المضحك في الأمر إنني من أردت ذلك العمل بشدة, العمل في مجال الأخبار..
وكنت وأنا صغيرة أحلم بنافذة على العالم أتطلع منها على أخبار الدنيا ما يقال وما لا يقال...كنت أريد التعرف على أخبار العالم ونقلها ..لكن يبدو أني في سني الصغيرة تلك لم أكن أدرك حقيقة ما سيواجهني فعلاً...
ففي نهاية الأمر علي أن أكون محترفة تتعامل مع الاخبار..أخبار الدم والقتل والموت والظلم بحرفية كأنها نص مجرد ..
تتعامل مع الكلمات فقط بحيادية شديدة بلا مشاعر بلا مواقف..(وإن كان احتكاكي مع الوكالات العالمية جعلني أرى أن موضوع الحيادية تلك فيه قولان كبير)
وفي الحقيقة إنني أجد أحياناً صعوبة في ذلك ...
صعوبة في ألا أتأثر بالخبر وألا يصيبني الاكتئاب الشديد...
صعوبة في أن أكون بحرفية قائد الجيش الذي يبلغ الأم بفقدان أحد أبنائها في المعركة دون أن يطرف له جفن..
لكن ذلك لا يعني اننا في الأخبار شديدو المثالية فلا أنكر أننا احيانا نجد الاخبار قليلة فنتطلع إلى أي خبر لاكمال النشرة ..
ولا اخفيكم سرا أيضا إذا قلت اننا نشعر ببعض السرور عندما يأتينا خبر في ذلك الوقت الذي ننتظر فيه ..
لكن بلا شك أفضل حينئذ أن يكون مجرد خبر عادي كأخبار المقابلات الرسمية والزيارات عن أن يكون من تلك الاخبار المعبقة بالدماء و المآسي...
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق