قررت اسرائيل في الفترة الأخيرة شطب الاسماء العربية للشوارع
والاكتفاء بكتابة الاسم العبري والانجليزي فقط وبالطبع قوبل القرار
بالهجوم والتنديد الشديد من الكثيرون
وهذا القرار بالطبع يستحق هذا وأكثر
ولكني لاحظت ان أغلب من نددوا بالقرار كانوا يتحدثون عنه
كأنه اجراء فردي منفرد وهو أبعد ما يكون عن ذلك
فهو في الحقيقة يدخل في منظومة كاملة ومستمرة من فترة طويلة
جدا جدا بدأت حتى قبل نكبة 48
ففي اطار هذه المنظومة يستمر الاسرائيليون في دأب شديد جدا
وتنظيم عالي وتخطيط منظم يحسدون عليه يستمرون في طمس كل
معالم العروبة عن فلسطين وخاصة مدينة القدس ,
ويحاولون بضراوة في محو كل ما هو فلسطيني ونسبه لهم
وللأسف تجد محاولاتهم صداها في الغرب ونجحت نجاحا ساحقا
في قلب كل الحقائق في ذهن المواطنين الغربيين
(الذين لا أعفيهم من المسئولية)
سرقوا التاريخ الفلسطيني ..نهبوا تراث الفلسطينيين
ونسبوه بكل بجاحة لهم والعالم الغربي كله يصفق ويؤيد!!
هل يتخيل أحد انهم سرقوا حتى الطعام الشعبي للفلسطينيين :
هكذا بكل بجاحة يغرزون علمهم في الفلافل ويكتبون عليها
Falafel Israel's national snack
الفلافل الطعام الشعبي لاسرائيل!!!
شفتوا بجاحة اكتر من كده!!!
وغير هذا الكثير والكثير جدا
لقد رأيت مؤخرا فيلم من انتاج قناة النيل للأخبار عن القدس
اسمه "البحث عن الظل الآخر"
وبصراحة طول الفيلم "ودمي بيتحرق"
غلي الدم في عروقي بشدة وأنا أرى الكوفية الفلسطينية الشهيرة
وقد تم السطو عليها وبدلا من نقشاتها العادية تم نقش نجمة داوود
آلاف النجمات الصغيرة بجوار بعضها
وقد تحول لون الكوفية إلى الأزرق اشارة لعلمهم!!!
حتى الفخار والأطباق الفخارية المنقوشة والملونة التي يصنعها
ويرسمها الفلسطينيون يبيعونها في العالم تحت شعار
"صنع في اسرائيل" !!
وهذا بالطبع إلى جانب المحاولات الدؤوبة لطرد الفلسطينيين
من ديارهم في القدس وارتكاب كل ما هو مشين وخسيس
لتطهيرها عرقيا منهم
إذا نظرنا كل يوم سنجد في الأخبار دائما ما يؤكد تلك المنظومة
ويؤكد استمرارها فمثلا منذ يومين أعلن وزير التربية الاسرائيلي
جدعون سار ان تعبير "النكبة" الذي يدل على قيام دولة اسرائيل
العام 1948 وتهجير الفلسطينيين من مدنهم وقراهم سيشطب من
الكتب المدرسية المخصصة للعرب الاسرائيليين.
ويرى الوزير بكل بجاحة انه "لا سبب لاعتبار قيام دولة
اسرائيل كارثة "!!! (صحيح البجاحة ليها ناسها!)
وطبعا تناسى هذا الوزير أو لعلها محاولة منه لينسي العالم
ما سببه انشاء اسرائيل الذي أدى إلى تدمير أكثر من 531 قرية
ومدينة فلسطينية بالكامل وقتل أكثر من 150 ألف فلسطيني
في 50 مذبحة قادها اليهود وتهجير 85% من السكان الفلسطينيين
ومآسي النكبة لا تحصى ولا تعد
وهل يمكن أحد أن يتخيل إن وزير الخارجية اليميني المتطرف
افديغور ليبرمان كان قد اقترح مشروع قانون يهدف الى منع اي
ذكر للنكبة مع فرض عقوبة بالسجن تصل حتى ثلاثة اعوام
بحق كل من يخالف هذا القرار.
فهذه القرارات ليست الأولى ولن تكون الأخيرة
مادمنا نغط جميعا في نعاسنا ولا ندرك يقظتهم وتنظيمهم ودأبهم
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق