30 سبتمبر، 2010

ولا عزاء للأطفال!






إلى أي حد وصل بنا الحال..إلى أي حد قست قلوبنا

وصارت اشد قسوة من الحجارة..إلى أي حد ازدادت

وجوهنا قبحا وسوادا ..
صرنا بدلا من أن نهب الصغار البهجة وندخل على قلوبهم

السرور نصدر لهم الألم والهم ..نثقل ظهورهم الصغيرة

بالهموم ونحملهم ما لا يطيقون..
خبر مفزع..ظل يطاردني منذ حوالي اسبوع في صحوي

ومنامي..حتى ادركت إنه ليس مجرد خبر في جريدة..

وإنما هو سكين مغروز في قلبي لن استطيع ان انزعه أبداً
خبر صغير جدا في آخر صفحة الحوادث لم يعره أحد اهتماما

رغم انه كان جدير به أن يقلب الدنيا رأساً على عقب..

ولكن ماذا يفعل في عقول مغيبة وقلوب قاسية؟!


إنه خبر انتحار ذلك الصبي الصغير "أحمد محمد مرسي"

الذي لم يتعد عمره الاثني عشر عاما
طفل صغير يصل به الهم واليأس إلى أن يصعد أعلى

سطح العقار الذي يسكن فيه ليشنق نفسه
مالذي يمكن أن يدفع إلى شيء كهذا طفل صغير لم يدرك

الحياة بعد..ولا يجب أن يحمل لها هما بعد..
الأم تقول إن طفلها اصيب بحالة اكتئاب نفسي

لعدم قدرته على استيعاب المنهج الدراسي!
هكذا يقول الخبر..وما لم يقله فهو كثير..
قد يسخر البعض ويقول إنه تلميذ فاشل..لكن تذكروا

اننا هنا لسنا امام حالة تلميذ خاض الامتحان ورسب

لانه لم يهتم بالمذاكرة, إنما امام تلميذ اهتم وحاول لكنه

وجد نفسه عاجزا امام منهج ثقيل وصعب وفوق قدراته

عجز أفضى به إلى اليأس
انتحر أحمد فماذا عن باقي التلاميذ وما اصعب حياة مثقلة

بالهموم فما بالك على الاطفال


موت أحمد صرخة احتجاجية ومن يسمع ومن يدرك!..

إذا كان اكبر مسئول عن التعليم في مصر يجلس في هدوء

ليقول بالحرف "أنا ماببصش في المناهج ..

أنا مش بتاع مناهج"!!

ومن المسئول إذا عن المناهج التي تمثل إلى جانب عدم

التزام المدرس السبب الرئيسي والاساسي في تدهور التعليم
إنه ليس فقط لا يدرك المصيبة وإنما زاد الطين بلة

عندما منع الشيء الوحيد الذي يفك طلاسم كتاب المدرسة

وهو الكتاب الخارجي
وماذا يفعل ولي الأمر غير المتخصص المرغم الآن على ان

يقوم بدور المدرس في الشرح لأولاده ماذا يفعل عندما

يفتح كتاب المدرسة فيجد بداية الدرس نقط واكمل

ومسائل حسابية ناقصة ولا يوجد أي شرح..أهذا هو التطوير
هل سنجد شرح درس الحساب على النت؟ هل سنجري

تجربة معملية على الكمبيوتر؟ هل سيجلس طفل في السابعة

من عمره وحده يبحث على النت عن شرح لدروسه؟

هل الاطفال في القرى والنجوع يتوفر لهم اجهزة

كمبيوتر في بيت كل منهم؟
التعليم الذي اعرفه هو ان توفر للطفل المعلومات

الاساسية في العلوم التي سيبني عليها اساس علمه

وتوضيحها وشرحها واختباره في مدى استيعابه

وفهمه لها ثم بعد ذلك يمكنه الاستزادة بالبحث

مع توفير ادوات البحث وتدريبه اولا على استخدامها
هذا القرار الغريب بكل بساطة يضع العربة أمام الحصان..
فلتصلحوا أولا المناهج وطريقة تدريسها ولتحسنوا مستوى

المدرسين ومراقبة التزامهم
والأباء من أنفسهم لن يلجأوا إلى الكتب الخارجية

ولا إلى الدروس الخصوصية

ولا عزاء للاطفال

هناك 7 تعليقات:

حلم بيعافر يقول...

فاجعة ضمن مسلسل فجائع

والرض متصل

حلم بيعافر يقول...

فاجعة ضمن مسلسل فجائع

والرض متصل

سندباد يقول...

ولا عزاء لجيل باكمله اتولد وعاش في جو مشحون بالفساد والغش والسرقة والحقدوالعهر والانحطاط
فماذا تطلبين منه ان يفعل
لك الله يامصر

سندباد يقول...

ولا عزاء لجيل باكمله اتولد وعاش في جو مشحون بالفساد والغش والسرقة والحقدوالعهر والانحطاط
فماذا تطلبين منه ان يفعل
لك الله يامصر

Heba Faruq يقول...

عزيزي حلم بيعافر

إنه حقا مسلسل متصل من المصائب ولا اظنها ستكون آخر المصائب مادمنا نستمر في نفس الطريق

تحياتي لك ودمت في خير

Heba Faruq يقول...

عزيزي sendbad

يبدو انه لم يعد هناك مكان لبراءة الاطفال وطهارتهم بيننا ويبدو انه لم يعد امامهم سوى طريقان اما ان ينضموا لركب الفساد والغش او ان ينسحبوا من حياتنا وهو ما اختاره احمد رحمه الله

شكرا لزيارتك واهلا بك دائما

غير معرف يقول...

الله يكون بعون اغلبية الدول العربية خصوصا في مجال مناهج التعليم قصة اثرت فيا كثير لدرجة ان جسمي اترعش من براءة الطفل احمد رحمه الله تصوري اختي حتى عندنا في المغرب نفس الشيء مناهج تثقل كاهل الاطفال وايضا في مشاكل تصوري منطقتي رجال التعليم دخلوا في اضراب لمدة 15 يوما مطالب فعلا حقيقية لكن التلميذ هو الضحية