22 ديسمبر، 2010

ومضى العام


العام - ككل عام ..ككل شيء- يمضي نحو نهايته المحتومة
حبة أخرى تنفرط من العقد .. تنسل من بين يدي..
تدحرج في لمح البصر وتضيع إلى الأبد..
والعقد يتبقى به حبات قليلة - هكذا اتمنى - لم تعد روحي
المنهكة تتحمل مزيد من الحبات الضائعة..
العام ينتهي.. فتهاجمني هواجسي السنوية..
يتجسد فشلي وضياع الوقت أمامي شبحاً مرعباً يطاردني
في قسوة في صحوي ومنامي..فتخرسني الكآبة
ولا اجد كلمات تعبر عما أنا فيه..
لست حزينة لمرور العام..ولكن لضياعه بلا فائدة تذكر
لا اعرف لماذا اشعر بأن هذا العام كان عاماً باهتاً لا طعم له
كانت الأيام الحزينة فيه لها الغلبة..
الاحلام التي تكسرت على شواطئ الواقع..
قلبي رغم الانكسارات القديمة ..لا يتعلم..
مازل يغمي عيني وأنا انزلق في بئر الفشل العميقة
مازال يمنيني بآمال ليست ليّ ولا حق ليّ فيها..
سرعان ما أعود أدراجي لمكاني الطبيعي..
مازلت اقبع وحدي في قبوي المظلم
تتناهى إليّ أخبار العالم البعيد من طاقة ضيقة صغيرة
ارسل اشارات ضعيفة..تكفي فقط لتثبت إنني مازلت
على قيد الحياة..
يغضب بعض الذين تصلهم اشاراتي لضعفها وقلتها..
وقد يتجاهلونها ثأراً لكبريائهم الذي يظنونه قد أهين
والحقيقة إنهم لا يدركون المجهود المضني الذي
أقوم به لازيح عن روحي ركام الظلام الكثيف الذي
يربط أوصالها ويعيق حركتها تماماً..لارسل تلك الاشارات
أحياناً رغم هزيمتها المؤكدة تتلبس نفسي روح المقاومة
فتبعث تلك الاشارات..لكن الهزال الشديد يكون نصيبها
بعد معركة قاسية لا تخلف سوى روح مثخنة بمزيد من الجراح
أحياناً كثيرة أفكر في أن اغلق الطاقة تماما
وانتهي عن ارسال تلك الاشارات التي لا تسبب سوى
مزيد من المعاناة فأريح واستريح..
الذين يتعجبون أو يغضبون من ضعف اشاراتي لن يبالوا
كثيراً لانقطاعها..قد يتذكرونها فقط عندما تسلل إلى أنوفهم
تلك الرائحة الكريهة المنبعثة من القبو المظلم..
لكن العام مضى ومازلت اخفق في تحقيق تلك الأمنية العزيزة..
لعلها تجد ملاذا في العام الجديد
ولعله الأمل الوحيد الذي استقبل به هذا العام..



عذرا لهذه الكلمات التي انهي بها العام
فيبدو إنها صارت عادة ليّ
أرجو ألا تلقوا لها بالا وأتمنى أن تستقبلوا العام الجديد
باشراق وأمل..


وعذرا وشكرا لكل من تحملني في العام الماضي
اعرف انهم يقومون بمجهود مضني
أنا نفسي لا استطيع أن أتحمله

ليست هناك تعليقات: