ها أنا قد عدت إليك.. فهل تتذكريني؟! الحقيقة أنا لن أغضب حقاً لو لم تفعلي.. فأنا نفسي أحاول..
لقد عدت بعد فترة طويلة اتصفح تلك المشاركات .. فوجدتني أشعر كأنني أقرأ شخص آخر..هل هو الغياب.. أم ان الانسان يتغير حقا بتغير مراحل حياته..
يقال أن المسن هو شخص مختلف عما كان عليه وهو شاب والذي هو يختلف بدوره عما كان عليه وهو طفل..
إنك لا تصدق ما يقال حتى تمر به شخصياً, ولكن يكون الوقت قد فات لتدركه..
لا انكر ان العودة كانت تلح عليّ من حين لآخر.. لكنها كانت مثل أشياء كثيرة في حياتي تظهر دون سبب وتتبخر سريعاً دون سبب..
منذ فترة كنت أبحث عن معنى كلمة على النت فوجدتها فجأة تحيلني إلى مدونة قديمة فتحت علي أبواب الحنين..
كانت مدونة لكاتبة شابة لم أكن أعرفها من قبل, لكن كتاباتها كانت جميلة حقاً..لكن كان من الواضح أنها قد هجرت تلك المدونة منذ سنوات وتوقفت للأسف عن الكتابة فيها.. لا أعرف ان كانت قد استمرت في الكتابة في مكان آخر أم لا.. لكن شعور غريب بالحزن اجتاحني وأنا أمر بين أطلال تلك المدونة واستشعر روح صاحبتها وأرواح اصدقائها المعلقين على المشاركات..
حينئذ تذكرتك بعد أن تهت مني في أيام بلا لون مرت في صمت قاتم... تذكرت أن لي انا أيضاً أطلال تركتها نهباً لخيوط العنكبوت..
لكني حقا لا اتذكر لماذا بدأت في الأصل في الكتابة فيك ولا اتذكر لماذا توقفت..
واضح من آخر مدونة كتبتها إنها كانت في تلك الفترة التي تكاثرت فيها التناقضات واحاط فيها الغموض بأمور كثيرة..
لقد كتبت مدونات أخرى بعدها لكنني لم أنشرها.. لعلي كنت أرغب في الانتظار حتى تتضح الأمور
لكن يبدو أن الأمور لم تتضح حتى الآن..
وفي وسط هذا التخبط كتبت يوماً ما هذه الكلمات:
(عارف لما تقف على المحطة مستني الاتوبيس, وتفضل وقت طويل مستني وهو ما بيجيش. ساعات وساعات من الانتظار, يجي تلاتين ساعة كده. وفجأة تلاقيه جي من بعيد فتفرح وتستعد, خلاص يا جماعة هنركب الاتوبيس ونوصل لبر الأمان. لكن فوجئت ان الاتوبيس بدل ما يقف في المحطة مشي بعيد جدا وما وقفش, مشي بسرعة كأنه بيطلعلك لسانه ويبعد ويختفي وتفضل انت مستني ومستني الاتوبيس اللي عمره ما حيجي لانه جه خلاص وعدا وفات
وعارف كمان لو حصل في يوم وركبت الاتوبيس لكن فوجئت بعدما ركبت انه مش هو الاتوبيس اللي انت كنت فاكره وفوجئت بان السواق غريب قوي ومش عارف يسوق وعمال يخبط في العربيات يمين وشمال ولو حصل واعترضت لقيت بقية الركاب مبسوطين قوي بالسواق وبيبصولك نظرات اتهام ويقولولك أقوى تعبير يفحمك ويخليك تحط لسانك جوا بقك: "اللي مش عاجبه ينزل ياخد تاكسي"!! ) المشكلة انك لا عارف تركب ولا عارف تاخد تاكسي..
مدونتي العزيزة اعتقد انك الآن أدركت لماذا توقفت عن الكتابة..
هناك تعليق واحد:
جميل ان يكون لنا نافذه نلقي فيها بهمومنا وافكارنا وخواطرنا
كل التقدير والتحية
إرسال تعليق