27 يناير، 2012

حرية الصحافة بعد الثورة!



تقرير "مراسلون بلا حدود" عن حرية الصحافة في عام 2011
وأول ما تبحث عنه العين بالطبع بلدك أين تكون ..إلى أي مرتبة وصلت أو... نزلت
وإلى أي حال آلت حرية الصحافة فيها
بصراحة كانت صدمة شوية ..المفروض ان احنا مصر بعد الثورة اللي المفروض برضه نجحت
برغم كل اللي احنا فيه .. يعني كنت بامني نفسي في تحسن ولو طفيف
عبيطة ..مش كده!
بس ما تخيلتش ان الحالة اتدهورت كده!
مصر نزلت 39 مرتبة لتحتل المرتبة 166..39 مرتبة بعد الثورة
أمال لو مكناش عملنا الثورة كان إيه بقى حالنا؟
ونيجي نقول الثورة مستمرة يزعلوا ونيجي نقول حاجات كتير بوظوها بدل ما يصلحوها يستغربوا
ويقولوا ما خلاص بقى متبقوش طماعين كده مطالبكوا كلها اتحققت!
ونيجي طبعا نبص على حبيبتنا اللي سبقتنا ويظهر كده انها حتفضل سبقانا علطول
تونس .. مش مفاجأة طبعا..تونس ارتفعت 30 مرتبة
احنا نزلنا 39 وتونس طلعت 30
دمكم اتحرق كفاية والا تاخدوا دي كمان
تفتكروا مين الدولة العربية الأولى في حرية الصحافة
"موريتانيا " تحتل المرتبة الأولى ووصلت للمرتبة 67 على العالم يعني بينا وبينها 99 مرتبة
لأ بسيطة..
يأتي بعدها الكويت ولبنان وتتوالى الدول العربية اللي كلها قبلينا طبعا
حد يصدق ان دول الخليج , ما عدا البحرين طبعا, تسبقنا
زعلانين ان العراق نزل 22 مرتبة بس وصل للمرتبة 152 يعني برضه أعلى مننا

يعني اعتقد ان ده دليل بسيط إلى ما آل إليه حالنا
نهديه للي فرحان قوي وبيقول ما خلاص يالابينا نحتفل

التقرير فيه مفاجأة أخرى وهي تراجع بعض الدول اللي بتقول عن نفسها ديمقراطية
وعلى رأسها طبعا حامية الديمقراطية في العالم
أميركا تراجع تصنيفها بـ27 مرتبة لتحتل المرتبة الـ47 إثر اعتقال عدد كبير من الصحافيين،
كانوا يغطون مسيرات احتلال (وول ستريت)
وده برضه دليل بسيط على ان الديمقراطية عند هؤلاء رداء يضيق ويتسع حسب اهوائهم ومصالحهم
فيكون الشعار "الديمقراطية حسب الطلب"
ودليل ان امريكا ليست مع الثورات ولم تساندها ابدا
أمريكا فقط مع مصلحتها ..تساند فقط من يحققها ..

19 يناير، 2012

أمل جديد

عندما يزداداليأس ويشتد الظلام ويشعر الانسان أنه لا يوجد مخرج لا يجد أمامه سوى أن يبحث عن أي شعاع أمل ولو ضئيل يتمسك به ليعينه على المقاومة
اصابني في الفترة الأخيرة احباط شديد وفي محاولة أخيرة للمقاومة ظننت أن شعاع الأمل قد يتمثل في الرئيس الذي سيتم انتخابه وصورت لي ظنوني إنه قد يكون فيه الخلاص..
ولن يتحقق ذلك بالطبع إلا إذا توفرت فيه شروط خاصة تحملنا بعيدا تماما عن هذا الجو المسموم الذي نغرق فيه الآن شخص لا ينتمي بأي شكل للنظام السابق ولم يتورط في جرائمه.. يساند الثورة عن حق وليس فقط يسير في ركابها بعد أن نجحت.. شخص يدرك جيدا مشاكلنا ويمتلك رؤية واضحة لحلها .. شخص لا يستغل الجهل والأمية لتحقيق اهدافه .. لا يخدعنا باسم الدين وكل همه مصلحته.. يضع المبادئ والأخلاق فوق كل شيء ..
وعندما حاولت أن أبحث عن النموذج الأقرب لذلك بين المرشحين المحتملين.. وجدته يتمثل في محمد البرادعي
لا أنكر إنني قبل الثورة كنت اتعجب من الذين يساندونه بشدة وكنت اتساءل هل مع هذا البعد يدرك حجم ما نحن فيه
لكن الانسان فعلا عدو ما يجهل ولا يجب أن يبني حكمه دون معرفة حقيقية فعندما استمعت له في أكثر من حديث اتضح لي إنه يضع يده بالفعل على ما نعاني منه ولديه رؤية جيدة للتعامل معه , وما يؤمن به من مبادئ الليبرالية سيكون فيه النجاة من سنين الظلام التي وطأتنا طويلا..
كنت كلما اشتد بي اليأس.. يزداد تمسكي بذلك الشعاع الأخير
لذلك كانت صدمتي شديدة عندما سمعت خبر انسحاب البرادعي من ترشحه للرئاسة
مزيج من الاحباط والغضب
لكنني بعد ذلك ادركت انني بالفعل يجب أن استيقظ من أوهامي ..أفيق من ذلك المخدر الذي كنت اخدع به نفسي
البرادعي معه حق ..لا يمكن في الظروف التي نعيشها الآن أن يتم انتخاب رئيس ليبرالي ديمقراطي في انتخابات حرة نزيهة
الذين يتمسكون بالسلطة بأي ثمن فيريقون من أجلها الدماء ويسيرون إليها على جثث الشهداء لن يسمحوا بذلك أبدا
والذين استسلموا عن علم أو عن جهل أو عن استسهال لمن يخدعهم لن يسمحوا بذلك
وعندما ننظر للواقع الحالي لا نرى أي أمل في أن يحدث أي تغيير
ولكن هل كان لدينا قبل 25 يناير 2011 أي أمل؟

10 يناير، 2012

ورحل مالك الحزين



لا أنكر إنني في غمرة حزني الشديد غالبني شعور ما بالحسد لكل من كتبوا ينعون الأديب الكبير إبراهيم أصلان لأنهم كانوا يتحدثون عن تجربة شخصية معه وقرب لم يحالفني الحظ لأنعم به
لكن هل يحتاج المرء حقا لأن يعرف الكاتب شخصيا ليقترب منه ويوصر المعرفة به؟ أحياناً
فقد يحدث أن تصاب بصدمة شديدة حين تلتقي بكاتب ما كنت قد كونت في ذهنك صورة خيالية عنه وبمجرد أن يفتح فمه تتلاشى تلك الصورة وتتحطم.. ولكن ليس في حالة أصلان..كاتب المشاعر الجميلة..التفاصيل الدقيقة..الحزن النبيل..الكلمات التي لا تقرأها العيون وإنما تحسها القلوب..القصص الرائعة التي لا تملك أمام بساطتها وعمقها سوى أن تقع أسيراً لها طوال حياتك..لا تنمحي من ذاكرتك..بل تتخذها زاداً يعينك على الحياة..
لقد حالفني الحظ ورأيته مرة واحدة فقط في إحدى الندوات..ولم أكن أتخيل أبدا أن يجمع إنسان في آن واحد بين كل تلك العظمة وكل ذلك التواضع
لم يكن هناك أي فرق .. لقد توحد بكلماته تماما .. أو بالاحرى ما هي إلا رحيق لروحه الجميلة ومرآة تعكس بساطته ونبله..
لقد كان كنزا حقيقيا ليس بأدبه فقط ولكن أيضا بمواقفه المشرفة ورفضه السير في مواكب المطبلاتية..
ظل يبدع حتى آخر لحظة فكان أجمل ما قرأته عن ثورة 25 يناير ابداعاته الأخيرة في جريدة الأهرام..
لن نجد إلهاما للصبر على خسارتنا الفادحة أفضل من كتبه الرائعة التي رغم قلتها إلا إنها ستظل علامات شديدة التميز في عالم الأدب الإنساني كله..رحمه الله