وأقوله بمنتهى البلاهة
"إلى هذا الحد هذه البلد تأكل أولادها!!"

22 يوليو، 2009

بجاحة منظمة!!


قررت اسرائيل في الفترة الأخيرة شطب الاسماء العربية للشوارع

والاكتفاء بكتابة الاسم العبري والانجليزي فقط وبالطبع قوبل القرار

بالهجوم والتنديد الشديد من الكثيرون

وهذا القرار بالطبع يستحق هذا وأكثر

ولكني لاحظت ان أغلب من نددوا بالقرار كانوا يتحدثون عنه

كأنه اجراء فردي منفرد وهو أبعد ما يكون عن ذلك

فهو في الحقيقة يدخل في منظومة كاملة ومستمرة من فترة طويلة

جدا جدا بدأت حتى قبل نكبة 48

ففي اطار هذه المنظومة يستمر الاسرائيليون في دأب شديد جدا

وتنظيم عالي وتخطيط منظم يحسدون عليه يستمرون في طمس كل

معالم العروبة عن فلسطين وخاصة مدينة القدس ,

ويحاولون بضراوة في محو كل ما هو فلسطيني ونسبه لهم

وللأسف تجد محاولاتهم صداها في الغرب ونجحت نجاحا ساحقا

في قلب كل الحقائق في ذهن المواطنين الغربيين

(الذين لا أعفيهم من المسئولية)

سرقوا التاريخ الفلسطيني ..نهبوا تراث الفلسطينيين

ونسبوه بكل بجاحة لهم والعالم الغربي كله يصفق ويؤيد!!




هل يتخيل أحد انهم سرقوا حتى الطعام الشعبي للفلسطينيين :






هكذا بكل بجاحة يغرزون علمهم في الفلافل ويكتبون عليها

Falafel Israel's national snack

الفلافل الطعام الشعبي لاسرائيل!!!

شفتوا بجاحة اكتر من كده!!!

وغير هذا الكثير والكثير جدا

لقد رأيت مؤخرا فيلم من انتاج قناة النيل للأخبار عن القدس

اسمه "البحث عن الظل الآخر"

وبصراحة طول الفيلم "ودمي بيتحرق"


غلي الدم في عروقي بشدة وأنا أرى الكوفية الفلسطينية الشهيرة

وقد تم السطو عليها وبدلا من نقشاتها العادية تم نقش نجمة داوود

آلاف النجمات الصغيرة بجوار بعضها

وقد تحول لون الكوفية إلى الأزرق اشارة لعلمهم!!!

حتى الفخار والأطباق الفخارية المنقوشة والملونة التي يصنعها

ويرسمها الفلسطينيون يبيعونها في العالم تحت شعار

"صنع في اسرائيل" !!

وهذا بالطبع إلى جانب المحاولات الدؤوبة لطرد الفلسطينيين

من ديارهم في القدس وارتكاب كل ما هو مشين وخسيس

لتطهيرها عرقيا منهم


إذا نظرنا كل يوم سنجد في الأخبار دائما ما يؤكد تلك المنظومة

ويؤكد استمرارها فمثلا منذ يومين أعلن وزير التربية الاسرائيلي

جدعون سار ان تعبير "النكبة" الذي يدل على قيام دولة اسرائيل

العام 1948 وتهجير الفلسطينيين من مدنهم وقراهم سيشطب من

الكتب المدرسية المخصصة للعرب الاسرائيليين.

ويرى الوزير بكل بجاحة انه "لا سبب لاعتبار قيام دولة

اسرائيل كارثة "!!! (صحيح البجاحة ليها ناسها!)

وطبعا تناسى هذا الوزير أو لعلها محاولة منه لينسي العالم

ما سببه انشاء اسرائيل الذي أدى إلى تدمير أكثر من 531 قرية

ومدينة فلسطينية بالكامل وقتل أكثر من 150 ألف فلسطيني

في 50 مذبحة قادها اليهود وتهجير 85% من السكان الفلسطينيين

ومآسي النكبة لا تحصى ولا تعد

وهل يمكن أحد أن يتخيل إن وزير الخارجية اليميني المتطرف

افديغور ليبرمان كان قد اقترح مشروع قانون يهدف الى منع اي

ذكر للنكبة مع فرض عقوبة بالسجن تصل حتى ثلاثة اعوام

بحق كل من يخالف هذا القرار.


فهذه القرارات ليست الأولى ولن تكون الأخيرة

مادمنا نغط جميعا في نعاسنا ولا ندرك يقظتهم وتنظيمهم ودأبهم

15 يوليو، 2009

كسر الصمت

"أن تصيب بريئا أفضل من أن تتردد في استهداف عدو"

هكذا يلخص أحد الجنود الاسرائيليون التعليمات التي كررت للجنود قبل
عملية غزو غزة التي استمرت 22 يوما من 27 ديسمبر الى
18 يناير 2009 والتي قتلت 1417 فلسطيني بينهم 926 مدنيا
جاءت شهادة هذا الجندي في تقرير أعدته ونشرته اليوم
جماعة "كسر الصمت" وهي جماعة تنشط في مجال حقوق الانسان
وجمعت في هذا التقرير شهادة ثلاثين جندي اسرائيلي
ممن شاركوا في هذه العملية ..
شهادات تكسر الصمت وتصف بشاعة ما حدث
ويقول التقرير "أغلبهم..ما زالوا يخدمون في وحداتهم العسكرية
النظامية ولجأوا الينا وهم في حالة حزن شديد على التدهور الاخلاقي
لجيش الدفاع الاسرائيلي "
وقال التقرير ان روايات هؤلاء الجنود "كافية للتشكيك في مصداقية
الروايات الرسمية لجيش الدفاع الاسرائيلي
وفي التقرير العجب العجاب فعن التعليمات التي أمليت على الجنود
يقول جندي لم يذكر اسمه:
"ان كنت غير متأكد..اقتل. كانت قوة النيران مجنونة.
ما أن دخلنا حتى انطلقت النيران بجنون.
في اللحظة التي وصلنا فيها الى خط البداية بدأنا اطلاق النار
على اماكن مشتبه بها."
ويضيف "في حرب المدن الكل اعداؤك. لا وجود لابرياء"
ويستمر التقرير في ذكر ما تشيب له الولدان
فالجنود يصفون ما يسمى "نظام الجار" الذي كان المدنيون يجبرون
بموجبه على دخول المباني المشتبه بها قبل الجنود.
ويذكرون حالات كان المدنيون يسيرون فيها أمام الجندي وهو يسند
بندقيته الى أكتافهم.
ويكرر التقرير اتهامات تنفيها اسرائيل بان الفوسفور الابيض اطلق
دون تمييز في شوارع غزة. ويشير الى "دمار هائل لا صلة له بأي
تهديد مباشر للقوات الاسرائيلية" والى قواعد اشتباك "فضفاضة".
ويقول احد الجنود "لم نتلق أوامر بان نطلق النار على أي شيء يتحرك
ولكن وجهت الينا الاوامر بصفة عامة بان نطلق النار عندما نشعر بالتهديد.
ظلوا يكررون لنا أن هذه حرب وفي الحرب لا قيود على اطلاق النار."
وتكفل القصف الجوي والمدفعي والشحنات الناسفة والجرافات المدرعة
بتدمير مناطق كاملة بما في ذلك الحدائق وبساتين الزيتون والبرتقال.
ونقل التقرير عن جندي قوله "لم نر منزلا واحدا سليما لم يمس.. لم يصب
البنية التحتية كلها والحقول والطرق كانت في دمار كامل.
لقد مرت الجرافة المدرعة على كل شيء.
"كان هناك شعور واضح وتكرر ذلك في كل مرة تحدث الينا فيها
اخرون بان الاعتبارات الانسانية لا دور لها في الجيش في الوقت الحالي
كان الهدف هو تنفيذ العملية بأقل خسائر ممكنة في الارواح للجيش
هذا ليس هو التقرير الأول ولااظنه سيكون الأخير فستستمر التقارير
التي تصف بشاعة العدوان على غزة الذي ما هو إلا صفحة في
الكتاب الأسود للاحتلال الاسرائيلي و الذي تسطر كلماته دماء الابرياء
لكني لا افهم حقا بعد كل ذلك إلى متى سيستمر المسؤولون الاسرائيليون
والجماعات الموالية لاسرائيل في الولايات المتحدة في تأكيد ان
اسرائيل لديها اكثر الجيوش اخلاقية في العالم!!
وإلى متى سيستمر العالم في الصمت !!

