أحيانا يجد الانسان أحداث حياته وقد تجمعت كلها في شريط واحد
كشريط الأفلام السينمائية يجري أمام عينيه ويعود به إلى الوراء
إلى ذكريات بعضها مر وبعضها حلو ورغم مرارة أكثرها إلا انها
عندئذ يكون لها مذاق مختلف يمتزج فيه الألم والفرح والحنين
والاندهاش في توليفة غريبة ليس لها مثيل وليس لها عندي تفسير
لعل هذا ما شعرت به عندما زرت مؤخرا معرض فني رائع تحت
عنوان "أغاني لها معاني" للفنانة التشكيلية أمل عفيفي
والذي عرضت فيه لوحات مستوحاة من اغاني الرائع محمد منير.
نجحت عبر هذه اللوحات في أن تنقل الاحساس الصادق
الذي تتميز به أغانيه وأن تبرز اللحظات الانسانية التي عبر
عنها منير ببراعة ..
فتحولت تلك اللوحات إلى سيمفونية شديدة العذوبة والصدق
لكني عندما كنت أسير أمام تلك اللوحات شعرت كأني أسير أمام
ذلك الشريط السينمائي الذي يضم كل ذكريات عمري
وجعلتني ادرك كم ارتبطت تلك الذكريات بأغاني منير
وكأن تلك الأغاني كانت تتجمع لتشكل الخلفية الموسيقية أو
الموسيقى التصويرية لأحداث حياتي ولأحلامي ولآلامي ايضاً..
وجعلتني ادرك كم كانت تلك الأغاني تمر كنسمة لطيفة تهب
على قيظ أيامي فتخفف الألم والوحدة وتمنحني السعادة...
عندما حلت ذكرى ميلادي مؤخراً أصابتني كآبة شديدة
لم يكن لها مثيل من قبل لعلها بسبب تضخم احساسي
بضياع العمر وفوات الأوان
لكن في تلك الليلة فوجئت بأمر ما خفف عني كثيراً
فكان واحدة من تلك النسمات اللطيفة التي ذكرتها
فقد فوجئت بحفل لمحمد منير يعرض في التليفزيون
ورغم الكآبة التي كنت اشعر بها لكن غمرتني السعادة خاصة
وأنا استمع للأغاني القديمة المرتبطة بشدة بذكريات عمري
وشعرت كأنها هدية مرسلة إلى في تلك المناسبة هدية غير متوقعة
وبالطبع غير مقصودة لكني أقابلها بكل امتنان وشكر
لها ولكل تلك النسمات الأخرى التي منحتني إياها أغاني الملك..
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق