10 يوليو، 2009

مروة














لا اجد الكلمات التي يمكن ان تصف تلك الفاجعة




كلما نظرت إلى ذلك الملاك الطاهر سرت في جسدي القشعريرة




ولا اتمكن من السيطرة على دموعي واي كلمات لا يمكن ان تعبر

عن الالم الذي يعتصر قلبي منذ علمت بالحادث المشؤم

لقد اصبت بالصدمة الشديدة من بشاعة الحادث ثمانية عشر طعنة

في جسد البريئة الطاهرة تودي بحياتها وحياة جنينها ويتهم في ذلك

زوجها ويتم القاء العقاب الفوري عليه ليلحق بها لولا العناية الالهية

التي ارادت ان ترأف بحالة الطفل المسكين ذي الثلاث سنوات

الذي شاهد كل شيء كي لا يفقد امه واباه في ضربة واحدة




اصابتني الصدمة حقا ولكن ليست المفاجأة فلا تدهشني كثيرا

اخبار العنصرية والحقد ضد المسلمين فانا لست ممن يضحكون

على انفسهم ويصدقون ما يدعيه الغرب من دفاع عن الحرية

والمباديء وما يتشدقون به عن الحرية فالحرية الوحيدة التي

يدافعون عنها هي حريتهم فقط و المباديء التي يؤمنون بها

هي فقط التي تخدم مصالحهم


والذين يدعون انه مجرد حادث فردي يثيرون غضبي حقا فالامر

اكبر بكثير من ذلك ويكفي ان نلقي نظرة على قائمة الاسئلة الاستفزازية

التي وضعتها الحكومة الالمانية ليجيب عليها المسلمين الراغبين

في الحصول على الجنسية الالمانية تلك القائمة التي يقول عنها

الكاتب الصحفي اشرف عبد المنعم:

"تضمنت فرزاً غريباً لدعائم التفكير المخلوطة بطبيعتها ولاشك بعبق

الدين والعقيدة والثقافة والعادات والتقاليد المجتمعية التي لا يقوى

انسان- ايا كان - على أن يتخلى عنها لمجرد اختلاف جواز سفره,

قائمة امتدت من قياس مدى الإيمان بالنظام الديمقراطي عموما,

ثم زحفت نحو مدى القدرة على استيعاب وقبول عمل فني مسيء

إلى الأديان ثم فلسفة طاعة الزوجة لزوجها وحقه في ضربها ثم

مدى تقبل الآباء لفكرة اشتراك الإبنة في انشطة السباحة مثلا ضمن

الانشطة المدرسية ثم الموقف تجاه من غير دينه وصولا إلى مدى

القدرة على تقبل الشواذ جنسيا في المجتمع حبذا

لو كان أحد الابناء رأسا!!

هكذا رأى الألمان دعائم جواز الدخول إلى بلادهم!!"

فحادثة مروة كما يبدو تدخل في منظومة طويلة وقديمة يشترك فيها

المجتمع والحكومة معا في الدول الغربية فلا ننسى مثلا موقف

وزير الخارجية الألماني فولفجانج شويبلي (وهو المعروف بمواقفه

المتشددة من المسلمين) عندما تفجرت أزمة الرسومات المسيئة

للرسول صلى الله عليه وسلم فما كان منه إلا أن دعا كل الصحف

الأوروبية لتحذو حذو الصحف الدنماركية مبررا ذلك

بانه دفاع عن حرية الصحافة

وروح العداء نحو المسلمين تلك لا تقتصر على ألمانيا فقط

فأنا اذكر منذ عدة أشهر قرأت احدى الرسائل التي أرسلها مواطن

إيطالي إلى بريد جريدة كورييريه ديلا سيرايستنكر فيها بشدة قيام

أحد جيرانه المغاربة المسلمين بتسمية ابنه الوليد باسم "جهاد"

ويستمر في التنديد بذلك بشدة طوال الرسالة التي تعكس

عدم الفهم وعدم التسامح بل ويصل به الأمر إلى حد مطالبة

الحكومة الإيطالية باصدار قانون يحظر على المسلمين في إيطاليا

اطلاق مثل هذه الاسماء على ابنائهم !!

وهكذا يريدون أن يملوا علينا حتى اسماء ابنائنا!!

وكله تحت سيف الاندماج المسلط على رقاب المهاجرين..

على أية حال الأمر لم يثر دهشتي كثيرا فهو رد الفعل الطبيعي

والنتيجة المنطقية لما تقوم به وسائل الاعلام العالمية والتي تستمر

منذ سنوات طويلة بكل همة ونشاط في تزكية روح العداء والكراهية

ضد العرب والمسلمين ونشر المعلومات المغلوطة وتأكيدها عنا

ولا تدع فرصة واحدة تفوتها لذلك


ليست هناك تعليقات: