27 يونيو، 2012

تناقضات

رغم إنني كنت أشعر بأنني غير معنية بهذه الانتخابات..فأنا ضدها من حيث المبدأ ولم أشارك فيها من البداية..كما انني لم أكن لأختار أبدا أحد مرشحي الاعادة لاختلافي معهما تماما.. إلا انني رغم كل هذا لم استطع ان امنع نفسي من الفضول الشديد لمعرفة من سيكون رئيس مصر القادم في هذه الفترة العصيبة.. انتظرت وانتظرت وعشت مثل غيري اللعبة التي مارسوها على أعصابنا.. وعندما نطقوا أخيرا بالنتيجة وهلل الناس بالفرحة.. لم استطع أن أحبس دموعي .. منهم لله!!  ما هذا الذي فعلوه بنا.. هل نفرح لهزيمة شفيق.. أم نحزن لفوز مرسي ..أي مشاعر متضاربة وقاتلة يجب أن نعيشها.. فرح أم غضب أم حزن أم احباط أم خيبة أمل أم كل هذا في خليط غريب لم نعهده من قبل!! أم اننا عشناها بالفعل طوال عام ونصف ونستاهل كل اللي يجرالنا لاننا اتضحك علينا وصدقنا وسكتنا وصبرنا وادينا فرصة و..و..
*******
أغرب ما رأيته بعد اعلان النتيجة ..ولو انه مبقاش غريب قوي في مصر في الفترة الماضية.. الناس اللي غيرت رأيها تماما.. الناس اللي كانت بتساند شفيق وكانت متأكده قوي من انه هيفوز (يعني واثقة من التزوير لصالحه) كانت بتطالب الناس كلها بالرضا بالنتيجة مهما كانت لإن دي الديمقراطية ولإن دي ارادة الشعب. ولازم نثق في جيشنا العظيم ..لكن لما خسر هما هما نفس الناس فوجئت بيهم بيكلموا عن تزوير حصل لصالح مرسي ومقتنعين تماما ان جيشنا العظيم زي ماكانوا بيقولوا عمل مؤامرة مع الاخوان ومع أمريكا عشان يكسب الاخوان ..في مقابل إيه لا بسيطة حيدوا سينا للفلسطينيين يسكنوا فيها..إديني بقى عقلك.. بقى أمريكا حتعوز الاخوان يمسكوا! أمريكا لو الاخوان مسكوا ممكن ترضى بالأمر الواقع وتعمل معاهم صفقات ماشي, لكن تفرضهم هي على الحكم واسعة شوية لان هي افضل لها طبعا الحكم العسكري اللي كان حليفها دائما على مر السنين.. لأ ومين اللي عمل المؤامرة جيشنا اللي كنتم شايفينوا دائما عظيم ومنزه عن الخطأ وأي حد يقول عليه نص كلمة تاكلوه دلوقتي علطول غيرتوا رأيكم .. طب وهو حيستفيد إيه لما يدي سينا للفلسطنيين.. طب ماشي كل اللي فات ده ماشي.. الفلسطينيين بقى حيرضوا بكده! يسيبوا بيوتهم وارضهم اللي ماتوا عشانها حيسيبوا القدس والمسجد الأقصى والأماكن المقدسة عشان يسكنوا في سينا الصحراء الجرداء.. "آه ما هو مكان يسكنوا فيه والسلام" بصراحة أكتر رد استفزني في حياتي بقى القضية الفلسطينية والمسجد الأقصى والوطن السليب والاف الشهداء والجرحى وعذاب السنين والبهدلة كل ساعة ..كل ده يجي واحد يختزله بكل صفاقة في اننا نلاقلهم اي ارض والسلام تلمهم ..هي الأمور وصلت بالناس دي للدرجة دي..معلش كفاية كده احسن أنا بعدين حاشتم واقول كلام مش مؤدب
*******
عندما ننظر لحياتنا بعد الثورة لا أظن إننا سنجدها قد تغيرت كثيرا ..بل لعل الأمور تفاقمت في أمور كثيرة مثل الضياع  التام للأمن (هو كان ضايع طبعا قبل الثورة لكن الموضوع زاد قوي) .. لذلك كانت مفاجأة لي أن يكون من أول كلام مرسي هو شكر المجلس العسكري على المرحلة الانتقامية أقصد الانتقالية العظيمة الناجحة ..أصابني هذا باحباط شديد.. 
هل سيتغير شيء حقا.. هل ستتحسن الأمور كما يريدون الايحاء لنا.. وهل لو فعلا أراد مرسي التغيير هل سيتعاون معه رجال النظام القديم اللي لسه كبسين على نفسنا.. هل مثلا ستتعاون معه الشرطة التي تركت كل شيء انتقاما وتأديبا لنا .. 
لا أريد أن أقول هل ننتظر أن يقوم البناء قويا على أساس غير سليم.. عشان بس هو ده اللي حصل وحنعمل إيه مفيش غير كده..
لم أكن اتمنى في يوم من الأيام أن أكون مخطئة كما اتمنى الآن.. اتمنى ان اكون مجرد واحدة شريرة محبطة وعايزة تحبط الناس.. لكن الناس حتخيب عملها وتتمسك بالأمل وتنجح

ليست هناك تعليقات: