حرب شعواء بين المسلمين والمسيحيين
بل حملة اضطهاد ضد المسيحيين تدخل في إطار منظومة التمييز
الشديد الذي يتم ممارسته ضد مسيحي مصر
هكذا كان تعليق الجريدة الإيطالية كورييريه ديلا سيرا وتصورها
للقرار الذي اتخذته الحكومة المصرية بذبح آلاف الخنازير
هذه الجريدة بشكل عام معروفة بانحيازها الشديد ضد كل ما هو مسلم
ولان الذين يقومون بتربية الخنازير في مصر هم المسيحيون
فكان لابد من انتهاز هذه الفرصة السانحة لتضليل الرأي العام
الأوروبي الذي هو دائماً على استعداد لذلك فيما يتعلق بهذا الأمر
فأخذت الجريدة تصور إن موضوع الخنازير كله ليس له إلا هدف
واحد وهو إيذاء المسيحيين وإنه يدخل في إطار حملة شعواء
لاضطهاد المسيحيين والقضاء عليهم ودللت على ذلك بما أوردته
من أحاديث مع بعض مربي الخنازير الذين شاركوا في مظاهرات
منشية ناصر والذين صرخوا قائلين إن "الحكومة تفعل بهم ذلك
وترفض إعطاءهم التعويضات فقط لأنهم مسيحيون"
(ده على أساس إن الحكومة إيدها فرطة قوي مع المسلمين!)
(ولم يفكر أحد في هذه الجريدة إن الحكومة قامت من قبل بإعدام
(ولم يفكر أحد في هذه الجريدة إن الحكومة قامت من قبل بإعدام
آلاف الطيور بعد ظهور أنفلونزا الطيور فلماذا لم يعترض أحد
وقتها على أساس مثلا إنها حملة اضطهاد ضد الطيور )
وأخذت الجريدة بعد ذلك تعدد أدلة هذا التمييز العنصري الصارخ الذي
يتم في مصر منذ زمن بعيد ومن ضمنها التفرقة بين التلاميذ المسلمين
والمسيحيين في المدارس (وهذا على حد علمي عار تماما من الصحة
فلم أرى ولم أسمع عن شيء مماثل ولا أظن نهائيا أن هناك حملة منظمة
ضد التلاميذ المسيحيين يتعرضون فيها للإساءة وسوء المعاملة
وعدم مساواتهم بزملائهم المسلمين كما لا أظن أن هناك حملة مماثلة ضد
الموظفين المسيحيين كما تصور الجريدة)
ومن ضمن أدلة التمييز الأخرى التي توردها الجريدة إنه لا توجدقيادات عليا
في الجيش من المسيحيين
"ده على أساس إن فيه قيادات عليا من المسلمين في جيش إيطاليا
أو على أساس إن فيه وزير واحد مسلم في أي دولة أوروبية "
عموما أنا لا أناقش قرار ذبح الخنازير الذي عليه بعض التحفظات
وقد تكون له أهداف غير معلنة قد تتكشف مع مرور الوقت ..
لكني لا أظن أبدا إن تم اتخاذه لهدف واحد فقط وهو التنكيل بالمسيحيين
كما صور الأمر الإعلام الغربي الذي لا أستطيع حتى الآن أن استوعب لماذا
يقومون هم بحملة منظمة لتشويه صورتنا وإظهارنا بمظهر غير حقيقي
وبث الفرقة والنزاع بيننا
*******
سنوات طويلة طويلة جداً من الصمت وإخفاء الحقائق جعلت الشك
يتوطن في قلوب المصريين فصاروا لا يصدقون أي شيء مما يقال ..
وأمتد هذا الشك بطريقة غريبة ليشمل أغلب الأمور وليس فقط
التصريحات الرسمية ..فصار الشك لديهم عادة حتى في أبسط الأمور
والغريب أنهم في شكهم هذا متأكدون..متأكدون أن الأمر يثير الشك
وإنه لابد سيظهر ذلك في يوم من الأيام..
حتى لو ظهر عكس ذلك فهذا مدعاة للشك أكثر..
وبيئة الشك هذه تكون مرتعا ممتازا للشائعات فما دمت تشك فأنت مهييء
لتصديق أي شيء غير الذي قيل وليس عليك سوى أن تختار الشائعة
التي تروق لك وتؤكد إنها ما حدث فعلا لتدافع بذلك عن مشروعية شكك..
وفي ظل هذا الشك عندما صرح المسؤولون إنه لا توجد حتى الآن في مصر
أي حالة مصابة بأنفلونزا الخنازير انبرى الكثيرون في تأكيد عدم صحة ذلك
ومنهم أطباء في وزارة الصحة , أكد لي أحدهم إن في مصر خمس حالات
وإنهم إذا صاروا ستة فسيتم على الفور إعلان وباء ,
"ستة" وذلك على الرغم من إنه كانت الحالات المصابة في هذا الوقت
في المكسيك أكثر من 800 لكن منظمة الصحة العالمية رأت إن الأمر
لم يصير وباء بعد لكن طبعا ستة مصريين بمقام ستة آلاف
والغريب أيضا إنه إدا كان فعلا قد ظهرت حالات في مصر
فما سر تستر منظمة الصحة العالمية علينا
وإعلانها عن كل الدول التي فيها حالات ماعدا مصر!!
هل يعقل إن منظمة عالمية مثلها تشترك في أمر كهدا
ويظهر إننا مكتوب علينا نضيع وسط هذه الإشاعات وسط موروث الشك
الثقيل المتغلغل فينا ولا نجد منه فرار...
**********
أعلنت أغلب الصيدليات في مصر عن نفاد الكميات التي لديها
من الكمامات الواقية التي أنتشر الحديث عنها كحل للوقاية من الأنفلونزا
ياسلام إيه الوعي ده كله !! نفدت تماما!!
الغريب في الأمر إني لم أرى أي شخص في أي مكان يرتدي أي كمامة!
فلمادا أشترى الناس هده الكمامات ؟ لمجرد إنهم عملوا اللي عليهم
الخوف إنه يكون في جهة معينة أشترت كل هده الكمية وتخزنها
لتنزل بها مرة واحدة وقد رفعت سعرها كما هو الحال في السلع الغدائية
وكما صار الفكر التجاري السائد في مصر!
*******
أجمد نكتة طلعت في أنفلونزا الخنازير عندما أتفق كل المسؤولين
الذين ظهروا في وسائل الإعلام على إن من أهم وسائل تجنب الإصابة
بالمرض هي "الابتعاد عن الأماكن المزدحمة" !!
ويقولونها هكذا ببساطة شديدة وكأن مفيش أسهل من كده
و ده على أساس إنك تروح شغلك عن طريق الواحات أو الوادي الجديد
معلهش حتاخد وقت شويه بس فعلا مفيش أسهل من كده!!
هناك تعليقان (2):
العزيزه هبه
ربما اظهرت انفلونزا الخنازير كمية المتناقضات التى يعيش بها وفيها الشعب المصرى ونظام حكمه
= صدر القرار بالأعدام للخنازير بعيدا عن استشارة الخبراء وذلك بحثا عن شعبيه مفقوده بين الشعب والنظام
= وزير الصحه المصرى ابدى عدم قناعته بالقرار
=كان هناك قار قديم بنقل مزارع الخنازير لم ينفذ
موضوع المسلمين والمسيحيين سيظل دوما محل خلاف طالما ظلت قوى التخلف والظلام من الطرفين
عزيزي سولي
نحن فعلا نعيش وسط كمية هائلة من المتناقضات لعل أبرزها بين ما نقول وما نفعل ولعلها من أهم أسباب ما نعاني من مشاكل..المصيبة الأكبر أن كثيرين لا يدركون دلك..
إرسال تعليق