مازال الحديث عن العراق
وفي بينالي القاهرة الحادي عشر الذي اقيم مؤخرا
شاهدت فيلم فيديو قصير مدته لا تزيد عن حوالي ست دقائق
كان الفيلم من اخراج الفنان العراقي علي عساف واسمه
"أنا هو -أنا هي" أو "I'm Him- I'm Her"
يبدأ الفيلم بالمشاهد المعروفة عن اسقاط تمثال صدام
ووقيام أحد الجنود الأمريكيين بتغطية تمثال آخر بالعلم الأمريكي
ثم يشتعل الجحيم.. الانفجارات في كل مكان وبحور الدماء تغطي كل الصور
ويظهر في مقدمة الصورة رجل وامرأة يحمل كل منهما لافتة يكتب فيها بالتبادل
عبارات مثل:"أنا شيعي", "هو سني", "أنا كردية" , "هو بهائي"...وهكذا
ليترجم في دقائق معدودة وعبارات قليلة انفجار الوضع الدامي في العراق
وتفجر الخلافات الاثنية ويشير من البداية اشارة بسيطة وكافية لأسباب كل هذا
كان فيلما جميلا حقا تأثرت به كثيرا ووقفت أشاهده مرات ومرات
ولا استطيع أن امحوه من ذاكرتي أبدا
27 مارس، 2009
جحيم حقيقي
كنت أجلس أمام الكمبيوتر بالأمس لإعداد النشرة..
يوم عادي..ونشرة عادية..ويأتي خبر..خبر أيضاً عادي..
لعل أكثرنا أعتاد عليه من تكراره كل يوم..
"مذبحة في شمال بغداد: انفجار سيارة مفخخة في أحد الأحياء..
القتلى 14 والجرحى 30"
خبر قصير جدا..فلننتظر قليلا لعلهم يوردون تفاصيل أكثر..
"يرتفع عدد القتلى إلى 16 والجرحى 35" لكن مازالت تنقص التفاصيل..
تزداد حدة الصداع الذي صار يصاحبني طوال الوقت..
ولكن في تلك اللحظة أشعر بحاجتي إلى مسكن قوي..
فحلقي يجف بشدة والدوار يصيبني..
أنهض لاشتري زجاجة ماء لتناول الدواء..
أعود لأجلس أمام الكمبيوتر..تأتي التفاصيل التي كنت أنتظرها
وليتها لم تأتي...
"أرتفع عدد القتلى إلى 20 والجرحى إلى 40"
كم تؤرقني هذه الفكرة..إنني أجلس هناك في مقعدي ساكنة..
بينما هناك أرواح تحصد..ومزيد من الدماء تسال..
وأنا أقرأ تفاصيل الخبر..تسمرت عيني على تلك العبارة..
سكنت جوارحي ولم أتمكن من ابتلاع ريقي..
نظرت إلى زجاجة الماء التي أمامي..والمقعد المريح الذي
أجلس عليه والمكتب الهادئ نوعا ما الذي يحيط بي..
واجتاحني شعور مميت بالذنب ..
بذلت مجهودا كبيرا حتى أحبس دموعي..
"جحيم حقيقي"
كانت هذه العبارة التي وصف بها الشهود ما حدث
ويكفينا لنتحقق من ذلك أن نعرف أن الانفجار حدث في سوق مزدحم
في بغداد..ومن له أن يموت في السوق أكثر من النساء والأطفال!
أم حاتم- أحد الشهود الفارين من الجحيم- أخذت تروي ما رأت
وما كان يحيط بها من جثث الأمهات والأطفال المتفحمة
والعربات المشتعلة..
النيران في كل مكان تلتهم كل شيء..
هذا ما رأته أم حاتم من داخل الجحيم..
لكني أنا من مكتبي رأيت أشياء أخرى تحترق في ذلك الجحيم..
رأيت البراءة والعدل والكرامة تشتعل فيها النيران وتداس بالأقدام...
وبالحديث عن العراق هل هناك أحد مازال يذكر منتظر الزيدي!
أم إنه تلاشي في غياهب الذكريات كغيره من الضحايا..
لكني لا أظن أن التاريخ سينسى أبدا عباراته التاريخية
التي كان يدافع بها عن نفسه رغم عدم حاجته لذلك..
تلك العبارات التي هي أفضل ما يلخص الوضع تماما..
فتأملوا ما قاله خلال محاكمته من عبارات مدمية للقلب..
قال الزيدي لاحظت بوش يتحدث ويبتسم وينظر إلي رئيس الوزراء
نوري المالكي بابتسامة جليدية بلا دم وبلا روح وأخذ يمزح
مع المالكي, ويقول إنه سوف يتناول العشاء معه بعد المؤتمر
وأضاف: في تلك اللحظة اسودت الدنيا في عيني وكنت اشعر أن
دماء الأبرياء تسير من تحت اقدامي وهو يبتسم تلك الابتسامة
قادما ليودع العراق في العشاء الأخير بعد أكثر من مليون شهيد
والخراب الاقتصادي والاجتماعي في البلاد.
وأضاف في تلك اللحظة شعرت أن هذا الشخص هو القاتل الأول
لشعبي فانفعلت ورشقته بالحذاء.
وأضاف أن بوش تحدث عن انتصاراته ومنجزاته في العراق
وتساءل: أي منجزات يتحدث عنها فقد قتل اكثر من مليون شخص
وانتهكت حرمة المساجد وقتل من فيها واغتصبت النساء
فضلا عن إذلال العراقيين في كل يوم وساعة,
فهناك أكثر من خمسة ملايين يتيم عراقي ومليون أرملة وثكلي,
بسبب الاحتلال !!
وفي الحقيقة لا أجد تعليق أفضل على ذلك من أبيات الشاعر نزار قباني
يوم عادي..ونشرة عادية..ويأتي خبر..خبر أيضاً عادي..
لعل أكثرنا أعتاد عليه من تكراره كل يوم..
"مذبحة في شمال بغداد: انفجار سيارة مفخخة في أحد الأحياء..
القتلى 14 والجرحى 30"
خبر قصير جدا..فلننتظر قليلا لعلهم يوردون تفاصيل أكثر..
"يرتفع عدد القتلى إلى 16 والجرحى 35" لكن مازالت تنقص التفاصيل..
تزداد حدة الصداع الذي صار يصاحبني طوال الوقت..
ولكن في تلك اللحظة أشعر بحاجتي إلى مسكن قوي..
فحلقي يجف بشدة والدوار يصيبني..
أنهض لاشتري زجاجة ماء لتناول الدواء..
أعود لأجلس أمام الكمبيوتر..تأتي التفاصيل التي كنت أنتظرها
وليتها لم تأتي...
"أرتفع عدد القتلى إلى 20 والجرحى إلى 40"
كم تؤرقني هذه الفكرة..إنني أجلس هناك في مقعدي ساكنة..
بينما هناك أرواح تحصد..ومزيد من الدماء تسال..
وأنا أقرأ تفاصيل الخبر..تسمرت عيني على تلك العبارة..
سكنت جوارحي ولم أتمكن من ابتلاع ريقي..
نظرت إلى زجاجة الماء التي أمامي..والمقعد المريح الذي
أجلس عليه والمكتب الهادئ نوعا ما الذي يحيط بي..
واجتاحني شعور مميت بالذنب ..
بذلت مجهودا كبيرا حتى أحبس دموعي..
"جحيم حقيقي"
كانت هذه العبارة التي وصف بها الشهود ما حدث
ويكفينا لنتحقق من ذلك أن نعرف أن الانفجار حدث في سوق مزدحم
في بغداد..ومن له أن يموت في السوق أكثر من النساء والأطفال!
أم حاتم- أحد الشهود الفارين من الجحيم- أخذت تروي ما رأت
وما كان يحيط بها من جثث الأمهات والأطفال المتفحمة
والعربات المشتعلة..
النيران في كل مكان تلتهم كل شيء..
هذا ما رأته أم حاتم من داخل الجحيم..
لكني أنا من مكتبي رأيت أشياء أخرى تحترق في ذلك الجحيم..
رأيت البراءة والعدل والكرامة تشتعل فيها النيران وتداس بالأقدام...
وبالحديث عن العراق هل هناك أحد مازال يذكر منتظر الزيدي!
أم إنه تلاشي في غياهب الذكريات كغيره من الضحايا..
لكني لا أظن أن التاريخ سينسى أبدا عباراته التاريخية
التي كان يدافع بها عن نفسه رغم عدم حاجته لذلك..
تلك العبارات التي هي أفضل ما يلخص الوضع تماما..
فتأملوا ما قاله خلال محاكمته من عبارات مدمية للقلب..
قال الزيدي لاحظت بوش يتحدث ويبتسم وينظر إلي رئيس الوزراء
نوري المالكي بابتسامة جليدية بلا دم وبلا روح وأخذ يمزح
مع المالكي, ويقول إنه سوف يتناول العشاء معه بعد المؤتمر
وأضاف: في تلك اللحظة اسودت الدنيا في عيني وكنت اشعر أن
دماء الأبرياء تسير من تحت اقدامي وهو يبتسم تلك الابتسامة
قادما ليودع العراق في العشاء الأخير بعد أكثر من مليون شهيد
والخراب الاقتصادي والاجتماعي في البلاد.
وأضاف في تلك اللحظة شعرت أن هذا الشخص هو القاتل الأول
لشعبي فانفعلت ورشقته بالحذاء.
وأضاف أن بوش تحدث عن انتصاراته ومنجزاته في العراق
وتساءل: أي منجزات يتحدث عنها فقد قتل اكثر من مليون شخص
وانتهكت حرمة المساجد وقتل من فيها واغتصبت النساء
فضلا عن إذلال العراقيين في كل يوم وساعة,
فهناك أكثر من خمسة ملايين يتيم عراقي ومليون أرملة وثكلي,
بسبب الاحتلال !!
وفي الحقيقة لا أجد تعليق أفضل على ذلك من أبيات الشاعر نزار قباني
ما للعروبة تبدو مثل أرملة
أليس في كتب التاريخ أفراح
20 مارس، 2009
وشهد شاهد من أهلها
خير اللهم اجعله خير يبدو ان بعض الجنود الاسرائيليين صحي ضميرهم
على غير العادة أو يظهر انهم عملوا محاولات مستميتة لتنييمه أو اماتته
ولم يتمكنوا,بدليل الفترة التي استغرقوها حتى يتكلموا(حوالي ثلاثة شهور)
ويبدوان فشلهم في اماتة ضميرهم ناتج عن بشاعة ما رأوا وما ارتكبوا
فمرتكب الجريمةأوالذي يكون شاهدا عليها لا تظن إنها ستتركه ينام في
راحة بال وسلام ,بل ستطارده حتى في أحلامه...
وهكذا "شهد شاهد من أهلها"على المذابح البشعة التي ارتكبها الجيش
الاسرائيلي ضد المدنيين في غزة اثناء عملية"الرصاص المنصهر"
ديسمبر2008-يناير2009
والغريب ان هذه الشهادات جاءت والعرب نيام نيام في العسل كالعادة..
فطبعا بعد ما قاموا ونددوا وشجبوا واستنكروا..كل حاجة رجعت كما كانت
والكل نسي طبعا وكأن الموضوع انتهى..ولتذهب أرواح الشهداء خاصة
الاطفال والنساء "هدرا" كالعادة و"يا عم هو حد فاكر هو أكل إيه امبارح"
المؤلم إن من لم يستطع السكوت هو مرتكبي الجريمة أنفسهم!!
فقد كشفت صحيفة ها آرتس الاسرائيلية عن شهادات قتل مروعة
ارتكبها جنود إسرائيليون خلال الحرب الأخيرة علي قطاع غزة,
حيث سهلت القيادات الاسرائيلية جدا أوامر بإطلاق النار وقتل المدنيين
وهدم المنازل والممتلكات الفلسطينية.
وأوضحت الشهادات الأولية لجنود شاركوا في الحرب علي غزة
صورة خطيرة تختلف كليا عن إدعاء الجيش الإسرائيلي بأنه جيش يتمتع
بأخلاق قتالية عالية وتنسف الكثير من الإدعاءات الإسرائيلية بأن الجيش
حافظ علي تجنب المدنيين.
ومن هذه الشهادات حالة امرأة قتلت مع ولديها برصاص
قناص إسرائيلي لأنه لم يتم ابلاغه انه قد أطلق سراحهم
بعد أن تم احتجازهم لأيام عديدة
وحالة أخري عن مقتل سيدة عجوز عندما كانت تسيرعلي بعد مائة متر
من منزلها حيث كانت هناك سرية من الجيش وقد أمر قائد السرية
بإطلاق النار علي هذه المرأة...فاضطر الجندي أن يتجادل مع قائد الوحدة
بأن هذا الأمر يجب أن يكون له كوابح..
فرد عليه قائد الوحدة أنه يجب قتل كل إنسان يتواجد في قلب غزة
وأن كل شخص موجود يعتبر مخربا وإرهابيا.
وقال جندي آخر في شهادته إن الجنود كانوا يكتبون علي الجدران
الموت للعرب وكانوا يأخذون صور العائلات الفلسطينية ويبصقون عليها
ويحرقون كل شيء يذكر العائلة بماضيها.. وأضاف أنهم كانوا يقولون لنا
إن حياة الفلسطينيين أقل أهمية من حياة جنودنا ..
وهؤلاء الجنود من ناحيتهم يبررون قتل هؤلاء الناس.
المهم إنه ازاء هذه الفضيحة المنشورة على صفحات الجرائد بل واذاعها
الراديو لم يجد وزير الدفاع الاسرائيلي مفراً من الاعلان عن فتح التحقيق
في الأمر(في الأول طبعا نفوا وقالوا انه ماعندهمش فكرة!!
لكن يظهر وجدوا ان شكلهم حيبقى وحش من حيث انهم
"واحة الديمقراطية في المنطقة"!!
المهم بص شوف وزير الدفاع المحترم بيقول إيه عشان حرقة الدم تكمل:
الاستاذ إيهود باراك في حديث لراديو اسرائيل دافع عن "الأخلاق العالية"
التي يتمتع بها الجيش الاسرائيلي معلنا أن هذا الجيش هو اعلى وأرفع
جيش "أخلاقاً" في العالم كله وإنه يعني ممكن تكون فيه بعض الاستثناءات
الطفيفة التي سيتم التحقيق فيها
وفي الحقيقة يبدو إن فعلا الجيش الاسرائيلي هو عبارة عن "استثناء كبير قوي"!!
وفي النهاية لا أعرف لماذا لا نستفيد من كل ذلك ونقتنص تلك الفرصة
لكشفهم على حقيقتهم أمام العالم
أم سنظل كالعادة نيام نيام
على غير العادة أو يظهر انهم عملوا محاولات مستميتة لتنييمه أو اماتته
ولم يتمكنوا,بدليل الفترة التي استغرقوها حتى يتكلموا(حوالي ثلاثة شهور)
ويبدوان فشلهم في اماتة ضميرهم ناتج عن بشاعة ما رأوا وما ارتكبوا
فمرتكب الجريمةأوالذي يكون شاهدا عليها لا تظن إنها ستتركه ينام في
راحة بال وسلام ,بل ستطارده حتى في أحلامه...
وهكذا "شهد شاهد من أهلها"على المذابح البشعة التي ارتكبها الجيش
الاسرائيلي ضد المدنيين في غزة اثناء عملية"الرصاص المنصهر"
ديسمبر2008-يناير2009
والغريب ان هذه الشهادات جاءت والعرب نيام نيام في العسل كالعادة..
فطبعا بعد ما قاموا ونددوا وشجبوا واستنكروا..كل حاجة رجعت كما كانت
والكل نسي طبعا وكأن الموضوع انتهى..ولتذهب أرواح الشهداء خاصة
الاطفال والنساء "هدرا" كالعادة و"يا عم هو حد فاكر هو أكل إيه امبارح"
المؤلم إن من لم يستطع السكوت هو مرتكبي الجريمة أنفسهم!!
فقد كشفت صحيفة ها آرتس الاسرائيلية عن شهادات قتل مروعة
ارتكبها جنود إسرائيليون خلال الحرب الأخيرة علي قطاع غزة,
حيث سهلت القيادات الاسرائيلية جدا أوامر بإطلاق النار وقتل المدنيين
وهدم المنازل والممتلكات الفلسطينية.
وأوضحت الشهادات الأولية لجنود شاركوا في الحرب علي غزة
صورة خطيرة تختلف كليا عن إدعاء الجيش الإسرائيلي بأنه جيش يتمتع
بأخلاق قتالية عالية وتنسف الكثير من الإدعاءات الإسرائيلية بأن الجيش
حافظ علي تجنب المدنيين.
ومن هذه الشهادات حالة امرأة قتلت مع ولديها برصاص
قناص إسرائيلي لأنه لم يتم ابلاغه انه قد أطلق سراحهم
بعد أن تم احتجازهم لأيام عديدة
وحالة أخري عن مقتل سيدة عجوز عندما كانت تسيرعلي بعد مائة متر
من منزلها حيث كانت هناك سرية من الجيش وقد أمر قائد السرية
بإطلاق النار علي هذه المرأة...فاضطر الجندي أن يتجادل مع قائد الوحدة
بأن هذا الأمر يجب أن يكون له كوابح..
فرد عليه قائد الوحدة أنه يجب قتل كل إنسان يتواجد في قلب غزة
وأن كل شخص موجود يعتبر مخربا وإرهابيا.
وقال جندي آخر في شهادته إن الجنود كانوا يكتبون علي الجدران
الموت للعرب وكانوا يأخذون صور العائلات الفلسطينية ويبصقون عليها
ويحرقون كل شيء يذكر العائلة بماضيها.. وأضاف أنهم كانوا يقولون لنا
إن حياة الفلسطينيين أقل أهمية من حياة جنودنا ..
وهؤلاء الجنود من ناحيتهم يبررون قتل هؤلاء الناس.
المهم إنه ازاء هذه الفضيحة المنشورة على صفحات الجرائد بل واذاعها
الراديو لم يجد وزير الدفاع الاسرائيلي مفراً من الاعلان عن فتح التحقيق
في الأمر(في الأول طبعا نفوا وقالوا انه ماعندهمش فكرة!!
لكن يظهر وجدوا ان شكلهم حيبقى وحش من حيث انهم
"واحة الديمقراطية في المنطقة"!!
المهم بص شوف وزير الدفاع المحترم بيقول إيه عشان حرقة الدم تكمل:
الاستاذ إيهود باراك في حديث لراديو اسرائيل دافع عن "الأخلاق العالية"
التي يتمتع بها الجيش الاسرائيلي معلنا أن هذا الجيش هو اعلى وأرفع
جيش "أخلاقاً" في العالم كله وإنه يعني ممكن تكون فيه بعض الاستثناءات
الطفيفة التي سيتم التحقيق فيها
وفي الحقيقة يبدو إن فعلا الجيش الاسرائيلي هو عبارة عن "استثناء كبير قوي"!!
وفي النهاية لا أعرف لماذا لا نستفيد من كل ذلك ونقتنص تلك الفرصة
لكشفهم على حقيقتهم أمام العالم
أم سنظل كالعادة نيام نيام
مصطلحات مألوفة 2
قنابل الغضب العنقودية
أغلب الناس الذين أعرفهم والذين لا أعرفهم يطلقون علي صفة غريبة
يرونها ملتصقة بي رغم إني لا أعرف لماذا لا أشعر بها نهائياً
إنهم يصفونني "بالهدوء" !!
لعل ذلك يرجع إلى صمتي الدائم وسكوني
ولكن في الحقيقة إنه هدوء "جبل الثلج" الذي يراه الناس هادئاً وساكناً
لكنه يخفي الكثير أسفله..
هكذا أبدو هادئة, والحمم تغلي بداخلي..والأعاصير تجتاحني..
لعل ذلك هو السبب في إني لا أشعر بذلك الهدوء الذي يتحدثون عنه..
وأحياناً كثيرة اتساءل ما كل هذا الغضب الذي يشتعل بداخلي
واحترق بنيرانه وابذل جهدا كبيرا حتى أكبح جماحه..
لكني أعرف إني أحياناً لا أتمكن من ذلك...فتنطلق قنابل غضبي
لتجتاح كل شيء أمامي مثل عناقيد تلك القنابل العمياء
التي تدمر كل شيء..
وعندما تهدأ ثورة الغضب..يأتي الندم القاتل..
والخجل من نفسي وما أرتكبت
حتى لو كان لدي حق..فليس لدي اي عذر ..
لكن يبدو أني أصمت كثيرا.. أصمت..أصمت..حتى أصل إلى تلك النقطة
نقطة الانفجار ..نقطة اللاعودة فينفلت الأمر مني تماماوأفقد السيطرة
رغم كل التوصيات والقرارات السابقة بعدم السماح بالوصول لهذا الحد..
لكن في الحقيقة الأمر الأشد إيلاما هو ذلك الغضب الدائم
الذي صار يعشش في نفسي
ويرزح بثقله على روحي ولا أجد منه مفر.. ولا أعرف له سبباً واضحا..
أو لعلي أعرف السبب..أو على الأصح الأسباب..لكني أتجاهلها..
فالشخص الذي يتسبب في كل هذا الغضب العارم..إذا واجهته بالفعل بذلك الغضب
وصببته عليه..وانفجرت فيه قنابلي..
لا أظن أني سأتمكن من النجاة بعدها...
فذلك الشخص ما هو إلا .."أنا"..
أغلب الناس الذين أعرفهم والذين لا أعرفهم يطلقون علي صفة غريبة
يرونها ملتصقة بي رغم إني لا أعرف لماذا لا أشعر بها نهائياً
إنهم يصفونني "بالهدوء" !!
لعل ذلك يرجع إلى صمتي الدائم وسكوني
ولكن في الحقيقة إنه هدوء "جبل الثلج" الذي يراه الناس هادئاً وساكناً
لكنه يخفي الكثير أسفله..
هكذا أبدو هادئة, والحمم تغلي بداخلي..والأعاصير تجتاحني..
لعل ذلك هو السبب في إني لا أشعر بذلك الهدوء الذي يتحدثون عنه..
وأحياناً كثيرة اتساءل ما كل هذا الغضب الذي يشتعل بداخلي
واحترق بنيرانه وابذل جهدا كبيرا حتى أكبح جماحه..
لكني أعرف إني أحياناً لا أتمكن من ذلك...فتنطلق قنابل غضبي
لتجتاح كل شيء أمامي مثل عناقيد تلك القنابل العمياء
التي تدمر كل شيء..
وعندما تهدأ ثورة الغضب..يأتي الندم القاتل..
والخجل من نفسي وما أرتكبت
حتى لو كان لدي حق..فليس لدي اي عذر ..
لكن يبدو أني أصمت كثيرا.. أصمت..أصمت..حتى أصل إلى تلك النقطة
نقطة الانفجار ..نقطة اللاعودة فينفلت الأمر مني تماماوأفقد السيطرة
رغم كل التوصيات والقرارات السابقة بعدم السماح بالوصول لهذا الحد..
لكن في الحقيقة الأمر الأشد إيلاما هو ذلك الغضب الدائم
الذي صار يعشش في نفسي
ويرزح بثقله على روحي ولا أجد منه مفر.. ولا أعرف له سبباً واضحا..
أو لعلي أعرف السبب..أو على الأصح الأسباب..لكني أتجاهلها..
فالشخص الذي يتسبب في كل هذا الغضب العارم..إذا واجهته بالفعل بذلك الغضب
وصببته عليه..وانفجرت فيه قنابلي..
لا أظن أني سأتمكن من النجاة بعدها...
فذلك الشخص ما هو إلا .."أنا"..
13 مارس، 2009
مصطلحات مالوفة
في بداية عملي في ترجمة الأخبار كنت أجد بعض الصعوبة ..
ولكن الكثيرون ممن سبقوني في العمل طمأنونني بأن الأمر يكمن
في معرفة بعض المصطلحات الصعبة الخاصة بذلك المجال السياسي
مثل "انفجار سيارة مفخخة, القنابل العنقودية, احياء عملية السلام,
خارطة الطريق (لو حد فاكرعنها حاجة)" إلخ..
فهذه المصطلحات هي مفتاح الترجمة, إذا تمكن منها المرء
فهذه المصطلحات هي مفتاح الترجمة, إذا تمكن منها المرء
وحفظها جيداً سهلت عليه الترجمة لأن الأخبار تتكرر عادةً كل يوم
وتتكرر معها صيغتها ومصطلحاتها..
وبالفعل سهل علي حفظ هذه المصطلحات الأمر كثيراً..
وبمرور الوقت ظهرت في حياتي أنا أيضاً مصطلحات أخرى
وبمرور الوقت ظهرت في حياتي أنا أيضاً مصطلحات أخرى
صارت مألوفة بشدة ..
وصارت مرتبطة بي لا تفارقني..
لكن معرفتي لها لم تسهل الأمر علي نهائياً .. بل أظن العكس...
ومن هذه المصطلحات:-
لكن معرفتي لها لم تسهل الأمر علي نهائياً .. بل أظن العكس...
ومن هذه المصطلحات:-
خيبة الأمل المفخخة
"الأمل شيء خطير..يمكنه أن يدفع المرء للجنون.."
هكذا قال "ريد" أحد أبطال فيلم "سجن شوشانك" الرائع
الذي لا أمل أبداً من مشاهدته..
حقاً الأمل خطير جداً.. ولا يشعر بذلك إلا من تجرع مرارة خيبته مثلي..
حقاً الأمل خطير جداً.. ولا يشعر بذلك إلا من تجرع مرارة خيبته مثلي..
كأس وراء الأخرى
وكلما شربت كأساً وتجرعت تلك المرارة الفظيعة التي تمزق أحشاءك..
وكلما شربت كأساً وتجرعت تلك المرارة الفظيعة التي تمزق أحشاءك..
ظننت انها الأخيرة..وأخذت قرارا حاسما ألا تعود لذلك أبدا..
وأن تكف عن التعلق بحبال الأمل الواهنة..
تفاجأ بنفسك تعود لتتجرع نفس الكأس مرة أخرى
رغم كل المحاذير التي أخذتها والعهود التي قطعتها على نفسك..
في كل مرة تتعهد بأن تدمر ذلك الأمل وتطيح به تماما..
في كل مرة تتعهد بأن تدمر ذلك الأمل وتطيح به تماما..
فما الذي يجعله يعود مرة أخرى...
وتفاجأ به وقد تسلل إلى نفسك دون أن تدري
وملأ قلبك بالنبضات دون أن تشعر أو ترتب لذلك..
وتكتشف ذلك فقط عندما تسير في طرقات الوهم
فتفاجأ بالخيبة وهي تتربص بك وتقبع في سكون في أحد الأماكن..
كسيارة مفخخة تبدو عادية المنظر ومألوفة
,وعندما تقترب منها تنفجر في وجهك لتمزق كل شيء وتتركك أشلاء مبعثرة ..
فليتني أستطيع أن أمحو ذلك الأمل من حياتي..ليتني أستطيع..
فليتني أستطيع أن أمحو ذلك الأمل من حياتي..ليتني أستطيع..
شبكة الوحدة العنكبوتية
تركتها تنسج خيوطها السوداء حولي وتحكمها علي دون أدنى مقاومة
..وقعت في براثنها ومهما حاولت الفكاك منها تذهب محاولاتي سدى
وعنكبوت الوحدة الأسود يظل هناك واقفاً على مقربة شديدة مني..
يظل يراقبني منتظراً اللحظة المناسبة..عندما تخور قواي تماماً..ليثب علي..يمزقني..وينهشني..ويجهز علي تماما..
وأنا أقف الآن متهاوية .. منهكة القوى..لا أشعر بما حولي..
ولا أرى شيئاً فالظلام الحالك يحيط بي..
أظل هناك بلا حراك منتظرة النهاية..موقنة من مجيئها..وأحياناً متمنية وصولها..وأحياناً محاولة الخروج من براثنها..
لكنها محاولات حمقاء ..تضيع سدى..وأعود منها شديدة الانهاك..
ليزداد إحكام الخيوط الجهنمية من حولي..
وادرك إنه لا مفر أبداًً...
10 مارس، 2009
عطر الأحباب
كيف يمكن لخبر ما أن يحدث تأثيرا في نفسك مختلفا تماما عما يحدثه في الآخرين..
كيف يمكن لخبر ما أن يدفعك للتفكير في أشياء لا يمكن أن تخطر على بال
أحد ممن استمع له أو شاهده..
الكل في إتجاه واحد مشدودين للحدث نفسه.. يفكرون في تداعيات الموقف
ويحللون ما حدث ويتناقشون في النتائج..
وأنت في اتجاه آخر تماما..
كأن الخبر تحول إلى بساط سحري يحملك إلى عوالم أخرى..
عوالم أسطورية..يتداخل فيها الحلم والحنين.. الألم والحسرة..
الشوق والأمل..
أحلام لا تستطيع أن ترويها لأحد..
أشواق لاتتمكن من التعبير عنها..
وأمال لا يمكنك تحقيقها..
لم يكن يتوجب علي الذهاب في ذلك اليوم إلى العمل,لكن زميلة طلبت مني الحضور بدلا منها..
وأنا في العادة لا أحب العمل في شفت الليل..لكني وافقت في النهاية نظرا لظروفها الصحية..
لم أكن أعرف ما ينتظرني..كنت أمني نفسي بنشرة هادئة نوعا ما..
وقد يكون هذا التعبير غريبا..ولكن ذلك لمن هو غير معتاد على الأخبار أي لمن يكتفي برؤية النشرة من حين لآخر بنصف أذن..أي لمجرد المتابعة لما يحدث في الدنيا..أو ليجد مادة للحديث إن تعذر ذلك..
فسيتعجب بالطبع من تعبير "نشرة هادئة"..كيف والنشرات م المستحيل أن تخلو هذه الأيام من الأخبار المروعة..أخبار الحروب والقتلى..
لكن في خقيقة الأمر -وعذرا لقولي هذا- لقد اعتدت هذه الأخبار وصارت بالنسبة لي أمراً عادياً..
أما النشرة الهادئة نوعا ما فأعني بها تلك التي تحمل أخبارا متفرقة..خبر من هنا وخبر من هناك..
تبدأ بالتصريحات المعتادة خاصة عن السلام وتحقيق الأمنأو الدعوات إلى الألتزام بالمعاهدات إلى آخره..
ولا مانع من خبر تفجير هنا أو هناك (وعادة يكون في العراق أو أفغانستان أو باكستان)
وخبر عن الجوع والفقر والمرض المستشري في البلد الفلاني في أفريقيا(وضع هنا أي أسم بلد أفريقي يعجبك)
وخبر عن زيارة من المسئول الفلاني للبلد العلاني..والتي عادة تحمل أهداف أخرى غير المعلن عنها وهكذا..
أما النشرة غير الهادئة فهي عندما ينفجر الوضع بشدة في أحد أركان العالم..مثلما حدث أيام العدوان الاسرائيلي على غزة..
فتجد حينئذ الخبر الواحد صار عشرات من الأخبار..تنهال عليك من كل مكان وعليك تجميعها وحذف التفاصيل والتي عادة تكون كلها هامة.. الأمر الذي يتطلب منك مجهودا مضاعفا وتركيزا عاليا وإلماما شديدا بالموضوع..
وتجد الوقت يجري سريعا وكلما ظننت إنك قد أنتهيت من اعداد الخبر تجد أحداثا جديدة قد تمت ستضطرك إلى تغيير كل ما قمت به...ولا يكون هناك وقت للأخبار الأخرى..
وهذا ما حدث في ذلك اليوم..فبينما كنت أمني نفسي بنشرة والسلام..وجدت الأمر قد أنفجر في أحد الأماكن...
لكنه ليس كباقي الأماكن..إنه مكان مثير للذكريات ..لكنها الذكريات المفعمة بالألم والحسرة..
ألم الفراق وحسرة البعاد..
كان الخبر عن اصدار المحكمة الجنائية الدولية أمر باعتقال الرئيس السوداني عمر البشير لاتهامه بجرائم حرب في دارفور..كنت أجلس أمام الكمبيوتر لأقوم باعداد الخبر وقد تعالت من حولي أصوات زملائي في حجرة التحرير..البعض يتناقشون في الخبر والبعض يتحدثون عن الأخبارعموما والآخرون يثرثرون بكلام عادي..
وفجأة لم أعد أسمع أي من هذه الأصوات فقد تناهى إلى سمعي صوت آخر ينبعث من التلفاز..صوت ساحركان له وقع مدهش في نفسي..ولو عرفتم حقيقة صاحب الصوت لأندهشتم من وصفي هذا تمام الدهشة..
فما كان ذلك الصوت سوى لمراسل سوداني في أحد القنوات الفضائية.. وفي الحقيقة لم يكن صوته هو الذي اسرني فهولايزيد عن كونه صوتا عاديا ..ولكن لهجته هي التي كان لها أثر السحر في نفسي..تلك اللهجة المحببة كثيرا إلى نفسي التي اشتاق لسماعها دائما لما تحمله من رائحة عطرة.. رائحة تلك الأيام التي كنت اسمعها فيها دائما في كل مكان... أشتاق لسماعها لما تبعثه في من ذكريات جميلة لأيام الطفولة البعيدة.. وإن كانت أيضا تعيد لي الشعور بالألم..ألم البعاد.. وألم العجز عن العودة..
وعندما ألتفت نحو مصدر الصوت انخلع قلبي من الصورة التي كان لها أثر أشد في نفسي..صورة تلك الوجوه السمراء المحببة إلى قلبي..تلك الوجوه التي كانت تحيط بي يوما ما..في المدرسة ..في الشارع..وفي البيت أيضا.. تلك الوجوه الجميلة ورائحتها العطرة التي تعيد الزمن إلى الوراء وتمسح كل الألم وتعيد كل الأحباب الذين رحلوا.. تعيدني طفلة من جديد وتعيد البراءة إلى قلبي والصفاء إلى نفسي..ذلك العطر الذي أتلمسه دائما ويدفعني كلما تصادف ورأيت أحد منهم ألا يحيد نظري عنهم.. أنظر إليهم كالمسحورة لعل النظرة تخفف بعضا من ألمي..
وأحاول الأقتراب منهم لعل في القرب حتى دون كلام بعض السلوى لقلبي..أتلمس فيهم عطر الأحباب الذين رحلوا ولن يعودوا أبداً..عطر الذكريات الجميلة..
وتنطلق الأحلام..
يامن يعيدني إلى هناك يوما واحدا..ساعة واحدة..
لأرى تلك الأماكن التي دفأتني جدرانها وتحمل لي ذكريات كثيرة..
لم يكن كلها جميلا حقا ولكن حتى الذكريات المرة لمرارتها طعما جميلا في حلقي ولعل ذلك بمقارنتها بالواقع...
وهكذا وبغض النظر عن الخبر نفسه ومدى الأختلاف معه..وبغض النظر عن حدوث هذا الأمر مباشرة بعد المذابح والجرائم التي ارتكبها اليهود في غزة دون أن يتحرك أحد من حماة حقوق الانسان... وبغض النظر عن تزامنه مع خبر انسحاب الوفود الأوربية مثل إيطاليا من مؤتمر التفرقة العنصرية لأنه ذكر فيه بعض الكلمات التي لم تعجبهم عن اسرائيل مؤكدين أن "عدم المساس باسرائيل" مبدأ لايمكن الحياد عنه مهما حدث,
وبغض النظر عن سياسة الكيل بمكيالين الصارخة
إلا إني في النهاية أتعجب من ذلك التأثير الغريب الذي يمكن أن يحدثه خبر ما..تأثير يبقى طويلا ويصعب شرحه..
كيف يمكن لخبر ما أن يدفعك للتفكير في أشياء لا يمكن أن تخطر على بال
أحد ممن استمع له أو شاهده..
الكل في إتجاه واحد مشدودين للحدث نفسه.. يفكرون في تداعيات الموقف
ويحللون ما حدث ويتناقشون في النتائج..
وأنت في اتجاه آخر تماما..
كأن الخبر تحول إلى بساط سحري يحملك إلى عوالم أخرى..
عوالم أسطورية..يتداخل فيها الحلم والحنين.. الألم والحسرة..
الشوق والأمل..
أحلام لا تستطيع أن ترويها لأحد..
أشواق لاتتمكن من التعبير عنها..
وأمال لا يمكنك تحقيقها..
لم يكن يتوجب علي الذهاب في ذلك اليوم إلى العمل,لكن زميلة طلبت مني الحضور بدلا منها..
وأنا في العادة لا أحب العمل في شفت الليل..لكني وافقت في النهاية نظرا لظروفها الصحية..
لم أكن أعرف ما ينتظرني..كنت أمني نفسي بنشرة هادئة نوعا ما..
وقد يكون هذا التعبير غريبا..ولكن ذلك لمن هو غير معتاد على الأخبار أي لمن يكتفي برؤية النشرة من حين لآخر بنصف أذن..أي لمجرد المتابعة لما يحدث في الدنيا..أو ليجد مادة للحديث إن تعذر ذلك..
فسيتعجب بالطبع من تعبير "نشرة هادئة"..كيف والنشرات م المستحيل أن تخلو هذه الأيام من الأخبار المروعة..أخبار الحروب والقتلى..
لكن في خقيقة الأمر -وعذرا لقولي هذا- لقد اعتدت هذه الأخبار وصارت بالنسبة لي أمراً عادياً..
أما النشرة الهادئة نوعا ما فأعني بها تلك التي تحمل أخبارا متفرقة..خبر من هنا وخبر من هناك..
تبدأ بالتصريحات المعتادة خاصة عن السلام وتحقيق الأمنأو الدعوات إلى الألتزام بالمعاهدات إلى آخره..
ولا مانع من خبر تفجير هنا أو هناك (وعادة يكون في العراق أو أفغانستان أو باكستان)
وخبر عن الجوع والفقر والمرض المستشري في البلد الفلاني في أفريقيا(وضع هنا أي أسم بلد أفريقي يعجبك)
وخبر عن زيارة من المسئول الفلاني للبلد العلاني..والتي عادة تحمل أهداف أخرى غير المعلن عنها وهكذا..
أما النشرة غير الهادئة فهي عندما ينفجر الوضع بشدة في أحد أركان العالم..مثلما حدث أيام العدوان الاسرائيلي على غزة..
فتجد حينئذ الخبر الواحد صار عشرات من الأخبار..تنهال عليك من كل مكان وعليك تجميعها وحذف التفاصيل والتي عادة تكون كلها هامة.. الأمر الذي يتطلب منك مجهودا مضاعفا وتركيزا عاليا وإلماما شديدا بالموضوع..
وتجد الوقت يجري سريعا وكلما ظننت إنك قد أنتهيت من اعداد الخبر تجد أحداثا جديدة قد تمت ستضطرك إلى تغيير كل ما قمت به...ولا يكون هناك وقت للأخبار الأخرى..
وهذا ما حدث في ذلك اليوم..فبينما كنت أمني نفسي بنشرة والسلام..وجدت الأمر قد أنفجر في أحد الأماكن...
لكنه ليس كباقي الأماكن..إنه مكان مثير للذكريات ..لكنها الذكريات المفعمة بالألم والحسرة..
ألم الفراق وحسرة البعاد..
كان الخبر عن اصدار المحكمة الجنائية الدولية أمر باعتقال الرئيس السوداني عمر البشير لاتهامه بجرائم حرب في دارفور..كنت أجلس أمام الكمبيوتر لأقوم باعداد الخبر وقد تعالت من حولي أصوات زملائي في حجرة التحرير..البعض يتناقشون في الخبر والبعض يتحدثون عن الأخبارعموما والآخرون يثرثرون بكلام عادي..
وفجأة لم أعد أسمع أي من هذه الأصوات فقد تناهى إلى سمعي صوت آخر ينبعث من التلفاز..صوت ساحركان له وقع مدهش في نفسي..ولو عرفتم حقيقة صاحب الصوت لأندهشتم من وصفي هذا تمام الدهشة..
فما كان ذلك الصوت سوى لمراسل سوداني في أحد القنوات الفضائية.. وفي الحقيقة لم يكن صوته هو الذي اسرني فهولايزيد عن كونه صوتا عاديا ..ولكن لهجته هي التي كان لها أثر السحر في نفسي..تلك اللهجة المحببة كثيرا إلى نفسي التي اشتاق لسماعها دائما لما تحمله من رائحة عطرة.. رائحة تلك الأيام التي كنت اسمعها فيها دائما في كل مكان... أشتاق لسماعها لما تبعثه في من ذكريات جميلة لأيام الطفولة البعيدة.. وإن كانت أيضا تعيد لي الشعور بالألم..ألم البعاد.. وألم العجز عن العودة..
وعندما ألتفت نحو مصدر الصوت انخلع قلبي من الصورة التي كان لها أثر أشد في نفسي..صورة تلك الوجوه السمراء المحببة إلى قلبي..تلك الوجوه التي كانت تحيط بي يوما ما..في المدرسة ..في الشارع..وفي البيت أيضا.. تلك الوجوه الجميلة ورائحتها العطرة التي تعيد الزمن إلى الوراء وتمسح كل الألم وتعيد كل الأحباب الذين رحلوا.. تعيدني طفلة من جديد وتعيد البراءة إلى قلبي والصفاء إلى نفسي..ذلك العطر الذي أتلمسه دائما ويدفعني كلما تصادف ورأيت أحد منهم ألا يحيد نظري عنهم.. أنظر إليهم كالمسحورة لعل النظرة تخفف بعضا من ألمي..
وأحاول الأقتراب منهم لعل في القرب حتى دون كلام بعض السلوى لقلبي..أتلمس فيهم عطر الأحباب الذين رحلوا ولن يعودوا أبداً..عطر الذكريات الجميلة..
وتنطلق الأحلام..
يامن يعيدني إلى هناك يوما واحدا..ساعة واحدة..
لأرى تلك الأماكن التي دفأتني جدرانها وتحمل لي ذكريات كثيرة..
لم يكن كلها جميلا حقا ولكن حتى الذكريات المرة لمرارتها طعما جميلا في حلقي ولعل ذلك بمقارنتها بالواقع...
وهكذا وبغض النظر عن الخبر نفسه ومدى الأختلاف معه..وبغض النظر عن حدوث هذا الأمر مباشرة بعد المذابح والجرائم التي ارتكبها اليهود في غزة دون أن يتحرك أحد من حماة حقوق الانسان... وبغض النظر عن تزامنه مع خبر انسحاب الوفود الأوربية مثل إيطاليا من مؤتمر التفرقة العنصرية لأنه ذكر فيه بعض الكلمات التي لم تعجبهم عن اسرائيل مؤكدين أن "عدم المساس باسرائيل" مبدأ لايمكن الحياد عنه مهما حدث,
وبغض النظر عن سياسة الكيل بمكيالين الصارخة
إلا إني في النهاية أتعجب من ذلك التأثير الغريب الذي يمكن أن يحدثه خبر ما..تأثير يبقى طويلا ويصعب شرحه..
06 مارس، 2009
مهزلة حقيقية
كان يوماً شديد الغرابة يوم أن عقدت قمتان عربيتان في نفس الوقت ..
قمة في قطر وأخرى في الكويت
وانقسم العرب كما يفعلون دائماً..
ولكن هذه المرة كانت مهزلة حقيقية..
وخرجت تصريحات عمرو موسى تتحدث بصراحة شديدة وعلانية لأول مرة
عن الفوضىالعارمة التي يعيش فيهاالعالم العربي..
عن الفوضىالعارمة التي يعيش فيهاالعالم العربي..
كان علي في هذا اليوم أن أقوم بتحرير النشرة
وقد أصابتني الحيرة الشديدة في كيفية تناول خبر القمتين وأيهما سنأخذه في النشرة
فهناك قمة نشترك فيها وقمة أخرى نقاطعها
وفي وسط حيرتي وجدت شجاراً قد أشتعل في القسم الفرنسي
الذين يجلسون بجواري في حجرة التحرير,
تعالت أصواتهم وهم يتناقشون في نفس الأمر "أي القمتين سيأخذون"
فريق يرى أن يتناولوا بالطبع قمة الكويت التي تشارك فيها مصر والسعودية
وفريق آخر يرى أنه من غير المناسب تجاهل القمة الأخرى
وفي وسط اشتعال الحوار وجدتني أهتف فيهم تلقائيا وبدون تفكير
"لقد انقسمنا نحن أيضاً كما انقسم العرب!!"
صمتوا لبرهة ثم انفجروا يضحكون..
ولو أني لم أكن حقاً أقصد أن ألقي هذه المزحة السوداء
فإلى أي حد وصلنا..بل أوصلوا بنا..وإلى أي حد سنصل ...
لا أعرف لكني أشعر بالخوف الشديد كلما فكرت في الأمر...
من يتهم من؟!!
أثناء العدوان الاسرائيلي على غزة ديسمبر 2008
والاتهامات تنهال على رؤوسنا بالخيانة
ويقود حملة الاتهامات بلد عربي"شقيق"
لست في حاجة لتسميته
فوجئت في الاهرام الصادر بتاريخ 14 يناير 2009
بنشر تحليل أخباري أصابني بالذهول
وبصراحة "حرقلي دمي"!!
سأورد منه بعض الفقرات
وهو لا يحتاج إلى أي تعليق
تحليل إخباري-أحمد موسي:
والاتهامات تنهال على رؤوسنا بالخيانة
ويقود حملة الاتهامات بلد عربي"شقيق"
لست في حاجة لتسميته
فوجئت في الاهرام الصادر بتاريخ 14 يناير 2009
بنشر تحليل أخباري أصابني بالذهول
وبصراحة "حرقلي دمي"!!
سأورد منه بعض الفقرات
وهو لا يحتاج إلى أي تعليق
وزير الخارجية القطرية
يعترف في حديث لقناة فوكس الأمريكية:
أبلغنا حماس بأنه لا نية لدي إسرائيل
لمهاجمة غزة أو المساس بالمقاومة!
قلت للإدارة الأمريكيةسوف أسحب القوات التي تحرس قواعدكم في قطر!
تســـاؤل: هل استخدمت قطر لخديعة حماس
وتضليلها قبل ساعات من العدوان؟
تحليل إخباري-أحمد موسي:
في الوقت الذي تهاجم فيه إسرائيل الفلسطينيين في غزة, خرج وزير الخارجية القطرية الشيخ حمد بن جاسم, بمفاجأة مثيرة ـ لم تقترب منها قناة الجزيرة ـ إذ أجري مقابلة مع قناة فوكس الأمريكية قبل عدة أيام, واعترف الوزير القطري بإرادته بأن وفدا إسرائيليا التقاه قبل الحرب مع وفد قطري رفيع المستوي في واشنطن,وكانت الإدارة الأمريكية حاضرة هذا الاجتماع, وجاء فيه: إنه لا نية جدية لدي إسرائيل لمهاجمة غزة أو المساس بحركة حماس, وقال الشيخ حمد بن جاسم: مما دعانا إلي إبلاغ ذلك لحماس بهدف طمأنتها, وبالتالي الحفاظ علي هدوئها الذي أبدته قبل الهجوم, وهدد: قطر قد تسحب قواتها المكلفة بحراسة القاعدة العسكرية الأمريكية في سيلة الحارثية الجاثمة علي الأراضي القطرية.هذا الاعتراف القطري بالصوت والصورة, يضع المسئولين القطريين علي المحك في دورهم الخطير في التورط مع إسرائيل في الهجوم علي غزة, سواء بالتواطؤ في خديعة وتضليل حماس, بعد استخدام قطر من جانب إسرائيل وإبلاغها بذلك الموقف العكسي قبل ساعات من الهجوم علي غزة.والاعتراف القطري من وزير الخارجية حول احتضان بلاده أكبر قاعدة أمريكية في الشرق الأوسط, يؤكد الدور الذي تلعبه تلك القاعدة في تهديد الدول وانطلاق المقاتلات لضرب الأهداف في البلدان المجاورة, وهو ما حدث في الغزو الأمريكي للعراق عام2003, فقد سمحت قطر بانطلاق الطائرات الأمريكية من داخل أراضيها بعكس السعودية التي رفضت هذا أو حتي استخدام الأجواء الجوية خلال طلعات الطائرات, وخلال الأيام الماضية وطبقا لدبلوماسيين غربيين,فإنه جري نقل أسلحة متطورة وقنابل ذكية وفوسفورية من قاعدتي العديد وسيلة الحارثية إلي إسرائيل, وأن هذه النوعية من الأسلحة استخدمت في ضرب الأنفاق والمنازل في غزة, كما أن تدريبات عسكرية أمريكية جرت الفترة الماضية لشن هجوم عسكري.
الاشتراك في:
الرسائل (Atom)