14 يونيو، 2011

عصر الحقيقة!



إنترنت..فيسبوك..تويتر..بلوجز..


هواتف محمولة..جرائد الكترونية


قنوات فضائية .. ستالايت


أن تعرف الآن


أن تعرف أولا


أن ترى ما حدث كأنك كنت هناك


أن تعرف كل شيء


هل نحن حقا نعرف؟


هل نحن حقا في عصر الحقيقة , حيث تنتشر وسائل المعرفة الأحدث في تاريخ الإنسانية

وسائل لم نكن نحلم بها , وأنت هناك تجلس أمام شاشتك الصغيرة (كمبيوتر,تليفزيون, موبايل ..)

تجلس وبمجرد الضغط على ازرار صغيرة تكتشف العالم, تعرف "الحقيقة" (أو ما تظنه كذلك!)

لاشك اننا نعيش ثورة علمية عظيمة حولت العالم لقرية صغيرة جعلتنا نرى بأعيننا ما يحدث في اقصى انحاء العالم ونحن نجلس في بيوتنا

ولكن رغم ذلك هل ما نراه هو فعلا الحقيقة


هل كل هذه التكنولوجيا العالية تنقل لنا الحقيقة , هل نحن فعلا نعيش "عصر الحقيقة"


أم اننا مازلنا نسقط بسهولة في شرك الباطل وهذه الوسائل على عكس ما نظن تساعد على حدوث ذلك


لا اخفي دهشتي بل صدمتي عندما عرفت قصة البلوجر السورية التي انتشر خبر القبض عليها وانتشرت الحملات المدافعة عنها ليتضح في النهاية ان هذه الفتاة السورية ليس لها أي وجود وما هي إلا رجل أمريكي اخترع تلك الشخصية من خياله وكان يكتب باسمها وخرج ببساطة شديدة ليقدم اعتذارا لكل من خدعهم وكانوا يظنون انهم يقرأون الحقيقة


ومع القصة تثور من جديد اسئلة كانت تدور في رأسي كثيرا

هل نحن في عصر يسهل فيه معرفة الحقائق أم نحن في عصر يسهل فيه تزييف الحقائق ببراعة

عصر يسهل فيه كشف الأدلة أم طمس الأدلة ,

هل الوسائل الحديثة تساعدنا على تسجيل الأحداث وعرض صورها الحقيقية

أم تساعدنا على تزييف الأحداث وتزييف صورها

هل سهلت الأمور علينا , أم صعبتها أكثر!


كيف نفرق بين الحقيقة والزيف والوسائل الحديثة تستطيع أن تزيل كل الفروق ببراعة


أظننا على عكس ما يعتقد الكثيرون نحتاج لمجهود كبير الآن لنعرف الحقيقة لنمحص ونفحص كل ما نسمعه ونراه قبل أن نصدقه


ولا أجد أمامي سبيل سوى أن أعود للحكمة القديمة:


"لا تصدق كل ماتسمع , صدق فقط نصف ما ترى"