01 يونيو، 2010

الرد الوحيد


لا أحد يختلف على دناءة ما ارتكبته اسرائيل من هجوم وحشي

على سفن اسطول الحرية

لكن لا احد ايضا يمكن ان يختلف على انه كان متوقعا جدا

وغريب ان هذا يثير دهشة البعض وكأن هناك احداً كان يظن

ان اسرائيل ستحترم لأول مرة أي قوانين

اسرائيل هي الطرف الوحيد بلا جدال الذي ينفذ على الفور

ما يريد..لا يلجأ للشجب والاستنكار..لا ينتظر انعقاد

الاجتماعات أو تكوين اللجان..بل تنفذ على الفور ولها حق

فهي لا ترى لها رادع بل على العكس تجد دائما المساند

والمشجع والمصفق ..فتضع نفسها فوق الجميع مادام

هذا الجميع مستسلم تماما

لكني رغم ذلك اصابتني الدهشة ليس مما فعلته اسرائيل

بل من ردود الافعال عليه..مازلنا حتى الآن كما نحن..

مهما حدث ومهما ارتكبت من مجازر لا يحرك فينا ساكنا..

نغضب ونغضب وكل هذا الغضب يتمخض فقط عن شجب

واستنكار وعقد اجتماع عربي "طارئ" بعد يومين

ولا اعرف حتى كيف طارئ وكيف بعد يومين..

وبالطبع الاجتماع نتيجته معروفة وهي مزيد من الشجب والاستنكار

نغضب وكل ما يمكننا ان نفعله ان ننظم مظاهرات ووقفات

لا يسمع بها احد من اساسه ولا تصل لأحد

بل ما زاد من دهشتي اننا حتى في غضبنا ومظاهراتنا

تقلصت مطالبنا فصار اقصى ما نتمناه هو طرد السفير

او سحب السفير كأنه اقصى ما يمكن تحقيقه..

فهل هذا هو الرد الكافي

وما يزيدني غيظا ان المطلب الثاني على الفور

يكون فتح معبر رفح!

وكأن هذا هو الحل السحري لكل المشاكل وكأن فتح المعبر

سينهي الاحتلال ويعيد الأرض وكأن مصر هي سبب

كل المصائب

وبصراحة الذين يصيحون في كل مناسبة مطالبين

بفتح المعبر انما يدللون على جهلهم الشديد وعلى عدم

متابعة الاخبار لأن ادنى متابعةمنهم للاخبار ستجعلهم

يدركون ان مصر بالفعل تفتح المعبر لمرات عديدة لدخول

المساعدات لغزة ومرور المرضى وفي الفترة الأخيرة

تكرر هذا الخبر لدرجة انني اقترحت على زملائي في الاخبار

ان نقوم بحفظ نسخة منه بدلا من تكرار ترجمته كل مرة

فمصر تدخل المساعدات ومرور المرضى لكنها لا تصاحب

هذا ببروباجنده استعراضية

وفي الاساس مصر قانونا ليس من حقها فتح المعبر

فهو يخضع للاتفاقية التي وقعها الفلسطينيون والاسرائيليون

والاتحاد الأوروبي والتي تقضي بان المعبر لا يتم فتحه

إلا في وجود ممثلين من هؤلاء الأطراف جميعا وهو

ما لا يحدث طبعا منذ انفراد حماس بغزة ولا اعرف حتى

الآن لماذا تم استبعادنا من هذه الاتفاقية ويُسأل في هذا

اخواننا الفلسطينيون

ورغم ذلك تقوم مصر بفتح المعبر على مسئوليتها

لكن باي حال لا يمكنها ان تفتحه بشكل دائم

لكن رغم ذلك هناك كثيرون لايحلو لهم إلا القاء المسئولية

فقط على مصر

حسنا إذا كانت مصر سيئة..فماذا فعل بقية العرب؟!

ونعود إلى الرد..الأمر ببساطة ليس له سوى رد واحد فقط

وهو معروف طبعا أم اننا تناسيناه واستكنا للشجب والاستنكار

لكنه ليس هناك رد غيره..وهذا الرد لا يتحقق من طرف واحد..

وانما يجب ان يشترك فيه الجميع فلن ينجح بغيرهم معا..

وهذا الرد لن يكون اليوم ولا غدا..بل يكون بعد تخطيط حقيقي

وترتيبات واستعدادات كبيرة (ولنا في نصر اكتوبر اسوة حسنة)

والأخوة الأعزاء الذين يحاولون من حين لآخر أن يجدوا

لهم دورا في المنطقة لو كانوا فعلا صادقين في نواياهم

لماذا لا يحاولون أن يكون ذلك بالاتفاق مع العرب ..

لماذا لا يضعون يدهم في ايدينا لنشترك معا في التخطيط

للرد الوحيد المناسب

هناك 3 تعليقات:

خواطر شابة يقول...

عزيزتي بالنسبة لمووع المعابر اتفاقية المعابر لم تعد لها اي قيمة او مداقية في القانون الدولي اسرائيل اسقطتها لان الاتفاقية كانت تشمل مطار وميناء غزة ومعابر اخرى الى جانب معبر رفح اسرائيل منذ قامت باغلاق المطار والميناء هي وأدت هذه الاتفاقية فلم تتمسك مصر بقانونية ماليس قانونيا بشهادة الخبراء والمحللين السياسيين
عزيزتي لسنا ضد مصر وعندما نطالب مصر بفتح المعبر فنحن نستحضر قافلة جالوي التي منعت من الدخول لغزة وتعرض منظموها لمضايقات عدة الى أن أجهضت محاولتهم للدخول وفك الحصار
عزيزتي عندما نطالب مصر بدور فلاننا نؤمن بريادتها وبأن موقعها الجغرافي يؤهلها للعب هذا الدور
بالنسبة لتركيا ايا كانت النوايا لايهم المهم ان هذا يصب في خدمة قضيتنا الاساسية والميدان مفتوح امام من يريد ان يلعب هو أيضا دورا في ذلك المسألة ليست حكرا على احد
اليوم فرحت جدا بتوصية مجلس الامة الكويتي التي صادقت عليها الحكومة بالانسحاب من مبادرة السلام العربية الموقعة في بيروت نعم أعرف انه موقف احادي لكن مع ذلك خير من عدمه وربي يهدي بقية العرب لنفس الموقف فهذا هو اقل رد على هذه البلطجة الاسرائيلية

Heba Faruq يقول...

عزيزتي خواطر شابة

اسرائيل لم تعلن اسقاط الاتفاقية وهي لا تستطيع لأن هناك اطراف أوروبيون فيها غير الفلسطينيين أي انها رسميا موجودة لكن ما حدث عندما استولت حماس على الحكم في غزة رحل ممثلوا الفلسطينيين وممثلوا الاتحاد الاوروبي الذين يتحتم وجودهم لفتح المعبر وبالتالي قانونا لا يمكن لمصر التي تم استبعادها من الاتفاقية ان تفتح المعبر وحدها وهي لا حيلة لها في ذلك وهذا ما اردت توضيحه ولكن رغم كل ذلك مصر انسانيا تقوم بالفعل بفتح المعبر كثيرا لادخال المساعدات ومرور المرضى وذلك على مسئوليتها فالحديث عن ان مصر لا تفتح المعبر خاطئ تماما ويصيبني بالدهشة الطلب المتكرر لشيء مصر بالفعل تفعله رغم انه ليس من حقها ويضايقني كثيرا تصوير مصر كأنها هي التي تفرض الحصار على غزة وتمنع المساعدات (برجاء متابعة كمية المساعدات التي ادخلتها مصر عن طريق رفح) مع العلم ان هناك معابر كثيرة جدا غير رفح تغلقها اسرائيل والعرب يطالبون مصر فقط بفتح رفح في حين لم يعد احد يطالب بفتح بقية المعابر وعموما بعد الهجوم الاسرائيلي
فان اول قرار اتخذته مصر بعد استدعاء السفير كان فتح معبر رفح (ياترى وصل ولا تم التعتيم عليه كالعادة)
اما عن القافلة التي ذكرتيها فان كانت هي التي اذكرها فاعتقد انهم كانت لهم اغراض غريبة ورفضوا الالتزام بالطريق المحدد للدخول والاقصر والاكثر سهولة واصروا على طريق آخر أطول سيجعلهم يدورون في سيناء بدون داع وبدون مبرر ولا اعرف سبب اصرارهم على ذلك
وعلى أية حال انا قلت في التدوينة انه مرحبا بأي طرف يرغب في التعاون معنا لحل المشكلة بصدق وانا لم اقل انها حكر على احد بل اكدت ان الحل لن يكون سوى بيد الجميع لكن صدقيني النوايا بتفرق جدا
وانا عن نفسي لااحب كثيرا موضوع الريادة ده ولا بجيب سيرته لاني مؤمنة ان الحل ليس في يد طرف واحد ابدا كما قلت
عزيزتي انا اعرف اننا جميعا هدفنا واحد وحلمنا واحد لكن احيانا كثيرة تختلف وجهات النظر وتؤدي الى سوء التفاهم الذي يجعلنا نتهم بعضنا البعض مما يجلب مزيد من الانقسام والتباعد وهو بالضبط ما يريده العدو كل ما اتمناه ان نتحرى ونستمع لبعضنا وننبذ الخلافات لان وحدتنا هي فقط ما ستجعلنا نحقق حلمنا الواحد إنشاء الله

اعذريني لاطالتي
نورتيني واهلا بك دائما

رشيد أمديون يقول...

وجدت في مدونتك جمالية الكلمة وروعة التعبير، وسمو القضية...
سأكون من المتابعين دائما بإذن الله تعالى.

سأضيف مدونتك إلى قوائم المدونات الإلكترونية. تستحيقن ذلك.

سلامي