25 مارس، 2010

شهر المرأة





لا يمكن أن يمر هذا الشهر دون أن يكون لنا حديث

عن المرأة فهو شهرها بلا منازع ففيه نحتفل بأكثر
من مناسبة خاصة بها:

الثامن من مارس اليوم العالمي للمرأة
السادس عشر من مارس يوم المرأة المصرية
الواحد والعشرون من مارس عيد الأم


أما عن يوم المرأة العالمي فهو يؤرخ لذكرى مشرفة

ومؤلمة في ذات الوقت, ففي نهاية القرن التاسع عشر

بدأت حركة نسائية في اوروبا واميركا الشمالية

للمطالبة بظروف عمل افضل وللاعتراف بالحقوق

الاساسية للمرأة وكانت البداية في عام1857 حيث

خرج آلاف النساء للاحتجاج في شوارع مدينة

نيويورك على الظروف اللا إنسانية التي كن يجبرن

على العمل تحتها، وتدخلت الشرطة بطريقة وحشية

لتفريق المتظاهرات ..

وفي الثامن من مارس من سنة 1908 عادت الآلاف

من عاملات النسيج للتظاهر من جديد في شوارع

نيويورك, وفي أحد المصانع التي اضربن فيها العاملات

قام اصحاب المصنع بغلقه عليهن حتى لا يتمكن

من الخروج ثم قاموا باطلاق الغاز السام عليهن

ليلقين حتفهن..

وهذا لم يكن غريباً ولم يكن كثيراً بل كان نقطة في

محيط العذاب والمهانة الذي غرقت فيه المرأة

لعصور طويلة..

أما يوم المرأة المصرية (16 مارس) فتم اختياره

لأنه اليوم الذى يواكب خروج هدى شعراوى عام

1919فى مظاهرة نسائية على رأس 300 سيدة

مصرية للمطالبة بالحرية لمصر والاستقلال التام

ورحيل المحتل الانجليزى عن أرض الكنانة ،

واحتجاجا على نفى سعد زغلول ورفاقه

وتصدي الجنود الانجليز للمظاهرة موجهين

بنادقهم وحرابهم الي صدور السيدات وحاصروهن‏.‏
واستمر الحصار ساعتين و سقطت مجموعة من

الشهيدات المصريات هن‏:‏ نعيمة عبد الحميد‏,

‏ حميدة خليل‏,‏ فاطمة محمود‏,‏ نعمات محمد‏,

‏ حميدة سليمان‏,‏ يمني صبيح‏.‏

كان موقف المصريات مشرفا جدا في هذه الثورة

وما بعدها فقد قدن مقاطعة البضائع الانجليزية

وتشجيع الصناعة المصرية‏.‏.وكانت هدي شعراوي

هي أول من طالبت بإنشاء بنك وطني استكمالا

لمبدأ المقاطعة وطلبت من طلعت حرب دراسة

هذا المشروع‏..‏
وعقب‏4‏ سنوات من تاريخ هذه المظاهرة وفي

تاريخ‏16‏ مارس ايضا اسست هدي شعراوي

اول اتحاد نسائي مصري طالب بتحقيق المساواة

السياسية والاجتماعية بين الرجل والمرأة‏,

‏ وحق المرأة في استكمال تعليمها في الجامعات‏,

ومراجعة العادات والتقاليد الخاصة بالزواج لرفع

الظلم الواقع علي النساء من جراء تعدد الزوجات

او الطلاق‏,‏ كما نادي الاتحاد بمحاربة العادات

والتقاليد البالية التي لا تتفق مع العقل وترجع

بالمرأة الي الوراء

والمساحة لا تكفي للحديث عن النماذج
المشرفة للمرأة المصرية التي ناضلت طويلا
لرفع الظلم عنها
وبعيداً عن كلام الانشاء والحديث عن حق المرأة
في المساواة في الحقوق (والذي يصيب الكثيرين
بحساسية خاصة الذكور) والحديث عن أدنى حقوقها
في التعليم والعمل وما بذلته من جهود مضنية للحصول
عليها والحروب التي شنت ضدها ممن مازالوا ينظرون
لهذه الحقوق على انها كماليات
انني وبشكل شخصي جدا اشعر بكل ما قامت به
هؤلاء المناضلات في العالم وفي مصر كدين يطوق
عنقي ..فحقاً لولاهن ولولا جهودهن المضنية ما كنت
وبصراحة لا اخجل منها لولاهن ماكان أمامي
سوى طريقان إما ان اموت جوعاً أو أن انحرف
إلى طريق معروف عواقبه السوداء
فالذين يهاجمون بشدة تعليم المرأة وعملها لا يدركون
شيء اسمه "المرأة المعيلة" التي تعول اسرتها
سواء لموت الزوج أو عجزه أو هجره لاسرته
ولايعرفون ان نسبة الأسر التي تعولها المرأة الآن
لايستهان بها وهي في ازدياد
ولا يعرفون أيضا ان حتى في الأحوال العادية التي
يتواجد فيها الزوج صار راتب الزوجة ومشاركتها في
اعالة الاسرة أمر لا يمكن الاستغناء عنه في ظل
الظروف الاقتصادية السيئة
الذين يفعلون ذلك كمن يدفن رأسه في الرمال رافضا
رؤية الحقيقة وما أشد دهشتي عندما أفاجأ بمن يتهم
المرأة بانها سبب تعطل الرجال دون أن يسأل نفسه
إذا لم تخرج هؤلاء النساء للعمل فكم انسان سيموت
وكم انسان سيضيع ..
مزيد من المنحرفين ومزيد من أولاد الشوارع
وللأسف بعد مرور كل هذه السنوات من النضال
مازلت أرى ان المرأة لم تحصل بعد على حقوقها
ولا تنظروا للمرأة في المدن الكبرى بل في الريف
والقرى الصغيرة والمناطق النائية
وفي مناطق الحروب تكون المرأة واطفالها هم أكثر
من يتعرض لويلاتها ..هم ضحايا الحروب التي
لاناقة لهم فيها ولاجمل
فيبدو انه مازال أمامنا الكثير والكثير
واخيراً تحية تقدير وعرفان وشكر إلى كل امرأة
ناضلت وبذلت الغالي والنفيس وخاضت المعارك
القاسية لتصنع حياة افضل.. الى كل امراة تعمل
كالجندي المجهول فى معركة الحياة
وتحية لكل أم تضحي وتعطي كل شيء لأبنائها بكل
حب دون ان تنتظر كلمة شكر..
ولنتذكر دائما قول رسولنا الكريم صلى الله عليه وسلم

هناك 13 تعليقًا:

R-H-S يقول...

احنا مقولناش الست متشتغلش ومتتعلمش لا عادي تشتغل وتتعلم
بس في حاجات المفروض ان الست متقربش منها

زي انها تبقي قاضي .... نفسي اعرف ازاي تبقي قاضي ... او انها تبقي مأذون

طبعا ازاي تبقي قاضي تحتها مائه سؤال او لانها تبقي مأذون تحتها 200 سؤال

هما قاعدوا يطالبوا بحريه المرأه لحد ما وسعت منهم شويه


تحياتى

خواطر شابة يقول...

بداية شكرا على المعلومات الجديدة التي اكتسبتها من البوست سواء عن سبب اختيار يوم 8 مارس يوم علمي للمرأة او عن وجود يوم خاص للمرأة المصرية انا لم اكن اعرف المعلومة وبالتالي لم أكن أعرف سبب اختيار 16 مارس بالذات .
تعرفين لفتني في تعليق عاوز اصحى استنكاره ان تصبح امرأة قاضية في حين هنا غي بلادي الامر اصبح متجاوزا منذ سنوات طوال والمرأة القاضية تمارس عملها دون أن يثير نوع جنسها أي مشاكل او عراقيل في أداء عملها لذا أستغرب لم كل هذه الضجة حول الموضوع في مصر
دمت بكل الود عزيزتي

Heba Faruq يقول...

عزيزي عاوز اصحى

انت مستغرب قوي ازاي المرأة تبقى قاضي ومأذون وانا بصراحة مستغربة قوي من استغرابك..مش شايف انه جاي متأخر شوية ..متأخر شويتين كمان
تخيل ان المرأة فعلا بقت قاضي من زمان جدا عادي جدا في بلاد عديدة جدا ولم نسمع عن حدوث اي مشكلة من ده
ازاي بقت..افضل تطرح السؤال ده على مئات القاضيات اللاتي يعملن بالفعل بجدارة ليس في الغرب بل في بلاد عربية عديدةواعتقد انهم حيردوا احسن مني ان مكنوش فعلا ردوا بشكل عملي

وحكاية المأذون اعتقد انه مجرد شخص يقوم بتسجيل الزواج مثل أي موظف في الشهر العقاري مثلا لكن واضح اننا ضخمنا المهنة شوية وادناها ابعاد اخرى

نورتني وشكرا لزيارتك

Heba Faruq يقول...

