13 مارس، 2009

مصطلحات مالوفة


في بداية عملي في ترجمة الأخبار كنت أجد بعض الصعوبة ..

ولكن الكثيرون ممن سبقوني في العمل طمأنونني بأن الأمر يكمن
في معرفة بعض المصطلحات الصعبة الخاصة بذلك المجال السياسي
مثل "انفجار سيارة مفخخة, القنابل العنقودية, احياء عملية السلام,
خارطة الطريق (لو حد فاكرعنها حاجة)" إلخ..
فهذه المصطلحات هي مفتاح الترجمة, إذا تمكن منها المرء
وحفظها جيداً سهلت عليه الترجمة لأن الأخبار تتكرر عادةً كل يوم
وتتكرر معها صيغتها ومصطلحاتها..

وبالفعل سهل علي حفظ هذه المصطلحات الأمر كثيراً..
وبمرور الوقت ظهرت في حياتي أنا أيضاً مصطلحات أخرى
صارت مألوفة بشدة ..

وصارت مرتبطة بي لا تفارقني..
لكن معرفتي لها لم تسهل الأمر علي نهائياً .. بل أظن العكس...
ومن هذه المصطلحات:-



خيبة الأمل المفخخة


"الأمل شيء خطير..يمكنه أن يدفع المرء للجنون.."


هكذا قال "ريد" أحد أبطال فيلم "سجن شوشانك" الرائع
الذي لا أمل أبداً من مشاهدته..
حقاً الأمل خطير جداً.. ولا يشعر بذلك إلا من تجرع مرارة خيبته مثلي..
كأس وراء الأخرى
وكلما شربت كأساً وتجرعت تلك المرارة الفظيعة التي تمزق أحشاءك..
ظننت انها الأخيرة..وأخذت قرارا حاسما ألا تعود لذلك أبدا..
وأن تكف عن التعلق بحبال الأمل الواهنة..
تفاجأ بنفسك تعود لتتجرع نفس الكأس مرة أخرى
رغم كل المحاذير التي أخذتها والعهود التي قطعتها على نفسك..
في كل مرة تتعهد بأن تدمر ذلك الأمل وتطيح به تماما..
فما الذي يجعله يعود مرة أخرى...

وتفاجأ به وقد تسلل إلى نفسك دون أن تدري
وملأ قلبك بالنبضات دون أن تشعر أو ترتب لذلك..

وتكتشف ذلك فقط عندما تسير في طرقات الوهم
فتفاجأ بالخيبة وهي تتربص بك وتقبع في سكون في أحد الأماكن..
كسيارة مفخخة تبدو عادية المنظر ومألوفة
,وعندما تقترب منها تنفجر في وجهك لتمزق كل شيء وتتركك أشلاء مبعثرة ..
فليتني أستطيع أن أمحو ذلك الأمل من حياتي..ليتني أستطيع..











شبكة الوحدة العنكبوتية


تركتها تنسج خيوطها السوداء حولي وتحكمها علي دون أدنى مقاومة
..وقعت في براثنها ومهما حاولت الفكاك منها تذهب محاولاتي سدى

وعنكبوت الوحدة الأسود يظل هناك واقفاً على مقربة شديدة مني..

يظل يراقبني منتظراً اللحظة المناسبة..عندما تخور قواي تماماً..ليثب علي..يمزقني..وينهشني..ويجهز علي تماما..

وأنا أقف الآن متهاوية .. منهكة القوى..لا أشعر بما حولي..

ولا أرى شيئاً فالظلام الحالك يحيط بي..

أظل هناك بلا حراك منتظرة النهاية..موقنة من مجيئها..وأحياناً متمنية وصولها..وأحياناً محاولة الخروج من براثنها..
لكنها محاولات حمقاء ..تضيع سدى..وأعود منها شديدة الانهاك..
ليزداد إحكام الخيوط الجهنمية من حولي..

وادرك إنه لا مفر أبداًً...




ليست هناك تعليقات: