15 يوليو، 2009

كسر الصمت

"أن تصيب بريئا أفضل من أن تتردد في استهداف عدو"

هكذا يلخص أحد الجنود الاسرائيليون التعليمات التي كررت للجنود قبل
عملية غزو غزة التي استمرت 22 يوما من 27 ديسمبر الى
18 يناير 2009 والتي قتلت 1417 فلسطيني بينهم 926 مدنيا
جاءت شهادة هذا الجندي في تقرير أعدته ونشرته اليوم
جماعة "كسر الصمت" وهي جماعة تنشط في مجال حقوق الانسان
وجمعت في هذا التقرير شهادة ثلاثين جندي اسرائيلي
ممن شاركوا في هذه العملية ..
شهادات تكسر الصمت وتصف بشاعة ما حدث
ويقول التقرير "أغلبهم..ما زالوا يخدمون في وحداتهم العسكرية
النظامية ولجأوا الينا وهم في حالة حزن شديد على التدهور الاخلاقي
لجيش الدفاع الاسرائيلي "
وقال التقرير ان روايات هؤلاء الجنود "كافية للتشكيك في مصداقية
الروايات الرسمية لجيش الدفاع الاسرائيلي
وفي التقرير العجب العجاب فعن التعليمات التي أمليت على الجنود
يقول جندي لم يذكر اسمه:
"ان كنت غير متأكد..اقتل. كانت قوة النيران مجنونة.
ما أن دخلنا حتى انطلقت النيران بجنون.
في اللحظة التي وصلنا فيها الى خط البداية بدأنا اطلاق النار
على اماكن مشتبه بها."
ويضيف "في حرب المدن الكل اعداؤك. لا وجود لابرياء"
ويستمر التقرير في ذكر ما تشيب له الولدان
فالجنود يصفون ما يسمى "نظام الجار" الذي كان المدنيون يجبرون
بموجبه على دخول المباني المشتبه بها قبل الجنود.
ويذكرون حالات كان المدنيون يسيرون فيها أمام الجندي وهو يسند
بندقيته الى أكتافهم.
ويكرر التقرير اتهامات تنفيها اسرائيل بان الفوسفور الابيض اطلق
دون تمييز في شوارع غزة. ويشير الى "دمار هائل لا صلة له بأي
تهديد مباشر للقوات الاسرائيلية" والى قواعد اشتباك "فضفاضة".
ويقول احد الجنود "لم نتلق أوامر بان نطلق النار على أي شيء يتحرك
ولكن وجهت الينا الاوامر بصفة عامة بان نطلق النار عندما نشعر بالتهديد.
ظلوا يكررون لنا أن هذه حرب وفي الحرب لا قيود على اطلاق النار."
وتكفل القصف الجوي والمدفعي والشحنات الناسفة والجرافات المدرعة
بتدمير مناطق كاملة بما في ذلك الحدائق وبساتين الزيتون والبرتقال.
ونقل التقرير عن جندي قوله "لم نر منزلا واحدا سليما لم يمس.. لم يصب
البنية التحتية كلها والحقول والطرق كانت في دمار كامل.
لقد مرت الجرافة المدرعة على كل شيء.
"كان هناك شعور واضح وتكرر ذلك في كل مرة تحدث الينا فيها
اخرون بان الاعتبارات الانسانية لا دور لها في الجيش في الوقت الحالي
كان الهدف هو تنفيذ العملية بأقل خسائر ممكنة في الارواح للجيش
هذا ليس هو التقرير الأول ولااظنه سيكون الأخير فستستمر التقارير
التي تصف بشاعة العدوان على غزة الذي ما هو إلا صفحة في
الكتاب الأسود للاحتلال الاسرائيلي و الذي تسطر كلماته دماء الابرياء
لكني لا افهم حقا بعد كل ذلك إلى متى سيستمر المسؤولون الاسرائيليون
والجماعات الموالية لاسرائيل في الولايات المتحدة في تأكيد ان
اسرائيل لديها اكثر الجيوش اخلاقية في العالم!!
وإلى متى سيستمر العالم في الصمت !!

هناك تعليقان (2):

هاني مهران يقول...

هايلة جدا

احييكى عليها


(ان تصيب بريئا فى هذا الزمن سواء كان هذا فى جيش احتلال او حتى فى بلدنا فهذا هو الطبيعى )


تقبلى مرورى

Heba Faruq يقول...

سعدت جداً بتعليقك
وأرجو أن تكرر الزيارة