"وإنني أرى يا سيدي إنه يجب على السلطات أن تتخذ اجراءات صارمة ضد هؤلاء الذين يقومون بأعمال مستفزة..تخيل ان جاري المغربي أطلق على مولوده الجديد اسم "جهاد" ! يجب اتخاذ اجراءات شديدة الصرامة لمنع هؤلاء المسلمين المهاجرين من تلك الاسماء والأفعال الاستفزازية!"
هكذا كتب مواطن إيطالي لبريد القراء في جريدة كورييريه ديلا سيرامنذ عدة سنوات.. كانت دهشتي كبيرة من هؤلاء الذين يتشدقون بالحرية والديمقراطية ويريدون أن يمنعوا الناس (الغرباء) من حق هومن أقل حقوقهم.. حقهم في تسمية ابنائهم.. لكن دهشتي كانت أكبر من هذا الذي يدعي الحضارة والعلم وهو يغرق في الجهل بارادته.. فهو لم يتعب نفسه ويبذل أي مجهود ليعرف المعنى الحقيقي للكلمات التي يحارب ضدها..
لكني بمرور الوقت التمست للرجل بعض العذر, فإذا كنا نحن المسلمون انفسنا لا نعرف المعنى الحقيقي للجهاد ونستخدمه بطريقة مخالفة تماما لمعناه فكيف للغريب عنا أن يدرك ذلك.. الغريب الذي يرانا نرتكب افعالا نلصقها بالجهاد وهو منها برئ!
استفزني بشدة ما خرجت به وسائل الاعلام على لسان المسئولين (حتى في مصر) الذين سارعوا باتهام من قاموا بمذبحة رفح انهم من "الجهاد" فلا يمكن أبدا أن يكون من قاموا بهذا الفعل الجبان يعرفون معنى الجهاد الحقيقي.. كان الأولى تسميتهم الاسم الحقيقي ..انهم ارهابيون ..عصابات من قتلة مأجورين
واستفزني أكثر تلك الموجة العارمة من الهجوم والشتائم للفلسطينيين واتهامهم بانهم خونة وعملاء
الفلسطينيون الذين يحملون أوزار الأمة الاسلمية كلها.. الذين يقفون أول الصف..يتحملون ضربات الاحتلال, بينما يتوارى باقي المسلمين خلف الشجب والاستنكار.. وكيف لم يرى هؤلاء ان ما حدث هو ضربة كبيرة للفلسطينيين أنفسهم و انهم الخاسر الأكبر منه مما سينتج عنه من توتر للعلاقات مع مصر وعودة اغلاق المعبر واشتداد الحصار..
هاهي كل الجماعات الفلسطينية تنفي والقاعدة أيضا تنفي أي صلة لها.. والمعروف ان هذه الجماعات إذا قامت بعمل ما فهي تتفاخر به ولا تنفيه.. الذي قام بهذا العمل هو المستفيد منه ..المستفيد من تضرر العلاقات المصرية الفلسطينية ..هو الواضح وضوح الشمس, هو الذي حذر رعاياه قبل حدوثه ..هو الذي قام بتمثيلية كبيرة..وقفز سريعا إلى مكان الحدث في حركة سينمائية.. عشان يقول بقين حلوين قوي يبين بيهم شطارتهم وخيبتنا التقيلة.. وبصراحة عنده حق
قد يسخر البعض من هذا ويراه نظرية المؤامرة المستهلكة .. وان اسرائيل يقع عليها ايضا الضرر من انتشار الارهاب في سيناء..لكني ارى ان استفادتها أكبر في ان تفرق بيننا وبين الفلسطينيين.. وقد يرى البعض خطأ هذا لأن هناك مؤشرات ان من قاموا بذلك فلسطينيون أو مصريون .. أي على الاقل مستبعد انهم اسرائيليون.. لكن المعروف ان اغلب المؤامرات التي حاكتها اسرائيل لم تكن بأيدي اسرائيلية .. والأمثلة على ذلك كثيرة مثل مذبحة صابرا وشاتيلا في لبنان.. ومثل حادثة اختطاف الطائرة الفرنسية في الستينيات من القرن الماضي على ايدي فلسطينيين ادعوا انهم من فتح ثم يتضح بعد ذلك انها بتدبير من الموساد لضرب العلاقات التي كانت قد بدأت تقوى بين فتح وفرنسا في ذلك الوقت.. وغيرها الكثير
فالسؤال إذن ليس كيف فعلت اسرائيل ذلك ولكن كيف تركناها نحن تنجح في فعل ذلك؟ ليس المشكلة في ان يكون لك اعداء المهم كيف تواجه هؤلاء الاعداء؟ كيف تركنا حدودنا هكذا يدخل منها من يشاء ويخرج منها من يشاء .. محاكمة المخلوع نحميها بالعدة والعتاد ..وحدودنا نضع لها حماية هزيلة..يجلس فيها جنود صغار السن في امان شديد بلا أي حذر.. رغم الأهمية القصوى للمكان ..ورغم التحذيرات التي اطلقتها اسرائيل.. ورغم ما نشرته جريدة التحرير مؤخرا عن جماعات ارهابية تنتشر في سيناء وتقوم بتدريباتها على الملأ ..هل تنتظر مخابراتنا أن تخبرها جريدة بما يحدث على أرض مصر من أعمال مريبة.. ما هو عملها إذن!.. وياريتها خدت بيها.. هل ينتظر جيشنا ان يتلقى المعلومات من جيش الاعداء.. أين جيشنا العظيم الذي كان إذا تكلم احد في الفترة الأخيرة ينهال عليه الهجوم لأنه يريد أن ينتقد الجيش العظيم الذي يحمي البلاد من الأعداء..أين تلك القوة الرهيبة التي ظهرت في ميدان التحرير.. في سحل الثوار وتعرية البنات.. أسباب الهزيمة دائما تنبع من الداخل.. لم يفهم الجيش ان انتصاره إنما يكون بنا .. الجيش الذي يهزم شعبه لن ينتصر في مكان آخر
من يظن أن الجيوش تنتصر بالكثرة أو بالقوة.. الحقيقة أن الجيوش تنتصر بالعدل
هكذا كتب مواطن إيطالي لبريد القراء في جريدة كورييريه ديلا سيرامنذ عدة سنوات.. كانت دهشتي كبيرة من هؤلاء الذين يتشدقون بالحرية والديمقراطية ويريدون أن يمنعوا الناس (الغرباء) من حق هومن أقل حقوقهم.. حقهم في تسمية ابنائهم.. لكن دهشتي كانت أكبر من هذا الذي يدعي الحضارة والعلم وهو يغرق في الجهل بارادته.. فهو لم يتعب نفسه ويبذل أي مجهود ليعرف المعنى الحقيقي للكلمات التي يحارب ضدها..
لكني بمرور الوقت التمست للرجل بعض العذر, فإذا كنا نحن المسلمون انفسنا لا نعرف المعنى الحقيقي للجهاد ونستخدمه بطريقة مخالفة تماما لمعناه فكيف للغريب عنا أن يدرك ذلك.. الغريب الذي يرانا نرتكب افعالا نلصقها بالجهاد وهو منها برئ!
استفزني بشدة ما خرجت به وسائل الاعلام على لسان المسئولين (حتى في مصر) الذين سارعوا باتهام من قاموا بمذبحة رفح انهم من "الجهاد" فلا يمكن أبدا أن يكون من قاموا بهذا الفعل الجبان يعرفون معنى الجهاد الحقيقي.. كان الأولى تسميتهم الاسم الحقيقي ..انهم ارهابيون ..عصابات من قتلة مأجورين
واستفزني أكثر تلك الموجة العارمة من الهجوم والشتائم للفلسطينيين واتهامهم بانهم خونة وعملاء
الفلسطينيون الذين يحملون أوزار الأمة الاسلمية كلها.. الذين يقفون أول الصف..يتحملون ضربات الاحتلال, بينما يتوارى باقي المسلمين خلف الشجب والاستنكار.. وكيف لم يرى هؤلاء ان ما حدث هو ضربة كبيرة للفلسطينيين أنفسهم و انهم الخاسر الأكبر منه مما سينتج عنه من توتر للعلاقات مع مصر وعودة اغلاق المعبر واشتداد الحصار..
هاهي كل الجماعات الفلسطينية تنفي والقاعدة أيضا تنفي أي صلة لها.. والمعروف ان هذه الجماعات إذا قامت بعمل ما فهي تتفاخر به ولا تنفيه.. الذي قام بهذا العمل هو المستفيد منه ..المستفيد من تضرر العلاقات المصرية الفلسطينية ..هو الواضح وضوح الشمس, هو الذي حذر رعاياه قبل حدوثه ..هو الذي قام بتمثيلية كبيرة..وقفز سريعا إلى مكان الحدث في حركة سينمائية.. عشان يقول بقين حلوين قوي يبين بيهم شطارتهم وخيبتنا التقيلة.. وبصراحة عنده حق
قد يسخر البعض من هذا ويراه نظرية المؤامرة المستهلكة .. وان اسرائيل يقع عليها ايضا الضرر من انتشار الارهاب في سيناء..لكني ارى ان استفادتها أكبر في ان تفرق بيننا وبين الفلسطينيين.. وقد يرى البعض خطأ هذا لأن هناك مؤشرات ان من قاموا بذلك فلسطينيون أو مصريون .. أي على الاقل مستبعد انهم اسرائيليون.. لكن المعروف ان اغلب المؤامرات التي حاكتها اسرائيل لم تكن بأيدي اسرائيلية .. والأمثلة على ذلك كثيرة مثل مذبحة صابرا وشاتيلا في لبنان.. ومثل حادثة اختطاف الطائرة الفرنسية في الستينيات من القرن الماضي على ايدي فلسطينيين ادعوا انهم من فتح ثم يتضح بعد ذلك انها بتدبير من الموساد لضرب العلاقات التي كانت قد بدأت تقوى بين فتح وفرنسا في ذلك الوقت.. وغيرها الكثير
فالسؤال إذن ليس كيف فعلت اسرائيل ذلك ولكن كيف تركناها نحن تنجح في فعل ذلك؟ ليس المشكلة في ان يكون لك اعداء المهم كيف تواجه هؤلاء الاعداء؟ كيف تركنا حدودنا هكذا يدخل منها من يشاء ويخرج منها من يشاء .. محاكمة المخلوع نحميها بالعدة والعتاد ..وحدودنا نضع لها حماية هزيلة..يجلس فيها جنود صغار السن في امان شديد بلا أي حذر.. رغم الأهمية القصوى للمكان ..ورغم التحذيرات التي اطلقتها اسرائيل.. ورغم ما نشرته جريدة التحرير مؤخرا عن جماعات ارهابية تنتشر في سيناء وتقوم بتدريباتها على الملأ ..هل تنتظر مخابراتنا أن تخبرها جريدة بما يحدث على أرض مصر من أعمال مريبة.. ما هو عملها إذن!.. وياريتها خدت بيها.. هل ينتظر جيشنا ان يتلقى المعلومات من جيش الاعداء.. أين جيشنا العظيم الذي كان إذا تكلم احد في الفترة الأخيرة ينهال عليه الهجوم لأنه يريد أن ينتقد الجيش العظيم الذي يحمي البلاد من الأعداء..أين تلك القوة الرهيبة التي ظهرت في ميدان التحرير.. في سحل الثوار وتعرية البنات.. أسباب الهزيمة دائما تنبع من الداخل.. لم يفهم الجيش ان انتصاره إنما يكون بنا .. الجيش الذي يهزم شعبه لن ينتصر في مكان آخر
من يظن أن الجيوش تنتصر بالكثرة أو بالقوة.. الحقيقة أن الجيوش تنتصر بالعدل
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق