12 فبراير، 2010

الكذاب








يطلق الشخص كذبة ويظل يرددها ويرددها

حتى يصدق نفسه ويصدق كذبته


رئيس الوزراء البريطاني السابق توني بلير يدلي

بشهادته أمام لجنة التحقيق عن الحرب في العراق


ولكن السيد بلير يبدو كأنه غائب عن الدنيا وكأن الزمن

توقف لديه..فهو لا يدلي بشهادة وانما هو مستمر في

ترديد اكاذيبه..وكأنه لا يدرك انها انكشفت منذ

زمن بعيد أمام العالم كله والشعب البريطاني نفسه

وهو ما تؤكده المظاهرات التي انطلقت في نفس الوقت

في لندن والتي كانت تعلن كذبه المكشوف

فقد كان المتظاهرون يرفعون لافتات حولت اسمه

من بلير إلى "بلاير" BLIAR







لا انكر ان بلير لون كلامه قليلا ليتماشى مع انكشاف كذبه
فبدلا من استمرار الادعاء بان العراق كان يملك اسلحة

دمار شامل وهي معلومات خاطئة؛ تم دحضها على لسان
وزير الخارجية الأمريكي السابق كولن باول نفسه؛ قبل
أن يتم إثباتها بشكل أكثر وضوحا فيما بعد
برر بلير العدوان بان صدام كانت لديه النية في الحصول
على هذه الاسلحة
وهذا ما يذكرني بالنكتة القديمة التي تحكي عن الرجل
الذي يضرب خادمته ليس لانها كسرت الاطباق ولكن
لانها قد تكسرهم
كما برر بلير العدوان انه كان لاسقاط حكم ديكتاتوري

وهذه طبعا مصيبة لأنه ببساطة يعطي الحق لأية دولة

التدخل العسكري لتغيير نظام دولة أخرى لا تتفق معها

ومعناه ان جميع النظم السياسية في العالم مهددة بالغزو

من قبل الولايات المتحدة وبريطانيا مادامت لا تعجبهم!



ولكن قبل ان يتفائل المتفائلون ويرون في لجنة التحقيق

تلك انفراجة وبداية لمحاكمة مجرمي الحرب الذين
دمروا العراق
للاسف الشديد هذه اللجنة انما هي تابعة للبرلمان
فهي ليست لجنة تابعة للقضاء
الشيء الذي يصبغها بالطابع المدني ويجعلها لجنة رمزية,
لا تمتلك الشرعية القانونية لتعميق التحقيق؛
ومن ثم الوصول الى الإدانة
فالأمر لا يزيد عن استجواب صحافي أو برلماني في
مجلس العموم
بل يرى المحللون ان هذه اللجنة هي مجرد ورقة انتخابية
رابحة في يد حزب العمال بعدما أكدت استطلاعات الرأي
تراجعه أمام حزب المحافظين فرئيس الوزراء الحالي
غوردون براون يعرف جيدا أن تشكيل اللجنة سيرسم
صـــورة جيدة لحزبه باعتباره يعكس صدى الشارع
البريطاني ويوافق على التحقيق مع مسؤولين قادوا
الحكومة السابقة وينتمون إلى الحزب وهذه أكبر
ورقة رابحة يستعد براون للعبها ضد حزب المحافظين
فلا يظن احد ان هؤلاء قد استيقظ ضميرهم فجأة
وارادوا التكفير عما ارتكبوه من جرائم


ولك الله يا عراق

هناك 4 تعليقات:

خواطر شابة يقول...

الجانب المشرق في كل ماقلت ان الشارع تنبه للعبة وانكشفت امامه ولن يقع في حبائل أخرى مجددا ايضا علينا أن نغبط الشارع الغربي انه يشكل ورقة ضغط وحكوماته تسمع صوته وتحقق مطالبه حتى لو كانت اللجنة رمزية أو لاتملك الشرعية القانونية للمتابعة لكنها وجدت وتقريرها سيكون له تأتير على الاقل على نسب الشعبية فنزاهة الانتخابات هناك تجعل الشعب ورقة ضاغطة ينبغي استمالته واقناعه
تحياتي لك

well يقول...

لما قريت كلامك عن بلاير افتكرت كلمة واحد صحبى (مفيش حد سالك فى الزمن ده )

تحياتى

Heba Faruq يقول...

عزيزتي خواطر شابة

اتفق معك في اننا نغبط الشارع الغربي الذي يتمكن من فضح الفساد ولا يسكت عليه وان الحكومة تسمع صوته وتعمل له حساب
لكن مسألة انه لن يقع في حبائل اخرى هذه انا لست واثقة منها تماما فألعايب السياسيين هناك شديدة ومحبكة واغلب الناس هناك لديهم استعداد لتصديق كل شيء سيء عنا..واعتقد اننا نساعد على ذلك

نورتيني واسعدتني كثيرا زيارتك

Heba Faruq يقول...

عزيزي well

وتفكرنا بالمثل شديد الحكمة "الكدب مالوش رجلين"

نورتني واسعدني كثيرا مرورك