17 نوفمبر، 2009

بين الوهم والحقيقة




بين الوهم والحقيقة

خيط رفيع

ومسافات واسعة

نحن نعيش في الوهم

ونقول إننا نتمنى أن يتحول إلى حقيقة


لكن في الحقيقة سيكون هذا

هو أسوأ ما يمكن أن يحدث


فالحقيقة لن تكون أبداً

بجمال الوهم


سنستيقظ على صدمة شديدة

ستطيح بكل أمل لنا نتمسك به

وقد تطيح حتى بعقلنا


عندما يتحول الوهم إلى حقيقة

أجدني حزينة بشدة

لدرجة أن الدموع تسيل من عيني

دون أن أشعر


أجدني فرحة بشدة

لدرجة أني أوزع ابتسامات

غريبة على ناس لا أعرفهم


إنها تلك الابتسامة الغريبة

التي تغمض فيها عينيك

وترفع رأسك قليلا

وتأتي بإيماءة خفيفة تكاد لا تلحظ

وتنتهي بتنهيدة خفيفة مريحة

كأنها تحمل كل الأثقال عن قلبك

وتمضي بها بعيداً

القلب الذي يظن أنه أخيراً عثر على ضالته

وسيتمكن أخيرا من الرسو على شاطئ السكينة


تتلاشى الابتسامة

وتحل مكانها المرارة

عندما تتبخر غمامة الأوهام

وتكشف الحقيقة عن وجهها شديد القبح


عندما يتحول الوهم إلى حقيقة

ادرك كم ان الانسان هو حيوان أعمى

لايرى سوى ما يريد في أعماقه أن يراه

يصمم على ما يراه

رغم كل ما تسوقه إليه الحياة من دلائل

يغمي عينيه عن الحقيقة

في هروب مؤقت من الألم


أحيانا كثيرة أكره نفسي واحتقر تمسكي بالوهم

حجة العاجزين..فاحتقر عجزي

واحيانا اشفق عليها واعذر إنها لا تملك

سوى الوهم


أي شيء أفضل

أن يظل الانسان يعيش في الوهم

راضياً سعيدا

منتشياً بالأمل..حتى لو كان كاذباً


أم يُصدم بالحقيقة

فتتبخر كل آماله

ويهوى في غيابات الألم

وتصبح النهاية هي الأمل المنشود

هناك 4 تعليقات:

خواطر شابة يقول...

لا اعتقد ان العيش في الوهم هو الحل انا عن نفسي سأختار ان أعيش الحقيقة وان كانت مرة على أن أبقى حبيسة وهم زائف لكن المسألة تبقى اختيارا لان غيري قد يفضل ان يظل موهوما على أن يواجه الحقيقة
موضوع جميل تحياتي لك

موناليزا يقول...

رغم جمال الوهم وقسوة الحقيقة الا انى شخصيا افضل الحقيقة مهما كانت

Heba Faruq يقول...

عزيزتي خواطر شابة

أحيانا يصعب الاختيار
فيعجز الانسان عن الاختيار
السليم والمنطقي
فكما قلت التمسك بالوهم
هو "حجة العاجزين" الذين
لايملكون سواه

سعدت بتعليقك ونورتيني

Heba Faruq يقول...

عزيزتي موناليزا

اختيار الحقيقة رغم قسوتها
اعترف انه دليل الشخصية السوية
وشجاعة لا يتحلى بها البعض

سعدت بزيارتك ونورتيني