أما عن يوم المرأة العالمي فهو يؤرخ لذكرى مشرفة
ومؤلمة في ذات الوقت, ففي نهاية القرن التاسع عشر
بدأت حركة نسائية في اوروبا واميركا الشمالية
للمطالبة بظروف عمل افضل وللاعتراف بالحقوق
الاساسية للمرأة وكانت البداية في عام1857 حيث
خرج آلاف النساء للاحتجاج في شوارع مدينة
نيويورك على الظروف اللا إنسانية التي كن يجبرن
على العمل تحتها، وتدخلت الشرطة بطريقة وحشية
لتفريق المتظاهرات ..
وفي الثامن من مارس من سنة 1908 عادت الآلاف
من عاملات النسيج للتظاهر من جديد في شوارع
نيويورك, وفي أحد المصانع التي اضربن فيها العاملات
قام اصحاب المصنع بغلقه عليهن حتى لا يتمكن
من الخروج ثم قاموا باطلاق الغاز السام عليهن
ليلقين حتفهن..
وهذا لم يكن غريباً ولم يكن كثيراً بل كان نقطة في
محيط العذاب والمهانة الذي غرقت فيه المرأة
لعصور طويلة..
أما يوم المرأة المصرية (16 مارس) فتم اختياره
لأنه اليوم الذى يواكب خروج هدى شعراوى عام
1919فى مظاهرة نسائية على رأس 300 سيدة
مصرية للمطالبة بالحرية لمصر والاستقلال التام
ورحيل المحتل الانجليزى عن أرض الكنانة ،
واحتجاجا على نفى سعد زغلول ورفاقه
وتصدي الجنود الانجليز للمظاهرة موجهين
بنادقهم وحرابهم الي صدور السيدات وحاصروهن.
واستمر الحصار ساعتين و سقطت مجموعة من
الشهيدات المصريات هن: نعيمة عبد الحميد,
حميدة خليل, فاطمة محمود, نعمات محمد,
حميدة سليمان, يمني صبيح.
كان موقف المصريات مشرفا جدا في هذه الثورة
وما بعدها فقد قدن مقاطعة البضائع الانجليزية
وتشجيع الصناعة المصرية..وكانت هدي شعراوي
هي أول من طالبت بإنشاء بنك وطني استكمالا
لمبدأ المقاطعة وطلبت من طلعت حرب دراسة
هذا المشروع..
وعقب4 سنوات من تاريخ هذه المظاهرة وفي
تاريخ16 مارس ايضا اسست هدي شعراوي
اول اتحاد نسائي مصري طالب بتحقيق المساواة
السياسية والاجتماعية بين الرجل والمرأة,
وحق المرأة في استكمال تعليمها في الجامعات,
ومراجعة العادات والتقاليد الخاصة بالزواج لرفع
الظلم الواقع علي النساء من جراء تعدد الزوجات
او الطلاق, كما نادي الاتحاد بمحاربة العادات
والتقاليد البالية التي لا تتفق مع العقل وترجع
بالمرأة الي الوراء