12 يونيو، 2009

تلك الرائحة


بعد سبع سنوات في غياهب السجن, عاد ليتنسم عبير الحرية,

أصغر سجين في جوانتاناموا أشهر المعتقلات في العالم حاليا

ً وأكثره اثارة للجدل..
محمد الغراني الذي يحمل الجنسيتين السعودية والتشادية

كان قد تم اعتقاله في باكستان عندما كان يبلغ من العمر 14 عاماً فقط..

هكذا يقول الخبر بمنتهى البساطة..

تصدمني حقاً هذه الأخبار التي تلخص بمنتهى الاختصار

سنوات طويلة من معاناة انسان وتتحدث في برود شديد عن أمور

تجعل الدماء تغلي في العروق..

فمحمد لم يكن سوى صبي صغير لا يتعدى عمره أربعة عشر عاماً

فما الذي يمكن أن يكون قد أرتكب ليلقى به في غياهب المعتقل

وتفنى فيه زهرة صباه وأجمل سنوات عمره

لعلهم قبضوا عليه وهو يحمل حزاماً ناسفاً أو لعله كان يزرع قنبلة

في الطريق أو لعله كان يصوب نيران بندقيته تجاه أحد..
لكن الخبر يقول بمنتهى البساطة إنه تم اعتقاله في داخل أحد

المساجد ثم تم ترحيله على الفور إلى جوانتانامو

حيث لاقى أفظع صنوف العذاب وأسوأ معاملة

وهذا ما يؤكده محاميه البريطاني كليف ستافورد سميث

وهو مدير ومؤسس منظمة ريبريف للمحامين البريطانيين

للدفاع عن الحقوق المدنية..
المؤسف حقاً ان بعد كل تلك السنوات من العذاب أقرت المحكمة

الأمريكية التي عرض عليها بأن الاتهامات الموجهة ضده غير كافية

وقررت اطلاق سراحه وإعادته إلى بلاده..

هكذا ببساطة شديدة ودون الحديث عما تعرض له من ظلم بين

وعمن سيعوضه عن أجمل سنوات عمره التي ضاعت هدراً
ولا أعرف حقاً ماالذي تنتظره أمريكا من صبي صغير ربته وانشأته

على التعذيب والهوان وسقته الظلم من صغره
ولا أعرف إلى متى سنظل نتجرع أخبار الظلم الذي تفوح

رائحته الكريهة من ذلك المعتقل..ويتجرعها العالم كله في صمت!!

ليست هناك تعليقات: