قصيدة رائعة عن العراق
قصيدة مصدمة..مدمية وموجعة للقلب
لكنها تشي بالحقيقة في منتهى الصدق
حقيقة ما حدث في العراق قبل واثناء الغزو الأمريكي
انه المسلسل الرائع "هدوء نسبي"
للمؤلف السوري خالد خليفة والمخرج التونسي
شوقي الماجري وشارك في تمثيله نخبة من الممثلين
العرب (منهم نيلي كريم وفهد عابد وقمر خلف )
وتدور أحداث هذا المسلسل من خلال بعض المراسلين
الحربيين العرب الذين ذهبوا إلى العراق قبيل العدوان الأمريكي
عليه..فعاصروا الحصار الذي كان مفروضا لسنوات عديدة
وآثاره البغيضة وآخر أيام صدام ثم الغزو وأهواله
والآلاف الذين ماتوا ومازالوا يموتون حتى الآن بسببه..
من هؤلاء المراسلين من اعتقله نظام صدام ومن اعتقله
الأمريكان وعانى من التعذيب في سجونهم ومنهم من مات
من جراء القصف الأمريكي ومنهم من اختطفته العصابات
التي كان ظهورها مؤكدا في ظل الفوضى العارمة
التي فرضها الاحتلال
كما ابرز المسلسل معاناة الشعب العراقي من خلال حكاية
أسرة عراقية كانت تعاني الأمرين في عهد صدام واستمرت
معاناتها بعد الغزو
واشترك في تجسيد شخصيات المسلسل مجموعة من
الممثلين الرائعين من كافة أنحاء الوطن العربي فكان منهم
المصري والسوري والعراقي واللبناني والتونسي والأردني
واحتفظ كل منهم بلهجته مما أضفى واقعية على المسلسل
واستطاع أن يقنع المشاهد ببساطة إن التفاهم بيننا أمر
شديد اليسر والسهولة إذا أردنا رغم اختلاف لهجتنا فهو
في الحقيقة مهما بدا كذلك للبعض إلا أنه لا يقف نهائياً
حائلا بين تفاهمنا وتعاوننا وجعلني أنا شخصيا أشعر بأننا
في الحقيقة ومهما أنكرنا ذلك فنحن لسنا في النهاية سوى
أسرة واحدة وأن ما يربط بيننا فعلا هو أقوى وأشد رباط
مهما كنا لا نراه ..ليس رباط اللغة ولا اللهجة ولا الدين
ولا المذهب حتى لا يتحجج البعض باختلافهم..
ولكن هو رباط الروح ..رباط الدم..رباط المصير
لقد عرض المسلسل في رمضان الماضي لكنني لم أشاهده
سوى هذه الأيام والغريب أن يتزامن عرضه مع الأحداث
الدامية التي صاحبت الانتخابات العراقية التي جرت منذ أيام
والتي أبى البعض أن تمر دون أن يذبح على شرفها المئات
من الأبرياء
لقد اثر هذا العمل في نفسي بشدة وابكاني في كثير من المشاهد
لأنه كما قلت يكشف بمنتهى الصدق عن الجرائم التي ارتكبها
الجيش الأمريكي في العراق ومازال يرتكبها
وكم كنت أتمنى لو تتم ترجمة هذا العمل
وعرضه في جميع أنحاء العالم ليكشف حقيقة أمريكا
ويكشف خداعها للعالم كله
الغريب أيضاً إن هذا العمل هو العمل العربي الثاني فقط على
ما أظن الذي يثير مأساة العراق وذلك رغم مرور سبع
سنوات على الغزو ورغم إن الأمريكان أنفسهم قاموا بعمل
عشرات الأفلام عنه وآخرها فيلم "خزانة الألم" الذي حصد
اكثر من جائزة أوسكار هذا العام ولكنهم بالطبع يتحدثون
من وجهة نظرهم هم فأين نحن من ذلك ولماذا لا ننتبه لقوة
التأثير التي صار يتمتع بها الإعلام والعمل الدرامي الآن
ونستغلها في إثارة قضايانا ونحن أحق لأننا من عانينا
ومازلنا نعاني
تحياتي وشكري لكل من ساهم في إخراج هذا العمل الرائع للنور
وكم أتمنى أن أشاهد مثله المزيد
هناك تعليقان (2):
أعرف العمل ورأيت مشاهد منه لكن صراحة لم أحتمل المشاهدة مسلسل موجع للقلب بشكل كبير وللاسف مايوجع القلب أكثر انك تعرف ان هذا هو الواقع بل الواقع ربا افضع نفس الامر عشته ما مسلسل جنين ومع مسلسل التغريبة الفلسطينية واقعية القضايا والبؤس وحجم المأساة التي فيها فوق درجة احتمالي والله
انا اتسائل دوما اذا كنت انا لاأستطيع فقط المشاهدة فكيف بمن يعيش فعلا هذه الاحداث وكيف بمن اصبحت هذه الاحداث جزءا من واقعه لهم الله فعلا
تحياتي لك
عزيزتي خواطر شابة
معك حق العمل فعلا موجع للقلب
ويمكن ان نطلق عليه التغريبة العراقية
على غرار المسلسل الرائع أيضا التغريبة الفلسطينية
والواقع بالطبع افظع بكثير
لكن لعل عمل كهذا يسهم ولو بشكل بسيط في اثارة قضية هؤلاء الذين ينساهم او يتناساهم الكثيرون
وربنا يكون في عونهم
نورتيني واسعدتني كثيرا زيارتك
إرسال تعليق