10 يوليو، 2009

مروة














لا اجد الكلمات التي يمكن ان تصف تلك الفاجعة




كلما نظرت إلى ذلك الملاك الطاهر سرت في جسدي القشعريرة




ولا اتمكن من السيطرة على دموعي واي كلمات لا يمكن ان تعبر

عن الالم الذي يعتصر قلبي منذ علمت بالحادث المشؤم

لقد اصبت بالصدمة الشديدة من بشاعة الحادث ثمانية عشر طعنة

في جسد البريئة الطاهرة تودي بحياتها وحياة جنينها ويتهم في ذلك

زوجها ويتم القاء العقاب الفوري عليه ليلحق بها لولا العناية الالهية

التي ارادت ان ترأف بحالة الطفل المسكين ذي الثلاث سنوات

الذي شاهد كل شيء كي لا يفقد امه واباه في ضربة واحدة




اصابتني الصدمة حقا ولكن ليست المفاجأة فلا تدهشني كثيرا

اخبار العنصرية والحقد ضد المسلمين فانا لست ممن يضحكون

على انفسهم ويصدقون ما يدعيه الغرب من دفاع عن الحرية

والمباديء وما يتشدقون به عن الحرية فالحرية الوحيدة التي

يدافعون عنها هي حريتهم فقط و المباديء التي يؤمنون بها

هي فقط التي تخدم مصالحهم


والذين يدعون انه مجرد حادث فردي يثيرون غضبي حقا فالامر

اكبر بكثير من ذلك ويكفي ان نلقي نظرة على قائمة الاسئلة الاستفزازية

التي وضعتها الحكومة الالمانية ليجيب عليها المسلمين الراغبين

في الحصول على الجنسية الالمانية تلك القائمة التي يقول عنها

الكاتب الصحفي اشرف عبد المنعم:

"تضمنت فرزاً غريباً لدعائم التفكير المخلوطة بطبيعتها ولاشك بعبق

الدين والعقيدة والثقافة والعادات والتقاليد المجتمعية التي لا يقوى

انسان- ايا كان - على أن يتخلى عنها لمجرد اختلاف جواز سفره,

قائمة امتدت من قياس مدى الإيمان بالنظام الديمقراطي عموما,

ثم زحفت نحو مدى القدرة على استيعاب وقبول عمل فني مسيء

إلى الأديان ثم فلسفة طاعة الزوجة لزوجها وحقه في ضربها ثم

مدى تقبل الآباء لفكرة اشتراك الإبنة في انشطة السباحة مثلا ضمن

الانشطة المدرسية ثم الموقف تجاه من غير دينه وصولا إلى مدى

القدرة على تقبل الشواذ جنسيا في المجتمع حبذا

لو كان أحد الابناء رأسا!!

هكذا رأى الألمان دعائم جواز الدخول إلى بلادهم!!"

فحادثة مروة كما يبدو تدخل في منظومة طويلة وقديمة يشترك فيها

المجتمع والحكومة معا في الدول الغربية فلا ننسى مثلا موقف

وزير الخارجية الألماني فولفجانج شويبلي (وهو المعروف بمواقفه

المتشددة من المسلمين) عندما تفجرت أزمة الرسومات المسيئة

للرسول صلى الله عليه وسلم فما كان منه إلا أن دعا كل الصحف

الأوروبية لتحذو حذو الصحف الدنماركية مبررا ذلك

بانه دفاع عن حرية الصحافة

وروح العداء نحو المسلمين تلك لا تقتصر على ألمانيا فقط

فأنا اذكر منذ عدة أشهر قرأت احدى الرسائل التي أرسلها مواطن

إيطالي إلى بريد جريدة كورييريه ديلا سيرايستنكر فيها بشدة قيام

أحد جيرانه المغاربة المسلمين بتسمية ابنه الوليد باسم "جهاد"

ويستمر في التنديد بذلك بشدة طوال الرسالة التي تعكس

عدم الفهم وعدم التسامح بل ويصل به الأمر إلى حد مطالبة

الحكومة الإيطالية باصدار قانون يحظر على المسلمين في إيطاليا

اطلاق مثل هذه الاسماء على ابنائهم !!

وهكذا يريدون أن يملوا علينا حتى اسماء ابنائنا!!

وكله تحت سيف الاندماج المسلط على رقاب المهاجرين..

على أية حال الأمر لم يثر دهشتي كثيرا فهو رد الفعل الطبيعي

والنتيجة المنطقية لما تقوم به وسائل الاعلام العالمية والتي تستمر

منذ سنوات طويلة بكل همة ونشاط في تزكية روح العداء والكراهية

ضد العرب والمسلمين ونشر المعلومات المغلوطة وتأكيدها عنا

ولا تدع فرصة واحدة تفوتها لذلك


08 يوليو، 2009

بائع البرتقال الحزين







عندما قرأت المجموعة القصصية الرائعة أرض البرتقال الحزين
شعرت كأني أمام بائع عجوز من الأرض المحتلة
يكسو الحزن قسمات وجهه من هول ما رأى وتحني الهموم ظهره
يحمل سلة كبيرة من البرتقال.. برتقال البلاد الذي تفوح رائحته المميزة
يحمل السلة ويجول بها في الطرقات والشوارع يطرق الأبواب
ويبيعها البرتقال وكل برتقالة تحمل حكاية..قصة حزينة عن الأرض السليبة
ويدور البرتقال وتنتشر الحكايات وينكشف وجه الاحتلال القبيح
وأنياب العدوان التي تنغرس في قلب الوطن كله
عبر غسان كنفاني في هذه المجموعة القصصية وغيرها من
أعماله الخالدة أروع تعبير وأصدق تعبيرعن النكبة الفلسطينية
والمأساة العربية ..
ولعله من سخرية القدر إنه قام باهداء تلك المجموعة إلى "من استشهد
وإلى من لم يستشهد بعد.." فهل كان يدري إنه يهديها لنفسه
وإنه سينضم إلى ركب الشهداء الطويل..
فقد اغتالته يد الموساد الآثمة.. قتلته آلة الحرب اللعينة التي صممت
لقتل الجنود في ميدان الحرب لكنها عمياء فهي تقتل الابرياء المدنيين
وتغتال الكتاب أصحاب الاصوات الحرة وتقصف أقلامهم
لكنها أيضاً حمقاء فهي تظن بذلك إنها استطاعت أن تقضي عليهم
ولا تدرك ان الكتاب يعيشون معنا للأبد بأعمالهم الخالدة
فغسان كنفاني مازال يعيش في قلوب الملايين وأعماله مازالت أصدق
دليل وشهادة موثقة على العدوان الاسرائيلي الغاشم على وطنه فلسطين


وغسان كنفاني لمن لا يعرفه هوروائي وقاص وصحفي فلسطيني
ولد في عكا عام 1936وفي عام 1948 أجبر هو وعائلته على
النزوح فعاش في سوريا كلاجيء فلسطيني ثم في لبنان.
تم اغتياله على يد جهاز المخابرات الإسرائيلية الموساد في
8يولية 1972 عندما كان عمره 36 عاما بتفجير سيارته في
منطقة الحازمية قرب بيروت.

فتحية عطرة له في ذكرى استشهاده
وحقاً كان غسان شعباً في رجل ، كان قضية ،
كان وطناً ، ولا يمكن أن نستعيده الا إذا استعدنا الوطن..

03 يوليو، 2009

لا داعي للقلق!

حد قلقان يا جماعة!!

قررت حماس وفتح بعد فشل الجولة السادسة في حوارهم
الذي لم يحقق أي تقدم حتى الآن عقد جولة سابعة في 25 يولية
على أمل الوصول فيها لأي شيء

لكن بالأمس خرجت علينا مصادر من حماس تستبعد بكل بساطة
أن تكون هذه الجولة هي الأخيرة
فعلى حد قولها "العلاقات العربية-العربية لم تنضج بعد
للوصول إلى حل فلسطيني-فلسطيني"

أوعى يكون حد قلقان!! فواضح إنه لسه بدري

بصراحة أنا لم أفهم كثيراً موضوع نضج العلاقات العربية العربية
الذي يتوقف عليه اتفاق حماس وفتح
هل المقصود به مثلا إن هناك أطراف عربية تتدخل حتى لا يحدث الاتفاق
أو ان الخلافات العربية تؤثر في اتفاق الفلسطينيين
شيء غير مستبعد طبعاً
لكن إذا كان الفلسطينيون يدركون ذلك فلماذا لا يحاولون الاعتماد
على انفسهم والبدء الجدي في حل خلافاتهم لقطع الطريق
على الأطراف التي تسمم العلاقة بينهم
وعدم اعطاء الفرصة لمن يرغب في استمرار الخلاف!

لكن من الجائز ان الانتظار له أبعاد أخرى
فاليوم نشرت جريدة هاآرتس الإسرائيلية إن قوات الأمن التابعة
للسلطة الفلسطينية ألقت القبض على عناصر من حماس
كانوا يخططون لاغتيال أبو مازن!
وأنا طبعاً لا أجزم بصحة الخبر
لكن إذا كان صحيحاً هل يعني ان الانتظار إنما هو انتظار لحدوث
تغييرات جذرية على أرض الواقع تساعد طرف على التغلب
على الطرف الآخر

أظن إنه إذا كانت هذه هي الطريقة التي يفكر بها الطرفان
"من سيهزم من"
أعتقد إنه في النهاية ستلحق الهزيمة بالجميع
ولا عزاء لفلسطين!

أزمة حوار

لم أرغب في التعليق على أزمة الانتخابات الإيرانية في البداية
لعلي من أنصار التروي وانتظار ما ستسفر عنه الأمور في النهاية..
أو لعل ذلك يعود إلى عدم فهمي لحقيقة ما حدث بالفعل..
فعندما اندلعت مظاهرات الاحتجاج ضد نتيجة الانتخابات لم تكن
الحقيقة واضحة وكانت هناك أمور كثيرة خفية..
وزاد الأمور غموضاً ذلك التضارب في التصريحات
فتارة يعلن مجلس صيانة الدستور إنه حدث بالفعل تزوير في الانتخابات
لكنه بعدد محدود.. وكأن محدوديته هذه تضفي عليه شرعية
أو لعلها تنفي عنه صفة الخطأ.. وهذا أمر غريب حقاً
فالتزوير أي كان حجمه هو في النهاية تزوير
يطعن في مصداقية الانتخابات كلها
وتارة أخرى يخرج علينا مجلس الحرس الثوري وينفي وجود
تزوير ويؤكد فوز نجاد
فنتوه نحن البعيدون عن أرض الأحداث بحثاً عن الحقيقة
التي يصعب التحقق منها


لكني بصراحة شديدة وبعيداً عن الحيادية والموضوعية
لا أنكر إنني لم أرتاح نهائياً لخبر اعادة انتخاب نجاد
ولا أخفي أيضاً إنني فرحت كثيراً في البداية عندما أعلن موسوي فوزه
رغم إنني لم أكن أعرف أحداً من المرشحين الآخرين
لكن كنت أتمنى أن يتم انتخاب أي شخص آخر غير نجاد هذا
الذي يبدو انه لم يكن في جعبته سوى تلك التصريحات الأشاوسية
التي كان يصدع بها رؤوسنا ولم تكن في صالح أحد سوى اسرائيل
ويبدو إنها كانت تهدف فقط إلى التغطية على الأزمة الاقتصاية
في داخل إيران والتي يرى الكثيرون ان سياسة نجاد كانت سبباً
في تفاقمها أو هو على الأقل لم يفعل شيئاً لحلها
وأظن ذلك من أهم أسباب تلك الاحتجاجات على إعلان فوزه
لكني بعيداً عن كل ذلك أرى ان الأزمة الإيرانية كشفت عن أمر
هو في الحقيقة ليس جديداً وأنما يبدو إنه متغلغل في أعماق
المجتمعات خاصة في هذه المنطقة وهو أزمة الحوار
عدم القدرة على التواصل مع الآخرين بأهم أداة لذلك على الاطلاق
وهي التحاور والاستماع لوجهات النظر الأخرى..
فعنما يتخذ طرف قراراً ما يرغب في فرضه على الجميع
وإذا حدث وارتفعت أصوات الاحتجاج تصم الآذان عنها
ويتم اخمادها بالقوة
وقد هالني حقاً الاسلوب الذي تعاملت به السلطات الإيرانية
مع المتظاهرين فقد استخدمت الرصاص الحي بل ويقال إنها
كانت تلقي الماء الساخن من الطائرات على المتظاهرين
لماذا اللجوء لكل هذا ولماذا لم يتم حل الأمر بالجلوس والتحاور
إذا كان كل طرف حقاً يثق جيداً في صحة موقفه وصحة ما يدعي
لماذا لا تكون هناك قناة أفضل لحل المشاكل
ولماذا لا تكون هناك قنوات شرعية لابداء الرأي والاحتجاج السلمي
عندما تكون هناك أزمة حوار يتمسك كل طرف بما في رأسه
ولا يرغب في تقديم أي تنازلات للوصول لحل وسط
بل هو ليس لديه أدنى رغبة في الاستماع للطرف الآخر
أو محاولة فهم ما يقوله ويفكر فيه
لكن فرض الآراء مهما طال أمده لا يكون في صالح أحد

وأعتقد أن المشكلة الإيرانية بدأت أساساً قبل الانتخابات
وأظن أيضا إنه قبلها بأمد طويل
فمثلاً عندما يحدث خلاف مع رئيس الوزراء فلا يتم اقصاؤه فقط من منصبه
وإنما يتم الغاء المنصب نهائياً
وعندما يتم قطع خطوط الاتصال وخدمة ارسال الرسائل القصيرة SMS
عشية الانتخابات ..وغيرها الكثير
اعتقد إن كل هذه دلائل على إن المشكلة لم تبدأ يوم إعلان النتائج
وإنما قبل ذلك بكثير
ومع التطورات الحالية اظنها ستستمر أيضاً لفترة طويلة