30 أبريل، 2012

ومن شر حاسد إذا حسد

شيء أكرهه بشدة منذ طفولتي.. أن أنظر إلى الآخرين وأقول هذا عنده وأنا ما عنديش! كنت أمتنع تماما عن ذلك وأرى ان كل واحد وله ظروفه وماحدش بياخد كل حاجة
لكني للأسف الشديد لاحظت إني في الفترة الأخيرة اكتسبت هذه العادة السيئة جداً ..ويظهر إنه فعلا "آدي اللي خدناه من الثورة"!
فقد وجدتني أقوم وأصر حتى ولو بشكل عفوي تماما على عقد مقارنات بشكل غريب وسخيف فالقاني كده عماله أقول "شوفتي حصل إيه في تونس اختاره رئيس مؤقت يساري وانتخبوا الجمعية التأسيسية .. والا ليبيا ..الشاب اللي كان اعتقاله سبب من أسباب تفجير الثورة دلوقتي إيه عقبال أمالتك بقى وزير الشباب في مجلس الثورة!! وطبعا أبص في نفس الوقت بحسرة لحالنا ومهزلة تكوين الجمعية التأسيسية عندنا وحال شباب الثورة ومن شاركوا فيها اللي اتقتل واللي اعتقل واللي اتلوثت سمعته!!
ولقيت نفسي كده اتحولت والعياذ بالله لانسانة حسودة لا تستطيع أن تمنع نفسها من الشعور الشديد بالحسرة , ويظهر ان هذه العادة السيئة فعلا تتسلل دون أن تدري لتتمكن منك تماما.. فوجدت إن رد فعلي صار بنفس الطريقة على أغلب الاخبار التي استمع اليها فأعقد تلك المقارانات السخيفة التي تشي بحقد الانسان لأخيه الانسان وان الناس والعياذ بالله مش سايبه حد يتهنى بالنعمة اللي انعمها عليه ربنا فمثلا لما سمعت خبر زيارة المفتي للمسجد الأقصى والادانة الشديدة لها لم استطع أن امنع نفسي من تذكر الخبر الذي أعلن قبلها مباشرة عن مئات الناشطين الأجانب الذين يجاهدون من أجل الوصول إلى فلسطين للوقوف بجانب الشعب الفلسطيني ضد الاحتلال الاسرائيلي الغاشم وأغلبهم تعرض للمهانة والذل في مطار تل أبيب بل في مطاراتهم هم أنفسهم اللي متفقة مع اسرائيل طبعا لمنعهم من السفر وبعضهم اللي قدروا يوصلوا تم اعتقالهم على الفور في سجون اسرائيل ثم ترحيلهم إلى بلادهم لكنهم مازالوا يصرون على الذهاب تضامنا مع الشعب الذي لا يمت لهم بصلة قرابة او نوع او دين فقط تضامنا مع الحق ولو بأقل شيء ... وانظر لموقف هؤلاء الذين انفردوا واتشنجوا واتشالوا واتهبدوا عشان زيارة المفتي..طب وانتوا بقى عملتوا إيه؟! هو إيه الاحسن اني اقول كلام عنتري واتباهى ان جواز سفري مش مختوم بختم الاحتلال احسن يكون ده تطبيع والا اروح غصب عن عينه واؤكد حقي في زيارة الاماكن المقدسة الاسلامية اللي عايز يهدها ويحرمنا منها واتضامن مع الشعب اللي انا سايبه لوحده تماما قدام المدفع وكل شويه بس اديله كده شوية شجب على استنكار ودمتم..الغريب برضه (المقارنات السخيفة مستمرة) انهم راحوا افغانستان ايام الاحتلال الروسي والعراق تحت الاحتلال الأمريكي وماكانش ده يعتبر تطبيع ولا حاجة
ومع الأسف المفتي كتر خيره اعلن ان الزيارة اساسا كانت صدفة وانه عملها لمصلحته الشخصية (يعني ياخد شوية حسنات بالصلاة في المسجد الاقصى) والفلسطينيين المساكين من هبلهم فرحوا بزيارة المفتي وافتكروا انه اخيرا حد افتكرهم!
ولا تتوقف المقارنات..فمثلا قضية المحامي المصري اللي تم اعتقاله في السعودية وموقف الحكومة المصرية منها اجدني بحقدي وغبائي اقارنه بالاتنين الجنود الايطاليين اللي قتلوا اتنين صيادين هنود غلابة من حوالي شهر بدون اي ذنب قال ايه كانوا فاكرينهم قراصنة وشوفوا بقى الحكومة الايطالية وقفت ازاي بقوة شديدة جنب مواطنيها اللي ايه اللي قتلوا واعترفوا بالقتل ..محاولات مستميتة عشان مايتحطوش في السجن اكبر المسئولين سافرولهم دفعوا دية كبيرة لاهالي الاتنين الصيادين ويخرج مسئول ايطالي ويقول ان ده من كرم ايطاليا (كمان).. وطبعا الموضوع لا يمكن ان يخلو من المقارنة بين موقف الحكومة الهندية اللي مسكت بايديها واسنانها في الجنديين الايطاليين ورفضت تماما الافراج عنهم بكفالة وصممت على محاكمتهم وبين موقف حكومتنا الحكيمة مع الامريكان اللي كانوا متهمين في قضية التمويل الاجنبي وتركتهم بمنتهى السهولة يطيروا دون أن تركع (هي وطت بس حاجة بسيطة عشان طيارتهم تعدي)
وهكذا اجدني بمرور الوقت اتحول إلى قاسم السماوي بقلبه المليان حسد أخوي لا اظن انني ساجد له شفاء خاصة مع ما نمر به والذي اعتقد انه سيستمر لفترة طويلة

ليست هناك تعليقات: