ما أشد ما صدمني هذا الخبر وبصراحة حرقللي دمي جداً
لكني لا أنكر إنه نبهني وعرفني أشياء لم أكن على أي
علم بها من قبل وأظن أن الكثير منا لا يعلم بها أيضاً
واعتقد ان الكثيرين منا قد يرون أن الخبر لا أهمية له
بالنسبة لنا وقد يكون شأن داخلي لدولة أخرى
لكني لا أظن ذلك بل أرى إنه يكشف عن أشياء كثيرة
لابد أن ننتبه لها..
والخبر باختصار "أن أحد المسئولين الإيطاليين
وهو نائب وزير التجارة اقترح (مجرد اقتراح)
بتدريس مادة الدين الإسلامي في المدارس الإيطالية
للتلاميذ المسلمين كاختيار بديل عن تدريس
الدين المسيحي لهم"(!!)
لا استطيع أن أنكر إنني استغرقت وقتا طويلا حتى
استطعت أن استوعب هذا الكلام خاصة انه عكس
تماما كل الثوابت التي اطمأن لها قلبي وظن انها
من الرسوخ بحيث لا يمكن أن يكون لها بديلا ..
عكس المنطق الذي يؤمن به عقلي ويرى انه
من شدة منطقه لا يمكن لأحد أن يكفر به..
فما معنى هذا الكلام: المعنى باختصار أن التلاميذ
المسلمين في المدارس الإيطالية محرومون من
دراسة دينهم ومفروض عليهم فرضا دراسة الدين
المسيحي وإن ذلك يتم منذ زمن بعيد جدا و لا يجد أحد
في ذلك أي غضاضة حتى تجرأ أحد في يوم من الأيام
و أدلى بمجرد تصريح (وليس اقتراح رسمي أو
دراسة مقدمة للحكومة) بأنه "يصح التفكير في
امكانية ادخال الدين الاسلامي في المدارس كبديل
لتدريس الدين المسيحي للتلاميذ المسلمين"
الأمر الذي صدمني أكثر هو رد الفعل الذي اثاره
الاقتراح فقد أثار جدلا شديدا وزوبعة استمرت لأيام
طويلة في المجتمع الإيطالي ولايتخيل أحد كمية الهجوم
الذي انهال على صاحب الاقتراح ونعته بأشد الصفات
وأشد من شن هجوما عليه كانوا بالطبع المنتمين
لحزب رابطة الشمال المعروفون بشدة تعصبهم
وعنصريتهم ضد الاجانب والذين هم للأسف في
تحالف الحكومة ..فقد رأوا إنه خطأ بالغ الخطورة
وإليكم تعليق أحد قادتهم: "لابد أن ندافع عن هويتنا
بدلا من أن نلغيها , إن فكرة المجتمع المتعدد
القوميات إنما يؤمن بها اليسار وهي لا تتفق نهائيا
مع الألتزامات التي اتخذناها أمام شعبنا".
وليت الهجوم اقتصر على الاقتراح وصاحبه ولكن
كما ترون هنا فرصة سانحة للتصويب على الهدف
السهل هذه الأيام وما هو بالطبع إلا الإسلام
فإليكم نص ما قاله وزير الداخلية الإيطالي في تعليقه
على الأمر: "إن تدريس الدين المسيحي له سبب
وجيه, بل تعليل تاريخي فهو يمثل كيانا وهو الكنيسة
بما تمتلكه من قيم شديدة الوضوح وشديدة التحديد
فيمكن بالتالي نقلها بعكس الاسلام الذي هو شديد
الاختلاف عن ذلك" ويكمل موضحا كلامه العجيب
قائلا "إن الامام يقوم بتفسير القرآن بحرية
(على مزاجه يعني ولاإيه مش فاهمة!)
ولاتوجد مجموعة من المبادئ أو العقائد(!!)
ولا يوجد رسالة واضحة لنقلها (!!),
وإذا كان أورسو يعتقد أن هذا الأمر يمكن أن يساهم
في تحسين اندماج المهاجرين في المجتمع
فإني أرى إن هذا سيكون الطريق الأكثر خطأ لذلك"
هل رأيتم جهل أشد من هذا!!
هذا الكلام صادر عن وزير في حكومة غربية
أي مفترض أنه رجل مثقف وواعي يدرك ما يقوله
جيدا فما بالكم برجل الشارع العادي ماذا ننتظر منه
خاصة بعد أن يسمع مسئوليه يتحدثون هكذا
وأي قيم هذه التي يتحدث عنها وأي قيم يدرسونها
للتلاميذ المسلمين..
قيم تقول لهم نحن نحرمكم من دراسة دينكم
لأننا نراه أقل شأناً من ديننا!!
هل رأيتم مدى الجهل الذي يعشش في رؤوسهم
عنا وعن الإسلام؟
عنا وعن الإسلام؟
لا..لا خد دي كمان..السيد المحترم محافظ لومبارديا
بعد أن خرج من اجتماع كبير ومهم جدا مع وزير
الداخلية وقائد الشرطة وقادة المؤسسات المحلية
في ميلانو أكد إن جميع الحاضرين اجمعوا على
رفضهم التام للاقتراح السخيف الغريب كما وصفوه
مؤكدا إن الجميع يعلمون جيدا "إن الاسلام لا ينص على
التعليم المدرسي ولا يسمح به من اساسه"(!!!!)
شوفتوا البجاحة .. لابصراحة حضرته خبير عظيم
وعالم بكل شيء
لا انكر إن البعض ساند الاقتراح ولكنهم قليلون جدا
وعلى رأسهم بالطبع ماسيمو داليما رئيس الحكومة
الأسبق المعروف بوقوفه بجانب الحق ومساندته
للقضايا العادلة كالقضية الفلسطينية
وقد لخص الأمر ببساطة شديدة بقوله "لا أفهم لماذا
لا يتم السماح للأطفال المسلمين كأختيار بديل
بدراسة دينهم" وأنا أيضا بصراحة لا أفهم نهائيا
كيف يحدث هذا في الغرب الذي يتشدق دائما بالكلام
عن الحرية والمساواة وحقوق الانسان
ولكن يبدو ان هذا الكلام ينطبق عليهم فقط
فالحرية لهم والحقوق كلها لهم ومن هو ليس
من جنسهم وليس من دينهم يحرم من كل الحقوق
فابسط الحقوق وابسط الثوابت التي اعرفها ان الانسان
يدرس ويتعلم مبادئ دينه وتعالوا نتخيل ان هذا
لم يحدث في بلد اوروبي وإنما حدث في دولة اسلامية
وانه يفرض فيها فرضا على التلاميذ المسيحيين
دراسة الدين الاسلامي ويحرمون من دراسة دينهم
بل ويخرج المسؤلون المسلمين ليقولوا إن الدين
المسيحي ليس به مبادئ أو قيم واضحة يستحق
أن يدرس عليها تعالوا نتخيل ماذا سيحدث من
جانب العالم الغربي..
دي القيامة حتقوم طبعا علينا وسينعتونا بأبشع
الصفات وأقلها تعصبنا وجهلنا واضطهادنا
للمسيحيين والموضوع طبعا مش حينتهي
إلا لما كل الحكومات في الدول الاسلامية تقدم
اعتذار رسمي لكل الحكومات الغربية!!
هل رأيتم إلى أي حد وصل بنا الحال
حقا من هانت عليه نفسه هان على الجميع
هناك 8 تعليقات:
عزيزتي لا تخافي على الاسلام في الغرب فالحمد لله عدد من يدخلونه كل يوم هو الدي أثار الرعب في الغرب لي صديقة في الولايات المتحدة تقول لي انها كل جمعة هناك اناس جدد يعلنون اسلامهم في المسجد امام الامام
"ويمكرون ويمكر الله والله خير الماكرين" صدق الله العظيم
عزيزتي خواطر شابة
المشكلة إن الغرب يصدع رأسنا بالكلام عن الحرية وحقوق الانسان ويتهمنا بالتعصب وعدم قبول الآخر وهو في الحقيقة المتعصب وهو الذي لا يستطيع قبولنا ولا يحاول أدنى محاولة لفهمنا
لا أنكر ان منا من يزكي هذه الأفكار لديه واننا ليس كلناالصورة المثلى للاسلام
لكنهم في الغرب ما يصدقوا يلاقوا نموذج سيء فينا ليؤكدوا ان هذا هو الاسلام..رغم انهم هم أيضا ليسوا كلهم نماذج مثالية
نورتيني في أول زيارة
وسعدت كثيرا بتعليقك
السلام عليكم
انا اتشرفت بمرورك حضرتك الكريم فى مدونتى
اتمنى التواصل
اما بخصوص البوست فانا ارى ان المشكله تكمن فينا وفيهم
حقدهم على الاسلام لا يجعلهم يرون الامور بعقلانيه
اما نحن فمقصورن فى تبليغ الصوره الحقيقه للاسلام
تحياتى
عزيزي اسامة
أتفق معك كثيرا
وسعدت كثيرا بتعليقك
واتمنى دوام التواصل
السلام عليكم ورحمة الله تعالى وبركاته
أول مرة أعرف هذا!فلم يرد له ذكر
(تدريس الدين المسيحى)لكل الطلبة
فى المدارس الأيطالية من قبل أو لم
يرد الى علمى ولم أسمع من احد من
المقيمين هناك من المسلمين بأستنكار
هذا لكن ما أريد أن أضيفه هنا
ان والوضع كذلك فأى دين
سماوى اخر لا يدرس
بالمدارس الأيطالية وبالتالى
التلاميذ اليهود مثلاً يدرسون
الدين المسيحى ولكن ولان
اولياء امورهم حريصون
على دينهم ولغتهم
العبرية فهم يدرسونها لهم
فى معاهد ومؤسسات خاصة مدعومة
من قبل الحكومة العبرية ..هل انا مصيبة أم مخطئة؟
عزيزتي نورا
أنا بصراحة لا أعرف ماذا يفعل التلاميذ اليهود
وفي الحقيقة أنا لا أقلق عليهم كثيرا فاليهود لهم وضع خاص في أي مجتمع أوروبي..
ما أثار غضبي أكثر هو ردود الأفعال الإيطالية شديدة التعصب وشديدة الجهل التي تشي بحقيقة موقفهم منا ومن الاسلام ومدى تعصبهم هم لدينهم ورفضهم للآخر وهي التهمة التي دائما يحاولون الصاقها بنا وهذا ما أردت الانتباه له
شكرا لمرورك وسعدت كثيرا بتعليقك
موقفهم من الأسلام معلوم
ومحفوظ من قديم الأزل ولم يتغير
شىء فيه ومن ايام محاكم التفتيش
فى اسبانيا ولا يغرك الكلام البراق
ولا الشعارات الرنانة من قبيل العدل
والمساوة وغيره وغيره هم يكرهون الأسلام
والمسلمين والمثل بيقولك(اتقى شر من أحسنت اليه)
والعرب المسلمين الاوائل لهم فضل كبير عليهم
عزيزتي norahaty
تخيلي انهم حتى مبقوش يعترفوا
بالفضل ده وكثير منهم الآن
يحاولون اثبات ان العرب
لم يكن لهم أي فضل عليهم
فيه بجاحة أكتر من كده!
إرسال تعليق