يصبح من يقف بجانب الحق كأنه فعلا يمسك بيده جمرة من نار
وأظن أن من يختار أن يساند الحق رغم ضعفه وأن يقف أمام
الباطل رغم قوته دون أن يكون له أي مصلحة فإن هذا الشخص
حقاً يستحق كل تقدير وعرفان
وهذا تماما ما شعرت به عندما قرأت خبر عن عمدة نابولي
لويجي دي ماجيستريس الذي سارع بالتوقيع مشاركا في
الحملة القومية الفلسطينية "فلسطين : الدولة رقم 194"
ولم يكتفي بذلك بل نشر بيانا قال فيه "إنني لا أملك سوى
أن أساند الطلب الذي تقدمت به السلطة الفلسطينية للأمم
المتحدة حتى يتم الاعتراف بفلسطين كالدولة العضو رقم 194.
وأكد عمدة نابولي في بيانه إن هذا المطلب مشروعا
وان إيطاليا ينبغي عليها أن تسانده بقوة لأنه يستجيب
لمطلب أساسي للشعوب وهو الاستقلال والاعتراف بكرامتهم
في الحقيقة لقد تأثرت كثيرا بموقف هذا الرجل الذي ينم
عن شجاعة حقيقية
فرغم أن الحق أحق أن يتبع ولكن في عصر كعصرنا هذا
صار فيه الباطل هو السيد وصار الحق كشحاذ يفر منه الجميع
وأقوى أقوياء أوروبا يقف مرتعشا كفأر مسكين أمام رغبات
سيدته اسرائيل المشينة
لذلك ادهشني كثيرا ما الذي يجعل رجل كهذا لا مصلحة له
بل قد يصيبه الضرر بوقوفه أمام اللوبي اليهودي المنتشر
والمتحكم في كل دول الغرب أن يقف رغم ذلك في شجاعة
ليقول كلمة الحق
ولكن زال بعض تعجبي عندما عرفت إنه قبل أن يتولى منصب
عمدة نابولي كان قاضيا تولى العديد من قضايا مكافحة الفساد في إيطاليا
ليت الذين يخاصمون الحق خوفاً وطمعاً يتعلمون شيئا من هذا الرجل!
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق