عندما يزداداليأس ويشتد الظلام ويشعر الانسان أنه لا يوجد مخرج لا يجد أمامه سوى أن يبحث عن أي شعاع أمل ولو ضئيل يتمسك به ليعينه على المقاومة
اصابني في الفترة الأخيرة احباط شديد وفي محاولة أخيرة للمقاومة ظننت أن شعاع الأمل قد يتمثل في الرئيس الذي سيتم انتخابه وصورت لي ظنوني إنه قد يكون فيه الخلاص..
ولن يتحقق ذلك بالطبع إلا إذا توفرت فيه شروط خاصة تحملنا بعيدا تماما عن هذا الجو المسموم الذي نغرق فيه الآن شخص لا ينتمي بأي شكل للنظام السابق ولم يتورط في جرائمه.. يساند الثورة عن حق وليس فقط يسير في ركابها بعد أن نجحت.. شخص يدرك جيدا مشاكلنا ويمتلك رؤية واضحة لحلها .. شخص لا يستغل الجهل والأمية لتحقيق اهدافه .. لا يخدعنا باسم الدين وكل همه مصلحته.. يضع المبادئ والأخلاق فوق كل شيء ..
وعندما حاولت أن أبحث عن النموذج الأقرب لذلك بين المرشحين المحتملين.. وجدته يتمثل في محمد البرادعي
لا أنكر إنني قبل الثورة كنت اتعجب من الذين يساندونه بشدة وكنت اتساءل هل مع هذا البعد يدرك حجم ما نحن فيه
لكن الانسان فعلا عدو ما يجهل ولا يجب أن يبني حكمه دون معرفة حقيقية فعندما استمعت له في أكثر من حديث اتضح لي إنه يضع يده بالفعل على ما نعاني منه ولديه رؤية جيدة للتعامل معه , وما يؤمن به من مبادئ الليبرالية سيكون فيه النجاة من سنين الظلام التي وطأتنا طويلا..
كنت كلما اشتد بي اليأس.. يزداد تمسكي بذلك الشعاع الأخير
لذلك كانت صدمتي شديدة عندما سمعت خبر انسحاب البرادعي من ترشحه للرئاسة
مزيج من الاحباط والغضب
لكنني بعد ذلك ادركت انني بالفعل يجب أن استيقظ من أوهامي ..أفيق من ذلك المخدر الذي كنت اخدع به نفسي
البرادعي معه حق ..لا يمكن في الظروف التي نعيشها الآن أن يتم انتخاب رئيس ليبرالي ديمقراطي في انتخابات حرة نزيهة
الذين يتمسكون بالسلطة بأي ثمن فيريقون من أجلها الدماء ويسيرون إليها على جثث الشهداء لن يسمحوا بذلك أبدا
والذين استسلموا عن علم أو عن جهل أو عن استسهال لمن يخدعهم لن يسمحوا بذلك
وعندما ننظر للواقع الحالي لا نرى أي أمل في أن يحدث أي تغيير
ولكن هل كان لدينا قبل 25 يناير 2011 أي أمل؟
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق