يبدو إنه لا فائدة..
رغم اني كنت قد قررت في نفسي أن آخذ هدنة من
الاخبار وحرقة الدم في محاولة مستميتة لأريح اعصابي
قليلا ونهاية العام تقترب..إلا انه يبدو إنه لا مفر من
الاخبار المستفزة ,تلك الاخبار التي تصدمك وتجعلك
فاقد النطق في البداية من شدة استفزازها وعدم
منطقيتها ثم تظل تلح على عقلك وتطاردك طوال
الوقت فلا تستطيع أن تظل صامتا حيالها
من هذه النوعية من الاخبار خبر سويسرا واستفتاءها
الشعبي الذي أقر منع بناء مآذن
فالاخبارضد الاسلام والمسلمين تملأ الدنيا وتأتينا كل
يوم ولكن هذه المرة تأتينا من مكان غير متوقع نهائيا
فهو يأتي من سويسرا هذا البلد الهادىء المحايد
سياسيا الذي لا نراه يتدخل في قضايا العالم والذي
لا اظن ان الارهابيين يضعونه نهائيا في الحسبان
ولا اظن انهم يهددونه من قريب او من بعيد
أي ببساطة كده لا اظن ان حد داسلهم على طرف
ما الذي يجعلهم يتخذون هذا الموقف الغريب منا
خاصة وانه ليس موقف حكومة وانما هو موقف شعبي
موقف افراد فالقرار ناتج عن استفتاء شعبي
أي انه ببساطة هذه هي صورتنا في عيون المواطنين
العاديين وانه كما قال اغلب من علقوا على نتائج
التصويت يعكس حالة من التحامل والخوف
دعونا من المسائل التي لا نقاش فيها وان هذا القرار
ضد حرية المعتقد وحرية أي انسان في ممارسة الدين
الذي يؤمن به وانه ينافي ما تنادي به أوروبا وتدافع
عنه من الحريات وحقوق الانسان وانه يكشف ازدواجية
معاييرهم خاصة فيما يخص الاسلام
كل هذا الكلام المكرور الذي نعيد ونزيد فيه كل مرة
اعتقد ان الأهم الآن أن نرى إلى أي حد وصلت الأمور
بنا وإلى أي حد صارت صورتنا وصورة الاسلام مشوهة
حتى في اذهان الناس العاديين في أوروبا الذين لا علاقة
لهم بالسياسة او المصالح التي تأجج الخلافات
ولا اظن اني آتي بجديد إذا قلت ان المسئول الأول
والرئيسي عن تدني هذه الصورة هو نحن المسلمون
أنفسنا..نحن لم نبذل مجهود كاف لتحسين تلك
الصورة بل وللاسف إن منا من يعمل جاهدا لزيادة
تشوهها وترسيخ كل الافكار المغلوطة في اذهان
الأوروبيين عنا
اعرف ان بمجرد اذاعة خبر منع المآذن في سويسرا
انطلق التنديد الشديد من العالم الاسلامي وبالتأكيد
سيخرج من يهدد الحكومة السويسرية بالرد بأعمال
انتقامية لضرب مصالحها أو على الأقل سيخرج من
يدعو لمقاطعة البضائع السويسرية وكل ردود الفعل
هذه لن تساهم سوى في ترسيخ الصورة المشوهة عنا
اذكرعندما اشتعلت مسألة الرسوم المسيئة للرسول
صلى الله عليه وسلم في جرائد الدانمارك قام الاستاذ
عمرو خالد بتنظيم قافلة من الشباب المسلمين لتعريف
الناس في الدانمارك بحقيقة الاسلام وتغيير الصورة
المشوهة وكان لها أثر جيد لكن يبدو ان الكثير منا
لم يرضوا بهذا وارادوا أن يكون الأمر حربا خالصة
كما لو كان الاسلام يأمرنا برد الاساءة باساءة أشد
فهاجموا عمرو خالد لما فعله كأنه ارتكب اثما عظيما
وهم لا يفهمون انه مادمت الصورة ستظل مشوهة
ستظل تخرج علينا كل يوم اخبار من هذه النوعية
بل وستزيد
لماذا نكتفي بسطحية الأمور ولا نطرق العمق الحقيقي
للمشكلة
أرى اننا نحتاج لإعادة نظر في كثير من أمور حياتنا
إعادة نظر في ردود أفعالنا
إعادة نظر في وسائل الرد المناسب
إعادة نظر في طريقة حوارنا معهم
وطريقة تعاملنا معهم
بل وإعادة نظر في حوارنا نحن مع أنفسنا
وتعاملنا مع بعضنا البعض
فصورة الاسلام الحقيقية ينقلها المسلم الحقيقي
بالتزامه ومبادئه وسلوكه القويم
وهذا ما يمكن أن يحكم عليه الغريب الذي لا يدري
شيئا عن الاسلام
أما غير ذلك فسينتج الصورة المشوهة ويزيدها
رسوخا..مهما ملأنا الدنيا صراخا وعويلا وتنديدا
هناك 17 تعليقًا:
ليتنا نعيد النظر بالفعل
بعد تفكير اكتشفت شئ غريب ان كتير من العرب بيتمسكوا بالدين علشان نشره والحفاظ على صورته ..وعلشان اوربا تشوفنا ولاد ناس وقلبنا بينور ..يعنى الدين محتاجلنا
لكن الحقيقة اللى اكتشفتها ..ان احنا اللى محتاجين للدين علشان نصلح نفسنا ونقتل الشيطان اللى جوانا ..ومن غير اى تعب هنلاقى الاسلام بينتشر وبنصنع اندلس جديد يبهر العالم
وبستغرب جدا من الخليج اللى نسبوا للاسلام حجات غريبة زى الجلباب للرجالة هما يقصدوا اى بأن رؤسائهم يطلعوا فى الشاششات لابسين جلباب وبيرقصوا بسيوف ...ياريت لو تفهمينى علشان انا تعبت
تحياتى
بالفعل استاذه هبه
السبب في المسلمين انفسهم
فما فائدة التعاليم ان كنا لانجيدها ونتحمل مسئوليتها بكل أمانه وصدق مع النفس .. فالعلاقة بين الله والعبد ليست موجودة في الكتب فقط وانما يجب ان تترجم الى اقوال وافعال
واؤيدك تماما في انه يجب تغيير اسلوب توصيل الرساله
في امان الله
احيكي ، و الكلام في هذه الامور و اشياء اخرى مماثله لها تجعلنا نصل إلى طريق واحد لا مفر منه هو الحل ، و رغم بساطته و وضوحه إلى انه اصعب شئ علينا ..
فاقد الشئ لا يعطيه ، فإن كنا نحن لا نعرف معنى الخلاق التي دعا إليها الاسلام فلا داعي ان نقول لهم ان الاسلام يدعوا إلى هذه الاخلاق و نحن مسلمون و لكن عذرا الان نحن في اجازة من العمل بالاسلام و لكن لابد و ان تعلموا ان الاسلام دين جيد و جميل هههههه
إن كنا نحن لا نعرف اهميه العلم و لا نهتم به و لا نقدره فقط نعرف ان العلم نور و انه فريضه على كل مسلم و مسلمه غير ذلك لا شئ سوى الكلام ، فليس من المنطقي ان نقول لهم الاسلام يدعوا الى التقدم و الرقي فالاسلام ليس ضد العلم و لا البحوث العلميه و لكن يا اصدقاء نحن فقط في اجازه من العمل بالاسلام و لكن لابد و ان تعرفوا ان الاسلام يحث على العلم و التعلم و اول كلمه في القران كانت ماذا ؟؟ .
نحن فاقدين لمعاني الاسلام يا عزيزتي فليس من المنطق ان نعلمهم اياه او حتى نحثهم على العمل بيه ، عندما نكون نحن مسلمون حقاً فاعلمي ان هم من سيقتدون بنا دون ان نقول لهم ذلك .
انا معاكى اننا بقينا عاله على هذا الدين العظيم
بجد مش اقول الا اننا سبب هذه المصائب التى تاتينا من الغرب
اتنمنى التواصل
كلامك رائع واتفق معاكى
كراهية المسلمين والخوف من عودة قوتهم كما كانت ودة اللى بتمنى يكون
وعندنا الرد كلام مش بيعمل حاجة زى ما بنقول واجب
مع خالص تحياتى
عزيزي blue-wave
نحن نحتاج فعلا لاعادة نظر وتغيير جذري
سعدت كثيرا بزيارتك
عزيزي well
للاسف كثير من المسلمين الآن يتمسكون بالمظهر الخارجي للدين فقط وينسى ان السلوكيات والمعاملات جزء لا يتجزء من الإيمان الحقيقي
واوافقك الرأي اننا يكفي ان نطبق جوهر ديننا الحقيقي ولا نتمسك بالقشور فقط لكي نحسن صورتنا ونكون خير دعاة لديننا
وربنا يهدينا جميعا لما فيه الخير
نورتني وسعدت كثيرا بتعليقك
عزيزي قلم رصاص
السبب من المسلمين انفسهم فعلا واتمننى أن يفيقوا من غفوتهم ويدركوا ذلك ويدركوا ان الضرر الاكبر يقع عليهم
نورتني وسعدت كثيرا بزيارتك
عزيزي عبد من عباد الله
عندك حق هي فعلا حاجة تكسف قوي
الغريب ان فيه ناس كتير مننا مش قادرة تستوعب الحكاية دي
فكرتني بحكاية رجل من الغرب اسلم بعد ان قرأ كتب عن الاسلام ثم قام بعد ذلك بزيارة دول اسلامية وعندما رأى حال المسلمين قال "الحمد لله إني اسلمت قبل أن أرى حال المسلمين الآن" وعنده كل الحق فهو طبعا غير مشجع ولا يعكس نهائيا حقيقة الاسلام..وليتنا نفهم ذلك
سعدت كثيرا بزيارتك واتمنى تكرارها
عزيزي اسامة
ربنا يهدينا جميعا
ونفيق مما نحن فيه
شكرا لتعليقك
واتمنى دوام التواصل
عزيزي تامر نبيل
للاسف آفة من اشد الآفات
التي ابتلينا بها هي
الكلام دون العمل
لم يعد لدينا سوى الشجب
والاستنكار والتنديدوخلاص
على كده
ربنا يخلصنا منهم ونفهم
ان العمل هو الاهم
شكرا لزيارتك واتمنى دوام التواصل
فعلا كم نحن بحاجة لتلك الوقفات
ولست ادري متي سنقف لنقيم انفسنا ؟؟؟
هل بعد ان تزهق ارواحنا ؟؟
ام سننتظر طامة كبري !!
وهل هناك مصائب توقف اكثر مما نعيشه ؟
مجرد الشعور لدي بعض الامريكان ببداية تدهور في النظام التعليمي قامت الدنيا عندهم ولم تقعد
وتوقف الجميع للمراجعة الي ان اصدروا تقريرهم وتوصياتهم عن امة في خطر
كم ضيعنا وفرطنا في حق انفسنا
كم اخذتنا العزة بالاثم
كم تمادينا في الخطأ علي المستويات جميعها بداية بالفرد وصولا لاعلي قمم الهرم العربي والاسلامي
كم استأسدنا في غير موضع
نعم نحن بحاجة لوقفة
واعااااااااااااادة نظر
عزيزي د.أحمد لاشين
إذا نظرنا لتاريخنا نجد اننا فعلا لا نتحرك إلا إذا حلت بنا مصيبة كبيرة أو هزيمة ثقيلة
لكنني اوافقك الرأي في اننا بحالنا الآن وما وصلنا إليه بالفعل في مصيبة شديدة لكننا للاسف لا ندرك ذلك ولا أعرف حقا متى سنفيق
سعدت كثيرا بزيارتك
واتمنى دوام التواصل
معك كل الحق فيما تقولينه في الغرب هناك اسلام ولايوجد مسلمون حيث تجد الغرب يطبق تعاليم الاسلام في معاملاتهم لاكذب لاغش لارشوة الخ بينما في بلاد المسلمين الاسلام موجود لكن المسلمين لا الا من رحم ربي
سأحكي لك نموذجين يوضحان وجهو نظري
الاول هي حكاية تحكى لااعرف ان كانت حقيقية ام لا يقال ان يهودي عنده محل لبيع الخمور فقبض عليه يوما وقدم للمحاكمة بتهمة بيع الخمور للمسلمين فلما وقف أمام القاضي أنكر تماما ما نسب اليه وقال للقاضي معاذ الله ان أبيع خمرا لمسلم الله أمركم بعدم شرب الخمر فأنا من دخل عندي لاأعتبره مسلم أهناك مسلم يعصى امر الله
التانية صديقة لي تزوجت من فرنسي أسلم وحسن اسلامه التزم بكل تعاليم الدين لانه اسلم عن اقتناع أخبرها انه لايرغب بتربية ابناءه في فرنسا ويريد الاستقرار بالمغرب واقامة مشروع فأنا قلت لها تعرفين ما أخشاه هو أن زوجك يعتقد انه سيجد في المغرب عمر ابن الخطاب وابا بكر بينما واقع الحال غير ذلك فأكيد صدمته لن تكون سهلة
أرجوا ان تكون الصورة توضحت
تحياتي لك
عزيزتي خواطر شابة
القصتين فعلا تعبران أصدق تعبير عن حالنا
وما وصلنا إليه خاصة قصة اليهودي
فبدلا من الاستمرار في لوم الآخرين
علينا ان نبدأ باصلاح انفسنا أولا
شكرا لك كثيرا
وسعدت جدا بزيارتك
ربنا يكرمك
بس فعلا لازم نعرف احنا
مينفعش الكل يقول منعرفش ايه الحل
لازم نفكر كتير
ونشوف الحل
سعيد جدا بزيارتك لمدونتي
وشرفت بالتعليق عند حضرتك
إرسال تعليق