31 يوليو، 2009

غثيان

كنت دائما اتحدث عن الاخبار المفجعة التي تصيبني بالحزن والألم
ولكن هناك أيضاً نوع آخر من الأخبار
تلك الأخبار التي تصيبني بالغثيان والقرف الشديد..
تلك الأخبار التي تتحدث عن أشياء غير معلنة.. اتفاقيات تتم
في الخفاء..ذلك الخفاء الذي يشير إلى ما تتسم به من عدم شرعية
وهذا بالطبع أخف وصف يمكن أن ننعت به هذه الاتفاقيات
فالأمور التي يتم اخفاؤها عادة تكون أمور مشينة تتسم بالخسة
وهي التي غالبا عندما تنكشف يطلق عليها فضائح
وقد يستغرق الكشف عن هذه الأخبار سنوات طويلة
وقد يستغرق وقت قصير
لكني مقتنعة انها حتما ستنكشف مهما طال الأمد
خاصة في هذا الزمن زمن العولمة والانترنت
والذي يمتلك فيه الانسان العادي القدرة على نشر أي خبر
بضغطة واحدة على زر الكمبيوتر


ومن الأخبار التي تنتمي لتلك النوعية الخبر الذي نشرته مؤخراً
جريدة التايمز البريطانية التي كشفت عن ان اسرائيل والحكومات
الغربية يعملون الآن على عقد اتفاق ينص على ان تمنح تلك
الحكومات مساندتها وتأييدها المطلق لاسرائيل في شن هجوم على
المنشآت النووية الايرانية في مقابل تنازلات تقدمها الحكومة
الاسرائيلية في مفاوضاتها مع السلطة الفلسطينية وهذا الاتفاق
كما يؤكد مصدر عسكري بريطاني رفض ذكر اسمه يسمح لاسرائيل
بالهجوم على إيران خلال عام!!
ولا أعرف حقاً ما هو نوع التنازلات التي يمكن ان تقدمها حكومة
اسرائيل اليمينية للفلسطينيين وهل يمكن فعلا أن تقدم اسرائيل تنازلات
وهل كلمة "تنازلات" هذه واردة أصلا في قاموس مفردات حكومة
نتنياهو التي رفضت أساساً منذ تشكيلها فكرة الدولتين
وهل إذا حدثت المعجزة وكانت هناك تنازلات فهل تساوي هذه التنازلات
هذا الثمن الغريب ضرب دولة أخرى والهجوم عليها وما سيسفر عنه
بالتأكيد من ضحايا يبدو انه لا ثمن لهم..
وهي في النهاية دولة لم تقم حتى الآن بأي تهديد حقيقي يذكر
بل هي حتى بشهادة الغرب لم تمتلك بعد أي قنبلة نووية
بعكس اسرائيل التي تمتلك بالفعل منها المئات!


على أية حال أهدي هذا الخبر للذين يقفون ضد "نظرية المؤامرة"
ويسخرون منها على انها نظرية بالية يتخذها العرب كحجة واهية
لتبرير هزيمتهم وتأخرهم
من هذه النوعية من الأخبار يقابلني الكثير
لكنها لم تعد تثير دهشتي كثيراً
بقدر ما تثير اشمئزازي..

ليست هناك تعليقات: