20 نوفمبر، 2009

تار بايت!

من أكثر ما أثار تعجبي في الاحداث المؤسفة التي اعقبت
مباراة مصر والجزائر اندهاش الناس في مصر لهذا
الهجوم الشديد الذي شنه الجزائريون على المشجعين
المصريين وكل هذا الحقد والغل في قلوبهم والذي
جعل الكثير من المصريين يصرخون في
اندهاش شديد "هو تار بايت؟!"

بصراحة الذين يندهشون هم ببساطة لا يعرفون إن
هذا أقل شيء كان متوقعا منهم وانه شيء طبيعي جدا
يتواءم تماما مع طبيعتهم والسلوكيات المعروفة عنهم
والذي لا يصدق هذا الكلام فلينظر إلى ما فعلوه في
شوارع فرنسا واسبانيا من أعمال شغب وتدمير
للمحلات سواء بعد أن هزموا أو بعد أن فازوا ..
حتى الرئيس الفرنسي نفسه كان يخشى فوزهم
لتيقنه مما سيرتكبون!
بل فلينظر إلى ما فعلوه في الجزائر نفسها بعد الفوز
لقد مات 14 جزائري وجرح 250 آخرين في
احتفالاتهم بالفوز!
فماذا كنا ننتظر منهم ؟!

للأسف ان لي تجربة شخصية في هذا الأمر
وإن كنت لا احب نهائيا تذكرها لما تثيره في
من مشاعر سيئة

ذكرني بها ذلك الثالوث الغريب
"مصر- الجزائر- السودان"
فمنذ سنوات بعيدة كنت ادرس في السودان
في مدرسة البعثة المصرية التي كانت تجتذب
التلاميذ من كل الجنسيات العربية فكان معي تلاميذ
من الجزائر ونشأت بيني وبين احداهن صداقة
كنت أظنها جيدة ولكن حدث في هذا العام ان قامت
احدى المباريات بين مصر والجزائر وفازت فيها مصر
وحدثت فيها اعتداءات مؤسفة أيضا من جانب
الجزائريين على المصريين لأفاجأ بصديقتي الجزائرية
تتشاجر مع احدى المصريات وتؤكد لها ان الجزائريين
لهم كل الحق فيما فعلوا وكان المفروض أن يفتكوا
بالمصريين ويقضوا عليهم تماما
لقد صدمني بشدة طريقتها العنيفة في الكلام
وصدمني كلامها..
وكانت الصدمة شديدة في هذه السن الصغيرة
عن حقيقة قيمة الصداقة ..
الصداقة التي لم تصمد أمام مجرد مباراة كرة
لعل ذلك ما جعلني لا احب هذه اللعبة وجعلني في يقين
شديد من تفاهة الأمر كله وانه لا يستحق نهائيا

وبعد كل هذه السنوات يتكرر هذا الثالوث الغريب
بالنسبة لي لما يحمله من ذكرى مؤلمة
أرى ان الاحداث متشابهة كثيرا لكن لعل ما احدث
بعض الفرق هو ثورة المعلومات وانتشار الاخبار
على القنوات الفضائية والنت او لعله ما اجج النيران اكثر

كلمة اخيرة

الخاسرون في كل هذا طبعا نحن العرب جميعا
والفائز طبعا معروف
وكعادتها اسرائيل لم تضيع وقتا
في الليلة التالية للمباراة والجزائريون يطاردون
المصريين في شوارع السودان شنت اسرائيل
غارات على قطاع غزة واصدرت حكومتها قرار
الموافقة على توسيع مستوطنة جيلو في القدس
وبناء مستوطنة جديدة ستكون البداية لسبعة
مشاريع اخرى

وخلينا احنا في الكورة
هو احنا فاضيين !!

هناك 7 تعليقات:

حلم بيعافر يقول...

كنت بتابع اخبار توسيع المستوطنات وانا فى قمة الغيظ من اللى بشوفه هنا وهناك

Heba Faruq يقول...

يا عزيزي اسرائيل مش حتلاقي فرصة احسن من كده وللاسف احنا اللي ادنالها الفرصة دي على طبق من دهب وللاسف برضه احنا ادنالها فرص كتير قوي قبل كده لكن عمرنا ما بنتعلم من اخطائنا

نورتني واسعدتني كثيرا زيارتك

قلم رصاص يقول...


أستاذه هبه

السلام عليكم اولا

طبعا أؤيدك تمام ان المستفيد من كل مايحدث بالطيع هو اسرائيل فقط .

وهذا الكلام مصداقا لقول وتحليل قديم للعبقري الأستاذ محمد حسنين هيكل حين قال :

إن نظرية الأمن الإسرائيلية طرأ عليها عنصرا جديد في نهاية السبيعينات وهو أن ينشغل العرب في صراعات خارجية ليس لاسرائيل طرفا فيها .. سواء اقتتال داخلي بين العرب او صراع عربي مع اي محيط اخر.. المهم ان الاسرائيليين لايكونوا طرفا فيه .. وطبعا الهدف واضح جدا

ثم انه اساسا اتضح يا أستاذه هبه ان صحيفة الشروق الجزائرية اللي هي السبب في اشعال الفتنه ، اتضح ان الها علاقات قوية جدا بمعارييف الاسرائيليية .. وبعيدا عن نظرية المؤامرة انا الان اعتقد ان اسرائيل جزءا من الموضوع

وان كان علينا ان نتذكر جيدا اننا يجب ان نحل الازمة في اطارها الضيق والا نسمح لها بالتوسع حتى لاتضاف ركنا جديد من اركان الازمات العربية العربية التي اصبحنا على اثرها فرجه للعالم .

دمتي في امان الله

Heba Faruq يقول...

عزيزي قلم رصاص

وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته

سياسة اسرائيل معنا متوقعة فهي سياسة الاستعمار في كل مكان وزمان وهي ببساطة "فرق تسد"
اتمنى فقط ان ننتبه لذلك جيدا والا نعطيها الفرصة

سعدت كثيرا بزيارتك

موناليزا يقول...

ما حصل هو مهزلة بكل المقاييس

Heba Faruq يقول...

اوافقك الرأي ما حصل
فعلا مهزلة حقيقية
من مهازل العرب
التي لا تنتهي

سعدت كثيرا بزيارتك

غير معرف يقول...

طرحك هذا مقنع