20 فبراير، 2009

من أنا!!


ما أصعبه من سؤال.. حتي إنني لا أتمكن من الإجابة عنه بعد أن أعياني التفكير فيه طويلاً.. فأنا أظنه واحداً من أصعب الأسئلة التي يمكن أن تواجه الانسان في حياته وإن كان يبدو في مظهره بسيطاً وسهلاً إلا إنه يحتاج إلى تفكير عميق للحصول على إجابة حقيقية وليس فقط إجابة مظهرية (خاصة بالمظهر الخارجي). فيمكنني أن أقول ما الداعي لكل ذلك التعقيد فالاجابة بسيطة:- أنا مجرد واحدة تعمل كمحررة ومترجمة للأخبار بالاذاعة ولها بعض المحاولات في الترجمة الأدبية PUNTO E BASTA كما يقول الإيطاليون (نقطة وانتهى الأمر). ولكني أظن إنها مجرد إجابة سطحية لا تشي بالكثير... لقد هالني ذلك السؤال في البداية خاصة عندما رأيت أن أغلب المدونات يختار أصحابها عبارات تنبئ عن شخصياتهم وتكون عميقة في مضمونها.. فماذا سأختار أنا ليكون واجهة تعكس العمق الحقيقي لي والذي لا أظن أن أحداً يعرفه ولا حتى أنا..حتى إني أشك في وجوده أصلاً... فأنا عندما أمعن التفكير في الأمر أجد أن شخصيتي تملك وجوهاً عديدة.. كل فريق من الناس يرى وجهاً واحدا فقط ً منها ..فالناس القريبون مني ويعيشون معي يرونني بطريقة ..والقريبون الذين لا يعيشون معي يرونني بطريقة أخرى .. والبعيدون الذين تربطني بهم صلة سطحية يرونني بطريقة مختلفة .. والبعيدون الذين لا تربطني بهم أي علاقة يرونني بطريقة غير ذلك أيضاً.... وفي النهاية أجدني أنا أرى نفسي بطريقة مغايرة تماماً لكل ذلك ...
فأين الصورة التي تعكس الحقيقة ويمكنني أن أقدمها كواجهة لشخصيتي وتعريف لمن لا يعرفني؟!
لقد دخلت في متاهة حقيقية يصعب الخروج منها بسلامة, ولاأحب أن أدخل فيها أحداً معي ولا أريد تعقيد الأمور أكثر من ذلك والاسترسال في الحديث عن نفسي... فكما قال الكاتب الكبير يحى حقي

التحدث عن النفس!
ياله من لذة ساحرة, تواضعها زائف,
ياله من ملل فظيع, يستحب معه الانتحار.
وفي غمرة محاولاتي للخروج من ذلك المأزق تذكرت تلك الأبيات التي قرأتها منذ سنوات للرائع صلاح جاهين
أنا شاب لكن عمري ألف عام
وحيد لكن بين ضلوعي زحام
خايف و لكن خوفي مني أنا
أخرس و لكن قلبي مليان كلام
عجبي!!!!
فعندما قرأت تلك الأبيات لأول مرة أصابتني الدهشة الشديدة لشدة توافقها معي وكأنها كتبت خصيصاً من أجلي وكأنهاكما يقال "لسان حالي" ...فكان تذكري لها فيه انقاذ لي من حيرتي ...فعذراً للشاعر العظيم إن استعرتها منه فقد تكون عنوان تعريفي...

ليست هناك تعليقات: