29 ديسمبر، 2010

العام في صور

لا أعرف ..مازلت أرى عام 2010عاما باهتا
بلا أحداث عظيمة .. أو لعله الاعتياد جعل المصائب
والكوارث تمر دون ان تبعث في النفس الدهشة
(ولعل هذا يكون في حد ذاته مصيبة)
صار الحديث عن الأخبار حديثا مكرورا
يخلو من أي جديد
ولعل هذا أحد اسباب قلة التدوينات التي كتبتها
هذا العام مقارنة بالعام الذي يسبقه
ولعله أيضا السبب الذي جعلني كثيرا ما فكرت في
إعادة النظر في تلك المدونة وفي مدى جدواها
ومدى خطأ اختياري لموضوعها منذ البداية
مر العام .. ولا جديد..
مر العام والكوارث مازالت تطأ بثقلها الفقراء

فيدير الأغنياء ظهورهم لتكون الكارثة الأعظم
مر العام والمناطق الساخنة تزداد مورا وغليانا

فيحول دخانها دون أي شعاع للأمل
لعل الحدث الأبرز من وجهة نظري هو القنبلة
التي فجرها ويكيليكس بكشفه لوثائق الحرب في العراق
ثم كشفه لوثائق سرية ومراسلات السفارات الأمريكية في الخارج
كان بحق أكبر دليل على أمر ندركه جميعا وإن تجاهله البعض

إننا نعيش تمثيلية كبيرة ..نلعب جميعا أدوارنا كما تم رسمها
لكن التمثيلية صارت تتصف بالسخف الشديد ولم تعد تحتمل
اظن لو ظللت اتحدث عن احداث هذا العام لاتصفت كلماتي أنا

بالسخف الذي لا يحتمل.. لذلك فضلت ان استعين بالصور

التي هي ابلغ من أي كلام لتحكي ما مر به العام
وهي صور نشرتها الجريدة الإيطالية كورييريه ديلا سيرا

نقلا عن وكالة الانباء الفرنسية

الغريب الذي لاحظته إنني وجدت فيها تجاهلا لمذبحة اسطول
الحرية التي ارتكبتها اسرائيل وإيراد صورة يتيمة عن جندي

اسرائيلي مجروح (إذا فكرنا مليا لن نجده غريبا طبعا)

لذلك بحثت عن الصور الحقيقية عن الحدث
كما لم ترد أي صورة لأسانج مؤسس ويكيليكس

وذلك رغم إني اظنه , كما اختاره الكثيرون بالفعل,
رجل العام

أرجو أن تحوز الصور على اعجابكم
وكل عام وأنتم بخير

بدأ العام والزلزال يجتاح هايتي فلا يبقي على أخضر أو يابس


ويأبى العام الرحيل دون أن يجرف نفس البلد بتيار الكوليرا فيقضي على مئات الضحايا





افتتاح الألعاب الأوليمبية في فانكوفر(فبراير)
أزمة في اليونان: مظاهرات ضد اجراءات التقشف التي اتخذتها الحكومة (مارس) انقلاب ضد الحكم في قيرقيزيستان (أبريل) استمرار الحال كما هو في افغانستان جندي أمريكي يحرس أحد المقبوض عليهم في نفس المكان الذي تم تفجيره منذ قليل (أبريل) أحد القراصنة الصوماليين ينظر إلى سفينة أجنبية في الأفق فوضى المطارات في جميع انحاء أوروبا بسبب السحابة الرمادية الناتجة عن ثوران بركان أيسلندا (أبريل)
الهجوم الاسرائيلي على اسطول الحرية أخطر كارثة بيئية في تاريخ أمريكا: اشتعال منصة التنقيب عن البترول بعد التسرب النفطي في مياه خليج المكسيك استمرت الكارثة 106 يوم (أبريل- أغسطس)
مونديال كرة القدم 2010 في جنوب أفريقيا (في الصورة تبدو آلة الفوفوزيلا الشهيرة)أسبانيا لأول مرة بطل العالم في كرة القدم (يوليه) السيول تضرب باكستان لأسابيع وتتسبب في مقتل 1500 شخص وهدم 248 ألف منزل (يوليه)
سيول أسوأ من التسونامي بركان جزيرة سومطره يستأنف نشاطه بعد 400 عام (أغسطس) موجة حر هائلة تشعل الغابات في روسيا (أغسطس) بعد عشرين شهرا من التوقف: تستأنف التمثيلية الهزلية التي تلاقي بطبيعة الحال فشلا ذريعا لبعدها عن الواقع (سبتمبر) الواقع الفعلي والعملي: استمرار العمل على قدم وساق في المستوطنات الاحتجاجات تعم فرنسا ضد التعديلات الخاصة برفع سن المعاش من 65 إلى 67 (سبتمبر) دافيد بيري, قائد منظمة تنتمي لليمين المتطرف الاسرائيلي يدهس بعربته صبيين فلسطينيين في القدس الشرقية . توقفت السيارة هنيهة قصيرة قبل ان تلوذ بالفرار (أكتوبر) جنود اسرائيليون يقبضون على صبي فلسطيني أثناء مظاهرة ضد بناء مستوطنة غير شرعية (لا يفوت الجريدة الإيطالية بالطبع تبرير الصورة الوحشية فتعلق موضحة أن الصبي كان يرمي حجارة!) فوز المنشق الصيني ليو اكسياوبو بجائزة نوبل للسلام والتي لا يتمكن من تسلمها لأنه يقضي عقوبة 11 عاما في السجن كابوس حقيقي عاشه 33 من عمال المناجم في تشيلي تحت انقاض أحد المناجم حتى تم انقاذهم بعد اكثر من شهرين (أكتوبر) أونج سان سو تشي أيقونة المقاومة في بورما والحاصلة على نوبل للسلام 1991, حرة أخيراً بعد أكثر من خمسة عشر عاما من الاعتقال الجبري في منزلها
اشتعال التوتر بين الكوريتين : كوريا الشمالية تضرب جزيرة تابعة لكوريا الجنوبية


اسانج مؤسس موقع ويكيليكس

22 ديسمبر، 2010

ومضى العام


العام - ككل عام ..ككل شيء- يمضي نحو نهايته المحتومة
حبة أخرى تنفرط من العقد .. تنسل من بين يدي..
تدحرج في لمح البصر وتضيع إلى الأبد..
والعقد يتبقى به حبات قليلة - هكذا اتمنى - لم تعد روحي
المنهكة تتحمل مزيد من الحبات الضائعة..
العام ينتهي.. فتهاجمني هواجسي السنوية..
يتجسد فشلي وضياع الوقت أمامي شبحاً مرعباً يطاردني
في قسوة في صحوي ومنامي..فتخرسني الكآبة
ولا اجد كلمات تعبر عما أنا فيه..
لست حزينة لمرور العام..ولكن لضياعه بلا فائدة تذكر
لا اعرف لماذا اشعر بأن هذا العام كان عاماً باهتاً لا طعم له
كانت الأيام الحزينة فيه لها الغلبة..
الاحلام التي تكسرت على شواطئ الواقع..
قلبي رغم الانكسارات القديمة ..لا يتعلم..
مازل يغمي عيني وأنا انزلق في بئر الفشل العميقة
مازال يمنيني بآمال ليست ليّ ولا حق ليّ فيها..
سرعان ما أعود أدراجي لمكاني الطبيعي..
مازلت اقبع وحدي في قبوي المظلم
تتناهى إليّ أخبار العالم البعيد من طاقة ضيقة صغيرة
ارسل اشارات ضعيفة..تكفي فقط لتثبت إنني مازلت
على قيد الحياة..
يغضب بعض الذين تصلهم اشاراتي لضعفها وقلتها..
وقد يتجاهلونها ثأراً لكبريائهم الذي يظنونه قد أهين
والحقيقة إنهم لا يدركون المجهود المضني الذي
أقوم به لازيح عن روحي ركام الظلام الكثيف الذي
يربط أوصالها ويعيق حركتها تماماً..لارسل تلك الاشارات
أحياناً رغم هزيمتها المؤكدة تتلبس نفسي روح المقاومة
فتبعث تلك الاشارات..لكن الهزال الشديد يكون نصيبها
بعد معركة قاسية لا تخلف سوى روح مثخنة بمزيد من الجراح
أحياناً كثيرة أفكر في أن اغلق الطاقة تماما
وانتهي عن ارسال تلك الاشارات التي لا تسبب سوى
مزيد من المعاناة فأريح واستريح..
الذين يتعجبون أو يغضبون من ضعف اشاراتي لن يبالوا
كثيراً لانقطاعها..قد يتذكرونها فقط عندما تسلل إلى أنوفهم
تلك الرائحة الكريهة المنبعثة من القبو المظلم..
لكن العام مضى ومازلت اخفق في تحقيق تلك الأمنية العزيزة..
لعلها تجد ملاذا في العام الجديد
ولعله الأمل الوحيد الذي استقبل به هذا العام..



عذرا لهذه الكلمات التي انهي بها العام
فيبدو إنها صارت عادة ليّ
أرجو ألا تلقوا لها بالا وأتمنى أن تستقبلوا العام الجديد
باشراق وأمل..


وعذرا وشكرا لكل من تحملني في العام الماضي
اعرف انهم يقومون بمجهود مضني
أنا نفسي لا استطيع أن أتحمله

16 ديسمبر، 2010

حامية الديمقراطية



في دولة من دول العالم الثالث..يكشف رجل فضائح كثيرة
حقائق خفية عن الحكومة وألاعيبها السياسية القذرة
وسياستها التي تظهر غير ما تبطن
فتغضب الحكومة بشدة.. وبعد فترة قصيرة يتم القبض على
هذا الرجل ولكن بتهمة بعيدة تماما عن السياسة..
فماذا سيحدث والدولة تنتمي للعالم الثالث؟
بالطبع ستقوم الدول المتقدمة (أو التي تدعي التقدم)
مستنكرة ومنددة وستتهم هذه الحكومة بالديكتاتورية والشمولية
وإنها تخرس صوت المعارضين..صوت الديمقراطية
وبالطبع سيكون على رأس هذه الدول أمريكا
حامية الديمقراطية في العالم والمدافع الأول عنها
وكلنا نذكر حكاية أيمن نور وكيف كانت الحديث الأساسي
في أي لقاء يجمع مسئول أمريكي بآخر مصري
وورقة ضغط حتى تم الافراج عنه!
فماذا يحدث إذا انعكس الأمر ..وكان هذا الرجل ينتمي
لدولة متقدمة؟
لقد انعكس الأمر فعلا..فماذا حدث؟!
حدث تماما ما تستنكر منه الدول المتقدمة
ما تندد به أمريكا دائما
أم ان القبض على اسانج صاحب موقع ويكيليكس

هو الديمقراطية؟!
الديمقراطية اللي قلبوا دماغنا بها يبدو إنها عجينة

طرية تتشكل في أيديهم كما يحلو لهم هم فقط!

26 نوفمبر، 2010

تساؤلات


بقدر صدمتي وحزني للأحداث المؤسفة التي جرت مؤخراً
في العمرانية ..بقدر ما اصابتني بحيرة شديدة وأثارت تساؤلات
كثيرة لا أجد لها اجابة..
كيف يتم استخدام الرصاص الحي ضد مظاهرة واستهداف
المتظاهرين ليسفر ذلك عن مقتل أحدهم؟
وما كل هذا التوتر المشحون به نفوس اخواننا المسيحيين
وما سر كل هذه الثورة
ولماذا الاستخفاء في بناء الكنيسة
هل هناك ما يمنع في مصر بناء الكنائس
هل هناك قانون صريح بذلك..
الغريب في الأمر إنني عرفت ان حادثة مشابهة حدثت منذ
حوالي سبع سنوات ..مبنى تم تحويله لكنيسة ولكن في ذلك
الوقت تم ببساطة تقديم طلب لتعديل الترخيص وتمت ببساطة
الموافقة عليه.. فلماذا حدث هذا الآن..
كل هذا الغضب..ألا يجب ان يجعلنا نتوقف لنعيد النظر في
مواقفنا كلها.. والحقيقة لا اقصد على المستوى الرسمي
بل على المستوى الشعبي
وبصراحة اكثر من يرون وجوب منع بناء الكنائس في مصر
وهم اشخاص موجودون رغم صدمتي وعدم قدرتي على التصديق
ولا اعرف حقا ماذا يضيرهم في ذلك والكنيسة اولا واخيرا
بيت الله الذي يجب ان نجله جميعا كمسلمين ونحترم قدسيته
ونفرح اننا ارض يعبد فيها ويذكر فيها اسمه
ونتباهى باننا بلد مسلم تنتشر به الكنائس في أمن وسلام
بعكس دول الغرب التي تمنع بناء المساجد او تسمح بها
مبتورة دون مآذن


وسؤال أخير يحيرني كثيرا.. يتنافس أناس بل ويتقاتلون من أجل
بناء مزيد من المساجد والكنائس.. وأناس آخرون يعيشون في العراء
بلا مأوى لايجدون من ينقذهم او يعيرهم اي اهتمام!
هل نحن حقا في حاجة لمزيد من دور العبادة
ونترك اطفالنا في الشوارع بلا مأوى يلتقطون طعامهم من القمامة
يفترشون الأرض ويتغطون في البرد بالسماء!

16 نوفمبر، 2010

22 أكتوبر، 2010

ما اشبه الليلة بالبارحة!


احاول تنظيم الأوراق والكتب بعد أن ضاق بها المكان..

اكتشفت في أحد الأركان المنسية كومة غريبة من الجرائد
القديمة نسيتها تماماً لسنوات تتعدى الخمس
ولا اعرف السبب..قبل أن تمتد يدي لتلقي بها, دفعني
الفضول لتصفحها أولاً..لرؤية كيف كان الحال قبل
الآن بسنوات..
الجرائد صارت قديمة جداً حتى أن اوراقها أصفر لونها
تماما..لكن الغريب إنني عندما بدأت في تصفحها ,
داخلني شعور كأنني أقرأ جريدة اليوم..جريدة تنتمي
للحاضر وليس الماضي..اندهشت وأنا اجد نفس الاخبار..
نفس المقالات..نفس الافكار والموضوعات..
ونفس الكلمات كلها تتكرر كأنه لم يمضي كل هذا الوقت!
لقد بدأت في القراءة وأنا اظن إنني سأندهش وأقول
"ياه! أهكذا كان يحدث منذ سنوات!"
لكن دهشتي كانت أكبر وقد وجدتني أقول
"ياه! أكان هذا يحدث أيضاً منذ سنوات"
و "أمازال هذا الأمر مستمر بنفس الشكل منذ سنوات!"
كانت بعض الصحف تعود إلى عام 2005 وهو نفس
العام الذي شهد الانتخابات, فكانت الصحف تمتلأ
بالمقالات الساخنة عن المطالب الملحة للناس
والرغبة الشديدة في التغيير
نفس المطالب والرغبات التي مازلنا نكررها حتى الآن
من يصدق إنه مرت خمس سنوات ونحن مازلنا نكرر ونعيد!
فكرت ونحن الآن مقبولون على الانتخابات الجديدة
أن اهدي مجموعة الجرائد تلك إلى الصحف لتعيد نشر
ما جاء بها فالكلام لن يحتاج إلى أي تعديل
ولن يشعر معه أحد بأي فرق..
اندهشت كثيرا عندما وجدت أحد الاخبار الذي
يعود إلى عام 2005 يتحدث عن وصول شحنة
من اللحوم الهندية فاسدة وغير صالحة للاستهلاك
الآدمي ! كأنه خبر عن الشحنة التي وصلت من شهور قليلة
واضح اننا عمالين ناكل في اللحمة دي من سنين
ومش واخدين بالنا
وواضح ان فيه ناس شغالين كويس قوي على
ذاكرتنا شديدة الضعف
لكني لم اندهش كثيرا عندما رأيت الاخبار تتواتر
عن موضوع الفتنة الطائفية والذي اصبح "ماسخ"جدا
وهم يصوروننا كأن كل واحد فينا يحمل خنجرا في
حقيبته ويستعد للاجهاز على الآخر
ولم اندهش أيضا عندما وجدت خبر عن مواطن لقى
مصرعه في قسم شرطة بعد اعتقاله دون سبب
وغيرها الكثير والكثير من الاخبار التي اصابني
تكرارها بالملل

كيف تمر بنا السنوات ونحن نزداد تكرارا ولا شيء
فينا يتغير
وكما يقال "اللي نبات فيه نصبح فيه"
صرنا مثل ذلك الثور المربوط في ساقية يدور ويدور
بلا نهاية
تماما كما قال شاعرنا الكبير صلاح جاهين
اقلع غماك ياتور وارفض تلف..
اكسر تروس الساقيه واشتم وتف..
قال.بس خطوه كمان .. وخطوه كمان ..
ياوصل نهايه السكه ياالبير يجف. .
وعجبي!!

06 أكتوبر، 2010

عبور جديد


عبرنا القناة...


عبرنا من الهزيمة إلى النصر


عبرنا من اليأس إلى الأمل


فهل لنا الآن في عبور آخر


هل لروح أكتوبر الجميلة أن تبعث فينا من جديد..


لننفض عن انفسنا ركام القبح والغش والفساد


سؤال صرت اسأله كل عام فهل من اجابة


30 سبتمبر، 2010

ولا عزاء للأطفال!






إلى أي حد وصل بنا الحال..إلى أي حد قست قلوبنا

وصارت اشد قسوة من الحجارة..إلى أي حد ازدادت

وجوهنا قبحا وسوادا ..
صرنا بدلا من أن نهب الصغار البهجة وندخل على قلوبهم

السرور نصدر لهم الألم والهم ..نثقل ظهورهم الصغيرة

بالهموم ونحملهم ما لا يطيقون..
خبر مفزع..ظل يطاردني منذ حوالي اسبوع في صحوي

ومنامي..حتى ادركت إنه ليس مجرد خبر في جريدة..

وإنما هو سكين مغروز في قلبي لن استطيع ان انزعه أبداً
خبر صغير جدا في آخر صفحة الحوادث لم يعره أحد اهتماما

رغم انه كان جدير به أن يقلب الدنيا رأساً على عقب..

ولكن ماذا يفعل في عقول مغيبة وقلوب قاسية؟!


إنه خبر انتحار ذلك الصبي الصغير "أحمد محمد مرسي"

الذي لم يتعد عمره الاثني عشر عاما
طفل صغير يصل به الهم واليأس إلى أن يصعد أعلى

سطح العقار الذي يسكن فيه ليشنق نفسه
مالذي يمكن أن يدفع إلى شيء كهذا طفل صغير لم يدرك

الحياة بعد..ولا يجب أن يحمل لها هما بعد..
الأم تقول إن طفلها اصيب بحالة اكتئاب نفسي

لعدم قدرته على استيعاب المنهج الدراسي!
هكذا يقول الخبر..وما لم يقله فهو كثير..
قد يسخر البعض ويقول إنه تلميذ فاشل..لكن تذكروا

اننا هنا لسنا امام حالة تلميذ خاض الامتحان ورسب

لانه لم يهتم بالمذاكرة, إنما امام تلميذ اهتم وحاول لكنه

وجد نفسه عاجزا امام منهج ثقيل وصعب وفوق قدراته

عجز أفضى به إلى اليأس
انتحر أحمد فماذا عن باقي التلاميذ وما اصعب حياة مثقلة

بالهموم فما بالك على الاطفال


موت أحمد صرخة احتجاجية ومن يسمع ومن يدرك!..

إذا كان اكبر مسئول عن التعليم في مصر يجلس في هدوء

ليقول بالحرف "أنا ماببصش في المناهج ..

أنا مش بتاع مناهج"!!

ومن المسئول إذا عن المناهج التي تمثل إلى جانب عدم

التزام المدرس السبب الرئيسي والاساسي في تدهور التعليم
إنه ليس فقط لا يدرك المصيبة وإنما زاد الطين بلة

عندما منع الشيء الوحيد الذي يفك طلاسم كتاب المدرسة

وهو الكتاب الخارجي
وماذا يفعل ولي الأمر غير المتخصص المرغم الآن على ان

يقوم بدور المدرس في الشرح لأولاده ماذا يفعل عندما

يفتح كتاب المدرسة فيجد بداية الدرس نقط واكمل

ومسائل حسابية ناقصة ولا يوجد أي شرح..أهذا هو التطوير
هل سنجد شرح درس الحساب على النت؟ هل سنجري

تجربة معملية على الكمبيوتر؟ هل سيجلس طفل في السابعة

من عمره وحده يبحث على النت عن شرح لدروسه؟

هل الاطفال في القرى والنجوع يتوفر لهم اجهزة

كمبيوتر في بيت كل منهم؟
التعليم الذي اعرفه هو ان توفر للطفل المعلومات

الاساسية في العلوم التي سيبني عليها اساس علمه

وتوضيحها وشرحها واختباره في مدى استيعابه

وفهمه لها ثم بعد ذلك يمكنه الاستزادة بالبحث

مع توفير ادوات البحث وتدريبه اولا على استخدامها
هذا القرار الغريب بكل بساطة يضع العربة أمام الحصان..
فلتصلحوا أولا المناهج وطريقة تدريسها ولتحسنوا مستوى

المدرسين ومراقبة التزامهم
والأباء من أنفسهم لن يلجأوا إلى الكتب الخارجية

ولا إلى الدروس الخصوصية

ولا عزاء للاطفال

14 سبتمبر، 2010

رحل من كان عنده نظر!



ألا تنخدع بظواهر الأمور..
أن تغوص لتكشف باطنها الحقيقي
ألا تصدق في سذاجة وتسليم كل ما يبدو أمامك
بل تحاول وتسعى أن تعرف ما يخفى من أهداف حقيقية
أن تبحث عن مظاهر الجمال في الحياة وفي كل شيء
وتبرزها .. وأن تستنكر مظاهر القبح وتحاول اصلاحها
واشياء أخرى كثيرة كثيرة جداًً تعلمتها من الفنان العظيم
محي الدين اللباد.. الرسام ومؤلف كتب الأطفال
ومصمم الأغلفة، ورائد فن الجرافيك، والمعلّم
كان من حسن حظي أني تابعت مقالاته وأنا بعد طفلة
صغيرة والتي كان ينشرها في مجلات أطفال مثل
مجلة ماجد..فنقش في روحي علمه الثمين منذ الصغر
وكانت فرحتي شديدة عندما كبرت وصرت أقرأ مجلات
الكبار ووجدت مقالاته الرائعة التي صرت اتابعها بشغف
وتعلمت منها الكثير
ومن اهم الاشياء التي تعلمتها منه أهمية أن يكون للانسان
بصيرة يرى بها الاشياء على حقيقتها دون أن ينخدع
بما تظهره وهو ما كان يلخصه العنوان الذي اشتهرت
به مقالاته "نظر"
وبقدر تقديري لهذا الفنان الرائع بقدر ما كان حزني
عندما سمعت خبر رحيله
فتحية عطره لذلك الرجل الذي أنا مدينة له بالكثير
ورحمه الله وادخله فسيح جناته

10 سبتمبر، 2010

عيد سعيد


03 سبتمبر، 2010

تشتري كلب؟!


من يتذكر تلك اللعبة الغريبة التي ظهرت منذ عدة

سنوات,واختفت الآن والحمد لله وإن كانت تعود

بثوب جديد..

كانت اللعبة لمن لا يعرفها عبارة عن أن يقف بعض

الناس في دائرة ويقف أحدهم ليسأل من يقف في

بدايتها "تشتري كلب؟" ويظل السؤال يدور ويتنقل

من واحد لآخر حتى يصل إلى آخر شخص في الدائرة

والذي يرد طارحا ذلك السؤال العبثي: "بيهوهو؟"

ويظل السؤال هو أيضا يدور ويتنقل حتى تأتي الإجابة

البديهية التي لاريب فيها من طارح السؤال الأول وصاحب

العرض العبثي أيضا "بيهوهو"

وهكذا تستمر تلك اللعبة شديدة العبثية..التي لا اعرف

لماذا خطرت على بالي بعد كل هذه السنوات بمجرد أن

سمعت خبر بدء المفاوضات المباشرة بين الفلسطينيين

والاسرائيليين برعاية أمريكا..

لا أعرف لماذا تجسد أمامي مشهد نفس الدائرة والرئيس

أوباما يقف على رأسها طارحا سؤاله العبثي:

"نبدأ المفاوضات؟".. ويظل السؤال يدور بين الفلسطينيين

حتى يرد أحدهم متسائلا: "حيوقفوا المستوطنات؟"

ويظل سؤاله حائرا حتى يأتيه الرد البديهي جدا من

الاسرائيليين: "لا طبعا, ده بعينكوا!"

ويعيد أوباما الكرة مع الاسرائيليين متسائلا

"نبدأ المفاوضات؟"..فيدور السؤال حتى يرد الاسرائيليون

بسؤال جديد: "حيعترفوا بيهودية اسرائيل؟"

وبعد دورة السؤال المعتادة تأتي الإجابة البديهية:

"لا طبعاً, إنتوا بتستعبطوا!!"

وهكذا يظل انتقال ودوران الاسئلة والاجابات في تلك

الدائرة العبثية المغلقة

وهكذا يبدو السؤال الأول المطروح عن بدء المفاوضات

بلا أي معنى..في ظل كل تلك الاسئلة والاجابات التي

لا تتغير أبداً..


وتشتري كلب؟!!

أي كلام!!

24 أغسطس، 2010

قرحٌ مثله

صباح رمضاني عادي..أسير في الممر المؤدي
للسكرتارية لأوقع في دفتر الامضاء..أكاد افتح عيني,
فلم انم جيداً. جافاني النوم تماما بعد السحور
وخشيت أن نمت أن يفتني موعد العمل.
لكن في الممر شعرت بحركة غريبة, اضطرتني أن
افتح عيني على اتساعها, فتلاشى النعاس منها تماما ..
البعض يجري مسرعا إلى حجرة المدير, والبعض الآخر
يخرج منها مسرعاً أيضاً. عندما وصلت لحجرة
السكرتارية, إزدادت حيرتي, فالوجوم يغطي الوجوه,
والبعض انتحى جانباً ليبكي. تسائلت عن السبب,
فجاءتني الاجابة الحزينة..لقد مات أحد موظفي
السكرتارية. كنت اعرفه, كان الخبر محزناً لكنه
لم يكن مفاجأً, فقد اشتد به المرض كثيراً في الفترة
الأخيرة, حتى إنه كان يسير بصعوبة شديدة.
أول ما تبادر إلى ذهني أطفاله الصغار الذين تركهم
في الحياة بلا عائل. تذكرت أن له أبنة صغيرة
مازالت في المرحلة الابتدائية, اعرفها لانها من نفس
عمر ابن اختي, كنا قد تبادلنا الحديث يوما عنهما
وعما يعانيه هؤلاء الصغار من تغير مستمر للمناهج
وصعوبتها الشديدة بالمقارنة بأعمارهم.
لكنني عندما فكرت قليلا, تذكرت أيضاً إنها تماما في
مثل عمري أنا عندما رحل أبي, وياللمصادفة العجيبة,
لقد مات أبي أيضا مثله في شهر رمضان.
لا أعرف مالذي جعل تلك الكلمات تفلت من فمي,
ذكرتها في تلقائية دون أن اتنبأ بوقعها. فجأة شعرت
بتوقف الكلام تماما في الحجرة, ساد صمت ثقيل
ورأيت العيون كلها تتجه نحوي..تحدق في بشدة.
تعثرت الكلمات في فمي, وفوجئت بالدموع تقفز إلى
عيني, وشعرت كأن قواي ستنهار, فحاولت التماسك
واسرعت بالخروج ..فرارا من نظرات شفقة لا اطيقها.
سرت في الممروالذكريات تتلاحق على ذهني بتفاصيلها
المؤلمة, التي لم تستطع كل هذه السنوات أن تمحو منها
أي شيء. مازال كل شيء حيا , حاضرا في ذهني
كأنه كان بالأمس, والاصعب ان الألم مازال هو نفسه,
لم يتضاءل أمام مرور السنوات كما يمنوننا دائما بأن
الألم يبدأ كبيرا ويقل مع الأيام, فلماذا لم يقل ألمي.
بدأت دموعي تتساقط رغما عني, فمسحتها سريعا,
قبل أن ادخل المكتب, وهذه الطفلة الصغيرة التي
اصابها جرح مثلي لا تغيب عن بالي. تمنيت أن تكون
أوفر حظاً مني, أن تكون أشد تماسكاً وأكثر صلابة
في مواجهة الصعوبات التي ستلاقيها.
اعترف انني ضعفت أمام بعض المشكلات وعرف
الوهن طريقه إلي في لحظات كثيرة .. ورفعت كثيراً
من الرايات البيضاء ..لكنها قد تكون اشد قوة مني..
حقا ليس المهم كم تواجه من صعوبات
المهم كيف نواجه هذه الصعوبات..
دخلت المكتب..وجدت الجريدة ملقاه على أحد المقاعد,

تناولتها لعلي اطالع فيها ما يخفف قليلا مما أنا فيه..
الجريدة مليئة عن آخرها بأخبار الفيضانات والكوارث
الطبيعية والحروب..آلاف الضحايا في كل مكان..
في باكستان..في الهند..في الصين..في ..
مليون أرملة في العراق.. أربعة ملايين يتيم عراقي..
عندئذ تضاءلت صورتي .. وصورة تلك الطفلة,

وأنا انخرط في مطالعة صور اليتامى والأرامل
وقراءة تفاصيل مآسيهم
في كل مكان في العالم..

20 أغسطس، 2010

بأي حال؟!




وأتى رمضان آخر .. ويأتي من بعده عيد آخر..
فبأي حال جاء علينا نحن المسلمين؟
أظنه سؤال صار في منتهى السذاجة..أليس كذلك؟
لن نكرر الكلمات المعهودة
لن نقول فلسطين..أو العراق..أو لبنان ..أو الصومال..أو..
فلنأتي بمثل يبدو أبسط من ذلك
خبر تناقلته وكالات الانباء العالمية واستنكرته منظمات
حقوق الانسان, لكني اظن انه لم ينتبه إليه أحد لدينا
رغم اننا الأولى بالاستنكار بل واتخاذ موقف حياله
الخبر يقول ان السلطات في الصين اصدرت قرارا
بمنع المسلمين الصينيين هذا العام من صوم رمضان
ومعاقبة أي شخص يحث المسلمين على أداء هذه الفريضة
ومنعهم أيضاً من إقامة صلوات الجماعة في المساجد
(التراويح والقيام)والمشاركة في أي شعائر دينية خلال
الشهرالمعظم!
وطبقا للبيان الذي اصدرته السلطات في اقليم تركستان
الشرقية (سينكيانج) حيث يتركز المسلمون: إنه من أجل
التأكد من احترام المواطنين لهذه القرارات سيتم تنظيم
حملات تفتيش للمنازل
(مش عارفه ده يعني إيه .. حيدخلوا على الناس
ويأكلوهم بالعافية!)
كما طالبت السلطات الرجال الملتحين بأن يحلقوا لحاهم
والنساء اللواتي يرتدين الحجاب بنزعه،
وإلا فإن الحكومة ستتخذ التدابير لإجبارهم على ذلك
وللعلم هذا ليس العام الأول الذي يتقرر فيه ذلك بل
سبقته أعوام كثيرة

لاحول ولا قوة إلا بالله
ألهذا الحد هُنا على الناس ..أعدنا إلى عصور الجاهلية
كنا قديما نتباهى أن الاسلام وصل حتى الصين دون
حروب أو فتوحات
دخله الناس هناك تأثراً بما وجدوه من أخلاق كريمة
لدى التجار العرب المسلمين
فهل لو كان هؤلاء الناس رأونا نحن- المسلمون في
وقتنا الحالي- بدلا من هؤلاء التجار فهل كانوا
سيفكرون مجرد التفكير في دخول الاسلام
ماذا يقولون الآن وهم يروننا لا نعيرهم أي اهتماما
رغم ما نعلمه جيدا عما تتعرض له الأقلية المسلمة
في الصين من فظائع وظلم بين
آه نعم نحن مشغولون بموضوعات أكثر أهمية
نحن مشغولون ببالوعة المسلسلات التي انفجرت في
وجوهنا واغرقتنا جميعا


وحسبي الله ونعم الوكيل

17 أغسطس، 2010

الاجابة


اسئلة عديدة وعسيرة..تشغل بال الانسانية من قديم الزمان
اسئلة فلسفية تقلق راحة الانسان وتثير حيرته

فتضطرب حياته ويظل هائما باحثا عن إجابة
من أكون؟ كيف جئت؟ ما الهدف من وجودي؟

ما معنى الحياه؟ ما هذا العالم وما الهدف من وجوده؟
كيف تسير الأمور وإلى أين؟ ما هذا الشر وما هذا
الخير وإلى أين وكيف ينتهي؟
وغيرها من اسئلة تشغل بال الانسان من أكبر
الفلاسفة إلى أصغر الأطفال الذي يسأل والديه
متحيرا من أين جئت؟
ورغم صعوبة الاسئلة وعمقها..

إلا أن الإجابة موجودة
إجابة بسيطة وسهلة وعميقة أيضاً
الإجابة ببساطة توجد في الاسلام
من يبحث ويتعمق حقاً يجد في الاسلام كل الاجابات

لكل الاسئلة العسيرة
إجابات شافية تبعث في النفوس الطمأنينة

وتجعل الأقدام تقف راسخة على أرض ثابتة
وقد يظن أحدهم إنه لم يجد الاجابة
لكن الحقيقة إنه لم يبحث جيدا
لم يترك السطح ويغوص في الاعماق
ليلتقط اللآليء الحقيقية..
الإجابات موجودة ومازالت تنتظر
تنتظر من يهتم ويبحث بالتزام واهتمام حقيقي
من يتعمق أكثر
الاجابات تنتظر ككنوز دفينة لم تكتشف بعد
وطوبى لمن يبحث..
وطوبى لمن يجد الاجابة..

11 أغسطس، 2010

رمضان كريم


31 يوليو، 2010

امنية


ليتني استطيع أن اعيد عقارب الزمن للوراء

اصلح كل الاخطاء التي ارتكبت

اتجنب كل الكوارث التي حدثت

استعيد كل الفرص التي أهدرت

احقق كل الاحلام التي ضاعت



هكذا عندما يمضي عام من عمري

تعتصرني نوبات االندم

فأغوص في امنيات مستحيلة


ولكن هل لو حدثت المعجزة

وعاد الزمن

لن أكرر الأخطاء

لن اتسبب في كوارث

لن أهدر الفرص

لن اضيع الأحلام


ليس لدي ثقة كبيرة في هذا

بعد أن صار اهدار الحياة

حرفتي الوحيدة التي اجيدها ببراعة

ولا أعرف لي حرفة غيرها


18 يوليو، 2010

أوهام عنيدة






مازلت أذكره رغم مرور السنوات
ومازلت أذكر كلماته التي كان لها أثر شديد في نفسي
أتذكره وهو يقف هناك وحيداً على خشبة المسرح
الغارقة في الظلام إلا من ضوء خافت ينبعث من بعيد
ويتسلل من حوله راسماً هالة من النور
كان يقف وكأنه يحمل شيئاً .. حملا يثقل على يديه
كان يقول إنه يحمل قلبه بين يديه قلبه الوحيد البائس
يحمله ويدور بين الناس يعرضه عليهم
لكن أبى الجميع أن يحملوه..
أداروا له ظهورهم وهم يشتكون من ثقله..
فظل يدور بحمله الثقيل..يدور ويدور بلا جدوى..
كانت كلماته موجعة .. فلم أدري إلا ودموعي
معها تسيل.. لعلها نكأت جرحا قديما..

كم منا يحمل قلبه بين يديه ويدور به فلا يجد
من يقبله
كم منا أعياه البحث والدوران فارتمى في النهاية
في أحضان اليأس
وكم منا يشتكي الوحدة القاتلة..الجاثمة على الصدور..
ولعله أيضاً يشتكي من الوحدة حتى مع وجوده وسط
جمع غفير من الناس يحيطون به..
ويتعجب كيف يحدث ذلك!
لعل ذلك لانك لم تجد بعد ذلك الشخص ..
الذي تطمئن إليه نفسك.. وتسكن روحك على شاطئه..
ذلك الشخص الذي تهتم به اهتماما شديدا فلا يغيب
عن خاطرك..ويبادلك هو نفس الاهتمام
الشخص الذي ترغب في رؤيته دائما ومعرفة أحواله..
وعندما يصيبك حزن ما أو كرب يكون أول من يخطر
على بالك فتهرع إليه مسرعا لتلقي بهمومك على
عتبته ليخلصك من كل آلامك فمعه فقط تشعر
بأنك لست وحدك
وإذا حدث أمر مبهج يكون أول من تخبره ليشاركك
سعادتك فبدونه ليس لها أي طعم..
الشخص الذي يشاركك أحلامك ويدفعك لتحقيق آمالك
إنه ببساطة الشخص الوحيد الذي يقبل راضيا
أن يحمل قلبك..
أعرف أن الوصول لهذا الشخص قد يكون به شيء
من الصعوبة.. قد تظل تبحث لفترة طويلة حتى تجده..
وهناك من يضنيه البحث طوال عمره دون جدوى
ولكن أظن أن الأصعب من كل ذلك إنه عندما تحدث
المعجزة وتجده وتظن أنك أخيرا وصلت لمبتغاك
قد يحدث أن تجده .. وهو لا يجدك..
أي أن تجد أنت من كنت تبحث عنه لكنك ببساطة
لا تكون أنت من كان يبحث هو عنه..
لكننا أحيانا تحت وطأة الصدمة لا نستطيع أن نصدق
ذلك.. وعندئذ نحيا في وهم ننسجه بأيدينا ونتشبث
بخيوطه الواهية.. وهم أن ذلك الشخص الذي نهتم به
وهو لا يبادلنا أي اهتمام سيلتفت لوجودنا يوما ما
وسيشعر بما نشعر به وفي غمرة أوهامنا تلك قد
لا نلتفت نحن لشخص آخر يمنحنا اهتماما حقيقيا..
ينتظر هناك في صبر أن نبادله الاهتمام..
أن نجده كما وجدنا.. ولكننا نصر على أوهامنا..
ونتجاهل كل ما يمنحنا القدر من إشارات ونظل نطارد
تلك الأوهام العنيدة في إصرار غريب حتى إذا حدث
يوما وافقنا من أوهامنا تلك والتفتنا إلى ذلك الذي كان
يهتم حقا لأمرنا قد نجده مل الانتظار..
وضاع منا إلى الأبد..
فلماذا نصر على أن نعيش في الأوهام
ونطارد أشباح لا نعرفها
ما أصعبه من سؤال .. وما أعقد الإجابة ..
لكن لعلها الوحدة المميتة ..
لعله البحث المضني بلا جدوى
لعل تلك الأشباح هي الخيط الوحيد الذي يربطنا بالحياة

سكون الضجيج



يزداد الصخب شدة
ويشتعل الضجيج بقوة تفوق الاحتمال
ضوضاء شديدة.. تعلو وتعلو
تصم الآذان .. فتتخبط الرؤوس من شدة الألم
الذي تتلاحق ضرباته دون أي هدنة..
وفجأة.. يعم السكون .. يغطي كل شيء..
ويحل الصمت..
تدخل الآذان في حالة ما, تظن معها اختفاء الضجيج..
لكن الحقيقة أن ضربات الألم مازالت مستمرة
إلا أن الآذان قد أصابها الصمم من شدة الضجيج
فتبلدت الروح.. ألجمها الألم.. فخارت قواها,
أمام ما يصيبها من ضربات متلاحقة تأتيها من كل مكان..
تجمدت مكانها وهي لا تستطيع أن تفلت من الفخ الذي
التف بإحكام حول ساقيها
وتوقف كل شيء


عندما يعتصر الألم القلوب بشدة
لا تذرف العيون دمعة واحدة
ولا تنطق الأفواه بكلمة واحدة

إنه سكون الضجيج
صمت الألم
الجمود الذي يجعلنا كالحجارة صلبة ..معتمة..بلا روح
لكنها في حقيقتها أهون ما تكون
هشة.. تنكسر من أقل شيء..

يأتي هذا اليوم..فأقول إنه يوم من تلك الأيام
فقط لأصبر نفسي بذلك الوهم الأحمق..
إنها مجرد فترة محدودة ستمر.. وتعود الأيام لسابق عهدها
فما أبعد عهد أيامي عن هذا الذي أتوهمه..

18 يونيو، 2010

كلام خطير!!

بدون تعليق(عشان انا مرارتي انفقعت ومش شايفة ان

فيه فايدة من الكلام)

واهداء خاص جداً للذين كانوا ينتظرون

ومازالوا ينتظرون!

08 يونيو، 2010

هته واحد!


"(...) حصلت على درع الدورة بسبب إجابتي
النموذجيةعلى سؤال غامض طرحه أمين الشباب:
- من أنتم؟
تأرجحت الإجابات بين السطحية والبلاهة وعدم الفهم
والمباشرة, ونشط عقلي بسرعة غريبة, استوعبت
مغزى السؤال جيداً وقلت بثقة وتمكن:
- نحن يا افندم منبعنا النوبة ومصبنا مصر,
وفي المساحة بين المنبع والمصب,علاقات حسن جوار,
مصاهرات, قرابات, وليس هناك ما نتنازع عليه,
فكلنا نشرب من ماء النيل, الغني منا والفقير.
ثم تملكني شيطان العبث فأضفت لتلطيف الجو
ولأسبغ عليه مسحة مرح:
- في الواقع يا افندم مصر والنوبة "هته واحد".
ضحكت القاعة كلها حتى أمين الشباب,
فالجملة الأخيرة كانت بالضرورة تستدعي نكتة
قديمة أيام الاستفتاء على استقلال السودان,
فقد تحمس أحد السودانيين للوحدة وقاد مظاهرة
في القاهرة فحملوه وأخذ يهتف: "مصر والسودان
هته واحد" , ولمّا أنزلوه واكتشف أن أحد
المتظاهرين نشله, أخذ يصرخ:
"مصر والسودان ستين هته"."
مقطع من رواية "النوبي" للكاتب إدريس على
وبمناسبة الأزمة الحالية المشتعلة بيننا وبين دول
حوض النيل وبمناسبة تصميم المسئولين المصريين
على إنها مجرد "سحابة صيف" "باعتبار ان
ما يجمعنا بهذه الدول اكثر بكثير مما يفرقنا" !!
على حد قول وزير الموارد المائية نصر الدين علام
فلا يسعني أنا إلا أن اهتف بدوري قائلة
مصر ودول حوض النيل "هته واحد"!!!!!!!

04 يونيو، 2010

راشيل كوري





مازلت احفظ صورتها الجميلة في ذهني
لم استطع نسيانها رغم مرور السنوات
مازلت احسدها بشدة
وآراها كمثال رائع لما يجب أن يكون
إنها راشيل كوري الناشطة الأمريكية التي دهستها
جرافة عسكرية اسرائيلية كانت تحاول ان تحول بينها
وبين هدم بيت فلسطيني عام 2003
تلك الفتاة الصغيرة التي لم يتعد عمرها ثلاثة وعشرين
عاماً..لكنها كانت تتحلى بشجاعة فائقة
كانت تؤمن بقضية آخرين لاتربطها بهم أي شيء
سوى الانسانية
قضية ليست لها فيها أي مصلحة ..
إنما عدالة القضية هي ما كانت تحركها
الحق والعدل هما كانا كل هدفها
وهما ما جعلها تضحي بحياتها من أجلهما
بقدر ألمي الشديد... بقدر ما كنت احسدها على ذلك القدر
العظيم من الشجاعة الذي جعلها تموت دون ما تدافع عنه
هذه الفتاة الصغيرة اعطتنا جميعا درساً في الصمود
والشجاعة وقصتها كشفت وابرزت وجه اسرائيل القبيح
واعجبتني كثيرا تلك اللفتة الطيبة بالقاء اسم راشيل كوري
على سفينة المساعدات الإيرلندية المتجهة حاليا إلى
غزة تكريما لهاواحياء لذكراها
وان كنا نحن اولى بتكريمها وايفائها حقها كرد بسيط
لصنيعها الذي يطوق اعناقنا
ويارب هذه المرة تصل السفينة في سلام ولا تتكرر
المذابح المعتادة من اسرائيل

تحية عطرى لراشيل كوري رحمها الله

01 يونيو، 2010

الرد الوحيد


لا أحد يختلف على دناءة ما ارتكبته اسرائيل من هجوم وحشي

على سفن اسطول الحرية

لكن لا احد ايضا يمكن ان يختلف على انه كان متوقعا جدا

وغريب ان هذا يثير دهشة البعض وكأن هناك احداً كان يظن

ان اسرائيل ستحترم لأول مرة أي قوانين

اسرائيل هي الطرف الوحيد بلا جدال الذي ينفذ على الفور

ما يريد..لا يلجأ للشجب والاستنكار..لا ينتظر انعقاد

الاجتماعات أو تكوين اللجان..بل تنفذ على الفور ولها حق

فهي لا ترى لها رادع بل على العكس تجد دائما المساند

والمشجع والمصفق ..فتضع نفسها فوق الجميع مادام

هذا الجميع مستسلم تماما

لكني رغم ذلك اصابتني الدهشة ليس مما فعلته اسرائيل

بل من ردود الافعال عليه..مازلنا حتى الآن كما نحن..

مهما حدث ومهما ارتكبت من مجازر لا يحرك فينا ساكنا..

نغضب ونغضب وكل هذا الغضب يتمخض فقط عن شجب

واستنكار وعقد اجتماع عربي "طارئ" بعد يومين

ولا اعرف حتى كيف طارئ وكيف بعد يومين..

وبالطبع الاجتماع نتيجته معروفة وهي مزيد من الشجب والاستنكار

نغضب وكل ما يمكننا ان نفعله ان ننظم مظاهرات ووقفات

لا يسمع بها احد من اساسه ولا تصل لأحد

بل ما زاد من دهشتي اننا حتى في غضبنا ومظاهراتنا

تقلصت مطالبنا فصار اقصى ما نتمناه هو طرد السفير

او سحب السفير كأنه اقصى ما يمكن تحقيقه..

فهل هذا هو الرد الكافي

وما يزيدني غيظا ان المطلب الثاني على الفور

يكون فتح معبر رفح!

وكأن هذا هو الحل السحري لكل المشاكل وكأن فتح المعبر

سينهي الاحتلال ويعيد الأرض وكأن مصر هي سبب

كل المصائب

وبصراحة الذين يصيحون في كل مناسبة مطالبين

بفتح المعبر انما يدللون على جهلهم الشديد وعلى عدم

متابعة الاخبار لأن ادنى متابعةمنهم للاخبار ستجعلهم

يدركون ان مصر بالفعل تفتح المعبر لمرات عديدة لدخول

المساعدات لغزة ومرور المرضى وفي الفترة الأخيرة

تكرر هذا الخبر لدرجة انني اقترحت على زملائي في الاخبار

ان نقوم بحفظ نسخة منه بدلا من تكرار ترجمته كل مرة

فمصر تدخل المساعدات ومرور المرضى لكنها لا تصاحب

هذا ببروباجنده استعراضية

وفي الاساس مصر قانونا ليس من حقها فتح المعبر

فهو يخضع للاتفاقية التي وقعها الفلسطينيون والاسرائيليون

والاتحاد الأوروبي والتي تقضي بان المعبر لا يتم فتحه

إلا في وجود ممثلين من هؤلاء الأطراف جميعا وهو

ما لا يحدث طبعا منذ انفراد حماس بغزة ولا اعرف حتى

الآن لماذا تم استبعادنا من هذه الاتفاقية ويُسأل في هذا

اخواننا الفلسطينيون

ورغم ذلك تقوم مصر بفتح المعبر على مسئوليتها

لكن باي حال لا يمكنها ان تفتحه بشكل دائم

لكن رغم ذلك هناك كثيرون لايحلو لهم إلا القاء المسئولية

فقط على مصر

حسنا إذا كانت مصر سيئة..فماذا فعل بقية العرب؟!

ونعود إلى الرد..الأمر ببساطة ليس له سوى رد واحد فقط

وهو معروف طبعا أم اننا تناسيناه واستكنا للشجب والاستنكار

لكنه ليس هناك رد غيره..وهذا الرد لا يتحقق من طرف واحد..

وانما يجب ان يشترك فيه الجميع فلن ينجح بغيرهم معا..

وهذا الرد لن يكون اليوم ولا غدا..بل يكون بعد تخطيط حقيقي

وترتيبات واستعدادات كبيرة (ولنا في نصر اكتوبر اسوة حسنة)

والأخوة الأعزاء الذين يحاولون من حين لآخر أن يجدوا

لهم دورا في المنطقة لو كانوا فعلا صادقين في نواياهم

لماذا لا يحاولون أن يكون ذلك بالاتفاق مع العرب ..

لماذا لا يضعون يدهم في ايدينا لنشترك معا في التخطيط

للرد الوحيد المناسب

21 مايو، 2010

الجنوبي



المجد للشيطان .. معبود الرياح
من قال " لا " في وجه من قالوا " نعم "
من علّم الإنسان تمزيق العدم
من قال " لا " .. فلم يمت ,
وظلّ روحا أبديّة الألم !

معلّق أنا على مشانق الصباح
و جبهتي – بالموت – محنيّة
لأنّني لم أحنها .. حيّه !
... ...
تمر اليوم ذكرى رحيل الشاعر العظيم المبدع أمل دنقل
رحمه الله.. ورغم مرور 27 عاما على رحيله إلا أنه
مازال يعيش بيننا بروحه العظيمة وأعماله الخالدة
ومازلنا نتعلم منه الكثير ..
كان بالفعل شاعرا فريدا من نوعه
لكن للأسف كنت اتمنى ان أجد في تلك المناسبة
فعاليات وانشطة تليق بها كندوات واجتماعات تخلد ذكراه
ولكن هكذا صار حالنا
نحتفي بالجهلاء ونلقي بالعظماء في غياهب النسيان
نكرم الصعاليك..ونأتي بالعظماء في آخر القائمة
هذا إذا جاءوا أصلا!
تحية عطرة لشاعرنا العظيم الذي لن يغيب عنا أبداً