08 يوليو، 2009

بائع البرتقال الحزين







عندما قرأت المجموعة القصصية الرائعة أرض البرتقال الحزين
شعرت كأني أمام بائع عجوز من الأرض المحتلة
يكسو الحزن قسمات وجهه من هول ما رأى وتحني الهموم ظهره
يحمل سلة كبيرة من البرتقال.. برتقال البلاد الذي تفوح رائحته المميزة
يحمل السلة ويجول بها في الطرقات والشوارع يطرق الأبواب
ويبيعها البرتقال وكل برتقالة تحمل حكاية..قصة حزينة عن الأرض السليبة
ويدور البرتقال وتنتشر الحكايات وينكشف وجه الاحتلال القبيح
وأنياب العدوان التي تنغرس في قلب الوطن كله
عبر غسان كنفاني في هذه المجموعة القصصية وغيرها من
أعماله الخالدة أروع تعبير وأصدق تعبيرعن النكبة الفلسطينية
والمأساة العربية ..
ولعله من سخرية القدر إنه قام باهداء تلك المجموعة إلى "من استشهد
وإلى من لم يستشهد بعد.." فهل كان يدري إنه يهديها لنفسه
وإنه سينضم إلى ركب الشهداء الطويل..
فقد اغتالته يد الموساد الآثمة.. قتلته آلة الحرب اللعينة التي صممت
لقتل الجنود في ميدان الحرب لكنها عمياء فهي تقتل الابرياء المدنيين
وتغتال الكتاب أصحاب الاصوات الحرة وتقصف أقلامهم
لكنها أيضاً حمقاء فهي تظن بذلك إنها استطاعت أن تقضي عليهم
ولا تدرك ان الكتاب يعيشون معنا للأبد بأعمالهم الخالدة
فغسان كنفاني مازال يعيش في قلوب الملايين وأعماله مازالت أصدق
دليل وشهادة موثقة على العدوان الاسرائيلي الغاشم على وطنه فلسطين


وغسان كنفاني لمن لا يعرفه هوروائي وقاص وصحفي فلسطيني
ولد في عكا عام 1936وفي عام 1948 أجبر هو وعائلته على
النزوح فعاش في سوريا كلاجيء فلسطيني ثم في لبنان.
تم اغتياله على يد جهاز المخابرات الإسرائيلية الموساد في
8يولية 1972 عندما كان عمره 36 عاما بتفجير سيارته في
منطقة الحازمية قرب بيروت.

فتحية عطرة له في ذكرى استشهاده
وحقاً كان غسان شعباً في رجل ، كان قضية ،
كان وطناً ، ولا يمكن أن نستعيده الا إذا استعدنا الوطن..

ليست هناك تعليقات: