17 أبريل، 2009

كيف يفكرون؟!

أخيرا بعد مرور أكثر من عام قرر الأشاوس الانتقام لمقتل قائدهم..
بعد التصريحات النارية التي شنوها في تأبينه
حتى ظننا أنهم سيهزون الأرض تحت أقدام الجنود الإسرائيليين
وسيحولون حياتهم إلى جحيم..
فوجئنا بأن ساحة المعركة انتقلت إلى مكان آخر لا يخطر على بال
والانتقام سيحل بآخرين لا صلة لهم بالأمر
فيبدو أنهم اكتشفوا أن طاقتهم تفوق بكثير ما أدعوه
وأن تهديداتهم لا تعبر عن نواياهم الحقيقية
أنا لم أصب بكثير من الدهشة عندما سمعت خبر القبض

على خلية حزب الله في مصر والدي أعرف إنه أصاب
الكثيرون بالدهول ,لكني في الحقيقة تعودت على هدا النوع من
الأخبار لكثرة أحتكاكي بها
فالأغلب الأعم يحترفون هدا النوع من السياسة
"أن تقول شيء وتفعل شيء آخر"
ولعل الكثيرون يؤمنون أن هدا هو الكنه الحقيقي للسياسة
وهده هي مبادءها التي لا يحيدعنها أي سياسي..
لكني حتى الآن لا أفهم كيف يفكر هؤلاء الدين يدعون أنهم

"حملة راية المقاومة" في الوطن العربي
ويظنون كل الظن أنهم آخر الرجال الشرفاء
الدين يتصدون للعدو
ولكن الغريب أنه بدلا من قتال العدو في ساحة المعركة
ومحاربة الجنود المسلحين تتحول ساحة القتال إلى شارع آمن
في دولة إسلامية يسير فيه الناس في اطمئنان مدنيين
عزل من السلاح أعطيناهم عهداً بالأمان
فمن دخل ديار المسلمين بهده الحالة هو ضيف واجب أكرامه
وقتله حرام وهو موقف الدين الصريح
(وإدا كان هناك أعتراضات على دخولهم فهل هدا هو الحل!)
ولا مانع من قتل الأطفال منهم الدين لا دنب لهم

ولا مانع من قتل من ينتمون لجنسيات أخرى ليس لها
علاقة بالأمر نهائياً (حتى تصل رسالتنا إلى كل بلدان العالم
والتي لن يكون لها أثر سوى أنهم سيحتشدون خلف العدو
وسيقفون بجانبه أكثر ضد إرهابنا "عايزين إيه دعاية أكثر من كدة!!"
ولا مانع من قتل الكثير من المصريين المسلمين

وضرب اطمئنانهم واستقرارهم (ولعل دلك هو الهدف الأساسي)

هل يعرف أحد إنه عندما أديع خبر القبض على الخلية في مصر
أعلنت اسرائيل حالة التأهب القصوى على حدودنا
ونشرت قواتها بكثافة ومن يدري لو الأمر تطور أكثر
لكانت اتخدتها حجة لغزو سيناء مرة أخرى
وهو ما لا يستبعد عن حكومة نتانياهو

لقد دكرني الخبر بخبر آخر يسبقه بعدة أيام

يشبهه قليلا ولعله يعكس طريقة التفكير داتها
ولكن كان هده المرة من فلسطين
فالفلسطينيون شمروا عن سواعدهم وقرروا أخيراً القيام بعملية
للرد على الأعتداءات الوحشية للجيش الاسرائيلي على غزة
بل وعرفوا أخيراً فضيلة التعاون فيما بينهم والوقوف يداً واحدة
أمام العدو فالعملية العظيمة أعلنت مسئوليتها عنها حركتان من
حركات المقاومة "واضح إنها حتبقى حاجة ما حصلتش!"
لكن لا تتمادوافي الأمال فالعملية ببساطة شديدة تتلخص في
إن رجلا فلسطينيا قام بالاعتداء بواسطة "فأس" أكرر "فأس"
على من؟ على طفل اسرائيلي عمره 13 عاماً فقتله
وأصاب آخر عمره سبعة أعوام!!
وبالطبع كان الخبر يتصدر وكالات الأنباء العالمية
وبالطبع يركزون عليه لإبراز "وحشية الفلسطينيين" !!


إنه أمر مؤسف حقا لم أكن أحب أن اتطرق إليه أبداً
لكنه يدخل في منظومة كبيرة تعكس كيف يفكرون وكيف يتصرفون
ناسين أن هناك من يجلس فقط ليحصي الأخطاء ويقوم بابرازها
بالحاح أمام العالم ليحول انتباهه وينسيه أخطاءه هو..

هناك تعليقان (2):

soly88 يقول...

العزيزه هبه
لا اخفيك سرا انى لست مستريحا لكل تلك الضجه الاعلاميه لموضوع خلية حزب الله
اما عن العمليه الفلسطينيه فطبعا سيتثمرها الاسرائيليون لزيادة حجم العداء ضد العرب
نادرا ما يقف الذكاء بجانب العقل العربى للأسف

Heba Faruq يقول...

عزيزي سولي 88
لا أخفيك أنا سراً إني لا أستريح لأي ضجة إعلامية تحيط بأي خبر في العالم لاني ادرك إنه دائما هناك أمور خفية لايتم الاعلان عنها
عندما كتبت عن الموضوع لم أكن مدركة لتلك الضجة كان بالنسبة لي خبرا مستفزاوإن كان يؤسفني التعليق عليه لكني رأيت أن الأمر في مجمله يستحق الوقوف أمامه لانه تكرر كثيرا على مدار تاريخ العرب ولم يتأدى منه أحد سوانا..في حين تجد الآخرين يحسبون حساب كل كلمة وكل تصرف..