لا أحد يختلف على دناءة ما ارتكبته اسرائيل من هجوم وحشي
على سفن اسطول الحرية
لكن لا احد ايضا يمكن ان يختلف على انه كان متوقعا جدا
وغريب ان هذا يثير دهشة البعض وكأن هناك احداً كان يظن
ان اسرائيل ستحترم لأول مرة أي قوانين
اسرائيل هي الطرف الوحيد بلا جدال الذي ينفذ على الفور
ما يريد..لا يلجأ للشجب والاستنكار..لا ينتظر انعقاد
الاجتماعات أو تكوين اللجان..بل تنفذ على الفور ولها حق
فهي لا ترى لها رادع بل على العكس تجد دائما المساند
والمشجع والمصفق ..فتضع نفسها فوق الجميع مادام
هذا الجميع مستسلم تماما
لكني رغم ذلك اصابتني الدهشة ليس مما فعلته اسرائيل
بل من ردود الافعال عليه..مازلنا حتى الآن كما نحن..
مهما حدث ومهما ارتكبت من مجازر لا يحرك فينا ساكنا..
نغضب ونغضب وكل هذا الغضب يتمخض فقط عن شجب
واستنكار وعقد اجتماع عربي "طارئ" بعد يومين
ولا اعرف حتى كيف طارئ وكيف بعد يومين..
وبالطبع الاجتماع نتيجته معروفة وهي مزيد من الشجب والاستنكار
نغضب وكل ما يمكننا ان نفعله ان ننظم مظاهرات ووقفات
لا يسمع بها احد من اساسه ولا تصل لأحد
بل ما زاد من دهشتي اننا حتى في غضبنا ومظاهراتنا
تقلصت مطالبنا فصار اقصى ما نتمناه هو طرد السفير
او سحب السفير كأنه اقصى ما يمكن تحقيقه..
فهل هذا هو الرد الكافي
وما يزيدني غيظا ان المطلب الثاني على الفور
يكون فتح معبر رفح!
وكأن هذا هو الحل السحري لكل المشاكل وكأن فتح المعبر
سينهي الاحتلال ويعيد الأرض وكأن مصر هي سبب
كل المصائب
وبصراحة الذين يصيحون في كل مناسبة مطالبين
بفتح المعبر انما يدللون على جهلهم الشديد وعلى عدم
متابعة الاخبار لأن ادنى متابعةمنهم للاخبار ستجعلهم
يدركون ان مصر بالفعل تفتح المعبر لمرات عديدة لدخول
المساعدات لغزة ومرور المرضى وفي الفترة الأخيرة
تكرر هذا الخبر لدرجة انني اقترحت على زملائي في الاخبار
ان نقوم بحفظ نسخة منه بدلا من تكرار ترجمته كل مرة
فمصر تدخل المساعدات ومرور المرضى لكنها لا تصاحب
هذا ببروباجنده استعراضية
وفي الاساس مصر قانونا ليس من حقها فتح المعبر
فهو يخضع للاتفاقية التي وقعها الفلسطينيون والاسرائيليون
والاتحاد الأوروبي والتي تقضي بان المعبر لا يتم فتحه
إلا في وجود ممثلين من هؤلاء الأطراف جميعا وهو
ما لا يحدث طبعا منذ انفراد حماس بغزة ولا اعرف حتى
الآن لماذا تم استبعادنا من هذه الاتفاقية ويُسأل في هذا
اخواننا الفلسطينيون
ورغم ذلك تقوم مصر بفتح المعبر على مسئوليتها
لكن باي حال لا يمكنها ان تفتحه بشكل دائم
لكن رغم ذلك هناك كثيرون لايحلو لهم إلا القاء المسئولية
فقط على مصر
حسنا إذا كانت مصر سيئة..فماذا فعل بقية العرب؟!
ونعود إلى الرد..الأمر ببساطة ليس له سوى رد واحد فقط
وهو معروف طبعا أم اننا تناسيناه واستكنا للشجب والاستنكار
لكنه ليس هناك رد غيره..وهذا الرد لا يتحقق من طرف واحد..
وانما يجب ان يشترك فيه الجميع فلن ينجح بغيرهم معا..
وهذا الرد لن يكون اليوم ولا غدا..بل يكون بعد تخطيط حقيقي
وترتيبات واستعدادات كبيرة (ولنا في نصر اكتوبر اسوة حسنة)
والأخوة الأعزاء الذين يحاولون من حين لآخر أن يجدوا
لهم دورا في المنطقة لو كانوا فعلا صادقين في نواياهم
لماذا لا يحاولون أن يكون ذلك بالاتفاق مع العرب ..
لماذا لا يضعون يدهم في ايدينا لنشترك معا في التخطيط
للرد الوحيد المناسب