عزيزتي خواطر شابة

لا شكر على واجب..وأنا اشاركك دهشتك من الجدل الذي ثار في مصر حول عمل المرأة قاضية وكنت اتعجب كثيرا لأن فعلا دول عربية ومسلمة كثيرة سبقتنا إلى ذلك بفترة طويلة ويدهشني اكثر انه حتى الآن بعد ان صار لدينا قاضيات مازال هناك جدل ويبدو انه سيستمر لما لا نهاية..ولا عزاء للسيدات

نورتيني بزيارتك واسعدني تعليقك

حلم بيعافر يقول...

العيب فى الست
صدقينى
الفرص كتيرة اوى ومفيش استغلال

Heba Faruq يقول...

عزيزي حلم بيعافر

الفرص كتير لكن الست برضه كل ما تحاول تقوم تلاقي اللي بيحبطها وتلاقي اللي بيفطسها ..اللي يقولها لأ عيب..لأ حرام..لأ دي حاجات المفروض متقربيش منها..لأ كفاية عليكي كده قوي وتحمدي ربنا اننا اساسا سمحنالك باللي وصلتيله دلوقتي..واللي يقول إيه ده انت وصلتي كده إزاي ارجعي ارجعي..و..و..
وربنا يكون في عونها

نورتني ودمت في كل خير

Unknown يقول...

ايضاً شهر مارس
هو شهر الربيع
شهر تفتح الحياة
على الارض وتجددها
وهو ما تعطيه المرأة
للدنيا:مولود جديد يعمرها.

Heba Faruq يقول...

عزيزتي norahaty

تشبيه جميل فعلا
وعطاء المرأة للدنيا عامة
ولأبنائها خاصة
لا حدود له

واعتقد انه لهذا السبب
تم اختيار الاحتفال بعيد الأم
يوم21 مارس لأنه بداية فصل الربيع

نورتيني بزيارتك وسعدت كثيرا بتعليقك

soly88 يقول...

الصديقه هبه
آن للمرأه ان تستعيد حقوقها الضائعه
لفت نظرى وأنا أراجع زعيمات تحرير المرأه
فى مصر شخصيه فريده ومتميزه وهى السيده:
دريه شفيق التى دائما ما يتم تجاهلها
واظن ان سبب ذلك هو موقفها الصلب فى مواجهة الرئيس جمال عبد الناصر .
==
سبق ان كتبت عنها بالمدونه

شيرين يقول...

احنا عمالين نعافر ليسه عشان ننال ابسط حقوقنا في الحياة
ليسه المجتمع الذكوري لا يقتنع بان المرأة ممكن تكون اكثر من ام وزوجة
ممكن تقرا وتشتغل وتخترع وتبدع في اي مجال
دائما ما يستكثرون علينا الرغبة في تحقيق الذات

Heba Faruq يقول...

عزيزي soly88

اتمنى حقا ان تستعيد المرأة حقوقها واشاركك الاعجاب بالسيدة درية شفيق فقد كانت فعلا سيدة عظيمة رحمها الله

وحقيقي نورتني وسعدت كثيرا بعودتك للتعليق في مدونتي واتمنى أن يدوم التواصل

Heba Faruq يقول...

عزيزتي الشموع السوداء

معك حق في استخدام كلمة نعافر
المرأة فعلا حاسه كأنها في معركة مع ان المفروض كما قلتي انها ابسط حقوقها فما الداعي لكل ذلك

أهلا بك ونورتيني في أول زيارة واتمنى دوام التواصل بيننا

اخبار خفيفة يقول...

اولا اشكرك على المعلومات القيمة
ثانيا ..فعلا المرأة تحتاج لنظرة اكثر انصافا وعدلا فهي زوجة وام
وموظفة وخادمة في وقت واحد ..
تحية لكل امرأة في العالم